الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: تمديد اتفاق وقف النار الى 18 شباط .. والحكومة هذا الأسبوع
الشرق

الشرق: تمديد اتفاق وقف النار الى 18 شباط .. والحكومة هذا الأسبوع

كتبت صحيفة “الشرق”: امس ولليوم الثاني توالياً، تقدم المشهد الامني الجنوبي على السياسي الحكومي نتيجة استمرار تدفق اهالي قرى الجنوب نحو قراهم على رغم سقوط عدد كبير من الشهداء اول امس التحق بهم آخرون اليوم واصابة العشرات، ومواكبتهم من الجيش اللبناني الذي لم تنفع نصائحه لهم بالتريث وعدم تعريض حياتهم للخطر، فنال النصيب من الشهادة ايضاً.

مشاهد العودة لاستعادة الكرامة المُعمَدة بالدم، نغصتها محاولات استغلالها حزبياً بمسيرات الدراجات النارية بأعلام حزب الله في عقر المناطق المسيحية مساء اول امس، استفزازا وايحاء بنصر لا يمت الى الحقيقة بصلة، مقارنة بحجم الخسائر التي تسبب بها الحزب لبيئته جنوبا وبقاعا وفي الضاحية الجنوبية لبيروت وللبنان عموماً. بيد ان حضور الدولة إبان العودة من خلال وجود الجيش ومواكبة الاهالي معطوفا على توقيف عدد ممن اخلوا بالامن خلال المسيرات الحزبية وملاحقة بقية المتورطين، بعث الطمأنينة في النفوس والثقة بالعهد الجديد وبإمكان تنفيذ خطاب القسم الرئاسي.

اما حكومياً، فغابت حركة اللقاءات والاتصالات في العلن واستمرت في الكواليس، واشارت المعلومات الى اتصال جرى بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام تناول الملف الحكومي وسط أجواء مشجعة تناقض الشائعات المتداولة، واذ توقعت ان يزور سلام الرئيس عون خلال الساعات القليلة المقبلة لم تستبعد احتمال ولادة الحكومة قبل نهاية الاسبوع.

التمديد وقاسم

على رغم موافقة لبنان الرسمي على تمديد اتفاق وقف النار حتى 18 شباط المقبل، استمر امس تدفق اللبنانيين الى القرى الجنوبية، وفي بعض المناطق رد الاسرائيلي باطلاق النار لمنعهم من الدخول ما تسبب بسقوط مزيد من الشهداء والاصابات. وبينما يواكب الجيش اللبناني مسيرات العودة ويحميها، اتجهت الانظار الى أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم،الذي وضع مسؤولية رفض تمديد اتفاق وقف اطلاق النار على الدولة اللبنانية ، مؤكدا ان المقاومة تحتفظ بحقها بالتصرف والمواجهة .

توسيع العمليات

في المقابل، اعلن رئيس “معسكر الدولة” الإسرائيلي، وعضو مجلس الحرب المُستقيل، بيني غانتس ان” يجب توسيع العمليات البرية والجوية في لبنان مشيرا الى ان حزب الله ينتهك الاتفاق يوميا”. من جهته، قال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر “ان حزب الله وأسلحته لا تزال على حدودنا.”وأوضح أنّ الانسحاب الكامل من لبنان رهن بانتشار الجيش اللبناني وإبعاد حزب الله إلى شمال الليطاني.

عون – ميقاتي

وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون استقبل امس في قصر بعبدا، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأخيرة في الجنوب في ضوء الاتصالات الجارية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من قرى وبلدات محتلة في الجنوب. كما تناول البحث شؤوناً وزارية وإدارية تتعلق بتصريف الأعمال.

لقاءات ميقاتي

وإستقبل ميقاتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت في السراي. كما التقى سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفرز وقال: “بعد التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب لعدم إعطاء إسرائيل أي عذر لعدم الانسحاب من كافة الاراضي اللبنانية، وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق حتى 18 شباط 2025، ولكن هذا الامر يتطلب في المقابل الضغط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية والخروقات المتكررة وتأمين الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي المحتلة في الجنوب”.

بري يوضح

وأدلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتصريح الآتي: “تعليقاً على تصريح دولة الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه الوفد الأميركي، بأنه تشاور معنا حول إعطاء مهلة الى 18 شباط المقبل مقابل الضغط لوقف الخروقات والإعتداءات الإسرائيلية، فإن الحقيقة أنني إشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى. وكنت قد إتصلت بفخامة رئيس الجمهورية متمنياً عليه تبني هذا الإقتراح”.

للتحلي بالمسؤولية

أمنيا ، وغداة مَسيرات حزب الله الاستفزازية في قلب بيروت مساء امس، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: على خلفية قيام بعض المواطنين الذين يستقلون دراجات نارية ويرفعون أعلامًا حزبية بمسيرات في عدد من المناطق اللبنانية ليل أمس، تخلّلها إطلاق نار واستفزازات مما يؤدي إلى تهديد السلم الأهلي، سيّرت وحدات من الجيش دوريات لمنع الأعمال المخلّة بالأمن والاستقرار، وأوقفت عدة أشخاص، فيما تستمر ملاحقة بقية المتورطين. ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية، والتصرف بحكمة حفاظًا على الوحدة الوطنية والعيش المشترك.

الجيش ينفي

الى ذلك، قالت قيادة الجيش في بيان ثان”نقلت إحدى الصحف الأجنبية معلومات حول ترتيبات أمنية مزعومة يقوم بها ضباط من الجيش لمصلحة جهة حزبية. إن قيادة الجيش تنفي هذه المزاعم نفيًا قاطعًا، سيما أنها تأتي في مرحلة دقيقة يتحمل فيها الجيش مهمات جساما. كما تؤكد القيادة أن ضباط المؤسسة العسكرية ينفذون مهماتهم في مختلف الوحدات بأعلى درجة من الاحتراف والمهنية تبعًا لأوامر قيادتهم”.

الجميل

في المواقف، دعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، “كلّ القوى السياسيّة لتسهيل عمل الرئيس جوزاف عون والرئيس المكلّف نواف سلام في تأليف حكومة”. وشدد في كلمة من قصر بعبدا، على أن “هناك تحديات كبيرة تواجه البلد الأمر الذي يحتاج إلى تضامن والوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية لمعالجتها”. وأضاف: “لا أظنّ أن أحدًا بعد يتأثّر بالبروباغندا”، ومن حق الجنوبيين العودة الآمنة إلى بلداتهم والموضوع ليس للمزايدات، وكلّ الثقة بالجيش الذي تقع عليه مسؤولية تأمين العودة.”وتابع: “كلّ كلامنا الإيجابي والمنفتح يُواجَه بحركات كالتي رأيناها ليلًا في شوارع بيروت، ومن لا يقبل بالإمتيازات لغيره لا يجب أن يقبلها لنفسه”.

اتصال بين عون وسلام

والحكومة هذا الأسبوع

أكّدت مصادر بعبدا أن الرئيس المكلف نواف سلام أجرى اتصالاً مع رئيس الجمهورية جوازف عون، والأجواء مشجعة في عملية تشكيل الحكومة، وتوقعت أن «يزور القصر الجمهوري خلال الـ 48 ساعة المقبلة». وأشارت المصادر إلى أن الرئيس سلام أحرز تقدماً في ملف التشكيل، وتوقعت أن «يتم التوصل إلى اتفاق قريب، وتتشكّل الحكومة خلال هذا الأسبوع، فالتفاؤل كبير جداً».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *