كتبت صحيفة “الديار” تقول:
مع الحسم المبكر للانتخابات الاميركية وميل الدفة للمرشح دونالد ترامب ليكون على الارجح الرئيس المقبل للولايات المتحدة الاميركية، اصبحت كل دولة تقوم بحساباتها وكل فريق سياسي يجري الامر ذاته اما «اسرائيل» بقيادة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فقد ابدت ارتياحا للصورة الكبرى على مستوى المنطقة كما اصبح «الاسرائيلي» متفلتا من ضوابط الادارة الاميركية الحالية. وعليه، ستبذل ادارة بايدن كل الجهود لتنفيذ خططها من بينها العمل على حل لوقف الحرب في غزة.
وانطلاقا من المعطيات المذكورة اعلاه، تقول مصادر ديبلوماسية ان نتنياهو لن يقدم اوراقا جدية حول غزة لادارة اميركية سترحل في غضون اشهر كما ان الجمهورية الايرانية الاسلامية والمملكة العربية السعودية لن تتعاملا او تتفاوضا مع ادارة بايدن التي ستخرج من الحكم على الارجح في تشرين الثاني المقبل. وبالتالي، تمر المنطقة حاليا في اجواء ضبابية يصعب تقدير المسارات التي ستذهب اليها.
فهل الامور تذهب باتجاه تسوية في المنطقة في هذا الوضع ام ان المواجهة ستكون سيدة الموقف؟ وفي ظل هذه الاجواء، لبنان يرزخ في جو سياسي دون افق في ظل المعادلة التي ارستها الحرب الناشبة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي.
اما الاكيد اليوم ان المشهد اصبح مرتبطا بالانتخابات الاميركية فضلا عن ان الانظار شاخصة على ما سيقوله رئيس الوزراء «الاسرائيلي» في الكونغرس الاميركي في 24 تموز اي الشهر الحالي. باختصار، تكثر الاسئلة في ظل الظروف الراهنة ولكن لا اجوبة شافية لكل التساؤلات حول مصير منطقة الشرق الاوسط وتحديدا قطاع غزة وجنوب لبنان.
المفاوضات في الدوحة تتراوح بين تفاؤل حذر وبين انفراجة لوقف اطلاق النار في غزة
الى ذلك، تتراوح الاجواء بين تفاؤل حذر وميل الى انفراجة على صعيد الحرب في غزة بعد استئناف المفاوضات في الدوحة وتكثيف الجهود الديبلوماسية للوصول الى اتفاق من خلال المفاوضات بين حماس واميركا و»اسرائيل» والوسطاء القطريين والمصريين. وهذا الامر يعني الدخول في المرحلة الثالثة اي وقف اطلاق النار في غزة ذلك ان المؤسسة الامنية «الاسرائيلية» تدرك ان مكاسب مواصلة القتال ضئيلة للغاية وقد تكون سلبية وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال اضافة الى اعلان مسؤول في الجيش «الاسرائيلي» ان قيادة الجيش تعرب عن استعدادها لقبول اي صفقة مع حماس بأي ثمن. علاوة على ذلك، هدد مسؤول ملف الرهائن بالجيش «الاسرائيلي» بالاستقالة اذا افسد نتنياهو الجهود الحالية حسب مصادر امنية «اسرائيلية». وفي هذا السياق، يقول مصدر عسكري مطلع ان الجيش يمارس ضغوطا على حكومة نتنياهو لقبول الصفقة ووقف اطلاق النار في غزة لان الجيش غير حساباته واضحى مرهقا ومنهكا بعد قتال دام لمدة تسعة اشهر حتى هذا التاريخ.
من جهة اخرى، ابلغ رئيس الموساد الوسطاء في الدوحة رفض طلب حماس الزاما خطيا باستمرار مفاوضات المرحلة الثانية بلا قيد زمني. وبدوره، يرى رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو ان حماس وضعت الغاما في بنود الاتفاق لا يمكن تخطيها كما انه اكد للرئيس الاميركي جو بايدن خلال المباحثة الهاتفية التزام بلاده بانهاء الحرب فقط بعد تحقيق جميع اهدافها وابرزها القضاء على حماس. ويعتبر نتنياهو ان الضغط العسكري الذي مارسه في رفح ضد مقاتلي حماس واغتيال عدد كبير منهم هو السبب الذي دفع بالحركة الى تقديم اقتراح ذات شروط اكثر ليونة من الماضي وفقا له وعليه يؤمن نتنياهو انه لا يجب مهادنة حماس لان هذا الامر يتعارض مع مصلحة «اسرائيل».
وامام هذه المعادلة الداخلية الاسرائيلية بين الجيش والحكومة الى جانب الضغط الذي يمارسه اهالي الاسرى الاسرائيليين، هل ترضخ حكومة نتياهو لمطالب الجيش «الاسرائيلي» واهالي الاسرى وتقبل بالاقتراح المعدل الذي قدمته حماس؟
رفض اسرائيلي
وقد ذكرت القناة 13 «الإسرائيلية» ليلا: بان إسرائيل» ترفض شرط حماس أن تختار الحركة أسماء الأسرى الفلسطينيين الكبار الذين سيفرج عنهم. وانها تريد التأكد من قدرتها على استئناف الحرب إن لم تنفذ حماس التزاماتها.
ما هي التعديلات التي قدمتها حماس في اقتراحها الاخير؟
خلال اللقاء الذي جمع امين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصرالله مع وفد قيادي من حركة حماس برئاسة الدكتور خليل الحية، جرى استعراض اخر التطورات الامنية والسياسية في فلسطين عموما وغزة خصوصا كما تم التداول في الاقتراح المعدل من حماس والذي ينص على عدة مراحل. المرحلة الاولى تدعو حماس لوقف اطلاق للنار في غزة لمدة ستة اسابيع مع تبادل محدود للاسرى من جانب كتائب القسام والجانب «الاسرائيلي». وفي المرحلة الثانية، يتم مواصلة المفاوضات برعاية اميركية وبالتالي يجب ان يترافق ذلك مع استمرار الهدنة الى حين الوصول الى اتفاق ينهي الحرب على غزة وتحرير الاسرى من الجانب الفلسطيني و»الاسرائيلي».
وكان جواب حزب الله بعد لقائه الدكتور خليل الحية بان المقاومة تقبل بما تقبله حماس وترفض ما ترفضه حماس.
مسؤول في حزب الله: ننتظر نتائج المفاوضات في الدوحة وامكانية دخول غزة في المرحلة الثالثة
اما على صعيد جبهة الجنوب اللبناني، نفى مسؤول رفيع المستوى في حزب الله في اتصال مع «الديار» المعلومات التي تكلمت عنها صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية عن ان الموفد الاميركي اموس هوكشتاين طلب من المقاومة تراجع قوة الرضوان الى مسافة 10كلم من الحدود الجنوبية اللبنانية-»الاسرائيلية» اضافة الى دعوته لنزع سلاح الحزب في هذه المسافة مؤكدا ان هذه المعلومات عارية كليا من الصحة ولا اساس لها. وكشف المسؤول في حزب الله ان هوكشتاين قال للرئيس نبيه بري انه عند حصول وقف اطلاق النار في غزة ويليه وقف العمليات القتالية في جنوب لبنان، سيزور هوكشتاين بيروت لبحث اوضاع الجنوب اللبناني.
ولفت المسؤول الى ان وزير الدفاع «الاسرائيلي» يؤاف غالانت صرح انه يسعى للحل الديبلوماسي في ما يتعلق بالحرب الدائرة في جنوب لبنان وشمال «اسرائيل» اي فلسطين المحتلة الا ان بعض القادة الاسرائيليين وهم اصوات باهتة يحبذون التهويل من حين الى اخر بان «اسرائيل» ستشن حربا شاملة على لبنان ولكن الواقع على الارض لا يتماشى مع هذه التهويلات.
وشدد المسؤول الرفيع المستوى في المقاومة ان الاخيرة تترقب المفاوضات الحاصلة في الدوحة وما سينتج عنها من الدخول الى المرحلة الثالثة في قطاع غزة.