افتتح وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري في مبنى الوزارة، دورة تدريبية للتحقق من المعلومات والاخبار المضللة لعدد من موظفي الوزارة والمخصصة لإعداد طاقم عمل قادر على جمع وتحليل الاخبار الصحيحة وغير الصحيحة، والتي تنظمها وزارة الاعلام بالتعاون مع “اليونسكو” ممثلة بمسؤول مكتب الاتصال والتواصل بمكتب المنظمة في بيروت جورج عواد، وفي حضور مستشارة الوزير أليسار نداف. ويخضع فريق العمل لاشراف “وكالة الصحافة الفرنسية afp” ممثلة بجوزيت ابي تامر.
المكاري
وقال وزير الاعلام: “الخبر اليقين اننا سنطلق آلية من مكتبنا عبر مجموعة سنتفق على اطلاق اسم عليها، يتم من خلالها جعل المواطنين يعتادون على ان الخبر اليقين يصدر من عندنا، وكذلك التوضيح المؤكد للخبر الاكيد. اما الخبر غير الاكيد، فنحن سنعلن بأننا غير متأكدين منه أو اننا نبحث فيه ونرسله الى الوكالة الوطنية للاعلام”.
اضاف: “هدفنا ان نجعل الناس تصدق ان ما يصدر عنا هو اليقين سواء لناحية تأكيد الخبر او تكذيبه لان المصداقية هي الأهم، فأي خطأ صغير يزعزع الاوضاع “.
وتابع: “احدى المنصات الالكترونية التي احترمها كثيرا ولديها بحث في الحقائق، اخطأت في احدى المرات عندما ذكرت انه تم اغتيال الشيخ نعيم قاسم. هذا الامر يزعزع الثقة بتلك المؤسسة وهذا الموضوع لا نريده ابدا”.
وقال: “سنجد آلية وسنكون حاضرين عبر التواصل الاجتماعي “اكس” و”انستغرام” لايصال الرسالة التي نريدها، في ظل الفوضى الكبيرة التي ستتسبب بحرب اهلية في البلد المنقسم. هذا امر ليس وهما، ثمة أناس مع هذه الحرب وآخرون ضدها، وهذا يضعنا في مكان بشع ويزيد الانقسام”.
اضاف: “ان معالجة هذا الجو يكون عبر عدة آليات من ضمنها البحث في حقيقة الاخبار والتي لها علاقة بالاجهزة الامنية والقضاء والعلاقة الخاصة، وامور لها علاقة بالمراسلين الاجانب. هذه الحرب جزء منها نفسي وجزء يتعلق بالاعلام”.
وتابع: “في ما خص الشق النفسي للحرب، منذ زمن بعيد كانت اسرائيل ترمي المناشير الورقية، اما اليوم فهي ترمي اي شيء وتلعب على التناقضات اللبنانية. في نهاية الامر، هذا عدو لديه مصلحة ويجب ان نكون حاضرين كوزارة اعلام لان القدر شاء أن يكون لها دور كبير في هذه الحرب، والوزارة تتلقى جزءا كبيرا من الانتقادات من دون ان يعرف الناس ما هي صلاحياتنا المحدودة”.
وأشار المكاري الى ان “هذه المبادرات التي تطلقها وزارة الاعلام تهدف للبدء بالسيطرة على هذا الجو الاعلامي من ضمن اخلاقيات معينة ونصوص وصلاحيات الوزارة، ومن ضمن حرصها ومسؤولياتها على البلد والناس”.
وأكد ان البرنامج الذي اطلع عليه “جيد”، وبأنه سيحضر “يوميا للمتابعة”، شاكرا اليونسكو التي “تقدم يد المساعدة، وقد ساعدت في تسجيل ارشيف لبنان في ذاكرة العالم، الى جانب مساهمتها في تقديم الدروع والخوذ للاعلاميين وبقانون الاعلام”، مؤكدا الشراكة معها. كما شكر “وكالة الصحافة الفرنسية afp التي تربطنا شراكة متينة معها”.
وقال: “هدفنا الوصول الى مكان يعتاد الناس فيه على ضرورة تحري الحقيقة ومعرفة الاخبار الزائفة، بالاضافة الى ثقافة الاعتذار عن الخطأ، ومنها ما نشاهده اليوم عبر مواقع التواصل من صورة طائرة تابعة لطيران الشرق الاوسط من دون نوافذ تهبط بين القصف، بينما في حقيقة الامر الصورة غير حقيقية وتداولها الجميع”.
عواد
من جهته، اكد عواد على “تعاون منظمة اليونسكو الدائم مع وزارة الاعلام في كل الظروف، وتحديدا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان حيث كان لابد من تلبية طلب الوزير للعمل على تدريب فريق عمل متخصص في الوزارة على موضوع التحقق من المعلومات، نظرا لما نشاهده اليوم من اخبار غير دقيقة”.
وشدد على “اهمية عمل هذا الفريق الذي يتم تدريبه تحت اشراف afp ووكالات فرنسية لوضع الخبرات الدولية في متناول فريق العمل، على ان يتم تدعيمه لاحقا بمراسلين واشخاص من خارج هذا الفريق لتنسيق المعلومات وايصالها والتحقق منها لتكون هذه المرحلة متكاملة لجهة جمع الاخبار والتحقق منها ونشرها من قبل فريق العمل سواء عبر منصة جديدة او عبر الوكالة الوطنية التي سيكون دورها اساسيا في هذا الاطار”.