كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”: أعربت قوات حفظ السلام الأممية، العاملة في جنوب لبنان “يونيفيل”، عن “قلقها البالغ” جراء التصعيد المتنامي في الحرب الدائرة بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، وذلك “مع بلوغ الضربات مسافات أعمق داخل المناطق الواقعة على جانبي الخط الأزرق”، وسط استهدافات إسرائيلية لمنازل المدنيين، وتكثيف “حزب الله” ضرباته باتجاه مواقع عسكرية حيوية للقوات الإسرائيلية في المنطقة الحدودية.
ونفّذ “حزب الله”، ليل السبت – الأحد، واحدة من أعنف ضرباته باتجاه المواقع الإسرائيلية، حيث أطلق عشرات صواريخ الكاتيوشا باتجاه مستوطنات الجليل الأعلى، بعد استهداف إسرائيلي لمنزل في بلدة صربين، الواقعة على مسافة تتخطى عشرة كيلومترات عن أقرب نقطة حدودية داخل الأراضي اللبنانية، وأسفر عن وقوع 12 إصابة في صفوف المدنيين.
وتَلَت تلك الضربة ضربات إسرائيلية أخرى استهدفت منازل للمدنيين، إحداها أسفرت عن مقتل طفلة وامرأة، يوم الأربعاء، في حين أدت الضربات إلى تدمير واسع لمنازل خالية من السكان في المنطقة الحدودية.
وقالت نائبة مدير المكتب الإعلامي لقوات “اليونيفيل” في لبنان، كانديس أرديل، الأحد: “منذ أن بدأ تبادل إطلاق النار في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) شهدنا تفاوتاً في مستوى التوترات، لكن في الأيام القليلة الأخيرة لاحظنا زيادة واضحة في مستوى التصعيد مع بلوغ الضربات مسافات أعمق داخل المناطق الواقعة على جانبي الخط الأزرق، وباعتبارنا قوات حفظ سلام فمن الواضح أن هذا الأمر يقلقنا كثيراً”.
وأكدت أرديل، في تصريح إذاعي، أن “قواتنا لحفظ السلام تقوم بعملها الملتزمة القيام به منذ البداية، وتستمر بذلك، ونحن نراقب الوضع ونقوم بتسيير دوريات بشكل مستقل، وبالاشتراك مع الجنود اللبنانيين، كما أننا نُجري اتصالات مع الجهات المعنية لتخفيف التوترات وتجنب سوء الفهم”.
وإذ أشارت إلى أن هناك سلسلة اتصالات جارية للتهدئة، قالت: “لكننا، وباعتبارنا قوات حفظ سلام عاملة في جنوب لبنان فإننا لا نشارك مباشرة فيها، فنحن لدينا قرارنا 1701 الذي يمنحنا التفويض من مجلس الأمن، ومنذ الثامن من أكتوبر قمنا بحثِّ الأطراف على العمل نحو حل سياسي ودبلوماسي؛ لأننا نعتقد أن هذه هي السبيل الوحيدة لحل طويل الأمد”، مؤكدة أن “أي جهود يبذلها أي شخص في المجتمع الدولي فهذا أمر نشجعه وندعمه، لكن كبعثة لحفظ السلام نحن هنا فقط لإفساح المجال لتحقيق ذلك”.
الراعي
وفشلت عدة وساطات دولية في إنهاء الحرب القائمة، حيث يصر “حزب الله” على مواصلة القتال؛ “دعماً لغزة”، حتى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فيها، وذلك رغم الانتقادات اللبنانية لقتال “الحزب”، وكان آخرهم البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي دعا المسؤولين المدنيّين والسياسيّين إلى “فحص ضمائرهم”. وقال، في عظة الأحد: “لو كانت في قلوبهم فضيلتا الإيمان بالله ومحبتّه، لتفانوا في تأمين الخير العام، وأعادوا إلى الدولة مؤسّساتها الدستوريّة الفاعلة والشرعيّة، بدءاً بانتخاب رئيس للجمهوريّة، ولسهروا بكلّ قواهم على تجنيب جنوب لبنان وشعبنا الحرب مخلفة الضحايا والجرحى والتهجير والدمار، من أجل قضيّة لا علاقة لها بلبنان وقضيّته وسلامه واستقراره”.
تصعيد ميداني
ميدانياً، نفّذ “حزب الله”، ليل السبت – الأحد، واحدة من أعنف ضرباته الصاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية الحدودية مع لبنان في الجليل الأعلى، حيث قصف مستوطنة ميرون والمستوطنات المحيطة بها بعشرات من صواريخ الكاتيوشا؛ “رداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية، وخصوصاً بلدات القوزح ومركبا وصربين”، وفق ما جاء في بيانه؛ في إشارة إلى قصف إسرائيلي استهدف بلدة صربين، وأدى إلى وقوع 12 إصابة. وجاءت الضربات بعد ساعات على تنفيذ هجوم مركب “بالمُسيّرات الانقضاضية والصواريخ الموجهة”، مستهدفاً “مقر القيادة العسكرية في مستوطنة المنارة وتموضع قوات الكتيبة 51 التابع للواء غولاني”، وذلك في رد على قصف إسرائيلي للمنازل المدنية في بلدتي كفركلا وكفرشوبا، حيث قُتل 3 أشخاص، فجر السبت، بينهم مدني.
وفجر الأحد، نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي هجوماً جوياً عنيفاً مستهدفاً عدداً من القرى والبلدات في القطاعين الغربي والأوسط، وتركزت الغارات على بلدات طيرحرفا مارون الراس وأطراف بلدة يارون وبين بلدتي عيترون ومارون الراس، وفق ما أفادت وسائل إعلام لبنانية.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية تابعة له أغارت على أهداف لـ”حزب الله” في منطقة مارون الراس بجنوب لبنان. وبين الأهداف التي جرت مهاجمتها عدة بنى تحتية إرهابية ومبنى عسكري، كما أغارت على بنية تحتية عسكرية للحزب في منطقة طير حرفا، ومبنى عسكري تابع للحزب في منطقة يارين.
الرئيسية / صحف ومقالات / الشرق الأوسط: «اليونيفيل» قلقة جراء بلوغ الضربات «مسافات أعمق» في جنوب لبنان وإسرائيل.. إصابات مدنية… و«حزب الله» يستهدف مستوطنات الجليل الأعلى بـ«الكاتيوشا»
الوسومالشرق الأوسط