الرئيسية / صحف ومقالات / اللواء: جوزاف عون رئيساً بإجماع وطني: برنامج واعد لإخراج لبنان من أزمة «الحكم والحكام».. ارتياح عربي ودولي واسع لإنهاء الشغور.. والإستشارات النيابية الأسبوع المقبل
اللواء

اللواء: جوزاف عون رئيساً بإجماع وطني: برنامج واعد لإخراج لبنان من أزمة «الحكم والحكام».. ارتياح عربي ودولي واسع لإنهاء الشغور.. والإستشارات النيابية الأسبوع المقبل

كتبت صحيفة “اللواء”: بعد الثانية من بعد ظهر الخميس 9ك2 (2025)، وبعد فراغ رئاسي استمر عامين وشهرين وبضعة أيام، انتخب مجلس النواب قائد الجيش العماد جوزاف عون بما يشبه الاجماع الوطني، ومشاركة كل الكتل تقريباً في عملية الاقتراع، رئيساً يحمل الرقم 14 لرئاسة الجمهورية الثانية، في خطوة شكلَّت انفراجاً سياسياً واسعاً، وارتياحاً شعبياً، وولدَّت دعماً دبلوماسياً عربياً ودولياً من أجل نقل لبنان من ضفة اللاستقرار والقلق والمخاوف من الانهيارات والتحولات والتغييرات الى ضفة الاستقرار واقامة الحساب لما هو حصل انطلاقاً من ارادة التوافق الوطني، بمشاركة المكونات الطائفية والكتل والاحزاب اللبنانية المشاركة في الحياة السياسية.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أنه مع انتخاب الرئيس جوزاف عون تنطلق مرحلة سياسية جديدة حدد معالمها في خطاب القسم الذي تلاه ويتطلب استثماره كماً عملا سياسياً وحكومياً ونيابياً واسعاً ، وأشارت إلى أن أهداف وضعها نصب عينيه ويعمل على تحقيقها في وقت لاحق.

واعتبرت هذه المصادر أن اولى اختبارات انطلاقة العهد هو ترجمة التعاون في تأليف الحكومة مع العلم أن اسم رئيس الحكومة بات يتردد وهو الرئيس نجيب ميقاتي دون أي حسم .

وبعد عودة الحياة إلى قصر بعبدا ، يزاول رئيس الجمهورية نشاطه اليوم الأول لتسلمه مهامه الدستورية حيث يعقد لقاءات علم من بينها الرئيس ميقاتي على أن يكون الأسبوع المقبل محطة أساسية له لإجراء استشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة مكلف تشكيل الحكومة.

المهم ان الجلسة انعقدت بحضور 128 نائباً، وانتخب العماد عون بـ99 صوتاً، بمن فيهم اصوات كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير، من زاوية ما اشار اليه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «بأننا اردنا من تأخير تصويتنا لفخامة الرئيس بأن نرسل الرسالة بأننا حماة الوفاق الوطني في البلد».

وكشف السفير المصري علاء موسى ان «الثنائي» صوَّت للعماد عون بعدما حصل على الاجوبة التي كان يحتاج اليها وذلك في الدورة الثانية.

انتخب العماد عون رئيساً للجمهورية، بمجموع 99 صوتاً. هو الرئيس الـ14 للجمهورية اللبنانية، والجنرال الخامس الذي يأتي رئيساً للجمهورية. والقى خطاب القسم امام نواب الامة وضمّنه تعهدات كثيرة وجوهرية دستورية وسياسية واصلاحية بينها اعداد قانون جديد للإنتخابات وتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة، وادارية وامنية واقتصادية ومعيشية- اجتماعية وتربوية وقضائية وبيئية، وتنموية تلحظ اعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي وحماية الحدود بتعزيز قوة الجيش، يحتاج تنفيذها الى حكومة متجانسة ومتفاهمة مع الرئيس لانكايات وسلبيات وتعطيل فيها، والى دعم نيابي بالتشريع لتحقيق الاصلاحات الموعودة.

ونجح عون في الوصول إلى سدة الرئاسة بالدورة الثانية، بعد تصويت نواب الثنائي حزب لله وحركة أمل له، عقب إخفاقه في الدورة الأولى بتحصيل المجموع الذي يخوله النجاح في الانتخابات وهو 86 صوتاً حيث نال 71 صوتاً، وهو الرقم الذي يعدل من خلاله الدستور ضمناً ليتمكن المجلس النيابي من انتخاب موظف درجة أولى بصفة قائد الجيش رئيساً للجمهورية. ولكن لوحظ ان عدد الاوراق البيضاء التي وضعت في صندوق الاقتراع في الدورة الاولى كانت صوتا لعدم تصويت نواب الثنائي والتيار الوطني الحر وبعض المستقلين والتغييرين فانخفضت في الدورة الثانية من 37 ورقة الى 9 اوراق فقط. بينما بقيت الاوراق الملغاة بين 4 و5، وحصل شبلي الملاط على صوتين في كلٍّ من الدورتين.

وحضر الجلسة الموفدان الفرنسي جان إيف لودريان والسعودي يزيد بن فرحان الموجودان في بيروت. إلى جانب ٧٢ سفيرا عربيا ودوليا، بينما غادر بيروت امس الموفد الأميركي اموس هوكشتاين بعد سلسلة لقاءات عقدها مع كبار المسؤولين، وحضر جلسة الانتخاب السفيرة الأميركية ليزا جونسون.

وبعد تلقيه التهاني بانتخابه في المجلس النيابي، غادر الرئيس عون الى قصر بعبدا ووصله في موكب رسمي، وعزفت موسيقى الجيش لحن التعظيم ثم النشيد الوطني. وحيا العلم اللبناني. في هذا الوقت، تم رفع العلم على السارية الرئيسية لمدخل القصر وفوق منزل الرئيس. بعدها استعرض رئيس الجمهورية كتيبة تشريفات من لواء الحرس الجمهوري. واطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيبا بالرئيس، بينما اطلق البواخر الراسية في مرفأ بيروت صفاراتها للمناسبة. بعد ذلك، صافح الرئيس المنتخب المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمدراء العامين في الرئاسة وقائد لواء الحرس الجمهوري.ثم انتقل الى صالون السفراء وسط صفين من رماحة الحرس الجمهوري، حيث التقطت له الصور الرسمية على كرسي الرئاسة، لينتقل بعدها الى مكتبه حيث تسلم وسام الاستحقاق اللبناني الوشاح الاكبر من الدرجة الاستثنائية والقلادة الكبرى لوسام الارز الوطني، والتقطت له الصور مرتديا الوشاح ومتقلدا القلادة.

وكانت شهدت الطريق الى القصر الجمهوري حضورا شعبيا كثيفا احتفاء بالرئيس المنتخب، لا سيما في مسقط رأسه بلدته العيشية.

وغادر الرئيس المنتخب القصر الجمهوري عائداً الى منزله على أن يستأنف نشاطه الرئاسي الرسمي صباح اليوم في القصر.وفي المعلومات، أن الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة تبدأ مبدئياً الأسبوع المقبل. ويبدأ اليوم الجمعة النشاط من الساعة .٩:٣ صباحًا.

تسويه ما قبل الانتخاب

وعقد اجتماع خلال فترة الساعتين الفاصلة بين جلستي انتخاب رئيس الجمهورية، بين النائبين علي حسن خليل ومحمد رعد وقائد الجيش للحصول على ضمانات منه تردد انها حول امور عديدة منها انسحاب الاحتلال واعادة الاعمار. وحول التمثيل الشيعي في الحكومة وليس الثلث الضامن او المعطل…وبعد التوافق معه قالا له مبروك. وجرى التصويت له رئيسا من قبل الثنائي.

وأفادت المعلومات ان التواصل بين عين التينة والموفد السعودي يزيد بن فرحان، استمر خلال ساعات الليل المتأخرة للبحث في مسار الجلسة والضمانات التي يطلبها الثنائي، لكن يبدو انها لم تصل الى النتيجة المرجوة، وظهر ذلك في تصويت نواب الثنائي للعماد عون بورقة بيضاء في الدورة الاولى.

وقال النائب علي حسن خليل في تعليق على انتخاب الرئيس جوزيف عون رئيسا للبلاد بالقول: عبرنا اليوم عن موقف له علاقة بإدارة هذه المعركة الانتخابية خلال المرحلة الماضية، والأهم أننا وصلنا إلى التوافق الوطني العريق، الذي أمن وصول قائد الجيش العماد عون.

أضاف حسن خليل في تصريح من مجلس النواب: اليوم، صفحة جديدة أنهت فترة الفراغ مما يتطلب تعاون كل المكونات مع بعضها، وما سمعناه من كلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يشجع على بناء علاقة ثقة بين المؤسسات للوصول إلى واقع أفضل.

ومع انتهاء مراسم الانتخاب والانتقال الى قصر بعبدا والتقاط الصور الرسمية، تلقى الرئيس عون سيلا من اتصالات وبرقيات التهنئة بإنتخابه من دول عربية وغربية كثيرة متمنية لعهده النجاح في تحقيق الاستقرار والازدهار للبنان والاصلاحات ومتعهدة بتقديم المساعدة للبنان. كما صدرت مواقف داخلية سياسية واهلية مهنئة ومرحبة بإنتخابه.

ومساء اعلن قصر الإليزيه: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور لبنان «قريبا جدا».

نفض الغبار

نفض مجلس النواب الغبار عن كرسي الرئاسة، وأزاح الفراغ الذي استوطن في قصر بعبدا على مدى سنتين وشهرين وتسعة أيام، من خلال إهداء قائد الجيش العماد جوزاف عون عشية عيد ميلاده الستين رئاسة الجمهورية ليتوّج الرئيس الرابع عشر للبنان، حاصدا تأييد 99 نائبا، فيما صوّت 9 نواب بورقة بيضاء، كما صوّت 12 نائبا بورقة «السيادة والدستور»، وحصل شبلي الملاط على صوتين، أما الأوراق الملغاة فبلغت 5.

وفُهم ان نواب «لبنان القوي» صوّتوا بتدوين عبارة «السيادة والدستور» والبعض منهم بورقة بيضاء في الدورتين، وهذا ما لم يحصل مع نواب «التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة» الذين صوّتوا بورقة بيضاء في الدورة الأولى، وفي الدورة الثانية جرى تعديل هذا الموقف وذهبت أصواتهم لصالح العماد عون. وقيل ان اجتماعا حصل بين عون والنائبين علي حسن خليل ومحمد رعد في مكان ما خلال فترة استراحة الساحتين، كما رصد حوار على الواقف بين السفير السعودي والنائب خليل قبل انطلاق العملية الانتخابية.

وما نغّص التفاهم شبه التام على انتخاب عون هو السجال فوق العادة الذي اندلع على جبهة النائب سليم عون من جهة، وجبهة النائبين بولا يعقوبيان وفراس حمدان، وقد استخدم في هذا السجال عبارات نابية من العيار الثقيل، مما استدعى تدخّلا من الرئيس بري طالبا الهدوء وشطب كل ما قيل من كلام من محضر الجلسة.

ويأتي صعود الدخان الأبيض من البرلمان بانتخاب رئيس الجمهورية بعد فشل المجلس على مدى 13 جلسة انتخاب من تحقيق هذا الهدف، وبعد حركة موفدين عرب وأجانب فشلت أيضا في تحقيق التوافق السياسي على شخصية تعبّد الطريق أمامها للوصول الى قصر بعبدا.

وكان الرئيس بري رفع جلسة الإنتخاب لساعتين،لأن الأمر بحاجة إلى هكذا خطوة.

وكان لافتاً أمس عدد المرات التي قاطع فيها النواب بالتصفيق الرئيس المنتخب الذي ألقى خطابا بعد القسم الدستوري، حيث توجّه الرئيس عون برسائل الى الداخل والخارج، ووصف بأنه خطاب جامع وتاريخي يحاكي كل ما يحصل في لبنان والمنطقة، عبر خارطة طريق سينفذها خلال سنوات عهده وهو قال: «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات».

أضاف: «إذا أردنا أن نبني وطنا فإن علينا أن نكون جميعا تحت سقف القانون والقضاء». وأكد أن «التدخّل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال».

ولفت عون الى ان «عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لإختيار رئيس حكومة يكون شريكا وليس خصما»، معلنا «سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة، كما سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح». أضاف: «اننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوبا وترسيمها شرقا وشمالا ومحاربة الإرهاب ويطبق القرارات الدولية ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، وقال: «آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض». وأكد «رفض توطين الفلسطينيين»، وقال: «نؤكد عزمنا لتولّي أمن المخيمات، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي ولن نصدّر للدول إلّا أفضل المنتجات والصناعات ونستقطب السياح»، داعيا الى «بدء حوار جديّ ونديّ مع الدولة السورية لمناقشة كافة العلاقات والملفات العالقة بيننا لا سيما ملف المفقودين والنازحين السوريين».

ارتياح عربي ودولي

ولاقت خطوة انتخاب العماد عون ارتياحاً وسعاً عربياً ودولياً.

وهنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان الرئيس عون لمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية.

وهنأ الملك عبدالله الثاني الرئيس اللبناني ووقوف بلاده الى جانب لبنان وسيادته وأمنه، وكذلك هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس متمنياً ان يتجاوز لبنان تداعيات العدوان الاسرائيلي.

واعرب امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد الرئيس عون عن رجائه بأن تمثل الخطوة بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار.

كما تلقى الرئيس عون برقية تهنئة من رئيس دولة الامارات الشخ محمد بن زايد آل نهيان، تمنى فيها للبنان الازدهار، متمنياً التوفيق للرئيس عون بتحقيق تطلعات شعبه الى التنمية والازدهار.

واعتبر الرئيس الاميركي في تهنئة الرئيس المنتخب حسب بيان البيت الابيض، ان يحظى بثقته، وهو الدعم المناسب، وقال: سيوفر عون قيادة حاسمة بينها وينفذ لبنان واسرائيل وقف الاعمال القتالية مع عودة مئات الآلاف من الناس الى ديارهم».

واكد الرئيس عون لنظيره الاميركي تطلعه الى تعاون وثيق بين البلدين.

وهنأت تركيا عون بانتخابه، وقالت الخارجية التركية: نأمل ان تساهم الحكومة المقبلة التي ستشكل في استقرار لبنان.

واكد الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين ان انتخاب عون خطوة نحو السلام والاستقرار في لبنان.

وحسب الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان ان مرحلة جديدة بدأت لم يشهدها لبنان في السباق، وأن رئيس الجمهورية هو عامل اضافي لتنفيذ القرار 1701، واتفاق وقف اطلاق النار..

وأعلنت السفيرة الأميركية ليزا جونسون لدى لبنان، بأننا «سعداء للغاية» لانتخاب جوزاف عون رئيسا للبلاد».

وأشارت السفارة الايرانية في بيروت في بيان، إلى «اننا نبارك للبنان الشقيق إنتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية في ظل أجواء توافقية جامعة».

ولفتت السفارة الايرانية الى اننا نتمنى لفخامته النجاح والتوفيق في مهمته، ونتطلع إلى العمل سوياً لتعزيز العلاقات بين الجمهوريتين الإسلامية الإيرانية واللبنانية والتعاون في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة لبلدينا ويعزز الإستقرار والإزدهار في المنطقة.

ورأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا غيرترود فون دير لاين في انتخاب عون «بارقة أمل» للبنان، بحسب ما نقلت وكالة «أ ف ب».

عودة يؤمن قيادة الجيش

ومنعاً للشغور في قيادة الجيش، كلف وزير الدفاع موريس سليم رئيس الاركان في الجيش اللواء حسان عودة تأمين قيادة الجيش لحين تعيين قائد اصيل للجيش اللبناني.

في الجنوب، استمر الجيش الاسرائيلي بعمليات تفجير المنازل، واقدم على نسف منازل في عيتا الشعب.

ونقل موقع اكسيوس عن مسؤولين اسرائيليين ان نتنياهو ووزير الدفاع كاتس وقيادة الجيش الاسرائيلي لا يريدون سحب القوات بالكامل من جنوب لبنان.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *