أطلقت جمعية “رواد الغد – Leaders of Tomorrow” بالتعاون مع جمعية “Loubnaniyoun“، في فندق الـ”إيدن باي” في بيروت، فعاليات مشروع “مكافحة التحرش الجنسي – Prevent Sexual Harassment“، برعاية وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري وحضوره ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود ممثلا برئيس الدائرة الادارية في بلدية بيروت فادي ضاهر، رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي العميد جوزيف مسلم، ألامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير ممثلا بالدكتور أديب عيد، منسقة تجمع “دولة لبنان الكبير” حياة ارسلان وعدد من ممثلي الجمعيات الأهلية واختصاصيين نفسيين ونشطاء في مكافحة العنف الأسري وحماية الأحداث.
بعد الوقوف دقيقة صمت اجلالا لارواح شهداء الجنوب وغزة، ثم النشيد الوطني وكلمة لمسؤولة البرنامج وعضو مجلس إدارة الجمعية ود اللبان شرحت فيها تفاصيل البرنامج وأهدافه، وكلمة لأختصاصية علم النفس السريري الدكتورة جزيل صليبا، وعرض شريط فيديو عن الإعلانات المرافقة للحملة.
ضاهر
ثم القى ضاهر كلمة محافظ بيروت، فاعتبر ان “حفل إطلاق فعاليات المشروع يعد خطوة مهمة في سبيل حماية مجتمعنا من هذه الظواهر الخطيرة”، ورأى أن “تواجدكم هنا اليوم يعكس اهتمامكم العميق والتزامكم المشترك بجعل مجتمعنا أكثر أماناً وكرامة”، وقال: “يهمني اعلامكم أن بلدية بيروت قد تبنت أول آلية لمكافحة التحرش الجنسي والتبليغ عنه، وهي خطوة جريئة ومبتكرة نعتز بها كثيراً. لقد قمنا بتشكيل لجنة مكونة من أربعة موظفين اختصاصيين لمتابعة تنفيذ هذه الآلية وتحديد الخطط المطلوبة لتنفيذها وزيادة الوعي بين أفراد المجتمع. إن رؤيتنا لهذه اللجنة ليست مجرد تنفيذ واجبات، بل قاعدة لتغيير حقيقي وملموس في مجتمعاتنا”.
واوضح انه “بالرغم من الضغوط الاقتصادية والوضع الأمني الصعب الذي نمر به، إلا أن اللجنة تواصل عملها بجدية وإصرار”، معربا عن “فخري بأن أعضاءها أصبحوا مدربين ورواداً في هذا المجال، مما يعكس التزامنا العميق بهذه القضية. نحن نؤمن بأن التحديات تصنع الأبطال، وهؤلاء
الأبطال هم الذين يقودون التغيير الإيجابي في مجتمعنا”، واشار الى أن “ظاهرة التحرش بالأطفال باتت منتشرة بصورة بشعة ومقززة، ولا يمكننا التهاون في مكافحتها. فأطفالنا هم أملنا ومستقبلنا وحمايتهم واجب لا يقبل المساومة. يجب أن نتحرك بشكل عاجل وحاسم لضمان بيئة آمنة وصحية لهم، حيث أن مستقبل مجتمعنا يعتمد على أمان وسلامة أطفالنا اليوم”.
وختم مؤكدا أن “بلدية بيروت ملتزمة مواصلة جهودها في هذا المجال، وندعو الجميع للتعاون والعمل سوياً لتحقيق بيئة آمنة وخالية من التحرش والابتزاز، لنصنع معاً غداً أفضل ومستقبلاً أكثر إشراقاً لأجيالنا المقبلة”.
المكاري
وتحدث الوزير المكاري، فقال: “عشنا مؤخرا مشكلة كبيرة في موضوع الـ”تيكتوكرز” حيث عملت الاجهزة الامنية وقوى الامن الداخلي بجدية على هذه الآفة الجديدة على مجتمعنا الذي كنا نظنه محيدا عن هكذا مشاكل”، معتبرا ان “هذا التغيير حصل بعدما اصبحت الوسائل التكنولوجية متاحة بيد ابنائنا مع الانفتاح العالمي الحاصل، لا سيما تطبيق “تيكتوك” الذي هو صديق للشباب والمراهقين”.
واكد ان “وزارة الاعلام لم تقف مكتوفة الايدي ازاء ما حصل”، مشيرا الى انه اتصل بـ”تيكتوك الشرق الاوسط” ودعاهم للقدوم الى بيروت ثم عقد اجتماعا معهم الى جانب اجتماع آخر مع لجنة التكنولوجيا والمعلومات في مجلس النواب، وصولا الى اجتماع موسع في وزارة الاعلام بحضور وزير الاتصالات جوني القرم وضباط من قسم جرائم المعلوماتية وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي.
واعتبر ان “تيكتوك” قد يكون صديقا ايجابيا لكل الشباب والشابات، ولدى الشركة المشغلة للتطبيق حمايات لكل مستخدميه من هذا الخطر، خصوصا التحرش الجنسي، الى جانب المخدرات او تبييض الاموال”، مطمئنا الى أن “لدى تيكتوك تطبيقات تمكن الاهل من مراقبة كل نشاطات ابنائهم عبر هواتفهم، الى جانب برامج اخرى تساعد الشباب على جني الاموال بشكل شرعي وجيد وايجابي”، رافضا “ردات الفعل السريعة التي دعت الى حظر التطبيق في لبنان بشكل كلي”، معتبرا انها “امور نظرية لان لم يعد بوسع احد ايقاف التكنولوجيا في العالم”، وقال: “اذا كانت التكنولوجيا بالنسبة لبعض الناس هي الداء، فهي قد تكون الدواء للبعض الآخر، لا سيما اذا تم استخدامها في اعمال الخير”.
وحذر المكاري من “استخدام مواقع التواصل لخطابات الكراهية والاخبار الزائفة، وهي مشكلة ليست محصورة في لبنان فحسب”، كاشفا انه اجتمع مع الهيئة الناظمة للاعلام في فرنسا ولديهم نفس المشكلة وهم يحاولون التعاطي بالامور بشكل ايجابي وجدي”.
وحث المكاري المدارس، على “تعليم الاولاد على استعمال الهاتف الذكي بشكل ايجابي بدءا من صفوف الحضانة بأن التطبيق عبارة عن وسيلة للخير وليس للشر وتعريف الاولاد على خطورة هذا الموضوع، وإلا فإن مجتمعنا بأسره معرض للهدم”، واكد “الدور الاساسي للاهل بان يتحملوا مسؤولياتهم في هذا المجال”، مستغربا “كيف ان اهالي الاولاد، ضحايا عصابة التيكتوك، لم يسألوا اولادهم عن المبالغ الكبيرة التي رجعوا بها من دبي”، مشيرا الى “مجتمع جديد دخل الى المجتمع اللبناني، وهو يتمثل بالنازحين السوريين الذين انخرطوا في مجتمعنا وجعل الامور أكثر سوءا”، مشددا على “ضرورة وجود اشخاص، مثل القيمين على حفل اليوم، لايجاد حلول دائمة لهذه المشاكل التي يتعرض لها ابناؤنا”، محييا “القوى الامنية التي تكشف كل الجرائم التي تحصل في لبنان بشكل سريع”.
واكد “اهمية وضع قوانين ترعى مثل هذه التطبيقات وهو أمر ليس بالسهل، لا سيما انه حتى في الدول المتقدمة لم يتم التوصل الى حلول جذرية لمثل هذه المشاكل”، وقال: “الصراحة بين الاهل والاولاد هي اساس كل الحلول”.