كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”: أعلن «حزب الله» إدخال صواريخ «ثقيلة» جديدة إلى ميدان الحرب في جنوب لبنان ضد إسرائيل، أطلق عليها اسم «عماد مغنية»؛ وهو قائده العسكري الذي اغتيل في دمشق عام 2008، وذلك ضمن سياق التطور التدريجي للحرب بين الطرفين، التي أدخل خلالها الحزب ثلاث منظومات «صواريخ ثقيلة»، وفق قوله.
وقال «حزب الله»، في بيان أصدره بعد ظهر الأحد، إن مقاتليه «استهدفوا انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع زبدين بمزارع شبعا اللبنانية المحتلّة بالصواريخ الثقيلة الجديدة (عماد مغنية)، وأصابوه إصابة مباشرة».
وغالباً ما يطلق مقاتلو الحزب صواريخ باتجاه مواقع عسكرية مرتفعة تقع في منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، الواقعة على السفح الغربي لجبل الشيخ، وهي مناطق يَعدّها لبنان أراضي لبنانية محتلة من قِبل إسرائيل، وتتمتع بارتفاع استراتيجي كبير مطل على الأراضي اللبنانية، وتتضمن المواقع العسكرية الإسرائيلية فيها أجهزة إلكترونية ورادارات متطورة ومرابض مدفعية ومنظومات.
ولم يتمكن الحزب، منذ بدء الحرب، من تنفيذ عمليات نوعية بمنطقة مزارع شبعا إلا مرة واحدة، حين أعلن استهداف قافلة عسكرية إسرائيلية قرب موقع رويسات العلم بـ«كمين مركب»، أواخر الشهر الماضي، أسفر عن إصابة آليتين عسكريتين إسرائيليتين، في حين واظب على استخدام الصواريخ لقصف تلك المواقع العسكرية.
وصواريخ «عماد مغنية»، التي أطلقها الحزب ولم يعلن تفاصيلها، هي ثالث أنواع صواريخ «أرض – أرض» الثقيلة التي أعلن إدخالها إلى الجبهة منذ بدء «حرب مساندة ودعم غزة»، انطلاقاً من جنوب لبنان في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال، في الشهر الثاني على انطلاق الحرب، إنه أدخل منظومة صواريخ «بركان»، وهو عبارة عن عبوة طائرة قصيرة المدى، يتراوح وزن رأسه الحربي بين 300 و500 كيلوغرام من المواد المتفجرة، وغالباً ما يستهدف بها المواقع العسكرية القريبة من الحدود مع لبنان.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلن الحزب إدخال صواريخ «فلق 1» إلى الجبهة، وهي نوع آخر من الصواريخ الثقيلة والقصيرة المدى أيضاً، وهو صاروخ إيراني ويشبه إلى حد كبير نظام BM-24 الروسي، ويصل مداه إلى 10 كيلومترات، وهو من عيار 240 ملليمتراً، ويحمل رؤوساً حربية شديدة التفجير دون شظايا تصل إلى 50 كيلوغراماً من المواد المتفجرة.
إضافة إلى ذلك، أدخل الحزب منظومات صواريخ دفاع جوي أطلقها ضد المُسيّرات الإسرائيلية على مدى 6 اشهر، وأعلن إسقاط 5 مُسيّرات عبرها، دون الكشف عن طبيعتها، كما أدخل إلى المعركة مُسيّرات انقضاضية، وصواريخ من نوع «ألماس» الإيراني الموجّه، والذي يمتلك كاميرا في رأسه، إضافة إلى صواريخ «الكورنيت» المضادة للدروع، وصواريخ الكاتيوشا التي غالباً ما يستخدمها لقصف كريات شمونة، ومواقع عسكرية في هضبة الجولان السورية المحتلّة.
وأطلق الحزب على الصاروخ الجديد اسم «عماد مغنية»؛ وهو اسم قائده العسكري العام الذي اغتيل في دمشق، خلال فبراير (شباط) 2008، ويتهم الحزب إسرائيل في الضلوع باغتياله. ويُنسب إلى مغنية تشكيل وتنظيم وتطوير الوحدات العسكرية في الحزب، من بينها «سرايا المقاومة»، كما يقول الحزب إنه كان المعركة في حرب يوليو (تموز) 2006 ضد إسرائيل.
يأتي إعلان الحزب عن الصاروخ الجديد، بالتزامن مع الحرب المتواصلة التي تشهد بشكل يومي تبادلاً لإطلاق النار وقصفاً إسرائيلياً لمناطق واسعة في جنوب لبنان أدى إلى تدمير نحو 1500 وحدة سكنية بالكامل، وتضرر نحو 10 آلاف وحدة سكنية أخرى، وقد أخلت المنطقة الحدودية من معظم سكانها، كما أخلت المنطقة الحدودية في شمال إسرائيل من معظم المدنيين.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه راميم، قبل أن يعلن «حزب الله» «استهداف آلية عسكرية تحمل تجهيزات تجسسية، إضافةً إلى استهداف تجهيزات فنية أخرى في ثكنة هونين المسماة راميم بالصواريخ الموجهة، وأصابوها إصابة مباشرة، مما أدى إلى تدمير الآلية والتجهيزات الأخرى».
وتعرضت منطقة اللبونة – الناقورة لقصف مدفعي إسرائيلي، وقصفت أطراف الوزاني وشبعا، وذلك بعد ساعات على استهداف إسرائيلي لأطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة بصواريخ جو – أرض. وقرابة الواحدة ليلاً، قصفت المدفعية أطراف بلدتي الجبين والضهيرة والأودية المحيطة بهما، ما أدى إلى تطاير زجاج عدد من المنازل المحيطة بمكان القصف، كما أطلقت القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط، وحلّق الطيران الاستطلاعي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل.
وبينما تتواصل الاتصالات الدولية مع لبنان لتحقيق تهدئة في المنطقة الحدودية، قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة (حزب الله)» البرلمانية، النائب حسين الحاج حسن: «مستمرون في إسناد مقاومة وشعب غزة ما دام العدوان مستمراً على غزة، ستستمر المقاومة بلبنان في إسناد المقاومة بغزة، فلا التهديد ولا القصف ولا العدوان على المدنيين ولا العدوان على المقاومين واغتيالهم ولا الوسطاء ولا أية جهة تستطيع أن تؤثر أو تغير في هذا القرار، بل نحن مستمرون ونعمل ونقوم بذلك إسناداً ودعماً». وقال: «لن نهدأ حتى نعمق أزمته في الردع والتفوق والثقة».