اكتسبت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى بيروت دلالات سياسية معبّرة وعكست الارتياح الإيراني لوصول العماد ميشال عون الى قصر بعبدا، فإن ظريف بدا مهتماً خلال لقاءاته أمس مع المسؤولين اللبنانيين بتقصٍّ جديد للمساعي المبذولة لتأليف الحكومة، مشدداً على أهمية الإسراع في تشكيلها، ومؤكداً أن طهران ستكون من داعميها .
ولعل لقاء ظريف مع الحريري ، انطوى على أهمية خاصة، لا سيما انه الأول بين الرئيس المكلف ومسؤول ايراني منذ العام 2010، حين زار الحريري طهران قبيل استقالة حكومته مطلع العام 2011 .
وأثناء اجتماعه مع بري، سأل ظريف عن إمكان تشكيل الحكومة سريعاً، فأبلغه رئيس المجلس أن جهوداً حثيثة تُبذل في هذا الاتجاه، وقال له: معالي الوزير، في لبنان، غالباً ما تواجه مساعي تأليف الحكومات تعقيدات من هنا وهناك، فإذا نجحنا في تأليفها من الآن وحتى موعد عيد الاستقلال يكون ذلك بمثابة معجزة، قياساً الى التجارب السابقة .
تحدي التأليف السريع، حضر أيضا في اللقاء بين الحريري وظريف الذي هنّأ الرئيس المكلف بتسميته، مؤكداً أن طهران حريصة على المواكبة الإيجابية للمرحلة الجديدة في لبنان .
وأبلغ الوزير الضيف، الحريري بأن ايران تريد لحكومته المقبلة ان تنجح، آملا في ان يتمكن من تشكيلها بأقصر وقت ممكن. وتوجّه ظريف الى الرئيس المكلف بالقول: دولة الرئيس.. انت كنت قائد تسوية شجاعة في لبنان، وهذه التسوية تصلح لتكون نموذجا في المنطقة .
والتقى ظريف ايضا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام .
على خط مفاوضات التأليف الحكومي وما يرافقها ، دعت كتلة «المستقبل» النيابية في أعقاب اجتماعها برئاسة الحريري الى اعتماد الواقعية السياسية في المطالب، لتسهيل ولادة الحكومة، فيما تساءل تكتل «التغيير والاصلاح» بعد اجتماعه، غامزا من قناة بري: أين المداورة في الحقائب، وهل من مصلحة وطنية في تكريس حقيبة معينة لطائفة معينة بدءاً من أنفسنا؟