كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: لليوم الثاني على التوالي، تصدّرت مسيرة العودة المشهد الجنوبي، حيثُ استمر تدفّق اللبنانيين الى قراهم، بمواكبة من الجيش اللبناني الذي تابع انتشاره على الحدود، رغم الخروقات الإسرائيلية والإعتداءات على المواطنين بإطلاق النار والقذائف، إلّا أنها لم تشكّل عقبةً أمام الجنوبيين من الوصول الى قراهم والوقوف أمام منازلهم التي سُويت بالأرض، كما إلى المواقع العسكرية التي ينتشر فيها العدو ومواجهة دباباته وآلياته الفتاكة.
وكان الجيش اللبناني أعلن انتشار وحدات عسكرية في بلدة دير ميماس – مرجعيون في القطاع الشرقي ومناطق حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي منها، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، بينما سقط شهيدان وسبعة عشر جريحاً من بينهم طفل ومسعف بالنيران الإسرائيلية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة العامة.
مسلسل التعرّض للصحافيين مستمر
إلى ذلك، لا يزال مسلسل التعرّض للصحافيين يفرض نفسه مع الأحداث الأخيرة، حيثُ قام عدد من الشبان بالاعتداء على فريق “المؤسسسة اللبنانية للارسال” خلال تغطيتهم الإعلامية لدخول الاهالي والجيش إلى قرى القطاع الشرقي، كما عمد الشبان إلى تكسير كاميرا الفريق وسيارات النقل المباشر في منطقة دير ميماس – كفركلا – الخردلي.
تزامناً، أدان الحزب التقدمي الإشتراكي أي اعتداء على الإعلاميين من أي جهة كانت.
وأضافت مفوضية الإعلام في “التقدمي” في بيان أنه “على ضوء تكرار التعرض لوسائل الإعلام والاعلاميين من اعتداءات أثناء تغطيتهم عودة أهالي الجنوب إلى قراهم، وآخرها كان التعرض لفريق المحطة اللبنانية للإرسال بعد التعرض لفريق محطة أم تي في، تكرر المفوضية استنكارها ورفضها التعرض لأي صحافي وإعلامي إلى أي وسيلة انتمى، وعدم استخدام العنف أو أي شكل من أشكال الضغط تحت أي ذريعة”.
لقاءات في السراي على خط الجنوب
توازياً، وبعد إعلان لبنان الرسمي موافقته على تمديد مهلة وقف إطلاق النار لغاية 18 شباط، شهد السراي الحكومي لقاءات فرنسية وأميركية للبحث في التطورات الحاصلة، حيث إستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون ورئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفرز، كما سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وقد تم التشديد على أنَّ لبنان قام بتنفيذ البنود المطلوبة من التفاهم، إلا أنّ إسرائيل تماطل في تطبيق بنود التفاهم وما زالت تقوم بانتهاك القرار الدولي الرقم1701.
وفيما لفتَ ميقاتي إلى انه بعد التشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب لعدم إعطاء إسرائيل أي عذر لعدم الانسحاب من كافة الاراضي اللبنانية، وافقت الحكومة على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق حتى 18 شباط 2025، أوضح الرئيس نبيه برّي بالقول إنَّ “الحقيقة أنني إشترطت وقفاً فورياً لإطلاق النار والخروقات وتدمير المنازل وغيرها بالإضافة للتعهد بموضوع الأسرى، وكنت قد إتصلت بفخامة رئيس الجمهورية متمنياً عليه تبني هذا الإقتراح”.
قاسم: المقاومة صامدة
وفي أول تعليق بعد انقضاء مهلة الـ60 يوماً، لفت الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أن “ما جرى بالنسبة لخرق الاتفاق يؤكد حاجة لبنان إلى المقاومة، وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة صامدة”، مضيفاً: “عندما كان هناك مقاومة لم تتجرأ إسرائيل على التوغل ولكن حصل ذلك بعد الاتفاق”.
وحول الخروقات الإسرائيلية، قال قاسم: فكرنا بالردّ لكننا فضلنا الصبر، ولقد وافقنا على اتفاق وقف النار لاختبار قدرة الدولة، واضاف: “الانطباعات الدائمة لدى جمهورنا أننا منتصرون عسكرياً أدت إلى صدمته بعد الحرب الأخيرة، ونحن أيضا كجمهورنا تفاجأنا بطريقة وسرعة قتل قادة حزب الله بالحرب الأخيرة”.
أما على الصعيد الحكومي، فقال: “تعقيدات تأليف الحكومة هي لدى الآخرين وليست عندنا، والامور بيننا وبين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف سالكة”.
عُقدة الحكومة إلى حلحلة
حكومياً، غابت حركة اللقاءات والاتصالات في العلن واستمرت في الكواليس، حيث أشارت مصادر متابعة لـ”الأنباء” الإلكترونية الى اتصال جرى بين الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام تناول الملف الحكومي وسط أجواء مشجعة تناقض الشائعات المتداولة، وآذ توقعت المصادر أن يزور سلام الرئيس عون خلال الساعات القليلة المقبلة لم تستبعد احتمال ولادة الحكومة قبل نهاية الأسبوع، مشيرة إلى حلحلة دخلت على خط تولي الثنائي الشيعي لوزارة المالية، فيما يستمر النقاش في تفاصيل أخرى.
دعوة إماراتية إلى الرئيس عون
في سياق آخر، تلقى الرئيس جوزيف عون رسالة خطية من رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نقلها اليه القائم بأعمال سفارة دولة الامارات في لبنان فهد الكعبي، تضمنت التهنئة بانتخابه رئيساً للجمهورية، ودعوة الرئيس عون للمشاركة في القمة العالمية للحكومات التي ستعقد في الامارات خلال الفترة من 11 الى 13 شباط المقبل، ولالقاء كلمة رئيسية في حضور قادة الدول والحكومات وصناع القرار والمفكرين من اكثر من 140 دولة واكثر من 2000 مشارك من مختلف القطاعات من حول العالم.
بوغدانوف في دمشق اليوم
على صعيد آخر، وفي زيارةٍ هي الأولى من نوعها إلى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، كشفت مصادر رفيعة المستوى لـ”الأنباء” الإلكترونية أن نائب وزير الخارجية الروسية لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف سيقوم بزيارة العاصمة السورية دمشق، اليوم الثلاثاء، على رأس وفد كبير للقاء قائد الادارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع وعدد من المسؤولين في الخارجية السورية وفي أجهزة المخابرات، لبحث القضايا العالقة اثر انهيار النظام السابق والتطورات الأخيرة في سوريا والتي لم تأت في مصلحة روسيا.