افتتح المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحه حلقة نقاشية دولية بعنوان “دور المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية في ظل العدوان الإسرائيلي على لبنان”، نظمتها لجنة حقوق المرأة في “المنتدى العربي لدراسات المرأة والتدريب” في اتحاد نقابات المدربين العرب و”الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية” برئاسة ريما يونس، بالتعاون مع “أكاديمية طلال أبو غزاله للتأهيل الرقمي”، وبمشاركة باحثين وقانونيين وتربويين وإعلاميين من لبنان العالم العربي.
وقال فلحه: “نحن نستخدم مفردات قد لا تكون دقيقة، فالمجتمع المدني تسمية ملتبسة وغير واقعية ولا تفي بالغرض ولا تعطي المعنى الحقيقي حيث يجب ان يكون المبنى في خدمة المعنى”.
وسأل: “عندما نقول مجتمعا مدنيا، فهل المجتمعات الاخرى هي عسكرية أو حضارية أو مختلفة او غير ذلك؟، وقال:”علينا أخذ المعنى من الهدف الأساسي، فإذا كانت إشارة الى الانشطة الطوعية التي تنظمها الجماعات او الأفراد والحصول على الفائدة او المصالح ضمن الامكانيات والقدرات ووفق قيم وضوابط وأخلاقيات معينة، فهذا الأمر يجب أن يشمل الجميع معا وتسمية المجتمع بأنه مجتمع انساني، بما يتضمن أمورا ثقافية وتربوية واعمالا تسمى بالمدنية”.
وتابع: “هذه المجتمعات تتضمن دائما المؤسسات الإعلامية التي تتبوأ دورا أساسيا ومركزيا في اعادة تكوين الرأي العام وتسليط الضوء له لكشف الحقائق وايصال الصوت على الجهود التي تقوم بها المؤسسات لكشف الإعتداءات الاسرائيلية. العدوان الاسرائيلي خلف الكثير من المآسي الانسانية خصوصا تلك التي حصلت في غزة ووصلت الى حد الابادة الجماعية والى جرائم حرب، وهذا ما تم إثباته مؤخرا في المحكمة الجنائية الدولية في حق بنيامين نتنياهو الذي صدرت أوامر بتوقيفه مع وزير الدفاع السابق يوآف غالانت”.
وقال: “ما حصل بحق الاعلاميين والصحافيين في غزة جريمة حرب والاغتيالات التي طالت الصحافيين في لبنان وعزة تجاوز من حيث العدد كل الصحافيين الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية وحرب فييتنام، وكذلك تشريع آلة القتل الاسرائيلية من دون ان تقيم اي احترام للمفاهيم والمواثيق والعهود والمعاهدات والاعراف الدولية في كل انحاء العام”.
اضاف: “هذا التهديد الذي تتعرض له المؤسسات الاعلامية هو نتيجة الدور الذي أدته في كشف حجم الجرائم الاسرائيلية. ولولا وسائل الاعلام، تحديدا الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعية، ما كان هذا الامر ليتم ويحصل. كانت هناك جهود جبارة وطاقات صرفت من اجل ان تكشف الحقائق في فلسطين فتغير الرأي العام بشكل اساسي وجوهري، والسبب هو الاعلام وما قام به”.
وتابع: “كانت هناك جهود جبارة وطاقات صرفت من اجل ان تكشف الحقائق في فلسطين، تغير الرأي العام بشكل اساسي وجوهري بسبب ما قام به الاعلام. هناك تواصل موضوعي ومنطقي بين الجرائم التي تحصل في غزة والضفة الغربية وببن تلك التي تحصل في لبنان”.
وأردف: “أعاد الاعلام انتاج رؤية واضحة لما يحصل في فلسطين وفي لبنان من جرائم حرب وتدمير همجي متوحش الذي يطال المدنيين بشكل اساسي. اما التغييرات الجوهرية التي طالت الرأي العام العالمي لما يحصل في فلسطين فنحن شاهدناها في الجامعات الفرنسية والبريطانية والكندية والاميركية حيث كان الدور الاساسي للاعلام، مع العلم بأن الاعلام الغربي مسيطر عليه الى حد كبير من المؤسسات الكبرى ومن الدول العميقة، لكن استطاع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مثل “التيكتوك” على سبيل المثال، ان تبرز هذه الحقائق المروعة للعالم، والتغيير الذي حصل للرأي العام الغربي اكبر بكثير من الرأي العام العربي الذي كنا نتمنى ان يكون اكثر حضورا في هذه المؤازرة وان كان قلبيا هو حاضر”.
وقال: “هناك 8 مليارات شخص في العالم 60% منهم يستخدمون منصة او 2 او وسائل التواصل. للاعلام دور كبير يجب الاتكال عليه عندما نريد ان نرفع صوتنا وصورتنا ونظهرها لما يحصل.”
اضاف: “عدد الاعلاميين الذين سقطوا في غزة ولبنان جراء تعمد اسرائيل قتلهم يعادل عدد الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية وحرب فييتنام، وهذا دليل على مدى تأثير الاعلام على الاسرائيليين فاتخذوا القرار باغتيال الاعلاميين وآخر ذلك اغتيال مسؤول الاعلام في “حزب الله” الحاج محمد عفيف وهو مدني وليس عسكريا”.
وتابع: “القانون الدولي يصنف الاعلامي على انه مدني اثناء الحروب والنزاعات ويجب ان يعامل على انه شخص مدني، وبالتالي لا يجوز التعرض له بأي شكل من الاشكال لانه يقوم بإيصال الحقيقة ويؤدي مهنته وهذا اساس تلك المهنة بأن يسلط الضوء على الحقائق”.
وأردف: “لقد قطعنا في الاعلام العربي، رغم التنوع الكبير ورغم المقاربة المختلفة للزوايا ورغم كل ما يحصل، كان هناك اتفاق على الكره لما فعلته وما زالت تفعله اسرائيل، واصبحنا اكثر قدرة على استخدام الاعلام الذي اصبح حرا. لم يعد لدى السلطات في العالم العربي القدرة على المنع ولا المساحة في المنح”.
وقال: “يجب علينا ان نعزز دور هذا الاعلام بالحرية المسؤولة وليس المتفلتة وبتسليط الضوء على حجم هذه الاعتداءات التي تطال مجتمعاتنا العربية من جراء العدوان الاسرائيلي الذي استخدم 70 عاما بائسا لتشويه الحقائق امام الرأي العام الغربي”.
اضاف: “من التداعيات الايجابية لما حصل في غزة ان الرأي العام الغربي تغير تغيرا جذريا ومنطقيا وجوهريا ويجب ان تستمر المحاولات لإبراز مظلومية الشعب الفلسطيني والمأساة التي يعيشها الشعب اللبناني لا سيما مع قصف اسرائيل احياء في لبنان مدنية بكل ما للكلمة من معنى تحت حجج واهية حتى الغرب لا يصدق تلك المزاعم”.
وختم فلحه: “يجب ان نؤدي دورنا بعيدا عن العصبيات الضيقة لنفرض انفسنا على مساحة الاعلام العالمي وان يكون لنا دور اساسي في هذا السياق”.
كلمات
كما كانت كلمات لكل من رئيسة الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيرية السيدة ريما يونس ورئيسة المنتدى العربي لدراسات المرأة والتدريب البروفيسورة اسراء علاء الدين نوري اللتان أثنتا على “أهمية الإعلام اللبناني والعربي في الحفاظ على الهوية العربية والدور الذي يلعبه لتبيان الحقائق في ما خص الاعتداءات الهمجية التي يرتكبها العدو الصهيوني على لبنان وفلسطين”. كما أكدت مديرة أكاديمية طلال أبو غزاله للتأهيل الرقمي الدكتورة منال خاطر على “دور الأكاديمية خلال الأزمات والحرب على لبنان وخصوصا لأنه بالعلم أيضا ننتصر ونجابه عدونا ومن هنا يستمر عملنا ونشاطنا في الأكاديمية لمساعدة المجتمع على تخطي الصعوبات التي يعيشها”.
كما كانت مداخلات لكل من استاذ علم الاجتماع المساعد الدكتورة نسرين أحمد فؤاد من جامعة الازهر في مصر ورئيس منصة هدف الأستاذ حسن عسيلي والدكتورة نورس أحمد كاظم الموسوي في جامعة الفرات الأوسط التقنية الكلية التقنية الإدارية في الكوفة – العراق والدكتورة آمال شكر مديرة مركز نقطة تطور للاستشارات والتدريب والخبيرة التربوية السيدة زاهدة محمدية ومديرة ثانوية رمال رمال الأستاذة نعم أحمد جوني.
وفي نهاية الحلقة النقاشية التي تميزت بالحوار الجاد والفعال، أكدت السيدة يونس على انه “ستكون هناك سلسلة من الحلقات النقاشية لابراز همجية العدو الإسرائيلي” وشكرت للمدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحه دعمه المستمر ولرئيسة المنتدى العربي لدراسات المرأة والتدريب البروفسيرة اسراء علاء الدين نوري تعاونها العلمي المتميز واثنت على جهود المشاركين.