الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق: النازحون عادوا والجيش عزّز انتشاره جنوباً.. وإسرائيل بدأت بالخروقات
الشرق

الشرق: النازحون عادوا والجيش عزّز انتشاره جنوباً.. وإسرائيل بدأت بالخروقات

كتبت صحيفة “الشرق”: الاتفاق ليس هو الأهم بالنسبة لإسرائيل، حيث تخطط لانتهاك السيادة اللبنانية متى ترى ذلك مناسبًا. هذا ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدة مرات، وسط استغلال الاتفاق لحيازة الشرعية لمعاودة الهجمات. لذلك، يبقى القول الفصل للميدان، ولليوم التالي. ويبقى السؤال الأهم: كيف سيتم تطبيق الاتفاق؟ إذ يبدو من المستبعد أن يحترم الاتفاق من قبل الأطراف، بعكس ما حدث في الماضي، وبعكس القرار الأممي 1701، الذي بقي مجرد ورقة.

رغم أن لبنان تعرّض لأذى شديد، حيث نزح مليون ونصف مليون لبناني جراء القصف الإسرائيلي المدمر، واضطر «حزب الله» لفك الارتباط عن غزة، وتعرّض لضربات أشدّ مما تعرّض له في حرب 2006، إلا أن إسرائيل لم تنجح في حسم المواجهة. كما تكبّدت إسرائيل بدورها خسائر مادية ورمزية أثّرت على مكانتها وهيبتها وقوة ردعها.

«نتيجة التعادل» هذه بين إسرائيل و»حزب الله» تفسّر الإحساس بتفويت الفرصة، والمذاق الحامض، والمشاعر المختلطة في إسرائيل حيال هذا الاتفاق لوقف إطلاق النار، الذي يُبقي اللبنانيين على بعد متر واحد من الجليل، ويجعل «حزب الله» قادرًا على بناء نفسه من جديد، وربما في نقاط التماس نفسها.

لماذا الآن؟

لماذا أوقفت إسرائيل الحرب على لبنان الآن، بعد شهرين وثلاثة أيام من الحملة البرية؟ ولماذا تواصل حربها المتوحشة على قطاع غزة؟

في روايته الرسمية المعلنة، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في خطاب شعبوي ترويجي، إن هناك ثلاثة أسباب لوقف إطلاق النار، وليس الحرب، في الشمال: التفرغ للتهديد الأكبر، إيران، ملء المخازن بالسلاح والعتاد، وفك الارتباط مع غزة لمنع وحدة الساحات.

بيد أن الحقيقة في مكان آخر؛ فالجيش الإسرائيلي بات متعبًا نتيجة حرب طويلة على عدة جبهات بأعباء ثقيلة، واستنفد أهدافه في لبنان. صار الجيش، في الأسابيع الأخيرة، يستهدف أبراجًا وعمارات، ودفع ثمنًا باهظًا في الحملة البرية، حيث لم يمر يوم في الشهر الأخير دون أن يُقتل أو يُصاب جنود إسرائيليون، فيما استمر النزيف الاقتصادي والديبلوماسي. علاوة على ذلك، تعرّضت إسرائيل لإرباك في هيبتها، خاصة مع المسيّرات والصواريخ التي وصلت أهدافًا في عمقها، بما في ذلك منزل نتنياهو الخاص، وشوّشت الحياة الاعتيادية لملايين الإسرائيليين. في الشهر الأخير، لاحظ الجانب الإسرائيلي أيضًا أن الصورة بدأت تنقلب؛ فـ»حزب الله» ينهض، ويعيد ترتيب أوراقه بعد الضربات الموجعة والمفاجآت القوية التي تعرّض لها، بينما تهبط إسرائيل وتفقد مكاسبها. كذلك، هناك خوف إسرائيلي من تهديد أميركي غير صريح بعدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن إذا رفضت إسرائيل الاتفاق المقترح مع لبنان.

الجنوبيون عادوا

إلى بيوتهم…

يعرب معظم الاسرائيليين عن مشاعر عدم الرضا وخيبة الامل من الاتفاق ومن نتيجة الحرب الدامية مع «حزب الله».

رؤساء الحكم المحلي الاسرائيلي في الشمال يرفضون العودة الى منازلهم في المستوطنات بسبب فقدان شعورهم بالامن، وقد عبّر عن ذلك رئيس السلطة المحلية للمستوطنة الاولى في الجليل، كبقية رؤساء الحكم المحلي الاسرائيلي في الشمال، حيث قال ان الاتفاق ربما يوفر الهدوء، لكنه لا يضمن الامن، ولا نزع الخوف من نفوس الاسرائيليين الذين يرفضون العودة الى منازلهم التي على الاغلب ان اكثرها موجودة وليس مهدماً. في حين ان الجنوبيين اللبنانيين المدمرة بيوتهم جميعهم توجهوا لحظة وقف اطلاق النار الى مدنهم وقراهم. وقالت إحدى النساء الجنوبيات «سنعيش في الخيم وفي ارضنا» غير عابئين بالتهديدات الاسرائيلية.

التمسك بأرض الآباء والاجداد ذات الجذور الضاربة في عمق التاريخ. فهم كما اهل فلسطين كنعانيون، وهم اصحاب الارض رووها بدمائهم على مدى آلاف السنين، بينما المحتل القادم من شتات الارض لا يجرؤ على العودة الى المستوطنات الغير مدمرة رغم دعم كثير من دول العالم ودعم الجيش الاسرائيلي.. وهذا ما يؤكد حقيقة عدم انتمائه الى الارض وغير مستعد للموت دونها كما هو الامر في غزة وجنوب لبنان حيث هم اصحاب الارض الاصليين.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *