الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية: “المقاومة الشعبية” تبدّد تضحياتها في أزقة بيروت.. الحكومة في مخاضها الأخير
الجمهورية

الجمهورية: “المقاومة الشعبية” تبدّد تضحياتها في أزقة بيروت.. الحكومة في مخاضها الأخير

كتبت صحيفة “الجمهورية”: ما جنته «المقاومة الشعبية» من بطولة في وجه الجيش الإسرائيلي المحتل في جنوب لبنان نهار الأحد، بدّدته «المسيرات غير الشعبية» في شوارع بيروت والجميزة وغيرها في الداخل، مساء.

نهاراً أربكت العدو ودفعت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا الى الإسراع في الضغط على إسرائيل لإرغامها على سحب قواتها في 18 شباط المقبل، وليلاً ضيّعت بوصلتها وتحرّكت في مواكب لا لزوم لها، وشوّهت نصاعة ما رسمته من مشاهد عزة وكرامة.

في السياق، قال ديبلوماسي عربي لـ «الجمهورية» إنّ «إسرائيل ارتكبت خطأ جسيماً بعدم التزامها الانسحاب ضمن المهلة المحدّدة بموجب اتفاق وقف العمليات العدائية بينها وبين لبنان، وقدّمت خدمة كبيرة إلى «حزب الله» الذي عرف كيف يستثمر هذا الخطأ ويعيد الاعتبار معنوياً الى نفسه وبيئته».

أضاف الديبلوماسي، انّ «الحزب بدوره ارتكب خطأ جسيماً بتشويه هذا النصر وحرقه في أزقة بيروت بلا أي موجب. فإذا كان الحزب وراء التحريض على «عرض العضلات» في الداخل، مشكلة، وإذا لم يكن له دور في مسيرات الاستفزاز، فكأنّه فَقَد السيطرة على أرضه، وبالتالي المشكلة أكبر. وفي الحالتين قدّم الحزب على طبق من فضة هدية مجانية لخصومه السياسيين.

خمس ملاحظات

إلى ذلك، سجّل مرجع سياسي لـ«الجمهورية» الملاحظات التالية:

1- نجح «حزب الله» وحركة «أمل» عبر «المقاومة الشعبية» في الجنوب بالضغط سياسياً وشعبياً من أجل دفع المعنيين في واشنطن وباريس للإسراع ببتّ الانسحاب الإسرائيلي.

2- أكّد الثنائي الشيعي من خلال سلمية التحرك الشعبي على عدم وجود نية بالعودة إلى الحرب، والتمسك باتفاق وقف إطلاق النار.

3- ثبت انّ المجتمعين الدولي والعربي كما الداخل الإسرائيلي، لا يريدون عودة التوترات والمواجهات العسكرية.

4- نجح الحزب في استثمار عدم الانسحاب الإسرائيلي، لترميم علاقته المتصدّعة مع بيئته، ولإظهار انّه لم ينته، وانّه قادر على استخدام وسائل مواجهة غير عسكرية.

5- وجّه الثنائي الشيعي رسالة في أكثر من اتجاه بأنّ موازين القوى الداخلية لم تتغيّر، وفي الوقت نفسه لتحسين شروطه التفاوضية في عملية تأليف الحكومة الجديدة.

تفاوض قاسٍ

إلى ذلك، علمت «الجمهورية» انّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قاد مفاوضات قاسية ولساعات طويلة في نهاية الأسبوع الماضي مع العواصم المعنية، وطلب من الإدارة الأميركية الجديدة والفرنسيين الضغط على إسرائيل من أجل انسحابها ضمن مهلة الـ60 يوماً لاتفاق وقف النار، فيما كانت إسرائيل تصرّ على تمديد المهلة حتى نهاية آذار المقبل، ما أدّى في النهاية إلى تحديد 18 شباط للانسحاب.

كما علمت «الجمهورية» انّ الرئيس جوزاف عون طلب من الأميركيين تأكيد التزامهم بمتابعة قضية الأسرى اللبنانيين البالغ عددهم 11، 7 خلال الحرب و4 الاحد الماضي، والعمل على إطلاقهم ضمن المهلة الفاصلة قبل 18 شباط.

بري… وميقاتي

وفي السياق، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، امس، في دارته، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفيرز.

وقال ميقاتي: «بعد التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب لعدم إعطاء إسرائيل أي عذر لعدم الانسحاب من كل الأراضي اللبنانية، وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 شباط 2025، ولكن هذا الامر يتطلّب في المقابل الضغط لوقف الاعتداءات الإسرائيلية والخروق المتكرّرة وتأمين الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة في الجنوب».

واستقبل رئيس الحكومة سفير فرنسا هيرفيه ماغرو في السرايا الكبير، وبحث معه في المساعي الفرنسية لمعالجة الوضع في الجنوب.

ومساء، أدلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتصريح الآتي: «تعليقاً على تصريح دولة الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي، بأنّه تشاور معنا حول إعطاء مهلة إلى 18 شباط المقبل مقابل الضغط لوقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، فإنّ الحقيقة أنني اشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى.

وكنت قد اتصلت بفخامة رئيس الجمهورية متمنياً عليه تبنّي هذا الاقتراح».

الحكومة هذا الأسبوع

وفي الملف الحكومي، علمت «الجمهورية»، انّ تأليف الحكومة لم يعد بعيداً، وإنما أصبح على قاب قوسين وأدنى، بعدما سُجّلت خطوات متقدّمة، ولم يبق سوى بعض النقاط التي يجري العمل على معالجتها.

وعلمت «الجمهورية» انّ الرئيس جوزاف عون طلب من الرئيس المكلّف نواف سلام الاستعجال، إذ انّ الوقت يمضي سريعاً، حيث انّ هناك البيان الوزاري وثقة المجلس النيابي، وكل هذا يأخذ وقتاً، « وبدأنا نقلع» قبل الدخول في شهر ثانٍ.

ويتوقع أن يزور سلام، الذي أبدى كل تجاوب مع إرادة الرئيس، قصر بعبدا خلال الساعات المقبلة لعرض صيغة شبه نهائية على الرئيس عون.

وعلمت «الجمهورية» انّ العمل بدأ بغربلة أسماء المرشحين للوزارة، وانّ خطوات متقدّمة أُنجزت خلافاً للانطباع السابق بأنّ الأمور معقّدة.

وبات من شبه المؤكّد انّ الحكومة قد ترى النور هذا الأسبوع، وستكون مؤلفة من أهل الاختصاص الذين لن يكونوا حزبيين بالمعنى الضيّق للكلمة ولكنهم مقبولون من الأحزاب وغالبيتهم من الوجوه الشابة مع مراعاة تمثيل المرأة اللبنانية.

دعوة إماراتية

من جهة أخرى، تلقّى الرئيس عون رسالة خطية من رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نقلها اليه القائم بأعمال السفارة الإماراتية في لبنان فهد الكعبي، تضمنت التهنئة بانتخابه رئيساً للجمهورية، ودعوة للمشاركة في القمة العالمية للحكومات التي ستُعقد في الإمارات من 11 إلى 13 شباط المقبل.

جمعية المصارف

واستقبل الرئيس عون رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير على رأس وفد من الجمعية، هنأه بانتخابه رئيسًا للجمهورية.

وشدّد الرئيس على «أهمية تضافر الجهود بين المصارف والدولة والمودعين لحل الأزمة القائمة»، وقال: «كل أزمة ولها حل، لكن الحل العادل لا يتمّ التوصل إليه من خلال طرف واحد بل بتضافر الجهود بين كل الأفرقاء».

وأوضح الرئيس جوزاف عون أنّ «الدول تضع شرطًا أساسيًا لمساعدة لبنان يتمثل بتشكيل حكومة والبدء بإصلاحات اقتصادية ومالية وغيرها من الإصلاحات، ما يشكّل المدخل لإعادة بناء جسور الثقة بين لبنان والخارج وعودة الاستثمار إلى ربوعه»، وقال: «ما لم نقم نحن بالإصلاحات في الداخل لن يأتي الخارج إلى لبنان، والكرة اليوم هي في ملعبنا، ولبنان يتمتع بالإمكانات والطاقات الفكرية، والحلول موجودة إذا ما صفت النوايا…».

وأعرب رئيس الجمهورية عن الأمل في «تعاون جمعية المصارف لإيجاد الحلول لما فيه خير المصلحة العامة ومصلحة لبنان»، وشدّد على أنّ رئيس الجمهورية «هو الحكم»، ولفت إلى أنّه يتعاطى مع مختلف القضايا من «فوق الطاولة».

وجدّد تأكيده على أنّ همّه الأساس «هو بناء دولة، فكفى لبنان ما تحمّله وهو الذي يصدّر طاقاته وإمكاناته إلى الخارج».

وأعرب عن الأمل «في تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن وإقرار بيانها الوزاري، على أن تكون الأولويات إجراء استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية بالتوازي مع الإصلاحات»، وشدّد على «أهمية تعزيز الثقة بالدولة».

وعن مسألة الـ«يورو بوندز»، قال الرئيس عون: «لبنان سيعمل على تطوير تصنيفه المالي لا البقاء على تصنيفه الراهن، وسأسعى لمعالجة الأمور العالقة وفق إمكاناتي والجدول الزمني المرتبط بها، واسترداد الثقة بالمصارف اللبنانية».

السفير الإيراني

واستقبل الرئيس عون سفير إيران مجتبى أماني على رأس وفد نقل اليه التهاني بانتخابه.

الميدان وانتشار الجيش

وفي اليوم الثاني للعودة، قُتل مواطن وجُرح 7 آخرون أحدهم حالته خطرة، نتيجة إطلاق جنود إسرائيليين النار عليهم لدى محاولتهم الدخول إلى قراهم.

وانتشرت وحدات من الجيش اللبناني امس في بلدة دير ميماس – مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.

وأصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه بياناً جاء فيه: «على خلفية قيام بعض المواطنين الذين يستقلون دراجات نارية ويرفعون أعلامًا حزبية بمسيرات في عدد من المناطق اللبنانية ليل أمس، تخلّلها إطلاق نار واستفزازات، ما يؤدي إلى تهديد السلم الأهلي، سيّرت وحدات من الجيش دوريات لمنع الأعمال المخلّة بالأمن والاستقرار، وأوقفت أشخاصاً عدة، فيما تستمر ملاحقة بقية المتورطين.

ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى التحلّي بالمسؤولية، والتصرف بحكمة حفاظًا على الوحدة الوطنية والعيش المشترك».

اعتداء على الإعلام

وقام عدد من الشبان بالاعتداء على فريق «المؤسسة اللبنانية للارسال»، الزملاء لارا الهاشم، طوني كيرلوس وروبير غصن، خلال تغطيتهم الإعلامية لدخول الاهالي والجيش إلى قرى القطاع الشرقي.

وعمد الشبان الى تكسير كاميرا الفريق وسيارات النقل المباشر في منطقة دير ميماس – كفركلا – الخردلي.

وأصيب جراء الاعتداء المستنكر الزميل كيرلوس برضوض استدعت نقله إلى المستشفى للمعالجة، كما تعرّضت الزميلة الهاشم والزميل غصن لكدمات.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *