كتبت صحيفة “الديار”: وجه الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله، رسائل في مختلف الاتجاهات تناولت الاميركيين والاسرائيليين والاوروبيين والقبرصيين تحديدا ووصلت الى العالم كله، من ان اي اعتداء على لبنان سنواجهه برا وبحرا وجوا، وسنقاتله بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا اسقف، مؤكدا،» ان المقاومة قاتلت بجزء من سلاحها وحصلنا على اسلحة جديدة، كما جربنا اسلحة جديدة، كاشفا ان المقاومة تصنع مسيراتها، كما نصنع في لبنان بعض انواع الصواريخ « ونقول للاسرائيلي « كل ما كان يجب ان يصل الى لبنان قد وصل» كما لدينا قوة بشرية لم يسبق لها مثيل… قطعنا الـ 100 الف بكثير وخاطب سماحته سكان الجليل بالقول: اقتحام الجليل امر يبقى مطروحا في حال تطور المواجهة.
وحذر السيد نصرالله الحكومة القبرصية من فتح مطاراتها وقواعدها للعدو لاستهداف لبنان، لان ذلك يعني انها أصبحت جزءا من الحرب. واضاف: ان العدو في حال قرر الحرب يعرف ما ينتظره في البحر المتوسط ايضا.
وحسم السيد نصرالله الموقف: مستمرون في دعم واسناد غزة، والحل بسيط على كل الجبهات «وقف الحرب على اهلنا في غزة، ودون ذلك لا تفتشوا عن الحل «.
العالم كله تابع خطاب السيد ودرس قادة الدول الرسائل الواردة فيه، والسفارات ارسلته سريعا الى حكوماتها، ومن الطبيعي ان تكون التطورات في المنطقة بعد الخطاب مغايرة لما قبله، في حين وصف اعلام العدو الخطاب بأنه من اقوى خطابات نصرالله حتى الان.
السيد نصرالله ادخل الرعب في خطابه الى قلوب الاسرائيليين ورد على تهديداتهم بالحرب، ومارس حربا نفسية عليهم من خلال التذكير الدائم « بهدهد» وما حملته من معلومات عن حيفا وجوارها، وما بعد بعد حيفا، ولذلك، نحن نقاتل بناء غلى رؤية ومعلومات دقيقة. وأظهر السيد في خطابه، ان «إسرائيل» دولة من كرتون واوهن من خيط العنكبوت رغم كل الامكانات الهائلة التكنولوجية التي تملكها حيث لا يوجد حدود عليها تقنيات إلكترونية وفنية كما هو موجود على حدود لبنان وغزة.
خطاب الامين العام لحزب الله، يشبه الخطاب الذي القاه عشية حرب تموز 2006 قائلا للاسرائيليين: لاتخطئوا الحسابات، وعاد وكرر السيد نصرالله الموقف نفسه للاسرائيليين امس قائلا لهم «لاتخطئوا في الحسابات مجددا».
رسائل السيد وصلت، والاعلام الاسرائيلي اكد ان تهديدات نصرالله في هذا التوقيت تظهر بوضوح عدم نجاح اي تسوية او اي مبعوث لبايدن بفرض شيء إذا لم تتوقف الحرب في غزة، فان التصعيد في الشمال سيستمر.
« الهدهد هد اسرائيل»
لاول مرة منذ قيام الكيان الصهيوني، تقوم الطائرات العربية بالتحليق فوق فلسطين المحتلة وتصوير كل المواقع الاستراتيجية وسط ارباك اسرائيلي لم تشهده منذ عام 1948 انعكس على مواطني هذا الكيان المؤقت الذين يخشون قيام حزب الله بتوجيه ضربة استباقية اذا اكتشفوا اي استعدادات لهجوم من «اسرائيل».
الفيديو الذي نشره حزب الله لمدينة حيفا والمواقع الاسرائيلية احدث زلزالا في كل المؤسسات «وهد» كيان العدو، وارتبط نشر الفيديو حكما بزيارة المبعوث الاميركي هوكشتاين الى لبنان في اطار مهمة طبيعتها اسرائيلية حتى لو كان شكلها الوساطة.
الفيديو يظهر تحليقا فوق اكثر المنشآت حساسية، وليس المقصود فقط قاعدة حيفا العسكرية وانما ايضا منطقة المجمع العسكري الصناعي التابع لشركة رفاييل، وهي منطقة شديدة الحساسية وتمتنع الشركات والمواقع المخصصة بالصور الجوية وبالصور الصناعية عن نشر اي صور محدثة لها بطلب من الحكومة الاسرائيلية نظرا لحساسيتها.
الفيديو يتضمن ثلاثة انواع من الاهداف المحتملة، عسكري « جمع الصناعات العسكرية وقاعدة حيفا العسكرية»، مدني «منطقة الكريوت» و«استراتيجي> ميناء حيفا والمنشآت الموجودة فيه « هذه الانواع الثلاثة من الاهداف من شأنها ان تخلق توازن ردع ثلاثي الابعاد تجاه اسرائيل، يتعلق كل بعد منها بالنوع الخاص من الاهداف الذي يمكن لاسرائيل ان تستهدفها في اي مواجهة مع لبنان، واراد حزب الله القول « المدني بالمدني والعسكري بالعسكري والاستراتيجي بالاستراتيجي».
الصاروخ المرسوم الى جانب بطاقة الهدف له زعانف توجيه في مقدمته، وهذا دلالة على كونه يرمز الى صاروخ دقيق، هذه رسالة اراد حزب الله ايصالها ايضا في الفيديو. اما الصاروخ المرسوم الى جانب بطاقة التعريف بميناء حيفا، فلونه احمر، في دلالة ان الحزب يتعاطى معه بمستوى اعلى من الجدية في الاستهداف.
الفيديو هو حلقة اولى في سلسلة حلقات، ولا بد من انتظار بقية الحلقات لنرى الى اين وصلت طائرات الاستطلاع الخاصة بالمقاومة. هذا ما اوحته ايضا العبارة الاخيرة التي ختم بها الفيديو: والطير صافات، في ما يوحي ان طائرات الحزب لا تزال تحلق في سماء فلسطين وتنفذ مهام الاستطلاع منها.
ماذا حمل هوكشتاين؟
على عكس كل التسريبات، فان هوكشتاين لم يحمل تهديدا مباشرا بشن عملية عسكرية واسعة بتدمير لبنان، بل حرصا اميركيا على منع تدحرج الامور نحو حرب شاملة في ظل ضغط 60 الف مستوطن على نتنياهو للعودة، متمنيا على الرئيس بري، ان يخفف حزب الله من عملياته ويقوم بتبريد الجبهات، فرد رئيس المجلس باتهام الاسرائيليين بتوسيع عمليات الاغتيال بعيدا عن الجبهة وقصف المنازل والمدنيين وسيارات الاسعاف، وان حزب الله يرد على عمليات القصف ولا يستهدف المدنيين، وسمع مجددا بان المعادلة هي ذاتها لم تتغير « وقف الحرب في غزة يعني وقف الحرب في الجنوب « وطلب بري من هوكشتاين الضغط على «اسرائيل» لوقف عملياتها وقصفها وقتل المدنيين وتدمير المنازل.
الملف الرئاسي
الملف الرئاسي لم يتطرق اليه هوكشتاين ولو بكلمة واحدة مع الرئيسين بري وميقاتي، ومن المتوقع ان تعود الحرارة الى الاتصالات الرئاسية بين بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلال الأيام المقبلة واستكمال المباحثات التي بدأت بشان عقد طاولة الحوار برئاسة الرئيس بري، علما ان رئيس التيار تراجع عن مواقفه المعارضة لرئاسة بري لطاولة الحوار واصفا الامر بالطبيعي، كما تطرقت النقاشات بين الرجلين الى سلبيات وايجابيات المرحلة الماضية، هذه الاجواء الايجابية بين امل والتيار شملت اللقاء الديموقراطي وكتلة الاعتدال والعديد من النواب المستقلين.
وفي المعلومات، ان الرئيس بري ما زال مصرا على مشاركة القوات في الحوار وعدم استبعاد اي طرف، وافيد عن اتصالات جرت بين نواب امل والقوات لتخفيف التراشق الاعلامي والابتعاد عن المواقف العنيفة، لكن القوات ما زالت متمسكة بانجاز الاستحقاق الرئاسي اولا ثم الحوار.
الاجتماع الحكومي الأوروبي بشان النازحين
القرارات الحكومية المتعلقة بعودة وتنظيم اوضاع النازحين السوريين في لبنان، تبخرت بفعل الضغط الاوروبي وخضوع الحكومة لتهديدات مفوضية اللاجئين بقطع العلاقات مع لبنان ووقف كل اشكال التعاون معه اذا واصل اجراءاته ضد النازحين السوريين، هذا الضغط ادى الى عدم تسليم الداتا الكاملة الى الوزارات المعنية والامن العام حتى الان نتيجة رفض المفوضية لهذا الامر، وكانت المفوضية سلمت الداتا المتعلقة بالنازحين حتى 2015 وفيها معلومات عن 870 الف سوري فقط، وعادت المفوضية وابلغت الدولة بان اعداد النازحين السوريين ارتفعت الى مليون و800 الف سوري حتى 2019 دون اعطاء اي معلومات عن اوضاعهم واماكن انتشارهم، ثم عادت وابلغت الحكومة ان عدد النازحين وصل الى مليونين و400 الف حتى اوائل 2024، ولذلك كان الاجتماع في السراي امس بين ميقاتي والمنسق المقيم للامم المتحدة في لبنان عمران زيرا وممثل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ايفو فرايس، بالإضافة إلى وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ومدير عام الامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري للصورة فقط، واكتفى البيسري بالقول: طلبنا من المفوضية تزويدنا بالداتا كاملة تحت طائلة تطبيق الخطة «ب « التي اصبحت جاهزة، وتم النقاش في الاجتماع بالخطة التي وضعها الامن العام لمعالجة ملف النازحين بما يتوافق مع الانظمة اللبنانية والقوانين الدولية ومذكرة التفاهم بين الامن العام ومفوضية اللاجئين الموقعة 2003.
وفي المعلومات، ان ممثلي الاتحاد الاوروبي ابلغوا الجانب اللبناني بكل وضوح، ان ابواب اوروبا وتحديدا قبرص مقفلة امام النازحين السوريين، والدول الاوروبية لا تستطيع تحمل موجات جديدة من الهجرة من سوريا وليبيا ودول افريقيا في ظل الاولوية للنازحين من اوكرانيا.
وفي المعلومات ايضا، انه جرى التوافق على استمرارالمعالجات بكل هدوء، بعيدا عن الشعبوية ومواقع التواصل الاجتماعي والتصاريح الاعلامية والتحريض. بالمقابل، فان الاجراءات ضد المحلات التجارية التي يديرها سوريون تراجعت وتمت « قوننتها «، كذلك الاجراءات البلدية لجهة تسجيل اماكن العمل والاقامة ودفع رسومات الماء والكهرباء، كما تم التوافق على تسجيل كل الطلاب السوريين العام المقبل في المدارس الرسمية وقبول كل الطلاب الشرعيين وغير الشرعيين، والابقاء على دوامات بعد الظهر خلال الصيف رغم الاختلافات على سعر الساعة وتمسك رابطة التعليم الرسمي بـ7 دولارات، على ان تتولى مفوضية اللاجئين التمويل.
وعلم، ان الحكومة تراجعت عن زيارة دمشق للنقاش في هذا الملف، ولا زيارة لمدير عام الامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري الى دمشق في القريب العاجل كما اعلن مجلس الوزراء مسبقا، وهذا ما سيؤدي الى غياب لبنان عن الاجتماع المصري الاردني العراقي المتعلق ببحث اعباء النزوح السوري.
وفي المعلومات، ان سوريا ابلغت وزارة الخارجية رفضها معالجة الملف من الناحية الامنية واقتصار الاتصالات مع اللواء البيسري المرحب به في دمشق في اي وقت، لكن ليس للبحث في ملف النازحين الذي يقتضي معالجته مع الحكومة اللبنانية.
وفي المعلومات، ان القرار السوري ليس متعلقا بلبنان فقط، ودمشق رفضت كل الواسطات بشان اطلاق الصحافي الاميركي اوستن تايسن المعتقل في دمشق عبر طرف ثالث، واصرت على التفاوض المباشر، وهذا ما ادى الى زيارة وفد اميركي الى دمشق منذ فترة قريبة واجراء مفاوضات مباشرة، والامر عينه، حصل مع السعوديين والقطريين بشأن بعض المعتقلين في سوريا منذ الاحداث، وهو ما يحصل اليوم مع الاتراك خلال الاجتماع الذي عقد بين الجانبين السوري والتركي منذ ايام في قاعدة حميميم الروسية، فالحوار المباشر تريده دمشق ولا تراجع عن هذا الشرط، لكن الرئيس ميقاتي ما زال مصرا على ان يكون اخر الواصلين الى دمشق.
هوكشتاين ابدى دهشته باجواء العيد
نقلت معلومات ان الموفد الاميركي هوكشتاين ابدى دهشته واعجابه بأجواء العيد في بيروت والسهرات والحفلات وزحمة السير وتمسك اللبنانيين بالعيش رغم اجواء الحرب وعمليات القصف، موحيا، ان الصورة عن لبنان في الخارج لا تعكس مطلقا واقع البلد الحقيقي رغم ظروفه الصعبة، وهذا ما يفرض على المجتمع الدولي مساعدة اللبنانيين للخروج من ازماتهم.
ولذلك فان التهويل الاسرائيلي الحالي بتدمير لبنان هدفه ضرب القطاع السياحي ومنع عودة المغتربين والمصطافين الى لبنان وتحسين ظروفه الاقتصادية.
وفي المعلومات، ان المناطق الشمالية في فلسطين المحتلة التي تعتبر المناطق السياحية الاولى ويدخل اليها سنويا اكثر من مليون سائح، تعطلت كليا هذه السنة بسبب الحرب وقصف حزب الله مما ادى الى خسائر كبيرة على الاقتصاد الاسرائيلي، والمستوطنون المهجرون من هذه المناطق كلهم يعملون في القطاع السياحي ويمارسون اقصى الضغوط على الحكومة للحسم او تعطيل الموسم السياحي في لبنان.
ورغم كل التهديدات الاسرائيلية بتدمير لبنان وجسوره واعادته الى العصر الحجري، فان اعداد اللبنانيين العائدين بارتفاع يومي، واعلن وزير الاشغال العامة علي حمية ان عدد القادمين الى مطار بيروت يصل يوميا الى 14 الف مغترب، وتوقع العاملون في القطاع السياحي، ان تستمر حركة العائدين حتى اواخر تموز ومنتصف اب وبالوتيرة نفسها، ويصل اجمالي العائدين الى 700الف وما فوق.
واللافت حسب العاملين في القطاع السياحي، ان حركة العيد كانت جيدة جدا هذه السنة في كل المناطق اللبنانية باستثناء الجنوب، وفاقت نسبة الحجوزات في المطاعم والفنادق الـ 90%، وحضر حفل عمرو دياب اكثر من 22الف شخص، كما شهدت السياحة الداخلية حركة لافتة وصلت الى القرى النائية مع انتشار ظاهرة «الشاليهات الجبلية» «وبيوت الايجار والمسابح الشعبية» ودخل الى احدى القرى في الجبل اكثر من 25 الف مواطن من مختلف المناطق.
هذا الاجواء، ستنعكس حتما على الوضع الاقتصادي رغم المشهدين المختلفين جذريا في لبنان، مشهد مقاوم في الجنوب يدافع عن كرامة البلد واستقلاله الحقيقي ومشهد داخلي يعبر عن تعلق اللبنانيين بوطنهم وأرضهم وتأمين افضل السبل لحياة كريمة وهادئة.