كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: رغم الإيجابيات التي ظهرت في الساعات الأخيرة، ﻻ تزال الصورة ضبابية، مع دخول وقف إطلاق النار أسبوعه الثاني واستمرار الخروقات الإسرائيلية. لكن بارقة الأمل تتمثّل باكتمال عقد اللجنة الموكلة مراقبة الاتفاق بعد وصول الجنرال الفرنسي غيوم بونشان وانضمامه إليها. ومن المقرر أن تباشر اللجنة عملها خلال الأيام المقبلة.
الترتيبات اللوجستية تزامنت مع استمرار الدعم الدولي، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنهى زيارة دولة الى السعودية، وأكد خلالها أنه اتفق مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على دعم مالي للجيش اللبناني وزيادة عديده لضمان وقف إطلاق النار، ونشر وحداته في الجنوب والعمل على الحل السياسي والقيام بدور فعال من أجل تحقيق نصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل.
وفي السياق، أشار وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن الى أن وقف إطلاق النار ﻻ يزال صامداً حتى الآن، ﻻفتاً الى آلية خاصة تم وضعها من أجل التصدي لأي انتهاكات قد يتم اﻻعلان عنها. وشدد على أن الالتزام بوقف إطلاق النار يُعد خطوة إيجابية نحو استقرار لبنان ويجب ان تستمر هذه الجهود.
توضيحات أميركية
وفي سياق الجهود الآيلة لمساعدة لبنان على تنفيذ القرار 1701 وانتشار الجيش في الجنوب، أشار مستشار الرئيس المنتخب دونالد ترامب لشؤون الشرق الاوسط الدكتور مسعد بولس، في حديث لصحيفة لو بوان الفرنسية، الى وجود سوء فهم فيما يتعلق بوثيقة وقف إطلاق النار بأنها ستشمل فقط منطقة جنوب الليطاني، موضحاً أنها تنص على نزع سلاح كل الجماعات المسلحة والميليشيات، والمجموعات شبه العسكرية، وبالتالي ستشمل حزب الله. وهي المهمة التي تقع على عاتق الجيش اللبناني بما في ذلك شمال الليطاني.
هذا وقد عقد مجلس الأمن جلسة خاصة من أجل لبنان بطلب من فرنسا والوﻻيات المتحدة الأميركية لإطلاع مجلس الأمن على اتفاق وقف إطلاق النار وانتشار الجيش في الجنوب وتطبيق القرار 1701.
الحكومة تجتمع في صور
في هذه الأثناء، أشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في كلمة له في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت في السراي الحكومي، الى أنه بعد مضي أسبوع على سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ما زلنا نرى الخروقات الإسرائيلية التي تحصل وقد بلغت حتى الآن 60 خرقاً، لافتاً الى أنه لمس من خلال الاتصالات التي أجراها مع الدول التي شاركت في التوصل لوقف اطلاق النار وتحديداً الوﻻيات المتحدة وفرنسا تأكيدهم على معالجة هذا الموضوع. وأبلغ ميقاتي الوزراء عن عقد جلسة لمجلس الوزراء في مدينة صور. وكان ميقاتي قد أبلغ قائد الجيش بموعد الجلسة ودعوته للمشاركة فيها.
مصادر حكومية أشارت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية الى أهمية انعقاد جلسة مجلس الوزراء في صور التي كان نصيبها كبيراً من الأضرار التي خلفتها الحرب الإسرائيلية على لبنان. وقد أسفرت عن دمار كبير في الأبنية السكنية، وتدمير أحياء بأكملها. واعتبرت المصادر ان اجتماع الحكومة في صور يعزز صمود الجنوبيين في مدنهم وقراهم. كما يعطيهم جرعة دعم في مواجهة عملية البناء والصمود، والتأكيد أنهم ليسوا متروكين وما يصيبهم يصيب كل اللبنانيين.
النائب جنبلاط: ﻻ بديل عن الجيش
وفي إطار جوﻻته على القوى السياسية لتدوير الزوايا واجتراح الحلول للأزمة الرئاسية المعقدة وضرورة انتخاب رئيس جمهورية واستعادة بناء مؤسسات الدولة كما كانت عليه قبل الأزمة، والتأكيد على دعم الجيش اللبناني في استكمال عملية الانتشار في الجنوب، وتطبيق القرار 1701، التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط أمس الاول وزير الدفاع موريس سليم، في مكتبه في وزارة الدفاع. وقد اكد دعم الحزب التقدمي الاشتراكي واللقاء الديمقراطي لعملية انتشار الجيش وتداوﻻ في المستجدات وضرورة تصحيح وضع رئيس الاركان. وكان التقى جنبلاط في اليرزة، في وقت سابق، كل من قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس الاركان اللواء حسان عودة واطلع منهما على آلية انتشار الجيش.
جلسة إنتخاب الرئيس في موعدها
بالتزامن، وبعد اللغط الذي رافق كلام بولس مسعد عن تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لشهر أو شهرين. أشار نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب بعد لقائه الرئيس بري في عين التينة إلى أن جلسة الانتخاب المقررة في 9 كانون الثاني قائمة في موعدها، وأن بري يصرّ على دعوة سفراء الدول المعتمدين في لبنان لحضورها. وأنها ستكون مفتوحة حتى تصاعد الدخان الأبيض وانتخاب الرئيس.
المواجهات في سوريا الى مجلس الأمن
على صعيد آخر، احتدام المواجهات العسكرية في سوريا بين الجيش السوري مدعوماً من القوات الروسية الموجودة في سوريا وهيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها، ومحاولة الجيش السوري استعادة زمام المبادرة والقضاء على المهاجمين، نقل الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا الى تبادل الاتهامات بين مندوبي البلدين في مجلس الأمن بدعم الارهاب. وقد شدد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن على ضرورة منع تنظيم داعش من العودة الى سوريا، مشدداً على أن ذلك يمثل أولوية في السياسة الاميركية تجاه المنطقة. ورأى بلينكن أن رفض النظام السوري بقيادة بشار الاسد المشاركة في أي عملية سياسية جادة فتح المجال امام جمهور التنظيمات المسلحة بما في ذلك داعش وهيئة تحرير الشام. وأضاف أن التقدم الذي حققه تنظيم هيئة تحرير الشام في سوريا يعكس انقساماً واضحاً في صفوف داعمي الاسد، مشيراً الى ان هذا التقدم يدل على أن الدول الداعمة للنظام السوري مثل روسيا وإيران تواجه تحديات ومشاكل في التنسيق والعمل المشترك.
من جهة ثانية، تلفت مصادر مراقبة عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية الى وجود قلق إيراني على مصير الأسد في ظل تراجع الجيش السوري وعدم قدرته على مواجهة المهاجمين. وأفادت المصادر بأن المرشد الايراني أوعز مجدداً بزيادة عدد مقاتلي الجماعات الايرانية التي تقاتل الى جانب جيش الأسد الى 20 ألفاً يضاف إليهم ثلاثة آلاف ينتمون الى الحرس الثوري. هذا وتشهد مناطق شمال شرق مدينة حماه مواجهات عنيفة لمنع سقوطها بين أيدي المهاجمين ما يؤدي الى انقسام سوريا الى قسمين ساحلي خاضع لسيطرة النظام والوسط تحت سيطرة هيئة تحرير الشام والفصائل المنضوية تحت سلطتها. وتشير المصادر الى أن معركة حماه مفصلية في تقرير مستقبل سوريا.