كتبت صحيفة “الديار”: هاشم صفي الدين شهيدا على طريق القدس، رئيس المكتب التنفيذي في حزب الله استشهد في غارة اجرامية نفذها الطيران الاسرائيلي على منطقة المريجة في الضاحية الجنوبية منذ 3 اسابيع، وانتشلت جثة الشهيد مساء امس الاول بعد ان منعت «اسرائيل» بالنيران فرق الاسعاف والصليب الاحمر من التوجه إلى المكان المستهدف، ووصف بيان حزب الله الشهيد هاشم صفي الدين بالقائد الكبير والشهيد العظيم على طريق القدس الذي ارتحل الى ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين راضيا مرضيا صابرا محتسبا.
واضاف البيان: لقد التحق السيد هاشم باخيه شهيدنا الأسمى والاعلى سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وكان نعم الأخ المواسي لاخيه، فكان أخاه وعضده وحامل رايته ومحل ثقته، ومعتمده في الشدائد والكفيل في المصاعب، مضى على ما مضى عليه البدريون ناصرا لدين الله، تقيا، صالحا، رائدا، مدبرا، مديرا، قائدا وشهيدا.
هوكشتاين مستشارا في الامارات
الى ذلك، ودع هوكشتاين المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم في زيارته الاخيرة الى بيروت وابلغهم نهاية مهمته الرسمية كموفد للرئيس بايدن الى المنطقة ومغادرة عمله في وزارة الخارجية الاميركية في أول تشرين الثاني وانتقاله الى العمل كمستشار لدى إحدى الشركات الاميركية في الامارات العربية المتحدة، وبالتالي انتهاء مهمة هوكشتاين ومعه الجهود الديبلوماسية بشأن وقف اطلاق النار حتى كانون الثاني 2025 موعد استلام الإدارة الأميركية الجديدة مهامها وتمديد الفرصة للاسرائيلي لتحقيق إنجازات ميدانية عجز عنها حتى الان. وفي ظل هذه الاجواء، تبقى الانظار شاخصة الى زيارة بلينكن الى «اسرائيل» والمعلومات عن إعطائه الموافقة على ضرب ايران خلال الأيام المقبلة وفتح المنطقة على الحرب الشاملة، وقابل ذلك اجتماع بين الرئيسين الروسي والايراني والاتفاق بينهما على تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، في ظل المعلومات عن تزويد موسكو لطهران بانظمة دفاع جوي قادرة على التصدي للصواريخ الإسرائيلية والتشويش عليها.
وتصف مصادر في محورالمقاومة، ان ما حمله هوكشتاين الى لبنان الثلاثاء نسخة مطابقة لما حمله كل المندوبين الاميركيين الى المنطقة منذ عام 1982، بدءا من فيليب حبيب الى كولن بأول عام 2003 الى الرئيس بشار الاسد الى كونداليزا رايس 2006، والعنوان واحد : الاستسلام والقضاء على محور المقاومة، ودون ذلك لا يمكن بناء الشرق الاوسط الجديد.
في ظل هذه الاجواء، الكلام للميدان من دون ضوابط وسقوف، ومن يصرخ اولا يدفع الثمن، وكل فريق اعد كامل العدة للمواجهة الشاملة، فالمقاومة لن ترفع الرايات البيضاء مهما كانت الأثمان، وتقاتل بكفاءة عالية ضد اكبر منظومة عسكرية وأمنية في العالم ممثلة بأميركا و «اسرائيل»، وقد كشف مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، ان وزير الخارجية الاميركي بلينكن اجبر على الذهاب الى ملجأ للحماية من الصواريخ التي اطلقها حزب الله بعد دوي صفارات الانذار في تل ابيب. من جهتها ذكرت وكالة CNN الاميركية، ان «نتنياهو صرح علنا انه يريد القضاء على حماس وحزب الله، ولكن من الواضح وبشكل متزايد ان تحقيق الهدفين قد يكون مستحيلا».
وحسب المعلومات الواردة من الجنوب، عجز الجيش الاسرائيلي حتى الان على جبهة العديسة ثم مارون الراس ويارين وبعدها بليدا ثم عيتا الشعب ومثلث القوزح _ رامية _ عيتا الشعب، وكذلك اللبونة وراس الناقورة بالإضافة إلى مركبا ومثلث العديسة _الطيبة _ رب ثلاثين ثم ميس الجبل رغم الحشود العسكرية من الفرقة 36 والفرقة 98، ثم الفرقة 91، واللواء احتياط 146 ثم اللواء 410 اي بحدود 75 الف جندي، وواجهت المقاومة كل الهجمات الإسرائيلية التي حققت تقدما بالامتار في مناطق تعتبر رخوة للمقاومة لأسباب عديدة، لكنها لم تتمكن من البقاء فيها وعادت وانسحبت منها، واعترف الإعلام العبري بمقتل 50 جنديا في المعارك المباشرة و700 جريح (الأرقام اعلى بكثير) واسقطت المقاومة مسيرات من نوع هرمز 450 و900 وتم تدمير 26 دبابة ميركافا ، وكانت الهجمات الاسرائيلية مصحوبة بقصف جوي دمر القرى الامامية لافساح المجال للقوات الإسرائيلية للتقدم، لكن مجاهدي المقاومة صمدوا ودمروا الوحدات المتقدمة بالصواريخ عن بعد، وخاضوا الالتحامات القريبة والمباشرة، وجرت إحدى المحاولات لاسر جنود اسرائيليين لم تنجح بسبب بعض العراقيل في اللحظات الاخيرة ، لكن المحاولات لن تتوقف، واكبر دليل على صمود المقاتلين شريط الفيديو للمجاهد من ال حيدر وما فعله وحيدا في آليات العدو وجنوده، اما على صعيد المستوطنات المواجهة والخلفية للحدود، فثابرت المقاومة على قصفها يوميا لأنها تحولت الى مناطق عسكرية ونقاط تجمع للقوات الإسرائيلية التي تستعد للهجوم واحداث خروقات عسكرية، وادى قصف المقاومة لهذه المستعمرات مثل كريات شمونة ومسكاف عام والمنارة والمطلة وافيفيم وشتولا وشلومي وغيرها الى افشال العديد من محاولات التقدم الإسرائيلية، وقد ردت «اسرائيل» على الصمود الميداني للمقاومين بتكثيف عمليات القصف والمجازر اليومية المتنقلة بين الضاحية والبقاع والجنوب واكبر دليل ما تعرضت له مدينة صور امس من غارات وحشية ادت الى سقوط شهداء وجرحى، بالإضافة إلى إنذارات بالاخلاء لترويع المواطنين بهدف خلق هوة بين المقاومة وجمهورها، وقد ردت المقاومة الإسلامية بعشرات الصواريخ التي وصلت الى ضواحي تل ابيب والمراكز العسكرية الاسرائيلية، لكن اللافت ما كشفه وزير الدفاع الاميركي بتصريح صحافي عن عدم وجود أي ادلة على مخبأ لحزب الله تحت مستشفى الساحل في الضاحية الجنوبية. بالمقابل، ادى قصف المقاومة منذ طوفان الاقصى الى شل كل القطاعات في كيان العدو وتعطيل كل مرافئ الحياة وتهجير كل مستوطني الشمال، وبات الاسرائيليون ينامون في الملاجئ، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية، وتبقى الظاهرة اللافتة في تفشي الأمراض النفسية والعصبية بين الجنود والانقسامات داخل المجتمع الاسرائيلي،
وحسب المصادر والمعلومات، فان الوضع العسكري للمقاومة ممتاز جدا، وخلاصة ما يجري: «إسرائيل» لم تربح وحزب الله لم يخسر، ومع تصاعد عمليات حزب الله النوعية في العمق سوف تتغير موازين القوى ويبدأ الاسرائيلي بالنزول عن الشجرة والبحث عن وقف لاطلاق النار في الجنوب وغزة خلال اسابيع، هذا ما اعلنه مسؤول عسكري اسرائيلي كبير عن استمرار العمليات في لبنان لاسابيع محدودة فقط، فالاسرائيلي تراجع طموحه من ابعاد المقاومة الى ما بعد صيدا ثم الى ما بعد الليطاني وبعد ذلك طرح خط الابعاد الى 10 كيلومترات ثم الى 5 كيلومترات والان الى 3 فقط.
وحسب المتابعين السياسيين، الميدان يحسم نتائج المفاوضات، والمعارك في الجنوب هي المعيار الذي سيرسم مصير هذه الحرب والمنطقة كلها.
الاتصالات السياسية
كما كانت الاخفاقات الاسرائيلية في الميدان، كانت صورة الاخفاقات ذاتها في الاتصالات السياسية ايضا، وحسب مصادر مطلعة، فقد واجه الرئيس بري الزائر الاميركي هوكشتاين بموقف حازم وصلب: لن نفاوض تحت النار، لا تعديل ل1701، لن نعطي الاسرائيلي بالسياسة ما عجز عن أخذه بالنار، فالرئيس بري ومن خلال رده الحاسم برفض الورقة الاميركية قضى على طموحات هوكشتاين بتحقيق انجاز ما لمصلحة «اسرائيل»، وفاز الرئيس بري بالضربة القاضية ومن الجولة الأولى على المبعوث الاميركي الذي تلقى مضمون كلام رئيس المجلس «لن نعطي اي إنجازات لاسرائيل»، وحاول هوكشتاين تمرير شروطه على الناعم احيانا وبالتهديد المبطن احيانا اخرى» أقبلوا ديبلوماسيا بشروطنا كيلا تقبلوا بالإكراه بعدها ورد بري بموقف اكثر تشددا، وغادر هوكشتاين مودعا، وتعود المصادر بالذكراة الى عام 1982 حين واجه رئيس حركة امل يومذاك نبيه بري المبعوث الاميركي فيليب حبيب عندما زاره حاملا مسودة اتفاق 17 ايار بالقول «سنسقط هذا الاتفاق» وربما التاريخ يكرر نفسه اليوم.
وفي المعلومات، ان تعديلات هوكشتاين على الـ 1701 «صك استسلام»، لجهة توسيع مهام القوات الدولية الى كل لبنان ورفدها بقوات اميركية وبريطانية والمانية ومراقبة الحدود بين لبنان وسوريا برا وبحرا وجوا، تنفيذ القوات الدولية اي مهمة على الاراضي اللبنانية تعتبرها خطرا على لبنان وأمنه دون العودة الى الجيش او الدولة اللبنانية، الاطلاع على أسماء ضباط وعناصر الجيش الذين سينتشرون في الجنوب إلى غيرها من النقاط المرفوضة لبنانيا.
جنبلاط
يواصل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله تيمور وابنته داليا الاهتمام المباشر باوضاع النازحين ومتابعة أمورهم الميدانية من كل النواحي، وخلال استقباله عددا من الوفود اكد جنبلاط أمامهم، ان «الحرب مستمرة ولا احد يعلم افاقها بوجود نتنياهو وجنونه، ولا نرى تدخلا واضحا وقويا من الدول الكبرى لانهاء الحرب بل على العكس فان هذه الدول تظهر ضعيفة امام نتنياهو لاول مرة في هذا الشكل»، واكد ان الجيش اللبناني والقوى الامنية ما زالوا بخير لمعالجة اي اشكال وعلى الجميع اللجوء إلى الجيش عند أي حادث والتعامل معه على أنه فردي… وبالمقابل فان التواصل بين جنبلاط وارسلان يومي لمعالجة اي طارئ وتحديدا في المناطق القريبة من الضاحية الجنوبية وعمليات القصف كالشويفات وعرمون وخلدة ودوحة عرمون، والمعلوم ان ارسلان جهز عدة مطابخ مركزية تتولى توزيع الوجبات الغذائية على النازحين بشكل يومي باشراف من الوزير السابق صالح الغريب.
اسئلة حول توزيع المساعدات
شكل التضامن الوطني في كل المناطق اللبنانية ومن كل الاحزاب مع النازحين، وتحديدا من الجنوب والبقاع والضاحية اكبر رد على التحذيرات الدولية من عودة البلاد الى الحرب الأهلية والفوضى، كما اعلن وزير الخارجية الفرنسي الذي أوضح ان الترجمة لم تكن دقيقة. بالمقابل، سلمت جميع القوى السياسية موضوع معالجة اي اشكال للجيش اللبناني. وفي المعلومات، ان الجيش تعامل مع بعض الاشكالات بطريقة حاسمة وفورية ونفذ مداهمات واعتقالات ادت الى المعالجة السريعة لبعضها في مناطق حساسة، وحظيت إجراءات الجيش بتغطية سياسية شاملة لجهة الضرب بيد من حديد لاي اساءات قد تهدد أمن البلد واستقراره.
وفي موضوع توزيع المساعدات على النازحين، فان الكثيرين من رؤساء البلديات لم يتسلموا حتى الان اي مساعدات من الدولة، والانكى انه يتم إعطاء مساعدات من الدولة لشخصيات سياسية وفاعليات من مختلف الاتجاهات والمواقع والألوان، ويتم ابلاغ النازحين ان المساعدات مقدمة من الشخصية الفلانية والحزب الفلاني لدواع انتخابية بحتة.
الملفات الداخلية مؤجلة
كل الأحاديث المتعلقة بالملفات الداخلية طويت مجددا، وما ساد منتصف أيلول من احاديث وتسريبات عن انتخاب رئيس للبلاد قريبا بعد الضربات التي تعرض لها حزب الله انتهى مفعوله. وحسب المصادر السياسية العليمة، فقد بات معروفا ان هناك اتجاها اميركيا وفرنسيا وعربيا داعما لوصول قائد الجيش العماد جوزف عون، الى بعبدا، وفي اجتماعات برلين الاخيرة تم التأكيد على دعم قائد الجيش للرئاسة، لكن الرئيس نبيه بري رد من خلال قناة العربية، بان انتخاب قائد الجيش بحاجة الى تعديل دستوري، وحسب الدستور فان التعديل بحاجة لـ86 نائبا لا يمكن تأمينهم لنصاب الجلسة اذا لم يحصل توافق شامل على وصول قائد الجيش.
لقاء ماكرون ـ ميقاتي
التقى رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة نجيب ميقاتي بالرئيس الفرنسي ماكرون في العاصمة الفرنسية باريس وناقشا جدول أعمال مؤتمر باريس الانساني لدعم لبنان والجيش اللبناني الذي يعقد اليوم في باريس في حضور دولي وعربي وغياب وزير الخارجية الاميركي بلينكن الذي كلف من يمثله في المؤتمر، ومن المتوقع ان يتضمن البيان الختامي الدعوة إلى وقف النار وربما التاكيد على الموقف الفرنسي باعلان هدنة مؤقتة ل 21 يوما، بالاضافة الى تقديم المساعدات العاجلة السياسية والامنية والاجتماعية، لكن المتابعين لأعمال المؤتمر لا يعولون عليه للخروج بقرارات سياسية حازمة تؤدي الى وقف لاطلاق النار، لكن التركيز سينصب على تقديم المساعدات العاجلة للتخفيف من تداعيات الحرب ودعم الجيش والقوى الامنية، لكن الخلاف الاميركي ـ الفرنسي حول الملف اللبناني ربما عرقل وصول المساعدات بالمستوى الذي يطمح اليه لبنان، واعلنت المانيا انها ستقدم 60 مليون يورو لمساعدة الشعب اللبناني.
الى ذلك، تعقد قمة عربية إسلامية اواخر الشهر في الرياض لبحث الاوضاع في لبنان وغزة، واشارت معلومات غير مؤكدة عن اتجاه عربي لارسال وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر الى لبنان في 3تشرين الثاني للوقوف الى جانب لبنان ومطالبته بوقف اطلاق النار.