ماذا يضيف إصدار مجلة ثقافية تصدرها وزارة الثقافة في هذا الوقت بالذات؟
سؤال طرحه رئيس تحرير مجلة شؤون ثقافية الاستاذ نعيم تلحوق في افتتاحية العدد الثالث الصادرة عن المديرية العامة للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة (تموز- آب – أيلول – 1016)
ليأتي الجواب في عنوان محور هذا العدد :” ثقافة الإعلام – وإعلام الثقافة “ وفيما عكسه الكتّاب من واقع حال الإعلام والثقافة والعلاقة بينهما في عالمنا الصغير، والذين أجمعوا في وصفهم على أن واقع الإعلام ليس سليماً ويخرج عن إطاره والاهداف المرجوة منه إلى تحصيل المكاسب المادية والسريعة.
فأجابت د. مها خير بك ناصر، الباحثة والروائية في مقالة كتبتها حول “سليمان تقي الدين” تحت عنوان القانوني والإعلامي المثقف، فكتبت عن مواقفه ونظرته للإعلام والثقافة لتبين بأنه فضلاً عن حضوره الثقافي المتميز أنه كان يدرك ما يقول ولماذا يقول، والاعلام بالنسبة إليه ليس مهنة ولا منبراً للبروز، والكتابة ليست استنساخاً وجمعاً وملء فراغات، بل هي فعل حياة، وحقيقة وجود.
وأجاب الاستاذ خضر ماجد الباحث ومدير الدراسات والمنشورات في وزارة الاعلام اللبنانية فيما كتبه تحت عنوان: “العلاقة التكاملية بين الإعلام والثقافة” مبيناً أن هذه العلاقة لا بد لها من نتائج تكاملية من أجل النهوض بالمجتمع، فالمنتج الثقافي مهما تنوعت أشكاله يحتاج إلى تسويق يرقى بمضمونه وترويجه وانتشاره بشكل فاعل لتحقيق الهدف المرسوم له. مشدداً على أنه لا ثقافة دون تواصل وإبلاغ وتعبير، ولا إعلام بمضمون جيد دون ثقافة تؤازره، مشيراَ في مقالته إلى دور الإعلام في لبنان لا سيما العام منه عبر استراتيجية تقوم بها وزارتا الإعلام والثقافة بمساندة ومؤازرة الإعلام الرسمي والمؤسسات الثقافية. لأن تمايز العلاقة والتوأمة بين الإعلام والثقافة يجعلهما يتكاملان ولا ينفصلان. وإذا قدر لهما الانفصال فالنتيجة هي ثقافة متقوقعة وإعلام دون مضمون.
وتحت عنوان “نحو استراتيجية إعلامية لإعلاء شأن الثقافة” كتب الروائي إلياس عطروني، مقالة يظهر فيها مشاكل الاعلام المرئي على سبيل المثال والمسموع إلى حد ما وعدم حضور الثقافة الإبداعية فيهما إلا من قبيل رفع العتب، أو إكمال الديكور أكثر من حضورها كعنصر فاعل ومؤثر في تكوين المجمتع ليس المثالي بل المقبول نسبياً. ليصل إلى أننا بحاجة إلى استراتيجة ثقافية شاملة تحقق التغيير النوعي في الأداء وفي التلقي.
أما الكاتب والصحفي رؤوف قبيسي كتب حول الإعلام العربي تحت عنوان:”التغيير الموعود شجر لن ترى أنت ولن أرى أغصانه” واصفاً وسائل الاعلام بمهيضة الجناح، مسلوبة الإرادة، ولا يمكن تحت أي ظرف أن تنتج فكراً خلاقّاً واعداً، وهي ليست حرّة لتدعو الناس حتى يكونوا أحراراً.
وفي المحور ذاته جاء في مقالة الكاتب والناشر سليمان بختي، تحت عنوان “أزمة الفكر في الثقافة والإعلام” فيقول أن الصحافة اليوم في أزمة بنيوية وجودية عميقة. وقبل ذلك وبعده كان ثمة معاناة في طريقة التعاطي مع الحدث الثقافي كخبر وتغطية وتقييم وأصداء ومتابعات.
وتتوالى في هذا العدد المقالات الثقافية تحت عناوين عدة منها المواطنية كمشروع نضال في لبنان، كتبها رئيس الاتحاد الفلسفي العربي د. أدونيس العكرة. وفي التاريخ كتب د. حارث البستاني. وفي الثقافة والشعر كتب كل من : د. زياد نجيب ذبيان، ود. أسماء شملي حلواني. ود. جان نعوم طنوس.
وفي ثقافة التلفزيون كتب د. نبيل أبو مراد. وكتب د. موسى مرعب في ثقافة الطفل وغيرها من الأبواب التي تغتني بها ثقافياً وإعلامياً مجلة شؤون ثقافية مثل ثقافة الفن التشكيلي والسينما والمكان واللغة والتواصل والنصوص المسرحية والقصصية وغيرها الكثير من الابداعات.
وللإجابة على سؤال رئيس التحرير كما ورد في المقدمة أجيبك بدوري أستاذ نعيم: نعم نحن بحاجة إلى مجلة ثقافية تصدرها وزارة الثقافة في هذا الوقت بالذات.. لكي تذكرنا بأننا ما زلنا نتنفس وبأن لنا كيان وتاريخ ثقافي ووجود. ولكي ترمم ما يشوهه الإعلام في نفوسنا، وتغسل عيوننا بحبر الكلمات كما قلت.
ولعل وما آمله أن تصل المجلة إلى أكبر عدد من الاعلاميين والصحفيين العامليين وأن توضع بين أيديهم لكي يلتفتوا بأن للثقافة أدوار أساسية لا بد من أن يتمتعوا بها لكي يكون عملهم متكامل ومنتج.
بقلم : د. سنا الحاج