افتتح”مختبر الابتكار والتطوير وصناعة الإعلام (MIDIL)”، في كليّة الإعلام والفنون في جامعة المعارف، فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للصحافة الرقميّة وصناعة الإعلام الابتكاري بعنوان “تحولات الإعلام الرقمي: المتغيرات والابتكارات”، من بعد عبر منصة زوم، برعاية وزير الإعلام المهندس زياد المكاري، والامين العام للمجلس الوطني للبحوث العلميّة الدكتور تمارا الزين، وIEEE فرع لبنان ممثلا بالدكتور عبدالله قاسم، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء يمثلون أكثر من 20 مؤسسة أكاديمية ومهنية رسميّة وخاصة.
وأشار منسق المؤتمر الدكتور حاتم الزين إلى أن “المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين، شارك فيه ثلاثون باحثاً وأكاديمياً وخبيراً من تسع دول يمثلون 15 جامعة وعددا من المؤسسات وقد بلغ عدد الملخصات التنفيذية المقبولة 29 ملخصا”.
الطقش
واعتبر عميد كلية الإعلام والفنون الدكتور علي الطقش أن “المؤتمر هو أكثر من مجرد تجمع أكاديمي. إنه إعلان قوي للأمل، وللتفكير الابتكاري، ولتصميمنا المشترك على الاستمرار في تطوير وتحويل صناعة الإعلام، في لبنان والمنطقة، بالرغم من كل التحديات التي تحيط بنا”.
وأشار الدكتور الطقش الذي مثل رئيس جامعة المعارف في افتتاح المؤتمر إلى أن “برنامج المؤتمر يتضمن لهذا العام مجموعة غنية من النقاشات الحيوية التي تتناول موضوعات أساسية مثل تطوير الإعلام الرقمي، التقنيات الابتكارية، التحولات الصناعية، والسرديات المعقدة في منطقتنا”.
وأضاف: “من خلال استكشاف دور وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأزمات إلى دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على الإنتاج الإعلامي، نحن ندفع حدود الابتكار والبحث الإعلامي قدماً، سعياً منا كشركاء لتعزيز الشراكة مع معظمالجهات الفاعلة لوضع التكنولوجيا في خدمة الإنسان والحق والحقيقة، في زمنتُحارب فيه القيم ويتضاعف فيه الاستثمار في التضليل والدعاية والأخبارالكاذبة”.
وإذ عبر عن شكره وامتنانه لرعاة المؤتمر والمشاركين والطاقم الذي عمل على إعداده، قال الدكتور الطقش: “إن ما يجعل هذا المؤتمر استثنائيًا ليس فقطمضمونه، بل وجوده بحد ذاته. فرغم التضحيات التي قدمها وطننا العزيز خلال الحرب الإسرائيلية والتي طالت لبنان بكل أطيافه كما طالت الجسم الإعلامي والأكاديمي من طلاب وأساتذة وإداريين، سقطوا شهداء على مذبح الحقيقة والحرية، ورغم كل الآلام والتحديات الجسام التي قد تثنينا، اخترنا المضي قدمًا لأن سبيل الحياة والعطاء والعلم هو إكسيرُ استمرارنا، نستمده من عبق التضحيات ونصيغ منه منهجاً ثابتاً ورؤية واضحة. اخترنا الابتكار بدلًا من الجمود، والإبداع بدلًا من الاستسلام والعلم والمعرفة شعاراً لصناعة الحياة”.
قاسم
بدوره، شكر الدكتور قاسم الذي تحدث نيابة عن رئيس فرع فرع IEEE في لبنان الدكتور هادي كنعان لجميع المشاركين في المؤتمر “الذين سيقدمون رؤى ومسارات بحثية جديدة يتبعها الباحثون الشباب”، كما شكر للمتطوعين والمنظمين الذين قدموا الوقت والطاقة لإنجاح المؤتمر في ظل هذه الظروف الصعبة”، كما شكر لكل من ساهم في إنجاز هذه الفعالية العلمية.
ولفت إلى دور IEEE التي “هي أكبر منظمة مهنية تقنية في العالم مع ما يقرب من نصف مليون عضو في جميع أنحاء العالم… والغرض الأساس منها هو تعزيز الابتكار التكنولوجي والتميز لصالح البشرية. كما أنه يلهم المجتمع العالمي للابتكار من أجل غد أفضل من خلال المنشورات والمؤتمرات ومعايير التكنولوجيا والأنشطة المهنية والتعليمية التي يتم الاستشهاد بها بشكل كبير. إن IEEE هي “الصوت” الموثوق به لمعلومات الهندسة والحوسبة والتكنولوجيا في جميع أنحاء العالم”.
المكاري
واستهل المكاري، كلمته بتوجيه التحية “للتضحيات الجليلة التي قدمها الوطن خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان”، مشيدا “بوحدة الشعب بمختلف أطيافه في مواجهة تلك التحديات”. واعتبر أن “الأنشطة العلمية والإعلامية، كالمؤتمر الحالي، تلعب دورا أساسيا في تعزيز الوعي الوطني ومواجهة التحديات الراهنة”.
وأعرب عن شكره لجامعة المعارف على “تنظيم هذا المؤتمر، الذي يتناول موضوعا بالغ الأهمية وهو الذكاء الاصطناعي واستخدامه في الإعلام، خصوصا في الجوانب السلبية أو ما أطلق عليه “وجهة الشر”. وأكد أهمية “تناول هذه القضايا بهدف تعزيز الاستخدام الآمن لهذه التقنيات، وتعزيز المعرفة والبحث في مواجهة التحديات الإعلامية”.
وشدد على “الدور المحوري للشباب في التصدي لهذه التحديات”، مشيرا إلى أهمية “التعاون بين وزارة الإعلام والجامعات، خصوصا كليات الإعلام، لدعم مبادرات علمية تسهم في توجيه التكنولوجيا نحو الاستخدامات الإيجابية”.
وختم بالإعلان عن “مبادرة أطلقتها الوزارة لإعداد فريق متخصص لكشف الأخبار الكاذبة”، مؤكدا أن “هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية الوزارة لتعزيزالشفافية والمصداقية في الإعلام، وحماية المجتمع من تأثير الأخبار الكاذبة”.