كتبت صحيفة “اللواء” تقول: أسبوعان من بدء اسرائيل ضرباتها القوية ضد لبنان، من الجنوب إلى الضاحية الجنوبية والبقاع وبعض قرى جبل لبنان، وسط خسائر ترتفع مع كل غارة أو استهداف، وتحصد الأبرياء من الأطفال والنساء والمسنين، على نحو ما هو حاصل في قطاع غزة، حيث يرتفع عدد الضحايا الى ما يقرب من خمسين ألف شهيد و100 ألف مصاب وجريح.
ولئن كانت وقائع المواجهات الجارية في الميدان من محور الناقورة (غرباً الى مارون الراس والقرى المحيطة بها في الوسط الى ميس الجبل وبليدا والعديسة وكفركلا والخيام غرباً، تثبت قوة صمود المقاومة وعنف الضربات المعادية، بالطائرات والمدفعية والصواريخ والمسيرات، فإن الكابينت الحربي الاسرائيلي أعطى التفويض المتجدّد لبنيامين نتنياهو للمضي قدماً في حرب لبنان، بدءاً من المحاور الجنوبية الى خارطة الاستهدافات العسكرية التي تتوسع يوماً بعد يوم.
قالت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ما من تقدم في ملف الاتصالات الهادفة إلى وقف إطلاق النار في لبنان، على أنه بالنسبة إلى التحرك الرسمي فإن الجهد يتواصل من أجل هذه الغاية. ورأت أن ما من آلية معينة جاهزة ولكن هذا لا يعني ان المسألة لن تتم متابعتها.
إلى ذلك، رأت هذه المصادر أن خارطة الطريق التي تصدر اليوم عن اللقاء الذي تستضيفه معراب تحت عنوان «دفاعا عن لبنان» من شأنها إبراز موقف المعارضة المنسجم مع مبادئها بشأن الحرب وتداعياتها والتحذيرات التي أطلقت مرارا وتكرارا بشأن عدم جر لبنان إليها، متوقعة صدور نقاط بشأن المقاربة المقبلة والسعي إلى انتخاب رئيس الجمهورية ووقف إطلاق النار والالتزام بالقرارات الدولية، معتبرة أن هذا اللقاء ليس موجها ضد أحد إنما غايته التأكيد على هذه المقاربة الانقاذية والعمل على تنفيذها من دون تأخير.
على ان البارز دبلوماسياً، دخول وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن على الخط عبر ما يمكن تسميته بـ «دبلوماسية الهاتف» فأجرى اتصالا م الرئيس نجيب ميقاتي، ثم اتصالا مع الرئيس نبيه بري استمر 40 دقيقة.
وحسب ما عمّم جرى خلال الاتصال البحث بالاوضاع الراهنة في لبنان.
وفي المعلومات ان الاتصال تناول احتمالات المرحلة المقبلة، وان الرئيس بري اكد التمسك بوقف اطلاق النار فوراً.
وتعليقاً على إمعان إسرائيل إستهدافها للمدنيين وقوات حفظ السلام (اليونيفيل) والجيش اللبناني في بلدة كفرا. قال الرئيس بري: أحر التعازي الى اللبنانيين كل اللبنانيين، لذوي الشهداء الذين سفكت دماؤهم على إمتداد الجنوب وفي الضاحية والبقاع والعاصمة بيروت وجبل لبنان، والتعازي أيضاً موصولة للجيش اللبناني الذي قدم اليوم المزيد من القرابين شهداء وجرحى في مسيرة التضحية والوفاء من اجل سيادة لبنان.
واضاف الرئيس بري: إن ما حصل أمس واليوم من استهداف لقوات اليونيفيل ولجنود الجيش اللبناني من قبل إسرائيل وآلتها العدوانية، هو جريمة وليس محط إدانة واستنكار فحسب، بل هو أيضاً وقبل أي شيء آخر هو عدوان ومحاولة اغتيال واضحة وموصوفة للقرار الأممي 1701.
وحسب المعلومات التي رشحت عن الاتصالات الهاتفية الأميركية تجزئة وقف النار، عبر احياء معادلة «بيروت- حيفا»، بمنى وقف استهداف اسرائيل لبيروت مقابل وقف قصف المقاومة لحيفا، وكانت قناة «سكاي نيوز» نقلت عن مصادر لم تحددها ان المحاولات الأميركية تسير بهذا الاتجاه.
وكشف الرئيس ميقاتي ان مجلس الوزراء اتخذ القرار الآتي: الطلب من وزارة الخارجية والمغتربين تقديم طلب الى مجلس الامن الدولي تدعوه فيه الى اتخاذ قرار بالوقف التام والفوري لاطلاق النار، مع التشديد على التزام الحكومة اللبنانية تنفيذ القرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة لا سيما في شقه المتعلق بنشر الجيش في جنوب لبنان وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار.
وما بقي منه قال الرئيس ميقاتي:»يبقى الحل الديبلوماسي مطروحا على الطاولة من خلال القرار1701 الذي لا يزال صالحا. حزب الله موافق ايضا، وهو شريك في هذه الحكومة، ووافق اليوم على هذا الموضوع ولا اعتقد انه يوجد أي تردد.
وتابع : نتيجة المساعي خفت حدة الغارات على الضاحية الجنوبية، وخفت وتيرة التصعيد، وسنواصل ملاحقة هذا الموضوع»، ان ضرب المدنيين بهذه الطريقة، والحاق الاذى بهم وسقوط المزيد من الشهداء امر لا يجوز بتاتا، فهذا حرام، فهل تخلينا عن انسانيتنا؟.
وعما اذا كان لبنان لا يزال مرتبطا بغزة، اجاب: «اولويتنا اليوم الا نكون مع أحد او ضد أحد، أولويتنا هي السلامة والامن في بلدنا، وهذا ما نعمل عليه».
وفي اطلالات تلفزيونية أعلن الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إننا:
– نعمل ليلاً نهاراً من أجل مسألة وقف إطلاق النار في لبنان والوصول إليه في أسرع وقت. وكشف عن ان التنسيق مستمرّ مع الحكومة اللبنانيّة ورئيسها وقائد الجيش والأمر يتعلّق بمستقبل لبنان من أجل الوصول إلى ما يريده الشعب اللبناني عبر انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.
ووصف الهجوم أمس على وسط بيروت كان مدمّراً ونسعى لوقف العمليّات العسكرية والولايات المتحدة لم تعطِ أي ضوء أخضر لأي عملية برية في لبنان.
واعتبر ان الرئيس اللبناني يجب أن يختاره اللبنانيون بأنفسهم وليس علينا ان نختاره نحن لهم.
واشار الى ان القرار 1701 انهى حرب تموز، لكنه لم ينفذ بشكل جيد، والآن يجب تنفيذه.
واشار الى انني اتواصل مع الرئيس بري، ونحن نريد العمل مع مؤسسات الحكومة بما في ذلك الجيش للوصول الى نهاية لهذا الصراع، وهذا يعني التفكير في القرار 1701، والعمل على التوصل الى اتفاق شامل يجلب الاستقرار.
ونفى ان تكون الولايات المتحدة او هو اعطيا الضوء الاخظر لاي عمليات عسكرية في لبنان، خلال فترة انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة، وكان الرئيس جو بايدن يعمل جاهدا على محاولة تحقيق وقف اطلاق النار.
الحدث الخطير استهداف اليونيفيل
وتفاعلت قضية استهداف القوة الدولية في الناقورة لليوم الثاني، وبعد رفضها طلبات الإخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي وبقائها في مواقعها، تعرّضت قوات «اليونيفيل» في الجنوب لاستهداف جديد، إذ أطلقت القوات الإسرائيلية قذيفة مدفعية مستهدفة المدخل الأساسي لمركز قيادة «اليونيفيل» في الناقورة. واستهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية أحد أبراج «اليونيفيل» في الناقورة، الواقع على الخط العام الذي يربط صور بالناقورة امام حاجز الجيش اللبناني، ممّا أدّى إلى إصابة جنديين من الكتيبة السريلانكية بجروح.
واعتبرت «اليونيفيل» في موقف لها ان ما حدث يشكل تطورا خطيرا. ودعت الى ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها، واكدت إن ما حدث يشكل تطوراً خطيراً، «وتؤكد اليونيفيل على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات. كما ان أي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن 1701 (2006)».
وكان استهداف اليونيفيل شكل موضع ادانة دولية، فندد الامين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش بالاعتداء على قوات الطوارئ، وثله رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، معتبرا إطلاق النار على اليونيفيل «غير مقبول».
وتفاعلت القضية دولياً، فأصدر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيسة وزراء ايطاليا جورجيا ميلوني ورئيسة وزراء اسبانيا بيدرو سانتشيت التنديد باستهداف الجيش الاسرائيلي لقوة الامم المتحدة في الجنوب، وقالوا في بيان مشترك: مثل هذه الهجمات غير مبررة، ويجب ان تنتهي على الفور.
وطلب وزير الدفاع لويد اوستن من نظيره الاسرائيلي يوآف غالانت خلال اتصال هاتفي بينهما على ضمان سلامة قوات اليونيفيل.
ولم توفر آلة الحرب المعادية الجيش اللبناني فاستهدف موقع للجيش في بلدة كفرا الحدودية، مما ادى الى استشهاد جنديين وجرح 3 آخرين بجروح.
جولة «التشاوري المستقل»
اما في الحراك السياسي الداخلي، واصل نواب «اللقاء التشاوري المستقل» زيارات الكتل النيابية، للبحث في سبل وقف العدوان والاستحقاق الرئاسي مع اللقاء الديموقراطي والتغييريين، والتقى وفد من اللقاء ضم النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا ونعمة افرام وميشال ضاهر وجميل نواب «اللقاء الديموقراطي»: وائل أبو فاعور وهادي أبو الحسن وراجي السعد وفيصل الصايغ.
وقال عون بعد اللقاء: كان البحث بداية بالملف الساخن المتمثل بالحرب الدائرة وبكيفية توسيع المساحة الوطنية التي تطالب بتطبيق القرار ١٧٠١ وتتبناه. اضافة الى دعم موقف لبنان الرسمي بما يخص وقف اطلاق النار والموافقة على الاقتراح الدولي المرتبط بالهدنة.
لقاء معراب
وفي معراب يعقد اليوم اللقاء الوطني، بعنوان «دفاعا عن لبنان» بمشاركة نواب وشخصيات تمثل المعارضة.
وعشية اللقاء استقبل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب النائب نعمة افرام، الذي قال بعد اللقاء: «تبادلت وجعجع المعلومات والقراءات في ما يخصّ وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس والخروج من الأزمة الحاليّة وحول كيفيّة تقريب وجهات النظر بين النوّاب للخروج من الأزمة التي لا يجب أن تتكرر». وأكد افرام ان «الأولويّات الأساسيّة لرئيس الجمهوريّة القادم تطبيق القرارات الدوليّة وخصوصاً 1701 ووجود رئيس يسهّل وقف إطلاق النار ونؤكّد أنّ المساحة المشتركة في لبنان هي الضمانة».وأشار الى ان النازحين إخوتنا وبناء المستقبل مسؤوليّتنا وما نعيشه اليوم «شغل إيدينا» وعلينا تغيير هذا الواقع».
كما زار النائب المستقل الدكتور غسّان سكاف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وعرض معه لآخر التطوّرات السياسيّة اللبنانيّة، في حضور عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم.
ولا يشارك التيار الوطني الحر في اللقاء، بل سيحي الذكرى الرابعة والثلاثين للثالث عشر من ت1 بقداس في كنيسة مار الياس في انطلياس عند الخامسة من عصر اليوم، على ان يتحدث عند السادسة والنصف رئيس التيار جبران باسيل بكلمة عن التطورات الراهنة وتحرك التيار الوطني الحر من اجل ايجاد مساحة مشتركة للخروج من الوضع الخطير الذي يعيشه لبنان.
القمة الروحية
وعلى صعيد القمة الروحية، اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على عقد القمة الروحية الاربعاء المقبل (وفقا لما اشارت اليه اللواء امس).
وكان الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى من بطريرك الارثوذكس يوحنا اليازجي، تطرق الى القمة الروحية.
انتقادات عفيف
وانتقد مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله محمد عفيف الحكومة ووزارة الاعلام، وسأل اين هي وزارة العدل، ولم يوفر المجلس الوطني للاعلام من انتقاداته.
وقال عفيف خلال مؤتمر صحف قيل انه عقد في مكان الانفجار في النويري ان الاولوية لالحاق الهزيمة باسرائيل، وخاطب العدو بالقول: «لم تر بعد بعد الا القليل»، مؤكدا ان المقاومة بخير وتدير حقل رماتها بما يتناسب مع الميدان وظروفه.
الميدان
وبعد استهداف الاحتلال الاسرائيلي لبيروت ومناطق واسعة في الجنوب والبقاع امس الاول وامس، ردت المقاومة بعمليات قصف للكيان الاسرائيلي تجاه حيفا ومناطق اخرى.واعلنت المقاومة انها استهدفت صباحاً تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في منطقة «زوفولون» شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية. كما شنت في الوقت ذاته، هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في كريات إليعازر في حيفا.
وقاعدة قيادة الدفاع الجوي بـ«كريات إيلعيزر» كانت من المواقع العسكرية التي صورت ضمن جولة «الهدهد» الاخيرة.
واكدت وسائل إعلام إسرائيلية: إطلاق 20 صاروخاً من لبنان باتجاه خليج حيفا ومطقة «الكريوت». واصابة مباشرة لمبنى بسقوط صاروخ في المنطقة الصناعية في «كريات بياليك».
وواصلت المقاومة في لبنان بعد ظهر امس، استهداف الكيان الاسرائيلي المحتل، واعلنت في بيانات، انه ودفاعًا عن لبنان وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، عند الساعة 05:30 من بعد ظهر اليوم الجمعة، تجمعات لقوات العدو الإسرائيلي في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة.
واكدت وسائل إعلام إسرائيلية: إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان تجاه الجليل الغربي والجليل الأوسط.هبوط مروحية عسكرية إسرائيلية في مستشفى رمبام في حيفا. سقوط 4 إصابات جراء القصف الأخير من لبنان تجاه الشمال.
وسقطت طائرة تجسس اسرائيلية عند أطراف بلدة عبا عمد الجيش الاسرائيلي الى تفجيرها تلقائيا.
وكشف مراسل موقع قناة 12 العبرية شاي ليفانان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اصطحب الصحافيين الإسرائيليين الى المنطقة الحدودية حيث دخلوا بضعة أمتار إلى جنوب لبنان.والهدف من التصوير هو خدمة «البروبغندا» الإعلامية للجيش الإسرائيلي. لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي استبعدني من الجولة لأنه لا يريد سماع الأسئلة الصعبة.
اضاف: الجيش الإسرائيلي لن يخبركم عن الحدث التي اضطرت فيه مروحية «آباتشي» الى إلقاء ذخيرتها من الجو داخل «الأراضي الإسرائيلية».
15 موقوفاً على ذمة شبكة تجسس
كشفت مصادر عسكرية لبنانية امس، عن توقيف 15 شخصا للتحقيق معهم في الاشتباه بتعاملهم مع إسرائيل. وبحسب المصادر تدور الشبهات بشأن إقدام الموقوفين على تصوير أماكن استهدفت بغارات إسرائيلية، أو تصوير ما بعد استهدافها من الجانب الإسرائيلي.
كما أشارت المصادر إلى أن اثنين من الموقوفين، وهما من الجالية السورية بلبنان، تبين تجنيدهما من قبل الموساد الإسرائيلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان بيان للجيش اللبناني قد أشار إلى أنه نتيجة عمليات رصد ومتابعة لشبكات التجسّس الإسرائيلية، أوقفت دورية من مديرية المخابرات السوريَّين (م.ا.) و(ب.ع.) لإقدامهما على تصوير أماكن ونقاط مختلفة، إضافة إلى توثيق آثار الغارات الجوية ومتابعة عمليات البحث والإنقاذ وانتشال الجثامين للتحقق من نتائجها.