كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: اكتمل عقد الدولة، وعقدت حكومة العهد الأولى إجتماعها الأول بعد أن التقطت الصورة التذكارية، وارتسمت معالم البيان الوزاري، الذي انكبت على صياغته لجنة وزارية ضمت الى رئيس الحكومة نواف سلام ونائبه طارق متري، وزراء المالية ياسين جابر، الثقافة غسان سلامة، الصناعة جو عيسى الخوري والاشغال العامة والنقل فايز رسامني.
رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أكد للوزراء أن “الانتماء والولاء يكونان للدولة وحدها، لا لأي جهة أخرى، والوزراء وُجدوا لخدمة الناس، لا العكس”. وحدد الخطوط العريضة لعمل الحكومة قائلاً: “ما سنعكف عليه هو إصلاح وتطوير الوزارات في ظل الدعم الدولي الكبير الذي تبلغناه. فالفرص متاحة لاقتناص هذا الدعم متى تم تنفيذ الإصلاحات المرجوة. المهم ليس فقط تأليف الحكومة، بل إثبات الثقة من خلال البدء بمكافحة الفساد وإجراء التعيينات الإدارية والقضائية والأمنية. المطلوب التصدي للقضايا الملحّة حاليًا، وفي مقدّمتها الموازنة العامة، الانتخابات البلدية والاختيارية، وكيفية تطبيق القرار 1701، مع تأكيد ضرورة الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط الحالي رغم التحديات القائمة”.
وأوصى الوزراء “بضرورة الامتناع عن توجيه أي انتقاد إلى الدول الصديقة والشقيقة، وعدم استخدام لبنان كمنصّة لهذه الانتقادات”.
وقال عون خلال الجلسة: “لا بلد مُفلسًا بل إدارة مُفلسة. فإذا كان البلد مُفلسًا، ينبغي عليه النهوض من خلال الإصلاحات التي سنعمل عليها جاهدين وزراء وحكومة. فلبنان، كدولة، هو الذي يحمي القطاعات ومرافقه كافة”.
من جهته، أوضح رئيس مجلس الوزراء نواف سلام ان الوقت ليس للتجاذبات السياسية، طالباً من الوزراء شفافية تامة في عملهم، والتفرغ الكامل لعمل وزاراتهم وترك اي عمل خاص جانباً، مؤكداً ضرورة الفصل بين العملين العام والخاص، وعدم الخلط بينهما.
اليوم الأول في السراي
وبعد انتقاله الى السرايا الحكومي أقيمت لرئيس الوزراء نواف سلام مراسم استقبال رسمية في الباحة الخارجية للسراي، وكان في استقباله الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية. وبدأ مهامه بتوقيع التعميم المتعلق بكيفية ايداع ملفات رئاسة مجلس الوزراء، ثم ترأس الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري التي ستعاود الاجتماع بعد ظهر يوم غد الخميس.
وفي إطلالته التلفزيونية الأولى بعد تشكيل الحكومة، أكد سلام اننا نريد استعادة ثقة المواطنين الذين عانوا من الكثير من الأزمات المالية والاقتصادية والتي تجاوز عمرها ست سنوات، إضافة الى انفجار مرفأ بيروت وكذلك من الحرب الأخيرة التي تعرض لها لبنان.
ولفت الى ان الإحصاء المركزي لمنصة العمل الدولية يقول إن رغبة الشباب في لبنان بالسفر تبلغ 69%. نريد أن نعكس هذا الواقع، مشددا على وجوب أن يشعر الشباب بأن لديهم فرص عمل وأمل، وأن نغيّر هذه المؤشرات .
وقال: “لقد فوّتْنا العديد من الفرص في لبنان، ولا يجب أن نستمر في ذلك”.
واعتبر انه فوّتْنا العديد من الفرص، ومنها ما بعد الانسحاب الإسرائيلي عام ٢٠٠٠، وكذلك بعد الانسحاب السوري من لبنان عام ٢٠٠٥، مؤكدا انه “كفى تفويتاً للفرص”، لافتا الى انه كان هناك ايضا انتقائية في تطبيق اتفاق الطائف.
ولفت الى انه اعتمد معيار البحث عن كفاءات تعمل في الشأن العام والسياسات العامة، أي أشخاص متمرّسين في هذا المجال. أما من ليسوا متمرّسين في السياسات العامة، فكان لا بد أن يكون لديهم قصص نجاح في مجالاتهم.
واعتبر رئيس الحكومة ان أبناء الجنوب، وبعد الحرب، اعتبروا أنفسهم مجروحين، ويجب مراعاة هذه الجروح وتضميدها، ولو تم تغيير وزير المالية، لكان ذلك اعتُبر انقضاضًا سياسيًا على الطائفة الشيعية، مشدداً على ضرورة عدم وجوب أن يشعر أي فريق بأنه منكسر، ولكن في الوقت نفسه، مؤكدا ان وزارة المالية ليست حكرًا على الشيعة في اتفاق الطائف، ولا يوجد أي عرف يكرّس ذلك.
المجلس المذهبي
وفي هذا السياق، رحّب مجلس إدارة المجلس المذهبي في اجتماعه الشهري الذي عقده برئاسة سماحة شيخ العقل – رئيس المجلس الشيخ د. سامي أبي المنى في دار الطائفة في بيروت، بإعلان مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة، وبالمناخات الايجابية التي سادت منذ انتخاب الرئيس جوزاف عون وبعد تسمية الرئيس الدكتور نواف سلام، والتي استكملت باختيار وزراء أكفّاء واعدين من ذوي الاختصاصات العلمية والأكاديمية والخبرات العملية، متمنّيا للحكومة النجاح في أداء المهام الكبيرة التي تنتظرها، بما يستجيب لحاجة البلد الملحّة وإعادة بناء قدرات الدولة ومؤسساتها، في لحظة تاريخية وحاسمة بالنسبة لمستقبل لبنان.
ورأى المجلس في بيان أصدره عقب الاجتماع “أن الآمال المعقودة على الحكومة تضاعف مسؤوليتها في مواجهة التحديات المتعددة، التي انهكت الوطن طيلة المرحلة المنصرمة، وأن من شأن إدراج الإجراءات الإصلاحية الجذرية التي وردت في خطاب القسم وبيانات رئيس الحكومة وتعهداته في متن البيان الوزاري لنيل الثقة النيابية على أساسه، إعطاء الدفع القوي للعهد والفرصة المناسبة للحكومة، لتحقيق التعافي الاقتصادي والأمن الاجتماعي والاستقرار العام، أملاً في تنفيذ باقي بنود اتفاق الطائف وتحقيق العدالة الاجتماعية والإنماء المتوازن وتعزيز السلم الأهلي وقيام الدولة الوطنية العادلة والجامعة، التي يتوق إليها اللبنانيون على كلّ المستويات”.
النائب جنبلاط في عين التينة
على خط آخر، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط بحضور النائب وائل ابو فاعور حيث تناول اللقاء بحث لتطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية وشؤوناً تشريعية.
مصير وقف إطلاق النار
من جهة أخرى، تعود نائبة المبعوث الخاص الى الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس الى لبنان خلال الأيام المقبلة، لمتابعة ملف الانسحاب الاسرائيلي من لبنان في 18 شباط الجاري، بعدما طلب رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من الرئيس دونالد ترامب خلال اللقاء في البيت الابيض تأجيل انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان لأسابيع عدة، ورفض لبنان أي تأجيل كما البقاء في أي من التلال الخمس الاستراتيجية التي أفيد ان اسرائيل عازمة على البقاء فيها بعد 18 شباط وهي جبل بلاط وتلال اللبونة والعزية والعويضة والحمامص.
وأشارت معلومات الى ان اتصالات تجري للبحث في امكانية انسحاب اسرائيل بالكامل من الاراضي اللبنانية يوم 18 شباط مقابل تمركز بعض قوات من “اليونيفيل” والفريق الاميركي في لجنة مراقبة تنفيذ الهدنة في التلال المشار اليها، مشيرة الى ان البحث ما زال جارياً في هذا السياق.
بدوره، استقبل قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عوده في مكتبه في اليرزة قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل Lieutenant General Aroldo Lázaro على رأس وفد، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والتطورات على الحدود الجنوبية، والجهود المبذولة لتطبيق القرار 1701. كما استقبل المحافظ البحري لمنطقة البحر الأبيض المتوسط في البحرية الفرنسية الأميرال Christophe Lucas ، وجرى التداول في علاقات التعاون بين جيشَي البلدَين.
على الارض، نفذت قوات اسرائيلية أمس أعمال تجريف وحفر ورفع سواتر عند تلة الحمامص قبالة مستعمرة المطلة. ايضا، حرقت المنازل في مركبا واطراف طلوسة. وسمع صوت قوي في اجواء القطاع الغربي ناجم عن انفجار جسم طائر غريب لم تحدد نوعيته في أجواء جنوب الناقورة.