كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: ملفات صعبة أمام الحكومة التي يفترض أن تبدأ بعد نيل ثقة مجلس النواب الأسبوع المقبل ورشة عمل كبرى. فيما التحديات أمامها كبيرة، ما يتطلب تعاون الجميع لمواجهتها، لا سيما مسألة الانسحاب الاسرائيلي الكامل ووقف الخروقات والانتهاكات اليومية لاتفاق وقف النار.
جنبلاط
وأمس أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط أنه لا يمكن تحقيق سيادة لبنان فيما بعض أراضيه محتلة، وأنه يجب تحرير تلك الاراضي بما يتوافق مع الاتفاق الأميركي لوقف إطلاق النار والذي يتضمن تطبيق القرار الاممي 1701. واعتبر ان “استمرار إسرائيل باحتلال 5 نقاط في جنوب لبنان، يشكل تحديا للقانون الدولي وللمجتمع الدولي”.
وقال خلال استقباله رئيسة مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين في البرلمان الأوروبي إيراتكسه غارسيا بيريز Iratxe García Pérez والوفد المرافق، “ان لبنان يتقلب ما بين أوقات صعبة وأخرى واعدة، واننا في هذه اللحظات الصعبة نجد أنفسنا على مفترق طرق. فإما أن نسلك طريق الاصلاحات، او نستمر في متاهات لا متناهية من انعدام الأمل”.
وإذ شدد جنبلاط على مسؤولية الدولة اللبنانية في إعادة إعمار ما هدمته الحرب، لفت إلى أن هذا الأمر يحتاج أيضا إلى الدعم العربي والدولي.
واكد ان الحزب التقدمي الإشتراكي سيبقى ملتزماً بالمطالبة بتنفيذ القرار الأميركي المتعلق بوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وهدنة العام 1949. كما أكد أنه “يتوجب على لبنان أن يبقى السلاح فيه حصرا بيد المؤسسات الشرعية، وأن يكون الجيش اللبناني هو الوحيد المولج الدفاع عن أراضيه”.
واكد جنبلاط “ان حل الدولتين الذي تبنته القمة العربية في العام 2002 في بيروت، يبقى الحل الوحيد للصراع الأطول والمستمر في الشرق الأوسط”. وشدد على حق للفلسطينيين كأي شعب آخر، بإنشاء دولة مستقلة.
بيريز
من جهتها، اشارت بيريز إلى أن هدف مهمتها هو دعم كل ما يضمن الاستقرار في المنطقة، مشددة على أن الشرط الوحيد لضمان السلام في المنطقة هو عبر تطبيق حل الدولتين، بحيث يمكن للفلسطينيين أن يعيشوا بحرية في بلدهم، والأمر نفسه ينطبق على اسرائيل.
وأبدت بيريز أملها بأن يسير لبنان على سكة الإصلاحات التي يحتاجها، معتبرة انها لحظة أمل للبنان ولأوروبا التي تريد من هذا البلد ان يكون حليفا أساسيا لها في المنطقة، مؤكدة دعم الاتحاد الأوروبي المستمر للبنان.
ملفات الحكومة
وبانتظار نيلها ثقة المجلس النيابي، تنكب الحكومة الجديدة على دراسة ملفاتها المختلفة وإعداد مشاريعها الإصلاحية والتحضير لإطلاق ورشة إعادة الإعمار وتطبيق القرار 1701 وإتفاق وقف إطلاق النار. وفي هذا السياق ترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام اجتماعا في السرايا خصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الأضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية، والخطة الأولية لتمويل مشاريع إعادة الإعمار.
بعد الاجتماع أشار وزير المال ياسين جابر إلى أن البنك الدولي أعد دراسة اولية لمشروع إعادة الإعمار تتركز بشكل أساسي على البنى التحتية وإزالة الركام، لافتاً إلى أن كلفة المشروع حوالي مليار دولار والبنك الدولي سيقدم اولاً ٢٥٠ مليون دولار، وبمجرد إقرار هذا المبلغ ستكون هناك مساهمات من دول أخرى، من أجل السير قدما بالمشروع. اضاف، “الامر يحتاج الى جهد حتى نستطيع تحضير أنفسنا بسرعة لانجاح المشروع، الذي من الممكن ان يعرض في أواخر آذار على مجلس إدارة البنك الدولي، في هذا الوقت يكون للبنان يعمل على تحضير مؤسساته لمواكبة هذا المشروع، وإجراء التغيرات اللازمة كي يعتبر الإعمار بالنسبة للقوانين اللبنانية حالة مستعجلة”.
قمة الرياض
وفي إطار الرد العربي على خطة تهجير الفلسطينيين من غزة، تستضيف العاصمة السعودية الرياض، اليوم، قمة تشاورية تضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الأردن ومصر، لتعزيز التعاون والتنسيق بين هذه الدول.
ووفقاً لمصدر سعودي مسؤول، فإن هذا اللقاء يأتي في سياق اللقاءات الودية الخاصة التي جرت العادة على عقدها بشكل دوري منذ سنوات بين قادة مجلس التعاون والأردن ومصر، وذلك في إطار العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع القادة، وتسهم في تعزيز التعاون والتنسيق والتشاور بين دول المجلس والأردن ومصر.
وأشار إلى أنه “فيما يتعلق بالعمل العربي المشترك وما يصدر من قرارات بشأنه، فإنه سيكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة القادمة التي ستنعقد في جمهورية مصر العربية الشقيقة”.
ويأتي هذا اللقاء التشاوري للبحث بالتطورات التي تمر بها المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى بقية الملفات الإقليمية الأخرى. فالتنسيق بين هذه الدول أمر مهم لاعتبارات جيو – استراتيجية واقتصادية، كما أن دعوة ولي العهد السعودي لعقد هذه القمة واحتضان المملكة لها يعكسان الدور المهم والقيادي الذي تضطلع به الرياض على صعيد السياسة الإقليمية والدولية، كما في الوساطة المهمة والناجحة التي قامت بها المملكة بين الولايات المتحدة وروسيا مؤخراً.
اتفاق غزة
في غضون ذلك، سعت إسرائيل وحركة حماس لطي المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، وقررتا إطلاق سراح عدد من الأسرى في محاولة لتسريع إطلاق مفاوضات المرحلة الثانية، التي تناقش الوقف الدائم للحرب، واليوم التالي للقطاع.
وأعلن رئيس حماس في غزة خليل الحية، أن الحركة “قررت الإفراج يوم غد السبت عمن تبقى من أسرى الاحتلال الأحياء، المتفق على إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، وعددهم 6 أسرى”، مشيراً إلى “تسليم 4 جثامين لأسرى يوم أمس”.
وفي حال مضى الاتفاق، تكون إسرائيل قد حصلت في المرحلة الأولى على 33 أسيراً، ويتبقى لدى حماس 59 محتجزاً آخرين من بينهم 28 قتيلاً على الأقل.