كتبت صحيفة “الشرق”: لا صوت يعلو فوق اصوات المدافع وهدير الطائرات الحربية وصواريخ المسيرات الدقيقة. كل شيء يوحي بأن الحرب قاب قوسين أو أدنى والجبهة الجنوبية الملتهبة لن تبقى وحدها ساحة معركة بين اسرائيل وحزب الله.
امس، واعتبارا من ساعات الظهر الاولى، استكمل الحزب رد فعله على اغتيال قائده الميداني الابرز «ابو طالب» وثلاثة من عناصره في جويا، فشن اوسع هجوم على الداخل الاسرائيلي منذ بدء الحرب معلنا «استهداف 6 ثكنات ومواقع عسكرية للعدو بهجوم مشترك من الصواريخ والمسيرات اصابت الاهداف بدقة».
ومقابل تصعيد الميدان، جمود سياسي لم تفلح كل المبادرات والجولات النيابية في كسره، فبقي القديم على قدمه والتعقيد على عقدته عشية الذكرى السنوية الاولى على آخر جلسة رئاسية دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 14 حزيران 2023.
قلق اميركي
وقال مسؤول أميركي كبير لـ»رويترز» إن الولايات المتحدة تشعر «بالقلق الشديد حيال التصعيد على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية».
وشدّد على السعي إلى «منع الوضع على الحدود اللبنانية من التحوّل إلى حرب شاملة»، لافتاً إلى أن «وقف إطلاق النار في غزة ليس كافياً بل نحتاج إلى ترتيبات محددة للأمن في الشمال».
باسيل
في الداخل، خفتت التحركات على الضفة الرئاسية. وقبيل مؤتمر عقده عند الخامسة لشرح نتائج جولته على القوى السياسية، اختتم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل جولته التشاورية الرئاسية باجتماعٍ مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بحضور النائب سيزار ابي خليل. وتم عرض مواقف الأطراف من الدعوة للتشاور على قاعدة الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية أو الذهاب إلى الانتخاب الرئاسي.
وفي مؤتمره الصحافي قال: «انطلقنا من بكركي، ثم التقينا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نبني معه علاقة إيجابية لصالح البلد، وليس على حسابه، وانطلقنا معه من أن لا أحد يمكنه كسر أحد، واتفقنا على أن الأولوية للتوافق، قبل الانتخاب لتأمين فرصة نجاح للعهد». وتابع: «الضمانة تكون بأن من يحضر الحوار يلتزم عدم مقاطعة جلسات الانتخاب، وأن تكون فترة التشاور محدودة والجلسات متتالية بدورات متتالية للوصول الى نتيجة».
وبالنسبة إلى تحويل الحوار عرفا قبل انتخاب أي رئيس، فهناك استعداد لدى الرئيس بري والجميع للإعلان أنه ليس كذلك، وأن هناك ظرفا استثنائيا يقتضي انتخاب رئيس». وأضاف: «لقاء الصيفي كان فيه الكثير من الصراحة والود، فنحن نتفهم الهواجس. لقد قلنا إننا لا نتنازل عن أي شيء ولا عن مرشحنا الذي تقاطعنا حوله.
وإذا لم يحصل التوافق، نكمل بمرشحنا أو نتفق على مرشح آخر». ورأى أن «البديل عن المسار المطروح مواجهة شاملة لإنهاء الفراغ»، وقال: «نحن أمام خيارين: إما التوافق وإما عدم التكيف مع الفراغ وعدم التسليم به».
الكتائب عند بري
الى ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري وفدا من حزب الكتائب اللبنانية ضم نائب رئيس الحزب النائب سليم الصايغ والنائب نديم الجميل في عين التينة.
واعلن الصايغ على الاثر، «أردنا ان نسمع مباشرة منه ولاول مرة أفكاره التي يطرحها بشكل مبادرة لانتاج رئيس للجمهورية… ونرى ان ليس هناك حتى اليوم من كفالة او ضمانات ان العملية الانتخابية ستنتج رئيسا توافقيا»، لذا لا بد من تعميق التشاور مع كل القوى السياسية بدءًا بالمعارضة والقوى التي تقاطعنا معها على الوزير جهاد ازعور والقوى الاخرى للخروج من المأزق». واضاف: فهمنا اليوم انه لا يمكن ان يأتي رئيس فريق في لبنان ولا يمكن لفريق ان يقول انا أتيت بهذا الرئيس وفريقي الذي انتصر، وشعرنا ان هذا المنطق غير سالك عند الرئيس بري، ما يعني ارادة للذهاب الى رئيس توافقي ويبقى التفتيش عن المخارج.
عبد المسيح ينسحب
على صعيد آخر، أعلن النائب أديب عبد المسيح خلال مؤتمر صحافي عقده في منزله «انسحابه بشكل كلي من كتلة «تجدد» التي تضم النواب ميشال معوض، فؤاد مخزومي وأشرف ريفي مع تأكيد بقاءه في صفوف المعارضة».
وقال «لم ألبس عباءة التبعيّة ولن ألبسها أبداً وقرّرنا أن نمدّ الجسور مع جميع القوى السياسية بهدف لمّ الشمل وتغليب لغة الحوار على لغة المقاطعة». أضاف: «تمكّنت ومخزومي من جمع جميع القوى خارج المعارضة كالتيار والحزب الإشتراكي إلا أنّه بعد سنتين من العمل الدؤوب السياسي هناك أبواق من طابور خامس أجهل نيّاتها همست في آذان الحلفاء، ما أدّى إلى إطلاقها تكهّنات من دون أن تسألني بشأنها».
واستكمل: «أعلن انسحابي اليوم من كتلة تجدد النيابية وأثمن جهود كلّ أعضائها وأعلن عن تأسيس مكتب سياسي يُطلَق قريباً ويضمّ شخصيّات كورانيّة على أن يتوسّع وهو ليس سيّاسيًّا إنّما مستقل وقراراته استراتيجيّة وسياسيّة».
وختم عبد المسيح «المعركة الأساسية كانت وستبقى مشروع بناء دولة وأنا جزء من هذا المشروع».
«إسرائيل» تهدّد حزب الله وتحمّل إيران ولبنان المسؤولية
حمّلت إسرائيل، امس، «حزب الله» وإيران ولبنان، «المسؤولية الكاملة» عن تزايد العنف على الحدود، وتعهدت بالرد على هجمات صاروخية كثيفة شنتها الميليشيا خلال اليومين الماضيين. وقال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر خلال مؤتمر صحافي: «سترد إسرائيل بقوة على جميع الاعتداءات التي يقوم بها حزب الله». وأضاف: «ستعيد إسرائيل إرساء الأمن على حدودنا الشمالية سواء من خلال الجهود الديبلوماسية أو غير ذلك»، بحسب «فرانس برس». وأضاف مينسر: «لبنان وحزب الله، بتوجيه من إيران، يتحملان المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الأمني في الشمال».
وتابع: «سواء من خلال الجهود الديبلوماسية أو غير ذلك، فإن إسرائيل ستستعيد الأمن على حدودها الشمالية».
الوسومالشرق