وقع وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال المهندس زياد المكاري مع جامعة الحكمة ممثلة برئيسها البروفسور جورج نعمه، اتفاقية تعاون تتعلق بتوطيد علاقة التعاون العلمي والاعلامي بينهما، بحضور المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحه، عميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة الحكمة البروفسور انطونيوس ابو كسم، وأعضاء مجلس الجامعة من نواب الرئيس والعمداء.
نعمه
بداية، رحب رئيس جامعة الحكمة بالمكاري وفلحه، وقال: “نتشرف بالتعاون مع وزارة الاعلام ونحييها على الدور الذي تقوم به، وخاصة في هذا الظرف الصعب، فنشاطها هو استمرارية لعمل القطاع العام، والتي هي اليوم تعد تحديا أساسيا في وضع اقتصادي صعب وموارد بشرية تعمل باللحم الحي، ولذلك نحيي كل الجهود التي تبذلها وزارة الاعلام بكل مديرياتها ومؤسساتها”.
اضاف: “نحن في جامعة الحكمة لدينا التزام برسالتنا وبالمهام التي نقوم بها في كل كلياتنا لا سيما اليوم في اطار كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ويهمنا ايضا افساح المجال امام طلاب هذه الكلية حتى تكون لديهم الفرصة ليتعرفوا اكثر على مجالي الإعلام والقطاع العام، خاصة أن بين السياسة والاعلام ترابطا مباشرا، ودورنا كمؤسسة تعليم عالٍ في تثقيف الطلاب واعطائهم أفضل معارف العلوم السياسية وأفضل المهارات، وهو دور وطني لأن الشباب الذين يتعلمون اليوم في جامعة الحكمة هم مستقبل لبنان، وخاصة أن المجال السياسي في لبنان تعتريه الكثير من الموبقات وبالتالي يجب علينا مواجهة التحديات وتصحيح هذا المسار في لبنان”.
وتابع: “تعاوننا اليوم كجامعة الحكمة مع وزارة الاعلام هو تعاون هام جدا، في اتاحة المجال امام طلابنا كي يستفيدوا ويقضوا فترات في المؤسسات الاعلامية التابعة لوزارة الاعلام، اضافة الى تبادل المعلومات والخبرات والنشاطات الثقافية والنشاطات العلمية مع الوزارة”.
وختم: “أعود لأحيي معالي الوزير وكل الذين عملوا حتى نقوم اليوم بالتوقيع على هذه الاتفاقية، وأخص بالذكر سعادة المدير العام الدكتور حسان فلحة الذي نتشرف بوجوده معنا في الجامعة، وعميد الكلية البروفسور انطونيوس ابو كسم”.
المكاري
بدوره، شكر المكاري رئيس جامعة الحكمة ونواب الرئيس والعمداء، معربا عن عمق سعادته لوجوده في “هذا الصرح العلمي والاكاديمي، وخاصة عندما تكون العلاقة مع جامعات ومع طلاب”.
وقال: “أحب أن أبدي لحضرتكم قبل بدء كلمتي، رغبتي بالاجتماع مع طلاب كلية العلوم السياسية، فما أريد قوله أن هناك مشكلة دائمة بين هذا الجيل والدولة، هذا الجيل الذي لم ير أمرا جميلا من هذه الدولة، وهذه مسؤولية يتحملها المسؤولون السياسيون اللبنانيون”.
اضاف: “أنا أرى بأنه يفترض القيام بمصالحة تامة بين جيل الشباب ودولتهم، فلا غنى عن الدولة وعن القوانين والنصوص والتمسك بدولة عادلة حاضنة للجميع تكون بعيدة كل البعد عن الطائفية والمذهبية والمناطقية والحزبية”.
وتابع: “يمكن للناس ان تذهب بأفكارها الى حيث تريد، وهذا أمر مطلوب، فالتنوع السياسي مطلوب والمنافسة السياسية الشريفة مطلوبة كي نبني بلدا افضل، والطائفة بالنسبة لي هي أمر مقدس بين الانسان وخالقه، وبالتالي يجب ألا تدخل الى السياسة والادارة”.
وقال: “نحن بالتأكيد في وزارة الاعلام، فخورون بتوقيع هذه الاتفاقية مع جامعة الحكمة العريقة، فهذا الأمر يعطي قيمة أكبر لإدارة في الدولة هي وزارة الاعلام بمديرياتها كافة”.
أضاف: “كما تعلمون نحن نعاني نقصا في القدرات البشرية، فالموظفون يتقدمون بالسن ولم يعد بإمكاننا توظيف المزيد منهم، ولا سيما عندما نتكلم عن وزارة كوزارة الاعلام مبنية على الثقافة والخلق والابداع والتكنولوجيا وعلى الدعاية والخبر والتسويق”.
وتابع: “في الحقيقة ان الموظفين لا يقصرون أبدا، ونحن نضطر لابقائهم في العمل حتى لو أحيلوا على التقاعد. من هنا، تأتي هذه البرتوكولات التي نوقعها، لقد وقعنا بروتوكول تعاون مع الجامعة اللبنانية، واليوم نتشرف بتوقيع اتفاقية مع جامعة الحكمة، وهناك بروتوكول آخر سيتم توقيعه مع جامعة الألبا”.
وقال: “إننا بحاجة الى دم الشباب المتعلم ليدخل الى الادارة، فبدونه لا نستطيع أن نتقدم واذا لم نتقدم فلن نبني دولة أبدا. نحن نوقع اتفاقية مع جامعة ليس فيها كلية اعلام إنما مثلما قال الرئيس ان السياسة هي الاساس، وانما السياسة الحضارية التي نريدها ليست كالمشهد السياسي الذي نشهده في البلد”.
أضاف: “اذا الدور كبير جدا في تنشئة هؤلاء الشبان والشابات الذين علينا أن نشجعهم كي ينخرطوا في السياسة ويكونوا مسؤولين ويضحوا من أجل بلدهم وحتى أن يدخلوا لخدمة الدولة، عسى أن نبني مع الجامعات اللبنانية بلدا حديثا يشبه أحلام أولادنا، وليس كالظروف التي عشناها”.
وتابع: “على هذا الجيل الشاب أن يتعلم ويأخذ العبر مما ساهم في تخريب البلد، ونحن نعمل على تظهير ارشيف تلفزيون واذاعة لبنان وحمايتهما لأمرين، أولهما تعريف هذا الجيل كم كان لبنان بلدا جميلا، وليعرف ماذا حلّ به فيتخذ الخيار الانسب ببناء وطن على قواعد لا تتزعزع”.
وختم بشكر جامعة الحكمة، آملا لهذه العلاقة “الا تبقى فقط على الورق، فنحن بحاجة لطلابكم وبدون هذا الدم الشبابي لا يمكننا الاستمرار”.
أبو كسم
من جهته، رحب عميد الكلية بوزير الاعلامي، واصفا إياه بـ”رمز الدولة والانضباط والنظام”، وقال: “شرفتنا اليوم في ظل نهج جديد لرئيس جامعتنا يتجلى بتوقيع اتفاقية تعاون بين القطاع الخاص والقطاع العام، برنامج رئيس الجامعة هو برنامج انفتاح على كل مكونات المجتمع اللبناني، والاهم في مذكرة التفاهم التي انجزت اليوم والتي تخص بالتحديد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، هي اكثر من شراكة بين القطاع العام وطلابنا، ولكن طلابنا يشتغلون على موضوع التوعية وتحليل المعلومة الصحيحة وليس اعلام التشهير بالآخر والسبق الصحافي أو تشويه سمعة الآخر بالسياسة”.
اضاف: “نحن ندخّل مبادئ علم السياسة على الشأن العام، خصوصا أن جامعتنا فيها من كل الأحزاب، ونشجع الطلاب على ممارسة السياسة لأنه من دون احزاب لا حياة سياسية، وفي وزارة الاعلام سيعملون اكثر على أنفسهم وفي اعطاء المعلومة الصحيحة، وسيتشجعون على الدخول الى الدولة، لأنه للأسف هناك حالة من الانكفاء في الدخول الى الادارة العامة، خصوصا أن العلاقة مع القطاع العام لا تقوم فقط على الراتب، فهناك علاقة أعمق من ذلك”.
وتابع: “في الاذاعة اللبنانية والوكالة الوطنية هناك فرصة كبيرة جدا للبث والتواصل مع الجمهور، وأكثر من ذلك نطمئن معاليكم أنه في ماستر الدبلوماسية والتفاوض دور طلابنا التوعية وحل النزاعات بالطرق السلمية، اذا هو اعلام سلمي لبناء السلام”.
وختم: “نتمنى بوجود معاليكم أن تبدأ أول دفعة بالوزارة بالتنسيق مع سعادة المدير العام وتوجيهاته خصوصا أنه استاذ اساسي في كليتنا. كما أشكره على تحضير هذا البروتوكول مع نائبة العميد وفريق كلية العلوم السياسية، وهذا التدريب سيتيح للطلاب التعرف على معاليكم والاستفادة من خبراتهم مثلما هم سيستفيدون من وزارة الاعلام”.
فلحه
أما المدير العام للاعلام فقال: “بداية اشكركم على هذا اللقاء في هذا الصرح العلمي الكبير، وأجمل ما في الاتفاقية أننا تعرفنا كيف تأسست الحكمة على يد المطران يوسف الدبس، وهو المؤرخ الكبير الذي كتب ما لم يكتبه أحد عن تاريخ بلاد الشام. والأجمل من ذلك وهذه معلومة يجب أن يعرفها الجميع، أنه عندما اراد اختيار اللون الاخضر وهو راية اسلامية أرادها أن تكون للحكمة وعندما اختار تسمية الحكمة اختار كلمة الحكمة من اخواننا الدروز، وهذا كان بعد احداث 1860، وهذه معلومة كثير من اللبنانيين لا يعرفونها، فنحن نعيش في بلد يختلف عن كل البلدان حيث أن المسلمين فيه يختلفون عن بقية المسلمين والمسيحيون فيه يختلفون عن بقية المسيحيين”.
أضاف: “هذا التعاون الذي نحن بصدده اليوم، والاساس فيه أن نقيم تعاونا مهما جدا بين هذا الصرح العلمي والاكاديمي وبين وزارة هي من أقدم وأهم الوزارات ولكن حظها قليل، فهي من أنجح المؤسسات أو الادارات العامة في البلد، حيث كانت الوكالة الوطنية تعمل خلال الحرب على نبذ الفتنة ورأب الصدع بين اللبنانيين، وهي ما زالت من أنجح المؤسسات، والاذاعة اللبنانية هي اذاعة وطنية لكل اللبنانيين، اضافة الى مديرية الدراسات، وتلفزيون لبنان الذي هو اعرق واقدم تلفزيون تأسس في الشرق الاوسط”.
وتابع: “أتينا اليوم الى مؤسسة تعليمية راقية بهذا الشكل، مستوى العلم رفيع فيها، جئنا لندمج بين النظري والتطبيق وهذا الأمل لا يمكن أن يكون الا في مؤسسة جامعة الحكمة ووزارة مثل وزارة الاعلام. وهذه بداية لنضع اللبنة الاساسية بين كلية العلوم السياسية ووزارة الاعلام لتخريج العاملين في السياسة بمستوى عال من المناقبية مثل التربية الموجودة في جامعة الحكمة ومثل العمل الذي يتم في وزارة الاعلام. لبنة اساسية لبناء البلد الذي نريده ونفتخر به أمام كل بلدان العالم، هذا البلد الذي لا يتكرر أبدا، ويجب ان تعمم الاسس التي بنيت عليها هذه الجامعة”.
جولة
وبعد توقيع الاتفاقية، جال المكاري في كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية برفقة المدير العام للاعلام وعميد الكلية وأساتذتها، واطلع على نشاطات الكلية، مثنيا على دورها.
وكانت مناسبة لزيارة قاعة Espace Science Po التي افتتحتها الكلية كقاعة قراءة وتواصل، مجهزة بكافة التقنيات السمعة والبصرية وتكنولوجيا المعلومات.