كتبت صحيفة “البناء”: مع الكلام الصادر عن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام علي الخامنئي عن مسؤولية الشعب والقيادة في توجيه رد قوي ومؤلم لكيان الاحتلال ومن خلفه أميركا، بعد الاعتداءات التي طالت “إيران وجبهة المقاومة”، كما تضمّن وصفه، خرجت مسيرات مليونية في المدن الإيرانية تدعو لرد “يقصم ظهور الأعداء”، ثم تبعتها تصريحات لقيادات سياسية وعسكرية تؤكد الاستعداد لهذا الردّ، بينما صدرت تصريحات أميركية من البيت الأبيض والبنتاغون تتحدّث من جهة عن رفع مستوى الاستعداد العسكري لدعم كيان الاحتلال، ومن جهة مقابلة بتحذير إيران من الردّ لأنه إذا حدث فإن واشنطن لن تكون قادرة على ضبط تل أبيب، بينما كان قائد الجيوش الأميركية يجتمع مع رئيس أركان جيش الاحتلال لتنسيق تحضيرات التصدي للهجوم المتوقع.
في الكيان قصتان تتصلان برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، واحدة عن إلغاء زيارته المقررة الى مستوطنة المطلة الحدودية بعدما جاءت أخبار انفجار طائرة مسيرة فيها تستهدف أحد مقار جيش الاحتلال، وبعد تداول الخبر والتعليقات عليه عن جبن نتنياهو، أصدر مكتبه توضيحات متلاحقة لتأكيد أنه كان مصراً على إكمال الزيارة لكن القوى الأمنية منعته، أما الثانية فتتصل بـ فضيحة التسريبات التي هزت الكيان، ومحورها مكتب نتنياهو الذي صنف اليكس فلانتشاين المستشار الإعلامي لنتنياهو كأبرز متهم بالفضيحة، التي وصفت بأخطر جريمة بحق الجيش في زمن الحرب، والتسريبات هي وثائق منسوبة لجهاز الشاباك الذي يتولى التحقيق في القضية، وقد تمّ تزويرها في مكتب نتنياهو، وتوزيعها على صحف غربية، ومضمون الوثائق المزوّرة يقول إن أهالي الأسرى في غزة طلبوا التشدّد في شروط صفقة التبادل، وإن قائد حماس الشهيد يحيى السنوار يستعد للخروج من غزة محتفظاً بعدد من النساء الأسرى، وتقول التحقيقات إن التسريبات كانت تهدف لتخريب الصفقة الخاصة بوقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى. ويخشى نتنياهو أن تخرج من مستشاره المعتقل اعترافات تدينه في جريمة يصعب التملص من الملاحقة بسبب ارتكابها.
في لبنان، أصدرت المقاومة تسجيلين مصورين، واحد يتضمن صوراً لغرفة عمليات عماد 5 حيث تظهر منشأة ضخمة في بطون الجبال تضم صواريخ ثقيلة، وتقنيات إطلاق من تحت الأرض، والثاني لقيام المقاومة باستهداف جنود الفرقة 98 وضباطها في جيش الاحتلال في منطقة كفركلا الحدودية، بعدما جاءت الأخبار تشير الى انكفاء الفرقة من النقاط التي تقدمت إليها في خراج مدينة الخيام، وجاء التسجيل يفسر سبب الانكفاء.
لن يعلن المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين عن موعد جديد لاستكمال جولة المفاوضات التي تنتظر نتائج الانتخابات الرئاسية ومدى تجاوب بنيامين نتنياهو مع الطرح اللبناني الرسمي لوقف إطلاق النار، وإن كان البعض يراهن على احتمال وقف إطلاق النار في الأسابيع المقبلة، حيث سيتمّ العمل على تعزيز المفاوضات التي تقودها واشنطن لوقف إطلاق النار بعد السابع من تشرين الثاني الحالي.
وفيما أعلنت القناة 12 الإسرائيلية أمس، نقلًا عن مسؤول، أنه “من المتوقع التوصل إلى اتفاق سياسي مع لبنان خلال أسبوعين، ومن الممكن إنهاء الحرب على جبهة لبنان خلال 10 و14 يوماً”، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع، أن “الهجوم الإيراني المرتقب لن يؤثر على المحادثات للتوصل إلى تسوية في لبنان”. ورغم ذلك أكدّ رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ هدف “إسرائيل” هو “إبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وضرب أي محاولة منه لإعادة التسلّح والرد بحزم على أي عمل يستهدفنا”. وقال نتنياهو من على الحدود اللبنانية “حزب الله يجب أن يتراجع إلى ما وراء الليطاني باتفاق أو من دونه”. وكرّر تهديده بضرب حزب الله قائلاً: “سنضرب أي محاولة لإعادة تسلح حزب الله وسنقطع أنبوب الأوكسجين الخاص به من إيران عبر سورية”.
واستقبل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في كليمنصو، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وأكد في تصريح، أن “الدولة وحدها تحمينا بدعم وتعزيز الجيش، وهذا لا يحصل بمعجزة فلدينا جيش جيّد وفاعل وقوى أمنية جيّدة، لماذا سيكون لدينا هوس حول الحرب الأهلية؟”.
وتابع جنبلاط: “فليتفضل المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين ويجيب رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي حول مسألة وقف إطلاق النار. ويجب على الولايات المتحدة فرض وقف إطلاق النار، وأنا لست مفوضاً في هذا الأمر بل أراقب وتربطني صداقة بالرئيسين بري وميقاتي، كما أن اللقاء الديمقراطي ورئيسه لديهما علاقات مع جميع الأطياف اللبنانية”. وأضاف، “يجب الحديث مع الشيعة وهم جزء من لبنان، وليس لديّ أي تواصل مع الإيرانيين ليس لأني لا أرغب فهذه ليست وظيفتي، والمسألة تعود الى الحكومة اللبنانية والرئيسين بري وميقاتي”.
وأوضح جنبلاط “لنبدأ بوقف إطلاق النار ونبدأ بتنفيذ القرارات الدولية، ويرجى ألا نطرح أبدًا مسألة أنظمة سياسية جديدة لأنها ستأخذنا إلى المجهول، فلنبدأ باستكمال تطبيق الطائف”.
وميدانياً، واصل حزب الله عملياته العسكرية في العمق الإسرائيلي، وسط معلومات عن “انسحاب إسرائيلي كامل من بلدة الخيام”. وتحت عنوان: “لن نترك الساح… لن نُسقِط السلاح”، نشر الإعلام الحربي في حزب الله فيلم جديد “عماد 5”، عرض فيه لمشاهد من منشأة حملت اسم “عماد 5”، يكشف عن صواريخ “عماد 5” التي يمتلكها الحزب. وتضمّن الفيديو مشاهد من داخل أنفاق لحزب الله بالإضافة إلى عبارات صوتيّة للأمين العام السابق لحزب الله السيّد حسن نصرالله.
وعلى جبهة الجنوب الحدودية، تحدّثت مصادر أمنية عن “انسحاب إسرائيلي كامل من بلدة الخيام وأطرافها باتجاه المطلة”، وذلك بعد أيام طويلة على محاولة الجيش الإسرائيلي التوغّل في مناطق جنوبية وخصوصاً في الخيام، وسط مقاومة عناصر حزب الله الشرسة لهم.
ونشر حزب الله سلسلة بيانات أعلن فيها عن استهدافه مواقع وتجمعات إسرائيلية، وعن استهداف عناصره تجمعاً لقوّات الجيش الإسرائيلي في مستعمرة المطلة بصلية صاروخيّة، وكذلك قاعدة “بيت ليد التابعة لقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي شرقي مدينة نتانيا المُحتلّة، بصلية من الصواريخ النوعيّة، وقد أصابت أهدافها بدقّة”. كما أعلن الحزب عن استهداف دبابة ميركافا عند بوابة المطلة بصاروخ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
وكان الإعلام الحربي في حزب الله، نشر مشاهد من استهداف “قواعد شراغا، رامات دافيد وبلماخيم التابعة لجيش العدو الإسرائيلي بمسيّرات انقضاضيّة”.
في المقابل، لم يتوقف الطيران الحربي الإسرائيلي المعادي عن ضرب مناطق متفرقة بقاعاً وجنوباً. وأدّت الغارة على حارة صيدا إلى استشهاد 3 مواطنين وجرح آخرين. فيما أغار الطيران الحربي على البقاع بعد التهديدات التي وجّهها الناطق بلسان جيش العدو أفيخاي أدرعي لسكان بعض المناطق، ومنها محيط بعلبك، دورس، لبايا، القرعون، وسحمر.
وأغار طيران العدو أيضاً على مناطق جنوبية، إذ شنّ غارة على بلدة البازورية استهدفت مركزاً للهيئة الصحية الإسلامية، كما أغار على بلدات حاروف وشقرا وزوطر الشرقية وصديقين.
ونقل الصليب الأحمر اللبناني 5 جثث من وطى الخيام، على أن يستكمل مهمته لانتشال الجثامين الباقية اليوم. ولا يزال هناك 15 شهيداً لبنانياً وشهيد سوري الجنسية تحت الأنقاض. وأعلنت وزارة الصحة أنّ حصيلة الشهداء بلغت 2986 شهيداً و13402 من المصابين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على البلاد.
واستمرت تداعيات عملية الإنزال الإسرائيلي في البترون وخطفِ المواطن عماد فاضل أمهز. وفيما واصلت الأجهزة الأمنية اللبنانية تحقيقاتها أعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية أنّ “ما حصل في البترون قبل أيام انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية وحتى الآن لم يصلنا أيّ تقرير مفصّل حول ما حدث”. ولفت والد الشاب المخطوف إلى أن قوة اليونيفيل الألمانية هي المسؤولة عن مراقبة البحر نفت متحدثة باسم القوات الدولية أي تورّط لها في عملية الإنزال الإسرائيلي وتسهيل حصوله.
وأوضح النائب علي حسن خليل أن “الجيش اللبناني موجود على الشريط الحدودي مع “إسرائيل” ومسؤولية الجيش أن يدافع عن مراكزه هناك، كما أن مسؤوليته توضيح مسألة الإنزال الإسرائيلي في البترون وما هو الدور الذي كان يجب أن يقوم به لمنعه؟”.
ويعقد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي اجتماعاً لمجلس الأمن الداخلي المركزي، في مكتبه بالوزارة، لمتابعة التطورات الأمنية في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. على أن يتحدث الوزير مولوي بعد الاجتماع. وستكون للإعلاميين جولة في الأقسام التي سيتم افتتاحها.
الى ذلك وجّه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، نداءً إلى مجلس الأمن والأسرتين العربيّة والدوليّة، طالباً “التدخّل الدبلوماسيّ لإيقاف النار بين حزب الله و”إسرائيل”، وإيجاد الحلول اللازمة رحمةً بلبنان وشعبه”. وتطرّق الراعي في عظة الأحد، إلى ملف المدارس الذي لا يزال يشهد على سجال كبير في الأوساط المحلية، وبدا لافتاً حديثه عما أسماه ضرورة “تحرير المدارس الخاصة والرسمية”. وأضاف الراعي: “يجب تحرير المدارس لكي تتأمّن التربية والتعليم لأطفالنا وأجيالنا الطالعة. وهذا الأمر هو في عهدة وزارة التربية والحكومة”.
وقال الراعي إنّ “النزوح سيكون، إذا أهمل، سببًا للمشاكل الاجتماعيّة والاقتصاديّة بين المواطنين. فيجب المزيد من الوعي، والمحافظة على الأملاك الخاصّة، وعلى العيش المشترك. وإنّنا نحيّي المبادرات الإنسانيّة الداخليّة، ونوجّه النداء إلى الدول الصديقة، لشكرها على كرمها في إرسال المساعدات المتنوّعة، والطلب منها مواصلة إرسال المساعدات بروح التضامن”.
وتساءل الراعي: “أين رأي الشعب في التمادي بعدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنتين كاملتين؟ أين رأي الشعب بعدم انتظام المؤسسات الدستورية وفي طليعتها مجلس النواب الذي أصبح هيئة انتخابية لا تشريعية، ومجلس الوزراء المحدود الصلاحيات والذي يقاطعه عدد من الوزراء؟”. الراعي سأل أيضاً “أين رأي الشعب في الحرب المدمّرة بين حزب الله و”إسرائيل”، إنّه حتمًا ضدّها لأنّه هو ثمنها: ضحايا مدنيّة رجالًا ونساءً وأطفالًا، وكأنّنا أمام حرب إبادة”.
وأشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في تصريح إلى أن “المدارس الخاصة فتحت أبوابها منذ شهر وغداً (اليوم) ستفتح المدارس الرسمية”، لافتاً “إلى أننا بمدارسنا المفتوحة، نقاوم ونحافظ على لبنان، وإقفال المدارس يعني الهجرة لشعبنا”. وأضاف باسيل: “يجب على الحكومة تأمين مقوّمات استكمال العام الدراسي لكل طلاب لبنان، ولا يمكننا أن نخسر كنزنا التربويّ ومستقبل أولادنا، وإذا خسرنا التربية نخسر لبنان”.
وأعلن وزير التربية عباس الحلبي، أن “المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية تفتح أبوابها اليوم أمام المتعلمين الذين اختاروا التعليم حضورياً في المدارس التي تم إبلاغها والتي سوف تستقبل العام الدراسي الجديد على الرغم من الأوضاع المعقدة في البلاد”.