جسّدت العملية الأخيرة في القدس المحتلة ردّ الشعب الفلسطيني على العدو الإسرائيلي وخيارات التطبيع والهرولة إلى التحالف معه، وأكدت إرادته في مواجهة مخططات تصفية القضية، كما كشفت عن نضج في الوعي بحقيقة أن الطريق إلى فلسطين تكمن في تحرّر خيارها المقاوم من حسابات أنظمة ترى في استمرار المقاومة مصدر تهديد لعروشها .
هي افتتاح سنة أخرى من عمر الانتفاضة، وعملية على مستوى نوعي سوف تجرّ وراءها، في ظل نجاحها، عدداً آخر من العمليات. وكانت المقاومة قد قررت منذ شهور الانخراط في الانتفاضة الشعبية عبر عمليات نوعية محدودة ومتقطعة ودون تبنٍّ مباشر، حتى لا تموت الانتفاضة أو تأكلها التسوية .
وفي استهداف الجنود، أمس، رسالة أحرجت الإسرائيلي وحصرته في موقف صعب لم يجد مخرجاً منه سوى التلطّي خلف «داعش والإرهاب العالمي»، فيما قدّم جنوده أسوأ صورة عن الجيش الذي سيواجه مقاومين أكثر تدريباً وتسليحاً .
الرسالة الأكثر أهمية أن القدس والمقدسيين، المتروكين وحدهم عزلاً في المواجهة، يثبتون مجدداً أن المدينة عاصمة الانتفاضات الفلسطينية كلّها، وأن تجربة الأسر لدى العدو لا تخرّج إلا الأبطال.