نظم طلاب ثانوية التنشئة الوطنية – فرن الشباك محاضرة بعنوان “السعادة ودور الاعلام” في الثانوية، في حضور وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري. رئيس بلدية فرن الشباك ريمون سمعان، وأفراد الهيئة التعليمية والطلاب في الثانوية.
بداية النشيد الوطني، ثم ألقت مديرة المدرسة ريتا موصللي كلمة رحبت فيها بالوزير المكاري، وقالت: “يسعدنا جدا حضوركم اليوم في مدرستنا فهذه الزيارة تعني لنا الكثير وتعكس لنا اهتمامكم بالأجيال الناشئة. نرحب بضيوفنا في هذا اللقاء ونتمنى عاليا تخصيص وقتكم في هذه الأيام التي تحتاجون الجميع لحظة نور وأمل في هذه العتمة المحيطة بنا. لقد اراد طلابنا اليوم الإضاءة على موضوع السعادة في حياة الإنسان وأهميتها كما أهمية الإعلام في نشر السعادة”.
وكان عرض مصور عن لبنان إعداد هويدا يونس عازار تم فيه الطلب بإنشاء وزارة السعادة التي من شأنها نشر الصورة الإيجابية والمساعدة على كل ما من شأنه التخفيف من نشر اليأس في نفوس المواطنين ونشر المحبة والسلام.
كما عرض الطلاب لدور الإعلام في نشر السعادة، فتحدثوا عن أهمية السعادة، وانواعها، والمشاكل التي تؤثر على حس السعادة لدى المراهقين، وكيفية نشر السعادة بين الناس ودور الإعلام في نشر السعادة”.
المكاري
وتحدث الوزير المكاري الى الطلاب قائلا: “بعد سنتين من استلامي وزارة الاعلام، وجدت بأن هناك دورا مهما يجب ان نقوم وهو المصالحة بينكم وبين الدولة. انكم نشأتم وكبرتم في بلد ممزق لا امان، ولا قوانين ولا عدالة اجتماعية فيه، وانتم غير سعداء، وطموحكم ان تغادروه”.
وأشار إلى مسؤولية اللبنانيين بتدبير بلدهم وقال: “للأسف، ولغاية الآن نحن نستمر بتدمير بلدنا، ولكن ما يعطينا الأمل هو أنتم، فلا تخافوا ان تواجهوا هذا المجتمع وهذه الطبقة السياسية التي انا جزء منها، و لذا أتمنى ان يدخل الشباب الذين لم ينخرطوا بعد في الفساد الى الادارة لتغييرها ولتحسينها ولبناء لبنان”.
وعدد الأزمات التي واجهت الشباب واللبنانيين في السنوات الخمس الأخيرة ومنها: “الانهيار الاقتصادي، جائحة كورونا التي اعادتنا الى الوراء، انفجار مرفأ بيروت حيث خسرنا عاصمتنا في، لحظة، النزوح السوري والخوف هو من ان يدفع لبنان ثمنا كبيرا جراء هذا النزوح الذي يهدد وجوده وديمومته وثقافته، لذا أتمنى بأن يعالج هذا الأمر بشكل جدي. اضافة الى الأزمة السياسية الكبيرة المتمثلة بغياب رئيس للجمهورية الذي لا تستقيم المؤسسات في غيابه.
وأخيرا حرب غزة التي انتقلت الى جنوب لبنان، وهذه العوامل كلها تؤثر على المواطنين، فلا احد مرتاحا. لقد احتل لبنان المرتبة ما قبل الأخيرة من الدول على قائمة اتعس الشعوب في مؤشر السعادة العالمي. طبعا هناك معايير تستند إليها المنظمات والمؤسسات يمكن إلا تكون دقيقة ولكن، هناك شيء من هذا القبيل، فلا احد سعيدا ومرتاحا، ولا يمكن الإنتاج والعطاء في ظل الشعور بعدم الراحة”.
وتطرق لعلاقة الإعلام بالسعادة، وأشار إلى “الإعلام التقليدي من تلفزيون وإذاعة وصحف ومواقع إلكترونية والى اعلام وسائل التواصل الاجتماعي الذي يمكن كل شخص من نشر وقول ما يريد”. وقال: “نحن في بلد حريات ولا نريد قمع هذه الحريات”.
وأشار الوزير المكاري الى ما قاله فور تعيينه وزيرا للإعلام بأن “للوزارة دورا أساسيا جدا بعدم قمع الإعلام والاعلاميين بل بتسهيل دورهم وتأمين حرية التعبير لهم، فالدور الأساسي للوزارة هو حماية الحريات، وحماية حرية التعبير في لبنان”.
واعتبر ان “السعادة عدوى والابتسامة عدوى، وهناك فرق شاسع بين شخص يبتسم وشخص لا يبتسم”.
وردا على سؤال، قال: “يجب على وسائل الإعلام التركيز على الاخبار الايجابية التي تعطي الأمل للناس، وهذا التوجيه موجود دائما لكن لا يمكننا أن نفرض على المؤسسات الإعلامية شيئا. كما أن الاعلام يعكس الواقع على الأرض. ولكل البلدان مشاكل مع وسائل التواصل الاجتماعي وما توصلت اليه بعض البلدان هو تعليم مادة التواصل الاجتماعي للتلامذة منذ الصغر، واعتبار هذه المادة للخير وليس للشر، فيكون الاستثناء هو الشر، وهذا ما نسعى اليه أيضا مع وزارة التربية في لبنان”.
وأشار الى أن “الإعلام يعاني من الاخبار الزائفة ومن خطاب الكراهية، وهذا مرض عالمي وليس مرضا لبنانيا فقط ويجب تصحيح الاخبار الزائفة”.
بعد ذلك، قدمت إدارة المدرسة درعا تكريمية للوزير المكاري.