كتبت صحيفة الأنباء” تقول:
تستمرّ جبهة الجنوب على اشتعالها، مع ارتفاع وتيرة القصف الإسرائيلي، وخرق جدار الصوت في الأجواء اللّبنانية، لدبّ الذعر في النفوس، كما الاستهداف المستمرّ للقياديين في “الحزب”، حيث ردَّ الأخير بضربة موجعة على اغتيال القيادي محمد نعمة ناصر الملقب بالحاج نعمة قبل ثلاثة أيام، في وقتٍ لا تزال المحادثات بشأن مفاوضات هدنة جديدة في غزة قيد البحث، على وقع حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو ضدّ الفلسطينيين.
في الوضع الميداني، أفادت مصادر مطلعة أنَّ رد الحزب على اغتيال الحاج نعمة جاء عنيفاً بعد إطلاق مئات القذائف الصاروخية والمسيّرات التي تسببت باندلاع حرائق كبيرة في مناطق متعددة من شمال الأراضي المحتلة، وحسب ما نقلت المصادر عن خبراء بيئيين، فإن المساحات التي أحرقت منذ اندلاع المواجهات بين العدو و”الحزب” في الثامن من تشرين أول الماضي تقدّر بـ80 ألف هكتار.
المصادر أكدت عبر “الأنباء” الإلكترونية أنَّ إسرائيل مصممة على استهداف القادة الأمنيين لحزب الله بعد رفضه التراجع مسافة ثمانية كيلومترات عن الخط الازرق، لافتةً إلى حديث وكيل وزارة الخارجية الأميركية داييفد هيل أن الضابط الأساسي لما يحصل على جبهة لبنان ليس في بيروت إنما في طهران، إذ وجب تواجد مقاربة للتعامل مع طهران لما لها من تأثير مباشر على حزب الله.
أمّا على صعيد مقترح الهدنة الجديد، فقد ذكرت مصادر مطلعة لـ”الأنباء” الإلكترونية أن وفداً من حماس التقى أمس الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، ووضعه في أجواء هذا المقترح وان مسؤولاً في حزب الله اعلن ان الحزب سيلتزم بوقف اطلاق النار في التوقيت نفسه الذي ستعلن عنه “حماس”، لافتةً إلى خلافات داخل الكيان الاسرائيلي بين نتنياهو وغالانت والموساد بشأن عملية إطلاق الرهائن، مبديةً خشيتها من أن يؤثر هذا الوضع سلباً على اتفاق وقف إطلاق النار كما في كل مرة.
وفي ظلّ الفراغ الرئاسي، وتسييراً لشؤون المواطنين، دعا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى جلسة للحكومة على جدول أعمالها 30 بنداً، تتعلّق بأمور صحية وقضائية وأخرى تربوية وبيئة وقبول هبات، وفق ما أفادت مصادر حكومية.
وعلى هذا المنوال، فإّنه باتَ واضحاً أنَّ لا تجاوب بين القوى السياسية لانتخاب رئيس في المدى القريب يُعيد بناء المؤسسات ويُسيّر شؤون المواطنين، خاصةً في هذا الوقت الدقيق، إذ إنَّ لا أحد يعلم ما قد يؤول إليه الجنون الإسرائيلي ضدّ لبنان.