كتبت صحيفة “الشرق”: تصاعدت في الساعات الاخيرة وتيرة الاستهدافات الميدانية الاسرائيلية في الجنوب، وحجم رد المقاومة عليها، بعدما اغتالت اسرائيل مجموعة حزبية مؤلّفة من قائد ميداني هو طالب سامي عبدالله، وهو اكبر مسؤول في المقاومة يتم اغتياله منذ بداية الحرب. وثلاثة عناصر آخرين، من الوحدة العسكرية للحزب في المنطقة الشرقية من بنت جبيل وحتى منطقة مزارع شبعا/ هاردوف، وذلك في بلدة جويا قضاء صور، في العمق الجنوبي مساء اول من امس. ما استدعى ردا من الحزب الذي استهدف بدوره العمق الاسرائيلي ومقرات قيادية بصليات من الصواريخ.
وظهراً، شن الطيران الاسرائيلي غارات متتالية على اطراف عدد من القرى والبلدات في القطاع الغربي من قضاء صور. كما استهدف قصف مدفعي وفوسفوري شرق بلدة العديسة.
كما أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على المنطقة بين دير سريان والطيبة وسجل قصف فوسفوري على بلدة العديسة، وشن العدو غارة جوية على بلدة ياطر استهدفت منزل في حي الكسارة وتوجهت على اثرها سيارات الاسعاف لتفقده. وعملت الجهات المعنية على رفع الاضرار، وادت الغارة الى تدمير المنزل تدميرا كامل وأصيب صاحبه وهو من آل قدوح. فيما افيد لاحقا عن إصابة اربعة مواطنين جراء الغارة.
كما أغارت مسيرة على أطراف بلدة مركبا -خلة مكنة، وقد افيد عن اصابة مسعف من «الهيئة الصحية الإسلامية» ونجاة فريق من «كشافة الرسالة الإسلامية» خلال قصف ساحة مركبا، وشن الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر غارة جديدة على بلدة مركبا.
وكانت المقاومة قد أعلنت في بيان، أنّه «دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، وفي إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية مصنع «بلاسان» للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع وحماية الاليات والمركبات لصالح جيش العدو في مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة وأصابوه إصابة مباشرة».
وفي بيان آخر، أعلنت المقاومة، عن قصف مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا».
واعلنت عن استهداف «التجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة». واعلن «اننا استهدفنا تحركاً لجنود العدو داخل موقع المالكية بقذائف المدفعية وحققنا إصابة مباشرة».
ولاحقا، صدر عن «المقاومة الإسلاميّة»: وفي إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز إحتياط فرقة الجليل ومخازنها في «عميعاد» بعشرات صواريخ الكاتيوشا. كما أعلنت المقاومة في بيان، وفي إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية»، وصدر عن «المقاومة الإسلاميّة» البيان التالي: استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 09:30 من صباح يوم الاربعاء 12-6-2024 موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
وفي بيان ثان، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 09:30 من صباح يوم الاربعاء 12-6-2024 موقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة، وافيد عصرا عن اطلاق حزب الله رشقة صاروخية جديدة على مواقع إسرائيلية في الجليل الغربي.
من جهتها، اعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، عن سماع «دوي انفجارات متتالية بسبب الاعتراضات الصاروخية في مناطق واسعة بالجليل الأعلى والأدنى».
كما افادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن «هذه المرة الأولى التي تدوي فيها صفارات الإنذار في طبريا منذ تشرين الاول الماضي». كما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن «الجيش لا يستبعد إمكانية أن يوجّه حزب الله أسراباً من المسيّرات في مواجهة موسّعة باتجاه أهداف قيمة في عمق إسرائيل»، ونشر الإعلام الإسرائيلي فيديو يوثق سقوط صواريخ في قاعدة عسكرية في طبريا للمرة الأولى، وفي عملية إطلاق صلية صواريخ أخرى من لبنان، تجاه قاعدة ميرون الجوية الإسرائيلية بالجليل الأعلى، دوت صفارات الإنذار في محيطها وفي سعسع وزيفون ودوفيف على الحدود مع لبنان.
ولاحقا نعى حزب الله: الشهيد القائد طالب سامي عبدالله «الحاج أبو طالب»، مواليد عام 1969، من بلدة عدشيت في جنوب لبنان. الشهيد محمد حسين صبرا «باقر»، مواليد عام 1973، من بلدة حدّاثا في جنوب لبنان. الشهيد المجاهد علي سليم صوفان «كميل»، مواليد عام 1971، من بلدة جويّا في جنوب لبنان. الشهيد حسين قاسم حميّد «ساجد» مواليد عام 1980 من مدينة بنت جبيل في جنوب لبنان. الجريح بهيج محمد حجازي «هادي» مواليد عام 1981 من بلدة حاريص في جنوب لبنان، والذي توفي متأثرًا بجراحه التي أصيب بها منذ أيام.
قطر تدعو لجسر الهوة بين “حماس” وإسرائيل
واشنطن: لن نسمح لها بتقرير مصير المنطقة ووقت الجدل انتهى وحان وقف النار
وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الدوحة إنهما ناقشا في لقائهما الأربعاء رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن مقترح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. وأضاف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن هناك العديد من الفجوات بين مواقف الأطراف وأنه يتعين التغلب عليها في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن “قلقنا الأكبر هو أن الأمر يأخذ كثيرا من الوقت لجسر الهوة”.
وأكد التزام دولة قطر بجسر الهوة والتقريب بين الفرقاء من أجل التوصل إلى وقف الحرب، موجها رسالة للجميع بأن “كل يوم نخسره هو خسارة في الأرواح”.
وقال إن وجود 3 دول ضامنة -قطر ومصر والولايات المتحدة- يضمن استمرار المفاوضات حتى التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
كما أعرب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري عن ترحيب بلاده ودعمها قرار مجلس الأمن الدولي -الصادر الاثنين- الذي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة. وشدد على أن الحل الدائم هو الحل العادل لإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
من جانبه، قال بلينكن إن العمل جار لتهيئة مسار يهدف إلى وضع نهاية لهذه الحرب؛ ومن ثم إعادة إعمار غزة. وأكد في تصريحاته أهمية العمل المشترك مع قطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كما أشار إلى أن الدوحة قدمت أكثر من 400 ألف طن من المساعدات لقطاع غزة.
وصرح الوزير الأميركي بأن حماس اقترحت عددا من التعديلات، وأنه ناقشها في لقائه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري. وأوضح أن واشنطن لا تريد أن ترى “تغييرات أساسية على الصفقة المطروحة، ولكننا نريد جسر الهوة بين الطرفين”. وأضاف أنه “يمكن العمل على بعض التعديلات التي اقترحتها حماس، بينما لا يمكن قبول بعضها الآخر”.
وفي هذا الاتجاه ذهب مستشار الامن القومي الاميركي جيك سوليفان مؤكدا ان حماس تريد تعديلات لكن وقت الجدل انتهى وحان وقف النار.
وقدمت حماس، الثلاثاء، إلى الوسطاء ردها على المقترح الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية أيار الماضي استنادا إلى خطة مجلس الحرب الإسرائيلي، ويشمل 3 مراحل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وقالت الولايات المتحدة إن إسرائيل قبلت المقترح، لكن تل أبيب لم تعلن ذلك رسميا.
وكرر بلينكن الاتهامات الأميركية لحماس، قائلا إنها تتحمل عبء عدم التوصل إلى صفقة حتى الآن، وعبء الحرب التي بدأتها، حسب تعبيره.
وأضاف أن “الأمر استغرق 12 يوما للحصول على رد حماس على المقترح، وكلما طال الوقت زادت معاناة الناس”. وأكد وزير الخارجية الأميركي أن بلاده لن تسمح لحماس بتقرير مصير هذه المنطقة ومستقبلها، وفق تعبيره. وقال إن واشنطن ستطرح خلال الأسابيع المقبلة أفكارا بشأن “كيفية الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب”.
ضمانات مكتوبة
من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين أن حركة حماس تريد ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة من أجل التوقيع على الصفقة المقترحة لأن المقترح الحالي لا يقدم ضمانات صريحة بشأن الانتقال من المرحلة الأولى من الخطة -التي تشمل هدنة لـ6 أسابيع وإطلاق سراح بعض الأسرى- إلى المرحلة الثانية، التي تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي.
وذكر مصدر الثالث “تريد حماس تطمينات بشأن الانتقال التلقائي من المرحلة الأولى لما بعدها وفقا للاتفاق الذي أعلنه الرئيس بايدن”.
وقالت حماس اول من أمس الثلاثاء إن ردها يتسم بالجدية والإيجابية، و”يفتح الطريق واسعا للتوصل لاتفاق”. وحذرت الحركة من أن “تحريض الإعلام الإسرائيلي على رد حماس، مؤشر على محاولات التهرب من استحقاقات الاتفاق”.
في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي لرويترز إن حماس “غيرت كل المعايير الرئيسية والأكثر أهمية”، ووصف رد الحركة بأنه رفض للمقترح.
حماس: ردنا لا ينحصر في نعم أو لا ويُمثل التزامنا تجاه شعبنا
من جهته، قال عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باسم نعيم إن رد الحركة على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن قطاع غرة لم يكن منحصرا في القبول أو الرفض، لكنه يتعلق بمشروع متكامل من عدة عناصر تتضمن وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين، وتبادل الأسرى، وغيرها من النقاط التي تضمنتها المبادرة التي تمت مناقشتها.
ومساء الثلاثاء سلمت المقاومة الفلسطينية ردها على المقترح، الذي قال بايدن إنه مقترح إسرائيلي أصلا، إلى الوسطاء في كل من قطر ومصر. وأضاف نعيم، في تصريحات ، أن الجواب، في عمومه، يتضمن توضيحا لموقف الحركة من كل نقطة على حدة، وما هو المقبول منها، و”بالتالي فإن رد الحركة يمثل هدفها الأساسي حول كيفية الوصول إلى وقف العدوان والمجزرة في حق شعبنا”، من دون التنازل عن مطالبنا الأساسية “المتعلقة بالوقف التام لإطلاق النار، والانسحاب الكامل للقوات الصهيونية، وعودة النازحين إلى كل المناطق، وإطلاق عملية الإعمار”.
وفي ما يتعلق بالخطوة التالية بعد رد حماس، شدد عضو المكتب السياسي بالحركة على أن “الكرة الآن في ملعب العدو الصهيوني والإدارة الأميركية، التي يجب أن تلتزم بما أعلنته مرارا بأن يصل هذا الاتفاق إلى وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب كامل القوات، وعدم إحداث أي تغييرات جوهرية جغرافية أو ديموغرافية في قطاع غزة، وعودة النازحين، وانطلاق عملية الإعمار في كل قطاع غزة، وهذا هو جوهر قرار مجلس الأمن الأخير الذي رحّبت به الحركة”. وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى الأحد الماضي قرارا قدمته واشنطن يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويشدد على أهمية جهود الوساطة القطرية والمصرية والأميركية.