كتبت صحيفة “اللواء”: من خطة انتشار الجيش اللبناني على أرض الجنوب الى خروقات وقف اطلاق النار، من قبل حكومة الاحتلال الاسرائيلي، التي ستكون على طاولة لجنة مراقبة اتفاق وقف النار في اجتماعها غداً (أي قبل جلسة السبت) ستكون كلها امام جلسة خاصة لمجلس الوزراء تعقد بعد غد السبت في ثكنة بنوا بركات في صور، يشارك فيها قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون.
وحسب مصادر وزارية، فإن عقد الجلسة هي بمثابة رسالة قوية للجنوبيين العائدين، أن الحكومة الى جانبهم، وتواكب عودتهم، وتبذل جهدها لتحصين الوجود البشري والاجتماعي والعمراني للاهالي في مدنهم وقراهم.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه مع مباشرة لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار عملها تنطلق مرحلة أساسية من تنفيذ هذا الإتفاق، على أن تنصرف الحكومة إلى مواكبة عملية تعزيز انتشار الجيش في الجنوب.
ولم تستبعد المصادر، مع بدء اعمال لجنة مراقبة وقف اطلاق النار عملها ان يعرض العماد عون خطة استعادة الوضع على الارض في الجنوب خلال الجلسة.
وكشف الرئيس نجيب ميقاتي انه، ومن خلال اتصالاته الدولية، لا سيما مع الدول التي ساهمت في التوصل الى وقف اطلاق النار، وتحديداً الولايات المتحدة وفرنسا، لمس حرصاً على معالجة الخروقات الاسرائيلية، مشيراً الى انه مضى اسبوع على وقف النار، ولا نزال نرى الخروقات، وقد بلغت 60 خرقاً.
وقال رئيس حكومة تصريف الاعمال خلال جلسة مجلس الوزراء انه حصل في اليومين الاخيرين تثبيت اكيد لوقف النار، آملاً ان يتحول الى استقرار دائم رغم اننا نتخوف ونحذر من خروقات تعيدنا الى اجواء القلق.
ويزور ممثل فرنسا في لجنة مراقبة وقف النار العميد غيون بونشون الرئيس نبيه بري، في عين التينة.
كما يزور السراي الكبير اليوم عند الحادية عشرة ونصف للقاء الرئيس ميقاتي وذلك قبل اجتماع اللجنة غداً.
ومن واشنطن، أكد وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي على هامش اجتماع حلف شمال الأطلسي في بروكسل ان «وقف إطلاق النار في لبنان صامد برغم الحوادث التي وقعت أخيرا»، لافتا إلى أن «آلية المراقبة تعمل كما كان مخططا لها».
وقال: نحن نستخدم الآلية التي وضعت عندما يتم الإعراب عن مخاوف بشأن انتهاكات.
واعتبر مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط مسعد بولس «أن اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان وإسرائيل هو اتفاق تاريخي للبلدين، وستظهر أهميته خلال الأسابيع والأشهر المقبلة». وقال في حديث لمجلة» «Le point الفرنسية: الاتفاق شامل للغاية ويغطي كل النقاط الضرورية. كان هناك سوء فهم في البداية، خصوصا في لبنان، حيث اعتقد البعض أن الوثيقة تتعلق فقط بالمنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، لكن هذا غير صحيح. الاتفاق يشمل البلد بأكمله، ويتناول مسألة نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة، سواء الميليشيات أو الجماعات شبه العسكرية». وأشار الى أن «النص واضح جدًا في تطبيق قرارات الأمم المتحدة، سواء القرار 1701 أو 1559. وبموجب هذه القرارات، يُسمح فقط لمؤسسات محددة بحيازة السلاح في لبنان، وهي الجيش اللبناني، وقوى الأمن الداخلي، والجمارك، وشرطة البلدية.
جلسة حتى الانتخاب
رئاسياً، وبطريقة تكشف عن تجاوز موقف مستشار الرئيس الاميركي المنتخب بولس مسعد للشؤون العربية والشرق الاوسط، لجهة المطالبة بالتريث في انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة 9 ك2 2025، نقل نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب عن الرئيس نبيه بري قوله المردّد المكرر ان جلسة 9 ك2 قائمة في موعدها، وانها ستستمر حتى تصاعد الدخان الابيض من مدخنة ساحة النجمة ايذاناً بانتخاب الرئيس.
وقال بو صعب: لا زلنا في مرحلة التباحث حول إسم يتوافق عليه الجميع ، إسم توافقي كما سبق وأكد الرئيس بري، إسم يحظى بـ86 صوتاً يكون عنواناً للتوافق وليس رئيساً تحدياً يُفرض بطريقة او بأخرى.
وردا على سؤال حول امكانية التوافق؟ أجاب: التوافق هو العنوان الاساسي والمرحلة المقبله تتطلب التوافق وتحمل المسؤولية من كافة الافرقاء لكي نمضي نحو تأمين الإستقرار واعادة الثقة بلبنان والبدء في مرحلة إعادة الإعمار، أما في حال لم يتأمن التوصل الى توافق فالجلسة هي التي ستحدد المسار لكن الافضل الوصول الى توافق بدل أن يكون هناك رئيس ب 65 صوتا اي ان يكون هناك فريق رابح على آخر بطريقة التحدي.
وفي سياق الحراك الرئاسي، استقبل سفير مصر في لبنان علاء موسى نواب كتلة «الاعتدال الوطني»، حيث جرى نقاش التطورات على الساحة اللبنانية بدءاً باتفاق وقف إطلاق النار، وأكد السفير موسى «دعم بلاده لجهود استقرار لبنان والحفاظ على سيادته».
كما تطرق الاجتماع الى الاستحقاقات السياسية المقبلة وعلى رأسها انتخاب رئيس الجمهورية، حيث عرض نواب كتلة «الاعتدال الوطني» تقديرهم في هذا الصدد .من جانبه عبر السفير موسى عن دعم مصر لكافة جهود إنهاء الفراغ الرئاسي وصولاً لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في الجلسة المقررة يوم ٩ كانون الثاني.
وفي السياق الرئاسي، استقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل النائب فؤاد مخزومي، وجرى التطرق الى وقف النار وانجاز الاستحقاق الرئاسي.
كما زار النائب طوني فرنجية، النائب اديب عبد المسيح في دارته في بلدة كفر حزير في الكورة، وتطرق البحث الى الملف الرئاسي.
وقالت مصادر نيابية لـ«اللواء» أن إعلان الثنائي الشيعي عن مواصلة الحديث عن دعم ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية أمر طبيعي، وقالت إن ما يسرب من الأجواء يفيد ان اللقاءات النيابية المكثفة قد تصل إلى طرح أسماء توافقية في المراحل المتقدمة إنما حتى الآن ما من تفاهم بين غالبية الكتل النيابية قيد الإنجاز، مؤكدة أن كلام مستشار الرئيس ترامب مسعد بولس يوحي أن الإستحقاق الرئاسي يحتاج إلى توليفة محكمة كي يحصل.
وعبر مجلس المطارنة الموارنة بعد اجتماعه امس في بكركي عن تأييده الدعوة إلى انتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، ويترقّبون أن يكون ذلك فاتحةً لانتظام عمل المؤسسات الدستورية، وبدايةً لانطلاق لبنان نحو الأمن الراسخ والإصلاح المرجو. وسجل ارتياحًا حَذِرًا بعد بدء سريان وقف إطلاق النار، «معولاً على حكمة الجانب اللبنانيّ في التعاطي معه، ويتأسّفون على الخروقات الحاصلة، ويأملون من المجتمع الدوليّ ولجنة المراقبة الدوليّة العمل على احترام بنود إتفّاقيّة وقف إطلاق النار واستتباب الأمن في لبنان وخصوصًا في الجنوب، وتكريس عودة المواطنين إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم».
اصلاح اعطال الاتصالات
وعلى ارض اعادة الخدمات، كشف وزير الاتصالات جوني القرم عن اصلاح الاعطال في عدد من القرى في قضائي النبطية وبنت جبيل.
وقال القرم ان الفرق الفنية في اوجيرو تمكنت من اعادة تشغيل محطات خربة سلم، جويا، عرسال، نحلة، يمونة، انصار، المنصوري، رأس العين.
وعلى صعيد الضحايا، كشف وزير الصحة فراس الابيض ان 4047 شهيداً سقطوا منذ الحرب البرية، واصيب 16638 بجروح.
الخروقات
وفي حين واصل الجيش اللبناني امس ارسال التعزيزات الى الجنوب لتوسيع انتشاره في كل القرى، وبرغم كل الكلام عن مساعٍ واتصالات، وفي خرق جديد لإتفاق وقف إطلاق النار ، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار باتجاه فريق من عناصر مكتب استخبارات الناقورة وبحرية الجيش اللبناني والأمن العام، كان يتفقد مرفأ الناقورة من دون إصابتهم بأذى.
واطلق العدو قذيفة مدفعية على سهل مرجعيون. فيما حلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية على علو منخفض، في اجواء مدينة صور، وتم رصد توغل قوة مؤللة معززة بدبابات ميركافا إلى أحياء داخل يارون بالتزامن مع تحرك لقوات الإحتلال داخل مارون الرأس وتمشيط بالأسلحة الرشاشة المتوسطة بشكل متقطع باتجاه مدينة بنت جبيل.
وافيد عن فقدان الاتصال بأربعة رعاة من منطقة الوزاني. ومع بداية المساء شن العدو غارة على بلدة يارون وغارة على اطراف مارون الراس. وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي: انه «نفذ غارة على منصة إطلاق صواريخ في مجدل زون، و قواتنا دمرت وسائل قتالية تم العثور عليها في الخيام وعيترون».