كتبت صحيفة “اللواء”: في تداخل بالغ الخطورة، ويرفع من منسوب القلق الوطني، طغت الأحداث السورية المتسارعة على نحو دراماتيكي، لجهة تساقط المدن الكبرى في الشمال الواحدة تلو الأخرى، من حلب الى حماه، بانتظار التقدم باتجاه حمص، الامر الذي جعل الدول المعنية والمحيطة بسوريا، تعطي الاولوية لمراقبة ما يحدث على الأرض، من سيطرة المعارضة المسلحة وانسحاب الجيش السوري من نقاط تمركزه، لاعتبارات تتحدث عنها بياناته لجهة عدم تعرض حياة المدنيين للخطر.. مع اعلانه ان الجيش السوري أسقط مسيَّرتين فوق دمشق.
من الجهة اللبنانية، اتخذ الجيش اللبناني تدابير امنية على الحدود والمعابر خشية تدفق من النازحين السوريين باتجاه الحدود الشرقية، اذا ما تقدمت مجموعات المعارضة المسلحة باتجاه حمص، التي تشهد نزوحاً كثيفاً، قبل اقتراب المسلحين إليها..
وحظي موقف حزب الله الذي اعلنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، في ما خص التطورات الجارية في سوريا، باهتمام الاوساط السياسية، لجهة «فكفكة» بعض العبارات التي بقيت في اطار العمومية، وحتى الغموض.
واعتبر ان العدوان (في اشارة الى تحرك المعارضة المسلحة) ترعاه اميركا واسرائيل، و«سنكون كحزب لله الى جانب سوريا بما نتمكن منه».
إذاً، وفيما واصلت وحدات الجيش اللبناني تعزيز انتشارها في عددٍ من قرى الجنوب تطبيقاً لإتفاق وقف اطلاق النار، أكدت معلومات جهات رسمية مسؤولة لـ«اللواء»، بأن وحدات من الجيش اللبناني انتقلت للتمركز على الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا، لتعزيز القوات الموجودة هناك ومراقبة الحدود وضبطها بشكل اكبر، وتحسباً لأي طارىء، لا سيما بعد تقدم فصائل المعارضة السورية المسلحة نحو مناطق جديدة شمال سوريا، والاعلان عن نيتها التقدم نحو حمص وتحرير المساجين من سجن صيدنايا في ريف دمشق مقابل الحدود اللبنانية.
ومتابعة للوضع الجنوبي، استقبل الرئيس بري رئيس لجنة مراقبة إتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز والوفد العسكري المرافق، بحضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون والمستشار الإعلامي لرئيس المجلس علي حمدان، حيث جرى عرض للأوضاع العامة لاسيما الميدانية منها منذ بدء سريان وقف إطلاق النار ومهام اللجنة.
كما التقى الرئيس ميقاتي رئيس الوفد العسكري الفرنسي في اجتماعات اللجنة الخماسية المولجة مراقبة وقف اطلاق النار الجنرال غيوم بونشان قبل ظهر امس في السرايا. وشارك في الاجتماع سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو ومستشارا رئيس الحكومة السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي.
وفي خلال الاجتماع اكد رئيس الحكومة «ان اولويات الموقف اللبناني هي وقف اطلاق النار والخروقات الاسرائيلية، وانسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب.
وتأتي الزيارتان قبيل الاجتماع المقرر للجنة الاشراف اليوم في مقر الوحدة الايطالية العاملة في اطار قوات اليونيفيل في الناقورة، على المستوى التقني على ان تبدأ اللجنة مراقبة وقف النار الثلثاء المقبل بصورة عملية.
ومن وزارة الخارجية التي زارها الرئيس ميقاتي، قال: «منذ يومين استقبلت رئيس لجنة الرقابة على وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي، واليوم (امس) استقبلت الجنرال الفرنسي المشارك في اللجنة، وكان تأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من أي أراضٍ لبنانية تقدم إليها في الفترة الماضية، وهذا هو الأساس لنبدأ بالعمل الصحيح لإعادة السلام الى جنوب الليطاني ولكل الأراضي اللبنانية».
أضاف: «نحن اليوم، في أشدّ الحاجة لتضافر الجهود، ولأن نكون جميعا يدا واحدة وألا نتشاطر على بعضنا البعض.
وأكرر شكري للجهود الديبلوماسية التي قام بها الوزير بو حبيب وللديبلوماسيين على حركتهم المميّزة رغم انني أعرف ضآلة الامكانات والظروف الصعبة».
وردّا على سؤال، قال ميقاتي: «ان موضوع التشكيلات الديبلوماسية مرتبط بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، علما ان معالي الوزير يقوم بسد بعض الثغرات باجراءات موقتة».
وردّا على سؤال، قال: «ان التفاهم على وقف إطلاق النار هو نوع من الآلية التنفيذية لتطبيق القرار 1701. أولويتنا الوصول الى استقرار طويل المدى وانتخاب رئيس للجمهورية».
وختم: «موضوع سحب السلاح يحتاج الى وفاق وطني. ونحن نسعى للوصول الى إستقرار طويل الأمد، وأن تكون المرجعية للدولة وحدها وأن يتولى الجيش السلطة الفعلية على الأرض وأن نحميه».
ويستقبل الرئيس ميقاتي ظهر اليوم، رئيس حكومة اليونان كيرياكوس يتسوتاكيس الذي يصل الى بيروت ويزور السراي عند الواحدة والنصف، ويجري له استقبال رسمي، ثم يلي المحادثات مؤتمر صحفي مشترك.
واعتبر وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن ان وقف اطلاق النار صامد رغم الحوادث التي وقعت أخيراً.
وقال: نحن نستخدم الآلية التي وضعت عندما يتم الاعراب عن مخاوف بشأن وقوع الانتهاكات.
آلية الاشراف
وحول آلية الاشراف على وقف النار، وزعت السفارة الفرنسية بيانا صحافيا مشتركا صادرا عن وزارة أوروبا والشؤون الخارجية ووزارة القوات المسلحة وشؤون المحاربين القدامى الفرنسية جاء فيه: «آلية الإشراف على وقف إطلاق النار في بيروت، بإشراف العميد غيوم بونشان: ينصّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعته إسرائيل ولبنان في 26 تشرين الثاني ودخل حيّز النفاذ بتاريخ 27 تشرين الثاني، على آلية إشراف على وقف إطلاق النار تترأسها الولايات المتحدة الأميركية. ويجسّد اتفاق وقف إطلاق النار هذا ثمرة الجهود الديبلوماسية التي بذلتها فرنسا لمدة اشهر طويلة مع الولايات المتحدة الأميركية. ودعت فرنسا كل الأطراف إلى احترامه، على الأجل الطويل ووضع حد لأي عمل من شأنه تهديده».
ختم: «يمثّل العميد غيوم بونشان فرنسا في آلية الإشراف هذه. وسيدعمه زهاء عشرة موظفين عسكريين ومدنيين من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية ووزارة القوات المسلّحة. وستضمن آلية الإشراف متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، بالتعاون الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان. وستتعاون الآلية كذلك مع اللجنة العسكرية الفنية لدعم لبنان من أجل الإسهام في نهوض القوات المسلحة اللبنانية ونشرها في جنوب لبنان، التي تكرّر فرنسا تأكيد دعمها لها، في إطار تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
بري: دعوة هوكشتاين لحضور جلسة 9 ك2
رئاسياً، وتأكيداً لجدّية التوجه لإنتخاب رئيس للجمهورية، وجَّه الرئيس بري دعوة للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، لحضور جلسة التاسع من كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية في خلال اتصال هاتفي بينهما، وقد وعد الأخير بتلبية الدعوة.
ونقل عن مصادر عين التينة ان جلسة 9 ك2 ستكون جلسة انتخاب رئيس للجمهورية ولهذا الغرض دعا الرئيس نبيه بري السفراء للمشاركة في الجلسة، كما كان يحدث عادة في جلسات انتخاب الرئيس.
ونقل عن الرئيس بري انه اذا لم يحصل التوفيق بالانتخاب، فهو يدرس عدم اختتام المحضر، وعقد جلسات متتالية لانجاز الانتخاب، معتبرا ان موقف مستشار الرئيس الاميركي مسعد بولس يعنيه ولا يعني لبنان، فالكلمة الفصل هي للنواب والمجلس كمؤسسة سيدة نفسها.
جنبلاط في باريس
وتوجه النائب السابق وليد جنبلاط وصل إلى باريس امس الخميس، حيث من المتوقع أن يلتقي عددًا من المسؤولين الفرنسيين لمناقشة التطورات السياسية والأمنية في لبنان.
واشارت المصادر إلى أن الزيارة تأتي في وقت حساس على صعيد الاستحقاقات السياسية في لبنان، خصوصاً مع اقتراب موعد انتخابات رئاسة الجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل.
اضافت انه لن تقتصر لقاءات جنبلاط على الأوضاع الداخلية اللبنانية، بل ستشمل أيضًا تطورات الوضع في جنوب لبنان، خاصةً في ظل تطبيق القرار الأممي 1701، والذي يُشرف عليه الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز مع الضابط الفرنسي غيوم بونشان من خلال لجنة المراقبة المشتركة.
وتعتبر زيارة جنبلاط لباريس خطوة مهمة في إطار تحركاته الدبلوماسية الهادفة إلى تقريب وجهات النظر بين مختلف القوى اللبنانية، بما في ذلك «حزب لله» و«القوات اللبنانية» حول الملفات الخلافية ومنها الاستحقاق الرئاسي، لا سيما في ظل الانقسام السياسي الكبير الذي يشهده لبنان. وبحسب المصادر، يسعى جنبلاط إلى لعب دور الوسيط بين الأطراف المختلفة في لبنان، وهو ما يعكس أهمية كتلته النيابية «اللقاء الديمقراطي» التي تضم 8 نواب، وتعد من القوى الحاسمة في تحديد مواقف مجلس النواب.
باسيل: مسافة مع معراب
ورأى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل انه يجب انتخاب رئيس في جلسة 9 ك2، و«نحن بدأنا العمل، ولا يمكن التأخير اكثر في هذا الملف».
وقال: لم نكن سلبيين بموضوع ترشيح جعجع لرئاسة الجمهورية عندما طرح علينا، وهذا حقد، فهو لديه تمثيل، واذا استطاع تغيير مقاربة فلا مانع لدينا.
وفي معرض الرد على ما يعلن حزب عن انتصارات اعتبر باسيل ان ما حصل يمكن وصفه بأنه «لا انكسار ولا انتصار» مشيرا الى خسارة معادلة الرد، وفي الوقت عينه اثبت ان اسرائيل لا تستطيع التنزه في لبنان.
وقال: حزب الله لم ينتهِ عسكريا ولو استطاعت اسرائيل سحقه لفعلت.
وقال: اتفاق وقف النار قام به الشيعة مع اسرائيل بواسطة اميركا وبعلم الجيش اللبناني واقرته الحكومة، وعلى جميع من قام بهذا الاتفاق الالتزام به.
اعادة الاعمار
وحول اعادة الاعمار، قال الشيخ قاسم سنكون يدا بيد مع الدولة اللبنانية في اعادة الاعمار، وندعو الدول الصديقة والاشقاء العرب والمغتربين للمشاركة في اعادة الاعمار، وكشف عن قرارات بشأن الايواء والاعمار، لاصحاب المنازل المهدمة كليا في الضاحية، يقدم لهم 800 دولار كأساس للمنزل، وللسكن 6000 آلاف دولار للايجار، و4000 دولار للساكنين خارج بيروت، وكشف عن توزيع مساعدات بقيمة 300 دولار على عائلات فردية الشهر الماضي كجزء من هدية الحزب لها.
وقال: تم صرف حوالي 77 مليون دولار للعائلات النازحة واعادة الاعمار.
وحول اتفاق وقف النار اعلن قاسم ان اتفاق وقف النار يشمل جنوب الليطاني، على ان تحل المسألة شمال النهر داخلياً بين الحزب والدولة والجيش.
الجميل ينتقد: مشكلة الحزب مع الذين وقع معهم الاتفاق
انتقد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل محاولة الشيخ نعيم قاسم «التنصل من مضمون الاتفاق الذي وافق عليه».
ودعا حزب الله تسليم سلاحه الى الدولة، لان التذاكي والإلتفاف على الاتفاق لن يوصل الى نتيجة».
واشار الى ان مشكلة الحزب ليست معنا إنما مع الذين وقّعوا معهم الاتفاق وهم قبلوا بجنرال أميركي وضباط أميركيين بموافقة حزب لله فيما إسرائيل تنتظر خطأ لتكمل ما بدأته ولم تعد الأمور بهذه السهولة والموضوع لم يعد استراتيجية دفاعية وواضح أن اسرائيل قوة نووية ووراءها الناتو وأميركا و«حلنا» أن نقتنع أننا نحتاج سنين ضوئية للوقوف بوجه إسرائيل.
مؤكدا ان لا «عودة للتعايش مع السلاح، واذا أصر الحزب على منطقه فسيأخذنا الى الطلاق».
وتساءل الجميل: ما الفائدة من السلاح وراء الليطاني وماذا سيفعل به حزب لله لاسيما أنه قبِل الانسحاب من الجنوب والاتفاق يغطي كل لبنان لأنه يقول بفكفكة السلاح في كل لبنان وفي مقدمة الاتفاق هناك حديث عن 1559 ويقول بحصرية السلاح بيد الجيش.
وطالب بالذهاب الى العمق، قائلاً: حان الوقت لننتقل من الاستقواء الى منطق الشراكة، وهذا يتطلب المصارحة والمصالحة والذهاب الى النظام، انطلاقا من الطائف من دون خجل يطرح عوراته.
الخروقات مستمرة جرف وتفجير
على الأرض، واصل الدفاع المدني اللبناني عمله في البحث وتفقد عدد من قرى وبلدات قضاء صور، التي كانت عرضة لاعتداءات جيش الاحتلال لاسرائيلي منذ اليوم الاول لوقف اطلاق النار، حيث تمكن من انتشال تسعة شهداء من بلدة شمع، وستة من بلدة البياضة وشهيد من الناقورة وسبق ذلك قبل ايام انتشال عدد من الشهداء في بلدة شقرا.. وتوجهت صباح أمس فرق الدفاع المدني الى تلك البلدات مصطحبة اليات ضخمة لاستكمال عملية البحث عن شهداء
وتعرضت فرق الدفاع المدني في الناقورة لقصف مدفعي خلال عملها، كما اقدمت القوات الاسرائيلية الى تفجير درون مفخخة بالقرب منهم مما دفعهم الى الانسحاب. واستهدفت مدفعية الجيش الاسرائيلي الطريق العام في بلدة عين عرب.
وعمد الجيش الاسرائيلي صباح امس، الى تفجير منازل في منطقة حرج بلدة يارون- قضاء بنت جبيل.
وتقدمت قوة مشاة اسرائيلية بمواكبة جرافة ودبابات ميركافا الى الطرف الغربي لبلدة شبعا وعملت على اقامة سواتر ترابية قطعت عبرها الطريق التي تربط بلدة شبعا بمحور بركة النقار.
وعصر أمس، ألقى جيش العدو قنبلتين صوتيّتين على مبنى سكني في عيترون وتناثر الزجاج وأصاب عددا من قاطنيه بجروح. كما ألقى العدو مساء أمس قنابل مضيئة على منازل في عيترون.
وسُمِعَ دوي انفجار في بلدة يارون يرجح ان يكون ناجماً عن تفجير العدو لمنازل في البلدة.
الى ذلك، وجّه المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنذاراً إلى سكان لبنان قال فيه: «أذكركم انه حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوباً إلى خط القرى التالية ومحيطها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري. ويحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوباً حتى إشعار آخر. كل من ينتقل جنوب هذا الخط – يعرض نفسه للخطر. وكذلك دعا العدو اهالي 64 قرية وبلدة حدودية الى عدم العودة اليها.