كتبت صحيفة “البناء” تقول: مع تواصل المجازر الإجرامية الوحشية في قطاع غزة، واستمرار عمليات المقاومة ضد قوات الاحتلال، التي اعترفت بمقتل 12 جندياً في شهر تشرين الأول في غزة، أعلنت حركة حماس أنها رفضت عرضاً وصلها من الوسطاء لأنه يقوم على هدنة مؤقتة وتبادل عدد من الأسرى ولا يتضمّن المطلب الرئيسي لحركة حماس وقوى المقاومة والشعب الفلسطيني المتمثل بإنهاء الحرب. ورأت مصادر متابعة لملف التفاوض في الدوحة حول غزة، أن فشل المقترح الجديد الذي قدمه مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز بصورة سعت لتغليب الرغبات الإسرائيلية من جهة، ومن جهة مقابلة إنتاج صورة إنجاز لإدارة الرئيس جو بايدن ونائبته المرشحة كمالا هاريس عشية الانتخابات الرئاسية التي يجري التنافس فيها على الحافة الحرجة، وتتغير فيها اتجاهات استطلاعات الرأي على فوارق ضئيلة لترجيح كفة على كفة، ويمكن لأي إنجاز خصوصاً في ملف غزة أن يحسن من وضعية الإدارة وفرص فوز هاريس.
في المنطقة تواصل إيران استعداداتها للرد على العدوان الذي شنه جيش الاحتلال على الأراضي الإيرانية ومنشآت عسكرية فيها، وقد وصف قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي الرد بالقويّ والمؤثر، داعياً قادة الكيان لانتظار رد يفوق تصوّراتهم، بينما أوضح رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران كمال خرازي، أن «ما قام به الإسرائيليون في مقابل هجومنا الصاروخي بإطلاق 200 صاروخ على الكيان الإسرائيلي كان في الحقيقة غير متكافئ». وكشف أن «تغيير العقيدة النووية ما زال مطروحاً في حال تعرّضت إيران لتهديد وجودي»، وقال: «نحن الآن نملك القدرات الفنية اللازمة لإنتاج السلاح النووي وفتوى قائد الثورة السيد علي خامنئي هي فقط ما يمنع ذلك». وشدّد على أن «قدراتنا الصاروخية اتضحت للجميع والكل يؤمن بها وقد أثبتنا ذلك خلال عملياتنا»، موضحاً أن «الموضوع المطروح حالياً هو مديات تلك الصواريخ التي نلاحظ حتى اليوم هواجس الدول الغربية بشأنها». وأضاف خرازي «عندما لا تلاحظ الدول الغربية هواجسنا في ما يتعلق بسيادة إيران ووحدة أراضيها لا داعي لنأخذ بهواجسهم»، معلناً أنه «من المحتمل أن تتم تنمية مديات الصواريخ الإيرانية وزيادتها».
في لبنان، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «رفض خريطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع (المبعوث الأميركي إلى لبنان) آموس هوكشتاين»، معتبراً أن الحراك السياسي لحل الأزمة «تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية». ورفض بري وضع توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، معتبراً أن الثابت الوحيد هو أن الحراك «تم ترحيله إلى ما بعد هذه الانتخابات»، ومشيراً إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان «رهناً بتطورات الميدان»، مبدياً تخوفه من «تحويل لبنان إلى غزة ثانية». وأكد الرئيس بري أن هوكشتاين «لم يتواصل معنا منذ مغادرته «إسرائيل»»، مشيراً إلى أنه وعد في زيارته السابقة بالذهاب إلى تل أبيب في حال وجد إيجابيات، لكنه «لم يبلغنا بأي شيء منذ مغادرته تل أبيب»، ومجدداً تأكيد لبنان على ثوابته في هذا المجال، أبرزها التمسك بالقرار الدولي 1701.
وبعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة بين لبنان وكيان الاحتلال قبل الانتخابات الأميركية، اتجهت الأنظار الى الميدان في ظل الإنجازات التي تحققها المقاومة على مستوى المواجهات البرية بمنع قوات العدو من الدخول الى القرى الجنوبية والبقاع فيها، وتكبيدها خسائر بشرية ومادية كبيرة بلغت وفق بيان لغرفة عمليات المقاومة حوالي الألف بين قتيل وجريح، وإن على صعيد ارتفاع وتيرة إطلاق الصواريخ المتنوّعة على مواقع الجيش الإسرائيلي وقواعده وتجمعاته والمستوطنات وإلحاق الأضرار الكبيرة فيها، في مقابل جنون إسرائيلي باستهداف المدنيين في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع في إطار الانتقام من هزيمته في الميدان وفشله بفرض شروطه الأمنية والسياسية على لبنان عبر المفاوضات.
ووفق مصادر «البناء» فإن «لبنان حكومة ومقاومة ربح الجولة الأولى من المفاوضات عبر إجهاض الشروط الإسرائيلية، عبر التكامل بين الميدان والتفاوض حيث الموقف الرسمي اللبناني المتمثل برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يفاوض على إيقاع الإنجازات الميدانية للمقاومة التي سرّعت وتيرة عملياتها لرفد المفاوض السياسي بأوراق قوة لاستثمارها ولتعزيز موقف لبنان لقطع الطريق على الضغوط الدولية لتمرير إملاءات ومكاسب للعدو لم يستطع تحقيقها في الميدان». وشددت المصادر على أن لبنان سيصمد مهما بلغت التضحيات ليمنع فرض العدو قواعد اشتباك جديدة على المقاومة وكسر المعادلة العسكرية والسياسية مع لبنان.
وبحسب مطلعين على مسار المفاوضات لـ»البناء» فإن «رئيس حكومة العدو هو الذي فخّخ المفاوضات وتمسك بشروطه وأفشل آخر فرصة لاتفاق وقف إطلاق النار على قاعدة القرار 1701».
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حديث صحافي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «رفض خريطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع (المبعوث الأميركي إلى لبنان) آموس هوكشتاين»، عاداً أن الحراك السياسي لحل الأزمة «تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية» المقررة الثلاثاء المقبل.
ورفض بري وضع توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، معتبراً أن الثابت الوحيد هو أن الحراك «تم ترحيله إلى ما بعد هذه الانتخابات»، ومشيراً إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان «رهناً بتطورات الميدان»، مبدياً تخوفه من «تحويل لبنان إلى غزة ثانية». وأكد الرئيس بري أن هوكشتاين «لم يتواصل معنا منذ مغادرته «إسرائيل»»، مشيراً إلى أنه وعد في زيارته السابقة بالذهاب إلى تل أبيب في حال وجد إيجابيات، لكنه «لم يبلغنا بأي شيء منذ مغادرته تل أبيب»، ومجدداً تأكيد لبنان على ثوابته في هذا المجال، أبرزها التمسك بالقرار الدولي 1701.
وكشف مصدر لبناني رسمي «عن أن زيارة هوكشتاين إلى تل أبيب فشلت وليس هناك أي تفاؤل لبناني»، معتبراً أنه «بات واضحاً أن نتنياهو لا يريد حالياً وقفاً لإطلاق النار».
إلا أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، عبد الله بو حبيب أعلن أن المحادثات من أجل وقف إطلاق النار لا تزال جارية. وأكد أننا «لا زلنا مستمرين في المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار وجلب السلام إلى لبنان». ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أميركي، أن «لقاءات المبعوثين الأميركيين آموس هوكشتاين وماكغورك بشأن وقف إطلاق النار بلبنان جيدة والفجوات تقلصت». فيما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، بأن «المبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكشتاين، والمبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، أحرزا تقدماً كبيراً لإنجاز تسوية على جبهة لبنان».
وفي حين أشارت «رويترز» الى ان مصدرين، سياسي لبناني كبير، ودبلوماسي رفيع المستوى، كشفا للوكالة «أن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين طلب من لبنان هذا الأسبوع إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع «إسرائيل»، في إطار الجهود الرامية لدفع المفاوضات التي تهدف إلى حل الصراع المستمرّ منذ أكثر من عام». وقال المصدران إن «هوكشتاين نقل المقترح لميقاتي»، نفى المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، رداً على سؤال لـ»رويترز»، أن تكون الولايات المتحدة طلبت من لبنان إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد مع «إسرائيل»، مشيراً الى ان «موقف الحكومة اللبنانية واضح بشأن السعي إلى وقف إطلاق النار من الجانبين وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701».
دولياً، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن الحاجة الملحّة لوقف إطلاق النار بين حزب الله و»إسرائيل»، مؤكدة ضرورة التوصل إلى تسوية دبلوماسية تستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701. وأوضحت أن القرار 1701 يُعدّ إطارًا أساسيًا لضمان أمن السكان في كل من لبنان و»إسرائيل»، ويُعزز العودة الآمنة للنازحين الذين تأثروا بالأحداث الحالية.
وقبيل أيام من الانتخابات الأميركية قال المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية والرئيس السابق دونالد ترامب، عن الحرب في لبنان إنه «يجب علينا أن ننتهي من هذا الأمر برمّته».
وأضاف ترامب، خلال حديثه في ولاية ميشيغان أمام تجمّع من مؤيديه بينهم أميركيّون عرب، أنه يعرف «العديد من الأشخاص في لبنان».
وكان الرئيس بري استقبل في عين التينة قائد قوات «يونيفيل» العاملة في لبنان الجنرال أرولدو لازارو والوفد المرافق وتناول البحث تطورات الأوضاع الميدانية جراء مواصلة «إسرائيل» لعدوانها على لبنان وخاصة الاوضاع في منطقة عمل قوات اليونيفل في جنوب الليطاني وما تتعرّض له مواقع هذه القوات من اعتداءات. ونوّه الرئيس بري وأشاد بتضحيات قوات الطوارئ وصمودها وثباتها في مواقعها في مواجهة استهدافها من قبل العدو الإسرائيلي. واضاف: «أن «إسرائيل» أهدرت أقله منذ أيلول الفائت أكثر من فرصة محققة لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وعودة الهدوء والنازحين على جانبي الحدود». كما قدّم رئيس المجلس شرحاً مسهباً لقائد اليونيفل حول التفاهم الذي أنجز مع الموفد الرئاسي الأميركي في إطار سعيه لوقف النار وتطبيق القرار 1701. وختم الرئيس بري مؤكداً التزام لبنان بتنفيذ القرار 1701 باعتباره الخيار الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وتابع الرئيس بري أيضاً تطورات الأوضاع والمستجدات السياسية والأوضاع الميدانية وملف النازحين خلال استقباله الوزير بو حبيب.
ميدانياً، واصلت المقاومة دكّ مواقع الاحتلال وتجمعاته المعادية والخطوط الخلفية داخل الأراضي المحتلة، وأفادت القناة 13 الإسرائيليّة، بـ»وقوع 9 إصابات بينها حالة خطيرة، إثر سقوط صواريخ أُطلقت من لبنان، قرب كرمئيل في الجليل».
وبث الإعلام الحربي للمقاومة، مشاهد من عملية استهداف المقاومة تحشّدات لجيش العدو «الإسرائيلي» في محيط مستوطنات يفتاح، أفيفيم، ومنطقة الكواخ شمال فلسطين المحتلة بصليات صاروخية.
ونشر الإعلام الحربي في حزب الله فيديو يتضمن مشاهد من استعدادات مقاتليه في الجنوب تحت عنوان «لن يبقى لكم دبابات»، وهو التهديد الذي كان قد وجّهه الأمين العام السابق لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله لجيش العدو الإسرائيلي.
وليل أمس، أعلنت إذاعة جيش العدو أن قائد القيادة الشمالية بالجيش أوري غوردين أُصيب بعد انقلاب دبابة كانت تقله جنوبي لبنان.
وذكرت أن «الدبابة انقلبت بقائد القيادة الشمالية بعد اصطدامها بآليات عسكرية أخرى جنوبي لبنان».
وكانت القناة 13 الإسرائيلية، قد أفادت عن «إصابة قائد القيادة الشمالية بالجيش أوري غوردين بعد انقلاب مركبة كان بداخلها خلال جولة في جنوب لبنان»، في حين أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قائد المنطقة الوسطى بالجيش آفي بلوط كان بصحبته.
في المقابل، ومع نفاد بنك أهدافه يواصل العدو استهدافه للمدنيين ومطاردة النازحين الى مراكز إيوائهم، وبعد غارات عنيفة استهدفت أماكن جديدة في الضاحية الجنوبية لبيروت فجر أمس، تكثفت الغارات أمس جنوباً وبقاعاً حاصدة المزيد من الشهداء والجرحى. كما استهدفت ليلاً شقة سكنية في عين الرمانة – عاليه لجهة بلدة القماطية وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن الغارة أدّت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجروح. وفي البقاع، شنّ الطيران الإسرائيلي غارات على حي الزهراء في مدينة بعلبك، وبلدتي طاريا وبوداي غرب بعلبك، ومرتفعات بلدة قصرنبا والبزالية وأطراف بلدة رسم الحدث لجهة حربتا في البقاع الشمالي وعلى اللبوة ونحلة. وأغار على منزل في أمهز أشارت الحصيلة الأولية إلى سقوط 8 ضحايا فيما لا زالت أعمال رفع الأنقاض متواصلة. ودمّر الطيران الحربي منزلاً في محلة رأس العين في بعلبك، مقابل مقهى ومطعم «ليالينا» عند مدخل حي مأهول بالسكان.
أما جنوباً، فشنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على مدينة بنت جبيل، وبلدة وادي جيلو – عيتيت في قضاء صور، تزامناً مع تحليق الطيران المسيّر والاستطلاعي في أجواء صور ومحيطها. كما شنّ غارات واسعة استهدفت بلدات كونين، عيناثا، الجميجمة، برعشيت، حانين ومجدل سلم، وأطراف بلدتَي الشهابية والمجادل، تزامناً مع قصف مدفعي متقطع طاول مدينة بنت جبيل وبلدات حانين والطيري وكونين. وفجراً، أغار الطيران الحربي على حسينية بلدة خربة سلم ومستوصف تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في البلدة ممّا أدّى إلى تدميره.
كما استهدفت الغارات منزلاً في بلدة يحمر الشقيف، قضاء النبطية، فدمّرته وسّوته بالأرض. وشنّ 5 غارات عنيفة على الحيَّين الشرقي والغربي في البلدة تسبّبت بتدمير منازل. وشن سلسلة غارات على صور، ترافق ذلك مع قصف مدفعي على أحياء عدة في يحمر الشقيف، وصولاً إلى بلدة ارنون ومحيط قلعة الشقيف لجهة الخردلي مع تحليق مسيّرات فوق يحمر، أرنون، كفرتبنيت والزوطرين الغربية والشرقية ومزرعة الحمرا وقلعة أرنون.
ومساء أمس، أفيد أن «الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف محيط بلدة لبايا وغارة ثانية بين بلدتي يحمر وسحمر في البقاع الغربي ولم يبلغ عن إصابات». كما أفيد عن سقوط «4 شهداء في الغارة على العلاق غرب بعلبك».
وأعلن منسق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين عن التقرير الرقم 33 حول الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والوضع الراهن وجاء فيه أنه «خلال الـ 24 ساعة الماضية تم تسجيل 120 غارة جوية على مناطق مختلفة من لبنان بمعظمها في النبطية (61 غارة) الجنوب (41) وضاحية بيروت الجنوبية (12 غارة) وبعلبك ليصل العدد الإجمالي للاعتداءات منذ بداية العدوان إلى 11767 اعتداء».