كتبت صحيفة “البناء”: أعلنت قوات سورية الديمقراطية عن فشل الوساطة التي أدارها الأميركيون بينها وبين الجانب التركي لتثبيت وقف إطلاق نار في منطقة عين العرب كوباني، حيث تفيد التقارير الإعلامية بحشود من الطرفين الكردي والتركي، استعداداً لمعركة يعتبرها الطرفان فاصلة في رسم الأحجام والأوزان للمرحلة المقبلة، حيث يقف من جهة الأتراك الذين رعوا معركة إسقاط النظام السابق، كما قال وزير الخارجية التركية حاقان فيدان، وأعاد التأكيد على ذلك كلام قاله الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمس، الذي قال إن ما جرى خطة تركية وأطماع سنوات بسورية، ومن جهة مقابلة القوات الكردية التي تقول واشنطن إنها الشريك الذي تحمل أعباء الحرب على تنظيم داعش، والذي يعلن الأميركيون رسمياً أنها حليفهم الثابت في سورية. وتدور المعركة حول هوية النظام الجديد في سورية، بين رؤية تركية تدعو لنزع سلاح قوات سورية الديمقراطية ووقف سيطرتها على الموارد النفطية ورؤية كردية تدعمها واشنطن لإعادة تنظيم سورية على الطريقة العراقية، بحيث يكرس ضمن الدولة السورية إقليم مستقل في كردستان يتمتع بقواته العسكرية المستقلة وموارده النفطية.
بالتوازي مع ما يجري في شمال سورية من تصعيد لم تهدأ الاعتداءات الإسرائيلية في مختلف المناطق السورية واستهداف مواقع الجيش السوري ومستودعات سلاحه، والتوغلات البرية تتوسع في جنوب سورية، مع تهديدات للأهالي بإخلاء القرى.
سياسياً، نشرت صفحة رئاسة الجمهورية السورية السابقة بياناً للرئيس السابق بشار الأسد أوضح فيه ظروف مغادرته دمشق باتجاه اللاذقية وصولاً إلى مطار حميميم والقاعدة الروسية وبقائه حتى مساء الأحد عندما سقطت سورية بالكامل فقرّر المغادرة.
في لبنان خاض ناشطون وإعلاميون معركة الإفراج عن الناشطات سحر غدار وغنى غندور وايفلين مهوس، على خلفية قرار توقيف في فرع مكافحة جرائم المعلوماتية، بموجب دعوى لقناة ام تي في، بسبب تغريدات وثقت ما نشرته القناة خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان وما تضمنته المنشورات من تحريض على قصف الأماكن المدنية السكنية والهيئات الصحية، وفيما تحرّك نقيب المحررين جوزيف قصيفي نحو وزير الإعلام مطالباً بحصر ملاحقة الصحافيين بالمراجعة أمام محكمة المطبوعات، أكدت رئيسة نقابة العاملين في مؤسسات الإعلام المرئي والمسموع رندلى جبور رفض ملاحقة الإعلاميات وتوقيفهن، وقاد رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية إبراهيم الموسوي تحركاً مع المرجعيات القضائية انتهى بالإفراج عن الناشطات ليل أمس.
فيما لا يزال الوضع الأمني على الحدود الجنوبية محل اهتمام رسمي ودولي في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي خروقه لاتفاق وقف إطلاق النار بموازاة ترقب لتداعيات الأحداث السورية على الداخل اللبناني، تقدّم الاستحقاق الرئاسي المشهد الداخلي مع بدء العد العكسي لموعد الجلسة المرتقبة لانتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل، حيث شهد يوم أمس، حركة سياسية ودبلوماسية لافتة لمحاولة تهيئة الأرضية للتوافق على مرشح أو أكثر قبل موعد الجلسة.
وعلمت “البناء” أن “المشاورات السياسية لم تصل بعد إلى اتفاق على مرشح واحد في ظل تباعد المواقف حتى بين الفريق الواحد، إذ أن أطراف المعارضة لم تتوصل إلى توافق في ما بينها على مرشح واحد ولا حتى الى مرشحين أو ثلاثة لوجود رؤى مختلفة لمواصفات المرشح وقراءات متعددة للواقع الداخلي الجديد بعد المتغيرات في لبنان وسورية والمنطقة، لا سيما أن رئيس حزب القوات اللبنانية لم يوافق على جملة أسماء عرضت عليه من حلفائه في المعارضة ربما لأنه يرى فرصة لترشحه أو يريد مقايضة موافقته على مرشح بأثمان سياسية كبيرة، فيما أطراف فريق الثنائي حركة أمل وحزب الله والحلفاء لم يتفقوا على مرشح واحد بديل عن الوزير السابق سليمان فرنجية إذا ما أعلن انسحابه من السباق الرئاسي لمصلحة قائد الجيش العماد جوزاف عون أو النائب في كتلته فريد الخازن، فيما رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لم يحسم أمره حتى الساعة ولم يعلن تأييده لمرشح معين بل يطرح مجموعة أسماء لاقى بعضها اعتراض الثنائي أمل وحزب الله وفرنجية ورفض بعضها الآخر من فريق القوات اللبنانية والوسطيين”.
وأشارت مصادر نيابية لـ”البناء” إلى أن المشاورات تكثفت خلال الأيام القليلة الماضية بين كافة الكتل والأطراف السياسية على أن تتبلور صورة جديدة للتحالفات بين الكتل لضمان الأكثرية النيابية لمرشح أو ثلاثة مرشحين إضافة الى ضمان ثلثي مجلس النواب النصاب القانوني والدستوري والميثاقي، ولذلك تدرس الكتل خياراتها وتجري مشاورات مع حلفائها واستمزاج آراء بعض الدول الخارجية المؤثرة في الملف الرئاسيّ على أن تتوضّع الصورة مطلع العام المقبل”، موضحة أن المشاورات تتركز حول عدة أمور: الأول تحديد مواصفات الرئيس المقبل، وتأمين أوسع مروحة تأييد للرئيس لكي تمكنه من إطلاق عجلة الدولة وتشكيل حكومة جديدة، والثالث تجميع الكتل الوسطية مثل كتل الاعتدال واللقاء التشاوري والمستقلون لكي تكون الكتلة المرشحة للرئيس المقبل”.
وكشف عضو تكتل “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني عن “كتلة وازنة من النواب السنّة ستبصر النور نهاية الشهر الحالي”. وقال: “ما زال تحرّكنا قائماً لحشد ما أمكن من شخصيات الخط الوسطي لتحقيق إجماع حول اسم رئيس للجمهورية يكون مقبولاً من الشعبين اللبناني والعربي ومن المجتمع الدولي”.
وأفادت مصادر مطلعة لـ”البناء” أن “هوية الرئيس باتت واضحة يحظى بتأييد سياسي ونيابي وازن وبدعم خارجي لا سيما غربي – خليجي، ولا يشكل استفزازاً لأحد ويشكل ضمانة لفريق المقاومة ولحزب الله ويوحّد ولا يفرّق اللبنانيين وقادر على التخاطب والحوار مع كافة الدول العربية والغربية”.
وشهدت عين التينة حركة سياسية ودبلوماسية محورية، حيث استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي الذي زار أيضاً السراي الحكومي واجتمع مع الرئيس نجيب ميقاتي.
وأكد بري، في تصريح مقتضب من عين التينة أن “الجو جيد وإن شاء الله هناك رئيس في جلسة 9 كانون الثاني”. والتقى أيضاً المرشح الرئاسي النائب نعمت افرام الذي قال إن “فرصة النجاح موجودة ومرتفعة، ولا “فيتو” عليّ من الخارج والعمل حالياً داخلي”. أضاف “أشكر الرئيس بري الذي أوصلنا بفضل جهوده المكثفة إلى اتفاقية لوقف العدوان مع الحفاظ على كرامتنا، ونأمل مع بداية العام الجديد التوصل إلى انتخاب رئيس”.
وأفادت وسائل إعلام محليّة بأن “وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي يؤكد المتابعة القطرية لاتفاق الجنوب والاستعداد لمساعدة لبنان في النهوض وإعادة الإعمار”، لافتةً الى أن “الخليفي أكد دعم انتخاب الرئيس في جلسة التاسع من كانون الثاني من غير أن يزكي أي اسم رئاسي”، وذكرت أن “الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني يصل اليوم إلى بيروت وسيبحث الملفات المتعلقة بالمستجدات السورية واللبنانية وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي”، مضيفةً “المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا جرى استبداله بأحد الأمراء في متابعة الملف اللبناني”.
كما استقبل بري الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط برفقة رئيس الحزب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، وقال جنبلاط الأب: “كنت مع تيمور في باريس وقابلنا في زيارة غير رسمية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعدت إلى لبنان ووضعت الرئيس بري بأجواء اللقاء وتحدّثنا بالأوضاع العامة وأهمية تثبيت وقف إطلاق النار وإدانة العدوان الإسرائيلي اليومي والخروقات اليومية عبر المسيرات وغير المسيرات”، وأضاف جنبلاط: “أعتقد أن بري مصرّ كما نحن نصرّ في الـ 9 من كانون الثاني يخرج الدخان الأبيض، وطبعاً كل شيء تغير في أسبوع، في أسبوع تغيرت سورية، هذا الموضوع هو للبحث والحديث لاحقاً وطويلاً والأحداث التي جرت في المنطقة زلزال، لذلك انتخاب رئيس للجمهورية ضرورة وتحصين البلاد وتحرير الجنوب ضرورة وإعمار الجنوب ضرورة”.
ورداً على سؤال في ما إذا كان متفائلاً من إمكانية انتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني، أجاب جنبلاط: “نعم أنا متفائل”.
وفيما تقدمت فرص النائب فريد هيكل الخازن كمرشح يوحد فريق الثنائي أمل وحزب الله وتيار المردة والحلفاء، وربما عدم ممانعة التيار الوطني الحر، بدأ الخازن مروحة لقاءات سياسية حيث زار جعجع. وأشار الخازن بعد اللقاء إلى أنّ “المطلوب اليوم تضامن وتوافق داخلي بالنسبة لحل الملفات اللبنانية”. وكشف أنّني “لمست من جعجع حرصه على أن يكون هناك انتخاب رئيس في 9 كانون الثاني”. وأكّد أنّ “التواصل مع سليمان فرنجية مفتوح وهو كان وضع مواصفات محدّدة وقد طرح بعض الأسماء من ضمنهم إسمي”. وشدّد الخازن على أنّ “هدفي من هذه الجولات ليس إعلان طرح إسمي لرئاسة الجمهورية”.
وليس بعيداً، أعلن النائب الياس بوصعب بعد لقائه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أن “هناك ضرورة لاستمرار النقاشات وهذا الأسبوع حاسم للتوصل إلى اتفاق حول اسمين أو ثلاثة أسماء للرئاسة ولا يمكن لفريق أن يفرض على الآخر خياره”. وقال: “نبحث عن اسم يجمع أكثر من 86 صوتًا لأنّ هناك جديّة للتوصّل إلى انتخاب رئيس في 9 كانون الثاني والخروج من الجلسة هو هروب من الواقع ولا نريد من أحد أن يضع أي مصلحة فوق مصلحة لبنان”. وأضاف: “نتأمل أن تكون جلسة 9 كانون الثاني حاسمة ويُنتخب الرئيس”.
على صعيد آخر، أفيد عن تعرّض شاب لبناني من بلدة بدنايل للخطف أمس الأول، أثناء قيامه بتوصيل عائلة سورية إلى الحدود السورية، حيث تمّ خطفه من قبل المعارضة السورية في منطقة الكفير، وفقاً لعائلته. وفي خطوة لافتة، أعطى الرئيس ميقاتي توجيهاته بإعادة فتح السفارة اللبنانية في دمشق بعدما كانت أقفلت خلال الأحداث الأخيرة، وذلك خلال اجتماعه مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، حيث تمّ البحث في الاتصالات الديبلوماسية الراهنة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية. كما تطرق البحث خلال الاجتماع الى الوضع في سورية.
وأشار ميقاتي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اليوناني الى أننا “تطرقنا إلى الوضع السياسي في لبنان وبحثنا في اتفاق وقف إطلاق النار وشدّدنا على تطبيق بنوده والتنفيذ الكامل للقرار 1701، كما أكدنا على الدور المهم للجيش اللبناني”. وشدّد على أن “رئيس وزراء اليونان أبدى استعداد بلاده لدعم الجيش، وطلبت منه إفادة لبنان بالخبرات الاقتصادية وخطط التعافي المالي ونعوّل على جهود اليونان الصادقة لدعم لبنان في المجالات كافة”.
وزار رئيس حكومة اليونان الرئيس بري في عين التينة وعرضا الأوضاع في لبنان والمنطقة.
ميدانياً، استهدفت مسيّرة الوادي بين مصيلح والنجارية في قضاء صيدا متسببة بسقوط 3 جرحى وفق وزارة الصحة. وعمد جيش الاحتلال الى تفجير ونسف منازل في بلدة الناقورة بالتزامن مع توغل داخل البلدة بالدبابات، وعملت قوة مشاة على تمشيط الناقورة بالرشاشات الحربية الثقيلة.