كتب وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور جورج كلاس بمناسبة الذكرى ٤٩ للحرب اللبنانية:
” 13 نيسان دمعة وطن..!
اكبارا لكل ضَحَايا ١٩٧٥ وما بعدها، المنسيين والمَخْطوفينَ والمَألومينَ والمغيبين والمخفيين، والصابرين والساكني الحزن واللابسين الخوف، وكل مَنْ بِقيَ في ذاكرة لبنان وفوق وتحت ترابه. نذرف دمعة مجد.
١٣ نيسان ١٩٧٥ مَراثي لبنانَ بالألوانِ.
سنوات سود، أمضيناها حروبا مستوردة وحروبا مصنعة، حروبا غَب الطَلَب، وغزوات موصوفة، وما وعينا بعد مِنَ حماقاتنا.
سنوات حمر، صرفناها قتالا بِِنا، وقتالا علينا وقتالا فينا، وما فهمنا بعد اننا حطب في مَوَاقِدِ المُتآمرين.
سنوات رمادية، عانيناها اغتيالات موسمية وخيانات دائِمَة وخيبات قاتلة وغزوات هَمَجِية، وما بَكَيْنا على جثثنا مَرَّة.
اعوام صفر، قضيناها خطفا، ونواح ثَكَالى وتفجيرات وسَحْل معنويات، وبكاء يَتامى وتَدميرات قَصْفية وضَحايا وتَهجيرات. وما شَبِعْنا نَحْراً ومَصَّ دِمَاء.
تسع وأربعون سنة عَوْرَاء، عانيناها ظلما وقهرا وًحقدا وغيرة مِنَ الكل، وما أدركنا أنَّ لبنان أمسى نَسْيا مَنْسيَّاً.
عقود من القهر الأبْيَضِ والأسْوَد ومخاوف حرب السَنَتَيْنِ مددتها الأحقاد وكبلتنا بالأصْفَاد وقاتَلَتنا بالأَضْدَاد وصارت حروبا دهرية.
بُكائِيَّاتِ ومَجَازِرَ ومَآس وفَجْعِيَّاتِ تَدَافْنٍ يَوْمِيَّة وجَنائِزِيَّاتِ تَصَافُنٍ للمَرَاثي، ولَمْ نَعِ أَنَّنا الصَحِيَّة.
ألَّلهُمَّ أَعْطِنا أَنْ نفهم، وإذا ما فهمنا، أَعطِنا أَنْ نصبر على ما فَهِمْنا وما لَمْ نَفهمْ بَعد.
ضحايا حرب ١٩٧٥ وما بعدها، من حقهم على من هم فوق التراب ان نتلو على ارواحهم صلاة جامعة مِن روحانيات كل الأديان.
نتذكر ونستذكر ونتعظ، كي لا ُتعاد بعجافها القاتلات” .