غيّب الموت الممثل اللبناني القدير فؤاد شرف الدين جراء انتكاسة صحية تعرّض لها منذ فترة، ما اضطره إلى الخضوع إلى عملية جراحية في الرأس. وأعلنت نقابة ممثلي المسرح والسينما في لبنان أن شرف الدين توفي في أحد المستشفيات حيث كان يتعالج عقب العملية التي خضع لها في رأسه، مشيرة إلى أنّ “الكابتن حتى اللحظات الاخيرة كان يقاوم الوجع ويكابر على آلامه، خصوصاً أنّ كل من عرفه يعلم تماماً مدى عزيمته القويه وصموده ومقاومته لكل المحن.”
ونعت النقابة الراحل شرف الدين “النجم الذي عشق لبنان حتى الرمق الأخير وعزّت أفراد أسرته لا سيما ابنته الممثلة جمانه التي كانت رفيقة درب والدها ولم تفارقه للحظة طيلة فترة علاجه في المستشفى“.
وشرحت أن الراحل دخل منذ فترة إلى المستشفى “بسبب بعض الآلام في الكلى وتماثل للشفاء وشارك في مسلسل 2024 الذي عرض في رمضان المنصرم. كما شارك في فيلم “الرب يراني”، وبعدها انتكست صحته ليتبيّن أنّه يعاني ورمًا حميدًا في الرأس. وعلى أثر هذا الكشف الطبي، خضع لعملية استئصال في أحد المستشفيات حيث كانت معنوياته مرتفعة جداً قبل دخوله الى غرفة العمليات. وتماثل بعد العملية للشفاء وغادر إلى منزله، إلا أنّ حالته انتكست فجأة وفقد الكثير من دمه وتم إدخاله مجدداً إلى المستشفى حيث تم التبرع له بالدم، وكان من المقرر أن يخضع غداً لعدد من التحاليل والأشعة لكن المنية وافته”.
نبذة
فؤاد شرف الدين من مواليد 1941 ممثل ومخرج ومؤلف اشتهر بإخراج وتمثيل أفلام الحركة (الأكشن) في فترة الثمانينيات والسبعينيات أهمها : الممر الاخير – القرار – نساء في خطر – المتوحشون – حسناء وعمالقة . وفي الاعمال الدرامية شارك في مسلسلات : العقرب – ديالا – كيندا – زمن الاوغاد وغيرها. تولى إخراج مسلسل “الدالي” بجزئيه الأول والثاني بطولة النجم المصري نور الشريف.
آخر ظهور له كان في برنامج ” ألبوم الاصالة ” من تلفزيون لبنان مع الزميل روبير فرنجيه وقد صور الحلقة قبل مرضه بأيام ثم زاره وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري في المستشفى وكرّمه.
نعمة بدوي
وقد نعاه نقيب الممثلين نعمه بدوي عبر صفحته على “فيسبوك”: “غيّب الموت النجم الكبير الكابتن فؤاد شرف الدين الذي اثرى السينما اللبنانية بالعديد من الافلام وكذلك الشاشة الصغيرة بالعديد من المسلسلات. كان دائماً يأخذ دور ضابط الامن . لذا لقب بالكابتن محافظاً على القانون وعلى هيبة الدولة. نقابة الممثلين تنعى اليكم الفنان فؤاد شرف الدين وتتقدم باحر التعازي من اسرته ومن ابنته الزميلة جومانة التي لازمته طوال فترة علاجه ومن اصدقائه و محبيه في لبنان وفي العالم العربي . أنا لله وإنا اليه راجعون. البقاء لله”.
أضاف:”ما سرّ صفة «الكابتن» التي تلازمك؟ ستشكل هذه الصفة زبدة مذكراتي حول طفل انتشلته الشرطة من مقاعد الدراسة ليصبح تحت وصاية والده شرعياً إثر طلاقه من أمه، فاضطر منذ ربيعه التاسع إلى أن يعمل لإعالة والدته وشقيقه وشقيقته وجديّه وذلك بعد زواج والده. لكن عمله المبكر لم يحل دون التحاقه بمدرسة ليلية، وتنقله بين مختلف المهن واكتسابه علوماً عسكرية وفنوناً رياضية صقلت بنيته الجسدية. تعرّض صديقه مرة للقنص في حيّ “الطمليس” المقفل، ولم يستطع أحد من الناس المتجمهرين الاقتراب بسبب إطلاق النار المستمرّ، فما كان منه إلا أن أحضر عربة خضار وبعض الحبال وزحف نحو المصاب وسحب الجثة بمعونة بعض الرجال. شاهد “قبضايًا” من الحيّ هذه الحادثة فضمّه الى رجاله ملقبًا إياه الكابتن”.
يوارى الراحل في الثرى عند الثالثة من بعد ظهر يوم غد في روضة الشهيدين.