كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”: يدفع كل من اليمين والمعارضة في إسرائيل، الحكومة باتجاه توسعة الحرب في لبنان، في موجة جديدة من التهديد يلتقي عليها الطرفان، ويقابلها «حزب الله» أيضاً بالتهديد بالرد على أي حرب إسرائيلية إلى العمق اللبنانية، وذلك على إيقاع عمليات عسكرية، وتبادل متواصل للقصف على حدود لبنان الجنوبية.
وقال زعيم المعارضة في إسرائيل والوزير المنسحب من الحكومة بيني غانتس: «لبنان سيدفع الثمن إذا استمر الوضع كما هو في حدودنا الشمالية»، مضيفاً: «على (حزب الله) أن يقرر ما إذا كان لبنانياً أم إيرانياً، أو سيدفع الثمن». ورأى غانتس أن «عدم التسوية على حدودنا الشمالية يعني أن الدولة اللبنانية ستدفع ثمن إرهاب (حزب الله)».
وفي موازاة هذا الدفع المعارض، يتبنى اليمين الإسرائيلي الموقف نفسه، وعبّر عنه وزير المال في الحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش بقوله: «يجب شن حرب وإقامة منطقة عازلة بجنوب لبنان بدلاً من إبقاء هذه المنطقة في أرضنا». ونقلت عنه «القناة 7» قوله: «الاتفاق مع (حزب الله) لا يساوي قيمة الورق الذي كُتب عليه»، مضيفاً: «إذا أجّلنا قرار الحرب وتقويض قدرة (الحزب) فسنتكبد ثمناً باهظاً وآلاف القتلى».
وعملت الولايات المتحدة ودول أخرى مثل فرنسا وألمانيا خلال الأسابيع الماضية، على محاولة منع تمدد الحرب، وسحب الذرائع من إسرائيل لتوسعة القتال، وذلك من خلال موفدين وصلوا إلى بيروت وتل أبيب، لكن تلك المبادرات فشلت في إقناع «حزب الله» بالانسحاب من المنطقة الحدودية إلى عمق 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، أو بإيقاف القتال الذي يربطه الحزب بإنهاء الحرب في غزة. وحذرت واشنطن من أنها لن تستطيع إيقاف أي خطط إسرائيلية في هذا السياق.
وفي مقابل التهديدات الإسرائيلية، يردّ «حزب الله» بالتهديد أيضاً. وقال النائب حسين الحاج حسن في تصريح مخاطباً إسرائيل: «إذا فكرت أيها العدو في أي خطوة حمقاء، أو ارتكبت أي خطوة حمقاء، فلن تجد أمامك إلا البأس الشديد الذي سيزيد عجزك عجزاً، والذي سيعمق مشكلة الردع عندك، والذي سيزيد من أزماتك، وقد خبرت بعض ما عند المقاومة».
من جهته، قال النائب في كتلة الحزب البرلمانية (الوفاء للمقاومة) علي فياض إن «كل المواقف التي يعلنها العدو، لم تتمكن من التغطية على الحقيقة الواضحة التي لا يمكن نكرانها على الإطلاق، وهي أن هذا العدو إلى مزيد من التخبط والإنهاك والهزيمة»، مشيراً إلى أن «المقاومة في لبنان مستمرة في عملياتها لمؤازرة غزة ما دام هذا العدوان قائماً عليها». وتابع: «أمام كل هذا التهديد والوعيد الذي يطلقه العدو، فإننا ماضون في هذه المواجهة مهما غلت التضحيات».
ويتناغم موقف «الحزب»، مع تهديد إيراني كان قد أطلقه وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري الأحد، بقوله إن «المقاومة في لبنان على استعداد تام لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني، وقوة المقاومة في لبنان منقطعة النظير ستجعل أي اعتداء للمحتلين المعتدين مكلفاً بالنسبة لهم».
الوضع الميداني
ترافقت التهديدات مع تبادل متواصل للقصف، حيث نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة جوية على بلدة عيتا الشعب، واستهدفت أحد المنازل في الحي الغربي للبلدة، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن «طائراتنا قصفت مبنى عسكرياً لـ«حزب الله» في بليدا جنوب لبنان»، إلى جانب قصف آخر استهدف مركبا وكفركلا، بعدما شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجراً غارة استهدفت منزلاً في بلدة البياضة – قضاء صور للمرة الأولى.
وأطلق «حزب الله» صواريخ باتجاه المطلة، كما أعلن عن استهداف مبنى يتموضع فيه جنود إسرائيليون في راموت نفتالي، وذلك بعد مسيرات أطلقها، الأحد، باتجاه الجولان. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 18 جندياً بعد هجوم بطائرة مسيّرة، الأحد، استهدف موقعهم في هضبة الجولان المحتلة على الحدود اللبنانية، حالة أحدهم خطيرة. وأوضح الجيش في بيان أن الغارة وقعت في وقت سابق من الأحد، مضيفاً أنه قصف منذ ذلك الحين أهدافاً لـ«حزب الله» جنوب لبنان بالطائرات الحربية والمدفعية.
«يونيفيل»
وفي خضم التهديدات والعمليات العسكرية، أعلنت قوات حفظ السلام العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، أنها عقدت اجتماعاً مع الوكالات والمنظمات الدولية والوطنية «لمناقشة الأمن والدعم للمجتمعات المتضررة من النزاع في جنوب لبنان»، في إطار «دعم (اليونيفيل) المجتمعات المحلية بأفضل ما تستطيع، فإن الاحتياجات كبيرة وتتطلب نهجاً شاملاً».
وقالت «اليونيفيل» في بيان: «بينما تواصل (اليونيفيل) تقديم الدعم للمجتمعات المحلية في حدود إمكاناتها وقدراتها، بما في ذلك من خلال المشاريع والتدخلات السريعة والتبرعات المقدمة من البلدان المساهمة بجنود حفظ سلام، فإن الاحتياجات المتنامية تتطلب نهجاً متماسكاً من جميع الجهات الفاعلة المشاركة في الاستجابة للأزمات».