كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: ساعات قليلة تفصل عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، بعد تعطيل استمر لأكثر من سنتين وشهرين، باتجاه شبه محسوم لانتخاب رئيس، بعد سلسلة المواقف التي صدرت طوال يوم أمس دعماً لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وإن كان لبنان يبقى بلد المفاجآت و”ما تقول فول تا يصير بالمكيول”.
وبحسب المصادر المتابعة للاتصالات التي جرت في الساعات الأخيرة التي سبقت جلسة الانتخاب، أشارت عبر جريدة الأنباء الالكترونية إلى مجموعة معطيات تؤشر الى احتمال تصاعد الدخان الأبيض من ساحة النجمة اليوم، وانتخاب الرئيس العتيد المرجح ان يكون حامل لقب صاحب الفخامة وهو قائد الجيش. وذلك بعد أن نجحت المساعي الدبلوماسية بتوفير الدعم اللازم لضمان فوزه في هذا المنصب.
المصادر رأت أن هذه النتيجة جاءت بعد الحراك الدبلوماسي الذي شهده لبنان في الأيام الماضية المتمثلة بزيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان، واللقاءات التي أجراها مع غالبية الكتل النيابية، ثم عودته السريعة الى السعودية للقاء الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قبل وصول هذا الأخير الى بيروت ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين ومشاركته باجتماع لجنة الإشراف في الناقورة، وإعطائه ضمانات بانسحاب اسرائيل من كل القرى الجنوبية التي تحتلها، وتسهيل عملية انتشار الجيش في الجنوب وتطبيق القرار 1701، ثم وصول الموفد الفرنسي جان إيف لودريان للمشاركة بجلسة الانتخابات وقيامه بالاتصالات اللازمة لصالح التوافق الوطني. وأما المفاجأة فكانت بعودة بن فرحان الى بيروت لاستكمال الاتصالات قبل ساعات من موعد انعقاد الجلسة، التي يُتوقع أن تكون مثمرة وأن تشهد على انتخاب رئيس الجمهورية من الجلسة الأولى.
توافق عريض
وفي المواقف، أشار النائب غسان سكاف في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية الى توافق عريض حول اسم قائد الجيش العماد جوزف عون قد يتخطى الـ110 أصوات، مذكّراً بمواقفه السابقة بأن الهدف لا يقتصر فقط على مجرد انتخاب رئيس جمهورية، لأننا بحاجة إلى رئيس يملك القدرة على الجمع، ومشاركة كل مكونات الوطن في الحكم، معتبراً تصويت كتلة التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة مع التوافق الوطني العريض لصالح قائد الجيش خطوة مهمة جداً تدل على أهمية الصوت الشيعي بايصال المرشح التوافقي. وينفي كل ما قيل عن مقاطعة نواب أمل وحزب الله لانتخاب الرئيس. لأن التجارب علمتنا، عندما ينتخب الرئيس بأكثرية جامعة يستطيع أن يحكم، ويؤلف حكومة يتمثل فيها الجميع.
سكاف عزا هذا التحوّل الكبير لصالح إنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب قائد الجيش الى الجهود الدبلوماسية التي سجلت في الساعات الاخيرة. كما أشار الى الجهود الاميركية والفرنسية وكذلك القطرية والمصرية.
بدوره، توقع النائب مارك ضو في اتصال مع جريدة الأنباء الالكترونية انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية، لافتاً إلى أن جميع الكتل النيابية أعربت عن تأييدها له باستثناء نواب التيار الوطني الحر الذين يعارضون انتخابه، لافتاً الى أن نواب التغيير سينتخبون 9 من أصل 12 وأن المعارضين هم النواب: ملحم خلف، سنتيا زرازير وحليمة قعقور.
من جهته، أعرب النائب أحمد رستم عبر “الأنباء” الالكترونية عن إيمانه بحكمة رئيس مجلس النواب نبيه بري لانه يزن مواقفه بميزان من ذهب كما قال، فهو دائماً يعمل لمصلحة لبنان، وهو يدرك اكثر من غيره حاجة لبنان لرئيس جمهورية ينقذ الاقتصاد ويساعد على الأعمار، واصفاً لقاء النائب علي حسن خليل مع الموفد الفرنسي لودريان بالتحول الايجابي لدعم الثنائي الشيعي لقائد الجيش.
ووصف رستم انتخاب الرئيس بالخطوة المهمة بعد فراغ دام سنتين وشهرين، مضيفاً “آن الأوان لعودة لبنان الى الحضن العربي والشرعية الدولية”، مشيراً إلى أن كتلة الاعتدال الوطني أعلنت انها قررت دعمها لقائد الجيش العماد جوزف عون في الدورة الاولى والثانية والثالثة. ولن يكون للبنان رئيس جمهورية غيره فهو رجل المرحلة والقادر على إنقاذ لبنان مما يتخبط به من أزمات.
اللقاء الديمقراطي
بدورها، عقدت كتلة اللقاء الديمقراطي اجتماعاً بحضور الرئيس وليد جنبلاط، ورئيس الكتلة النائب تيمور جنبلاط ونواب اللقاء واصدرت في اعقابه بياناً جددت فيه موقفها الثابت بتأكيد انتخاب العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية. وأكدت على ضرورة عدم تصويت هذه الفرصة لتجاوز الازمات والبدء بمرحلة جديدة من استعادة المؤسسات وانتظامها، والانطلاق بعملية الإصلاح المطلوبة بعد تشكيل الحكومة. وقد كانت كتلة اللقاء الديمقراطي الداعم الاول لقائد الجيش، معلنة موقفها بشكل واضح منذ أكثر من أسبوع.
انسحابات
وفي ظل التطورات الجديدة والاتفاق على انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، أعلن الوزير السابق سليمان فرنجية انسحابه من السباق الرئاسي وتاييده قائد الجيش، وكذلك فعل الوزير السابق زياد بارود.