الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية: التمديد لـ”اليونيفيل” يحرك الملف الرئاسي خماسياً ودوليا
الجمهورية

الجمهورية: التمديد لـ”اليونيفيل” يحرك الملف الرئاسي خماسياً ودوليا

كتبت صحيفة “الجمهورية”: بعدما مدد مجلس الامن الدولي للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفل) لسنة جددة متجاوبا مع ما طلبته الحكومة اللبنانية من دون ادخال اي تعديلات عليه بما يخل بقواعد الاشتبالك القائمة، ينتظر ان تبقى الاهتمامات منصبة على الوضع في الجنوب بعد رد حزب الله الاحد الماضي على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر من دون ان يعطي ذريعة لاسرائيل لشن حرب شاملة عليه، وذلك انتظارا للردين الايراني واليمني اللذين تجمع الاوساط المعنية على انهما سيكونان مدروسين لكي لا يقدما اي ذريعة لاسرائيل لتوسيع رقعة الحرب وتوريط الولايات المتحدة الاميركية فيها.

رسائل التمديد

غداة التمديد لقوات (“اليونيفيل”) أجمعت مصادر حكومية وديبلوماسية عبر “الجمهورية” على تأكيد ارتياح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب الى اقرار هذا التمديد باجماع مجلس الأمن الدولي الذي لم يتحقق من قبل وخصوصا ان ما كان مطروحا اثار القلق الى حين صدور القرار على رغم من حجم التطمينات التي تبلغها لبنان من أكثر من جهة لم يحجب الخوف من تعديلات كانت محتلمة في ظل الظروف التي تمر بها منطقة انتشار هذه القوات على حدود لبنان الجنوبية والتي يمكن تلخيصها بالآتي:

• شكل التمديد من دون اي تعديلات على القرار في شكله ومضمون وتوقيته رسالة واضحة من المجتمع الدولي بضرورة الحفاظ على القوة الضامنة لاي اتفاق ينهي الوضع الشاذ في الجنوب اللبناني.

• يؤكد التمديد بهذه الطريقة تقديرا دوليا للمخاطر التي شرحها لبنان نتيجة اي مس بقواعد الاشتباك التي تتحكم بعمل القوات الدولية ودورها ذلك انه لم يعد هناك اي مخرج سوى هذا القرار مدخلا لأي حل يبعد الحرب الشاملة ويعيد تنظيم العلاقة بينها والجيش اللبناني.

• لم يعد هناك من بد امام لبنان سوى تثبيت التزامه بما قال به القرار ووقف التشكيك في اهمية الرعاية الدولية وفي دور هذه القوات وضرورة تطبيق مستلزمات القرار 1701 بما يفرضه من ضوابط على اللبنانيين وخصوصا الامنية والعسكرية منها والالتزام بها مهما كانت صعبة ومؤلمة بالنسبة الى بعض القوى.

• أثبتت الحركة الديبلوماسية الدولية التي واكبت القرار الحاجة الماسة الى انتخاب رئيس للجمهورية وهو ما أظهرته التحركات التي أطلقها ممثلو الخماسية الدولية والتي تجلت بتحركات السفيرين المصري والسعودي في الساعات الاخيرة على الساحة الداخلية إضافة الى الاستعدادات الجارية لإحياء عملها على رغم من المخاوف الناجمة من قرب دخول المجتمع الدولي في مدار الانتخابات الاميركية والشلل المحتمل حتى ما بعد موعدها في الخامس من تشرين الثاني المقبل.

الخماسية مجددا

وفي هذا السياق قال السفير المصري علاء موسى اثر زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أمس انه بحث معه في ” أهمية إعادة الزخم مرة أخرى للملف الرئاسي لاهميته والحاجة الى التعامل معه بسرعة لأن التحديات المقبلة كبيرة للبنان ولكل المنطقة أيضاً”، واضاف: “اتفقنا على ان في الفترة المقبلة سيتم إعادة الزخم الى الملف الرئاسي وإن كنا نحن كخماسية نولي أهمية كبيرة لهذا الملف، وطبعاً ما حدث في المنطقة وجبهة الجنوب طغيا على هذه الأمور، لكن هذا لا يعني أن هذه الأمور على أهميتها لا نبحث فيها، وإن شاء الله ستشهد الفترة المقبلة مزيداً من التحرك الإيجابي في هذا الملف”، داعيا” الأطراف اللبنانية الى التجاوب مع هذا المسعى”، وقال:”الامر بات ملحاً لإحداث شيء ملموس في هذا الملف، وعسى الفترة المقبلة نجد سبيلا لإعادة الحوار مرة أخرى حول هذا الملف، والبحث في التفاصيل وصولا لشيء ملموس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

في غضون ذلك قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي خلال زيارة رعوية لبلدة دير الأحمر :”يوماً ما ستنتهي الحرب، وسيكون لدينا رئيس للجمهورية وتستقر الأمور، وهناك مساع حثيثة لانتخاب رئيس للبنان، ورجاؤنا كبير بأن تعود الحياة الطبيعية إلى لبنان، وتنتهي الحرب، وتنتهي المأساة التي نعيشها”.

توسيع اهداف الحرب

على ان التمديد لقوات “اليونيفيل” لم يغير من الواقع السايد على الجبهة الجنوبية حيث استمرت المواجهات بين حزب الله واسرائيل وان كانت بدرجة اخف من اليومين الماضيين.

في هذه الاجواء زار رئيس الوزراء الاسرائيليّ بنيامين نتنياهو المنطقة الحدودية مع لبنان، حيث تلقى ملخصًا من قائد القيادة الشمالية أوري غوردين عن مسار المعركة مع “حزب الله”. ولفت إلى “إحباط الهجوم المفاجىء” لـ”حزب الله”، قبل أيام، على حد قوله. مكرّر تأكيده “تدمير آلاف الصواريخ قصيرة المدى”، التي كانت تستهدف الجليل والجولان، كذلك المسيرات، التي أطلقها الحزب.

والى ذلك قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بعد جلسة تقييم مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي إنه “يجب توسيع أهداف الحرب في الجبهة الشمالية”، وأضاف: “لا تزال أمامنا مهمة العودة الآمنة لسكان الشمال”. وأعلن أنه وافق على خطة للجيش للتأهب الشامل بدءا من الأسبوع المقبل لتشديد الإجراءات في المستوطنات الجنوبية والشمالية استعدادا لبدء العام الدراسي ، لافتا الى اننا سنزيد انتشار القوات في المستوطنات الشمالية والجنوبية لتأمين تنقلات طلاب المدارس.

ودعا غالانت إلى توسيع الأهداف المعلنة للحرب في قطاع غزة لتشمل تمكين السكان من العودة إلى مناطقهم في شمال إسرائيل. وأضاف: “مهمتنا على الجبهة الشمالية واضحة، ضمان عودة سكان مستوطنات الشمال إلى ديارهم بسلام. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، لا بد من أن نوسع أهداف الحرب وأن نضم إلى الأهداف عودة سكان شمال إسرائيل إلى ديارهم في سلام”.

وذكر بيان صادر لمكتب غالانت أنه قال: “لن يقلل هذا من التزامنا المطلق بتفكيك حماس وإعادة الرهائن”.

من جهته، قال رئيس “معسكر الدولة “بيني غانتس: “حان وقت التعامل مع جبهة الشمال”.

وفي السياق، علق ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية بالقول: “توسيع أهداف الحرب على جبهة لبنان أمر بديهي ورئيس الوزراء نتنياهو أكد ذلك مرات عدة”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *