نظمت جمعية “محاربون من أجل السلام” جولة على ( الخط الأخضر) عصر اليوم برعاية وحضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري لمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين على 13نيسان 1975.
شملت الجولة المتحف الوطني والكنيسة الأرثوذكسية وبناية البريمو والمدافن الإنجيلية التي كانت خط تماس أثناء الحرب الأهلية في لبنان حيث حضر نسيم اسعد، مسؤول المحور الغربي، وانطوان الاشقر، مسؤول المحور الشرقي من العاصمة بيروت.
ودعَوا إلى “الحفاظ على الخط الأخضر بين الشطرين لكي لا تتكرر المأساة والمعاناة والقتل والدمار التي سادت في الحرب الأهلية”.
والخط الأخضر بات يرسم للحياه والسلام والمحبة والتلاقي بين أبناء الوطن الواحد.
واختتمت الجولة في موتمر عقد في مبنى بيت بيروت – السوديكو شارك فيه إضافة إلى الوزير مكاري، النائب ابراهيم منيمنة، محافظ بيروت القاضي مروان عبود، ممثل نقابة المحامين لبيب حرفوش، رئيس جمعية محاربون من أجل السلام زياد صعب، وعدد من أعضاء الجمعية وعدد من المحاربين القدامى.
قدمت الإعلامية زينة باسيل اللقاء
وزير الإعلام
ومن ثم ألقى وزير الإعلام زياد المكاري كلمة بالمناسبة قال فيها: “انا من جيل الحرب الأهلية وأتذكر تفاصيلها من قتل وخطف وخطوط تماس وعنف ودمار لوطننا لبنان، الذي كان درة الشرق. وللاسف كانت الحرب طويلة. ومر على لبنان أزمات وعواصف كبيرة خلالها في بلد كان من اجمل البلدان في العالم، واصبحت الهجرة هي الطاغية للعائلات والشباب إلى الخارج”.
وأضاف: “الان ما زال لبنان يتخبط من مشاكل كثيرة، وأزمات… وما زلنا حتى اليوم نخرب بيتنا بأيدينا”.
وشدد على “الدور الكبير لوسائل الإعلام في نقل الاخبار الحقيقية وليست المزيفة والتي بات وسائل التواصل الاجتماعي يشكل خطراً كبيراً إذ أصبح كل شخص محطة إذاعية واخبارية. وثمة البعض ينقل أخبارا زائفة وايضا خطاب الكراهية وحتى الفتنة ما يخلق حالة من القلق والتوتر. ولبنان بلد ضعيف ليس لديه مناعة، ولا يبنى بلد من دون مصالحة ومحاورة”.
وتابع: “معظم السياسيين لدينا هرعوا نحو مصالحهم وسلطتهم، ولا احد فكر ببناء بلد يرتكز على النهوض والتنمية والاذدهار والقانون وهي من مقومات أي دولة. وأما بالنسبة إلى النازحين السوريين الكل، هو مسؤول عن الأزمة. ويجب تطبيق القوانين على النازحين. واليوم خلال اللقاء التشاوري اتخذت إجراءات قانونية وللاسف لا احد يتحرك الا في أعقاب الجرائم في حق اهلنا وبلدنا”.
وشكر مكاري لجمعية “محاربون من أجل السلام”، الجولة واللقاء، داعيا إلى بناء “السلام والمحبة والتلاقي بين أبناء الوطن الواحد، ونبذ الفرقة والعنف والفتنة. ولنحمي بلدنا ونعطي أملا لأولادنا أن يحلموا بوطن السلام والتعايش في بلد معافى ومزدهر”.
عبود
ومن ثم ألقى محافظ مدينة بيروت مروان عبود كلمة عاد فيها بذاكرته الى بدايات الحرب الاهلية اللبنانية، حيث أن أهله، “شأنهم كشأن معظم اللبنانيين اعتبروها نزهة وبأنها ستنتهي خلال أيام أو أسابيع كحد أقصى، إلا أن الشيطان عندما يتفلت من عقاله فإنه من الصعب إعادة حبسه”.
وأسف عبود لأن تكون “العقلية نفسها ما زالت سائدة، بعد مرور 50 عاما على بداية الحرب. وفي كل مناسبة يسعى البعض ممن شاركوا في إشعال تلك الحرب ولا يزالون أحياء اليوم، إلى إعادة إطلاق سراح الشيطان، الذي يصعب لاحقا لجمه”.
واعتبر أننا “منذ أيام كنا سنشهد لحظة مشابهة لما شهدناه منذ 50 عاما لولا تدخل العناية الإلهية، وبأن لسان حال اللبنانيين اليوم يأمل في إبعاد الكأس المرة عنا كي لا تتكرر تجربة تلك الحرب”.
وأكد أن “دخول الحرب أمر سهل، إلا أن الخروج من أتونها أمر بالغ الصعوبة وموجع للغاية”، مشيرا الى ان “الظروف اليوم أصعب من العام 1975 بكثير فيما لو اندلعت الحرب. إذ أنه حينها لم تكن هناك الكثير من وسائل الإعلام التي تلعب على الوتر الطائفي والمذهبي وتوتر الأجواء”.
وتابع: “في ذلك الوقت لم تكن وسائل التكنولوجيا المسهلة للتواصل الاجتماعي متوافرة كما هو الحال اليوم، وبالتالي نشر الإشاعات والأخبار الكاذبة التي قد تشعل الفتنة حتى قبل التحقق من صحتها”.
ودعا عبود الى “الابقاء على الأمل حيا وعدم الركون الى الاحداث اليومية التي لا تلبث ان تنتهي مفاعيلها مع كل إشراقة شمس”، مستغربا “كيف أن البعض يريد ادخالنا في حرب جديدة في حين أن ذيول حرب العام 75 لم تنته بعد، لاسيما بعد استمرار قضية آلاف المخفيين قسرا خلال تلك الحرب، الذين لم يعرف مصيرهم حتى اليوم”.
وسأل: “هل تريدون منا اليوم أن نفتح ملفات جديدة لأشخاص كهؤلاء في حال اندلعت الحرب؟”.
وأضاف عبود: “بعد انتهاء الحرب نحن لم نبن دولة، واغرقنا بلدنا بأكثر من 150 مليار دولار دين وسرقنا أموال المودعين في المصارف، في ظل غياب الكهرباء واهتراء اقتصادنا وطرقاتنا وبنانا التحتية، واليوم يريدوننا ان ندخل جديدة”.
وتطرق الى مسألة النزوح السوري فقال: “كما ان وضع اللبنانيين رث بالمجمل، كذلك هو حال النازح السوري الذي جاء الى لبنان هربا من الحرب في بلده، وعلينا ان نتروى والا ندخل في مواجهات مع السوريين، وأن نفكر مليا بالأمور بحكمة من أجل إيجاد الحلول بطريقة هادئة وسلمية”.
ودعا عبود زعماء الطوائف إلى “الابتعاد عن الخطاب الطائفي والغرائزي لانهم بذلك يؤسسون لنهايتهم لان الناس اليوم تريد الخبز والتعليم والاستشفاء والطبابة”.
وتوجه الى اللبنانيين قائلا: “إبحثوا عن اليد الاسرائيلية خلف كل مؤامرة او عملية خطف أو قتل. هناك عدو يتربص بنا لتدمير بلدنا، فيما نحن نفتح له المجال ليستغل خلافاتنا”.
وختم: “في الماضي كانت بيروت عاصمة النور في العالم العربي، واليوم أصبحت مظلمة ومعذبة، وما من دولة من دول العالم مهتمة بنا أو مشغول بالها علينا. فإذا نحن لم نهتم ببلدنا وبأنفسنا فإن أحدا لن يهتم بنا”.
منيمنة
ومن ثم ألقى النائب ابراهيم منيمنة كلمة شدد فيها على “تطبيق الدستور والقانون والتمسك ببلدنا ولبنانيتنا”. وتحدث عن تجربته وعائلته أثناء الحرب الأهلية، حيث كانت العاصمة بيروت الحاضنة لكل الأفكار والإبداع والتعايش والتطور وغيرها. والحرب اوصلتنا إلى الهاوية من خلال استقطاب طائفي ومذهبي وحزبي. وما زالت القوى نفسها هي الحاكمة الفعلية للبلد، في حين أن الشعب يرفض الانجرار إلى العنف، وهو سباق لقياداته السياسية ولديه وعي اكبر”.
وختم: “نحلم بعاصمة تحتضن الجميع وتحقق أحلامهم لان لبنان منبع الابداع وحرية التعبير والفكر والثقافة وهو ما زال منارة لكل المنطقة”، داعيا ال نبذ العنف والفتنة ولننتقل ال مساحات مشتركة لنكبرها ونوسعها بهدف السلام والأمن والاستقرار والرفاهية.
كلمات…
كما وتحدث كل من ممثل نقابة المحامين لبيب حرفوش، ورئيس جمعية “محاربون من أجل السلام” زياد صعب، عن احداث الحرب الأهلية وويلاتها، والتي استمرت 15 سنة من عنف ودمار وخراب لوطننا، “بعدما كان لبنان جوهرة الشرق الأوسط، وما زال لبنان يتخبط حتى اليوم من ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية، فضلا عن أن انفجار مرفأ بيروت، وما تسبب به من ويلات لم تعرف معطياته وأسبابه، وايضا ساهم هذا الخراب في الوضع المزري الذي يعيشه البلد الآن”.