كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: وإذ يواصل العدو الإسرائيلي عدوانه الهمجي على امتداد الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وصولاً إلى الجبل، في كيفون والمعيصرة، إلى استهداف مبنى العلاقات الإعلامية لحزب الله في الضاحية الجنوبية بعد يوم من تنظيمها جولة لوسائل الإعلام على الأحياء التي تعرضت للغارات، فإن المحاولات للاجتياح البري في الجنوب ارتفعت وتيرتها، ومعها ارتفعت الخسائر الإسرائيلية، حيث فشلت كل محاولات نخبة جيش العدو في اختراق الخط الأزرق من أكثر من محور.
وتعليقا على ما يجري عند الشريط الحدودي لفت الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد جورج نادر في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن خسائر العدو في الهجوم البري واضحة منذ أول من أمس. “فالاجتياح البري بالنسبة لإسرائيل دونه أكلاف بشرية، لكن المشكلة أننا أمام عدو متوحش منظم. أما المقاومة فهي تقاتل بمجموعات صغيرة تنصب الكمائن وتنقض على العدو ثم تختفي، فيما لا أحد يعلم ما يمكن أن يفعله العدو فيما يقف العالم كله متفرجاً”.
وعلى الخط السياسي بقي لقاء عين التينة محل متابعة من أركانه باتجاه مختلف القوى، فزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بكركي واضعا البطريرك بشارة الراعي في أجوائه مؤكدا أن “المطلوب رئيس جمهورية يمثل أغلبية اللبنانيين، دون تحد لأحد”، في حين تلقى الرئيس وليد جنبلاط إتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، حيث تطرق جنبلاط، خلال الاتصال إلى “أبعاد الحراك السياسي المحلي واللقاء الثلاثي في عين التينة أمس الأول والهدف الرامي الى تعزيز الوحدة الداخلية والتضامن الوطني، والتأسيس لتلاق سياسي واسع يشمل جميع الأفرقاء والقوى السياسية من دون استثناء، وبالتفاهم مع كل المكوّنات الاساسية، وأن يؤدي ذلك إلى انتخاب رئيس جمهورية وفاقي لكي تتمكن الدولة ومؤسساتها من التصدي للتحديات الكبيرة، وأن يتولى تمثيل لبنان رسميا في هذه المرحلة الخطيرة والتعامل مع مقتضياتها، وأن يعمل وفق الدستور على إطلاق عملية تكليف وتشكيل حكومة جديدة قادرة على تولي السلطة التنفيذية بصلاحيات كاملة لا وفق وضعية تصريف الأعمال القائمة حاليا”.
وفي ذات السياق زار عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور الى معراب حيث وضع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في أجواء اللقاء الثلاثي، كما زار ابو فاعور رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل للغاية عينها.
وأكد أبو فاعور أن الهدف توسيع رقعة التفاهم، والتواصل مع القوى السياسية الأخرى لإيجاد توافق أكبر على خارطة الطريق التي ربما ستشكل فرصة سانحة للخروج من الوضع الذي نتخبّط فيه.
وفي المواقف أشار النائب السابق علي درويش في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى “وجوب رفع الصوت التوصل لوقف إطلاق النار والحرب المدمرة على لبنان”، لافتا إلى أن “هذه الحركة لا تهدأ أيضا من أجل العمل على لمّ الشمل”، وثمّن درويش لقاء عين التينة بين بري وميقاتي وجنبلاط وإظهار صورة تجمع قوى سياسية مؤثرة “من الضروري أن تكتمل بوجود العنصر المسيحي”، مقدرا أن زيارة النائب أبو فاعور الى معراب تندرج في هذا السياق.
درويش اعتبر أن هناك رغبة لدى القوى السياسية المخلصة لانتخاب رئيس جمهورية، متمنياً الوصول إلى مرحلة إنجاز هذا الاستحقاق، لكنه استبعد في الوقت عينه أن تؤدي هذه الاتصالات الى انتخاب الرئيس “لأن الاستحقاق مرتبط ببعد إقليمي”، وقال: “نحن بحالة حرب، والأولوية هي للوحدة الوطنية والإتيان برئيس يستطيع التعامل مع الجميع ويكون منفتحاً”.
المهم إذا ان تتلاقى كل القوى السياسية دون استثناء على قرار ملء الشغور الرئاسي وتحصين مؤسسات الدولة لمجابهة الخطر الكبير من العدوان الإسرائيلي وتداعياته في كل المجالات، وأن تتصدى الدولة وعلى رأسها رئيس جمهورية وفاقي لتحقيق وقف لإطلاق النار ووقف العدوان.