نظّم مستشفى المشرق الفرنسي، بالتعاون مع “إركاد” العالمية” ومركز “مونبيلييه” الطبي الجامعي، مؤتمرا طبيا دولياً بعنوان: “أحدث التطورات الطبية والجراحية في إضطرابات الجهاز الهضمي”، برعاية وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض ممثلا بمدير العناية الصحية الدكتور جوزيف حلو، وفي حضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري، رئيس “إركاد” العالمية البروفسور جاك ماريسكو، ومشاركة أهم الخبراء والأطباء الاختصاصيين العالميين.
كما حضر المؤتمر ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر، نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، المدير الطبي لمعهد بحوث أمراض الكبد في مستشفى الرياح في مصر الدكتور أحمد فرحات، مسؤول التطوير في مستشفى المشرق الدكتور ايلي عبود، عميد كلية الطب في جامعة القديس يوسف البروفيسور إيلي نمر، الدكتورة جاكلين كولون ممثلة مؤسسة بيار فابر في لبنان، وعدد من ممثلي الجمعيات العلمية في أمراض الكبد والجهاز الهضمي والجراحة العامة والغدد الصماء.
بداية النشيدان الوطني والفرنسي، بعده القت عريفة المؤتمر مسؤولة العلاقات العامة في “المشرق الفرنسي” السيدة ليلى أبي حبيب كلمة رحبت فيها بالحضور، وأشادت بأهمية المؤتمر لجهة مواكبته لأحدث التطورات العلمية والطبية على صعيد الجراحة واضطرابات الجهاز الهضمي.
معلوف
ثم القى الدكتور معلوف كلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين وقال: “قد نتفاجأ أحيانًا برؤية المستشفيات الخاصة تهتم اهتمامًا كبيرًا بالمؤتمرات المتقدمة والأبحاث الطبية. لكنني كنت أقف دائمًا ضد إيجاد أي سوء تفاهم بين المستشفيات الأكاديمية والمراكز الجامعية وبين المراكز الطبية الخاصة. ويجب أن تكون سلسلة الرعاية هذه في بلدنا مكملة ومفيدة لمصلحة جميع المرضى. أعلم أن الكثير من الناس تساءلوا متى أردت تثبيت IRCAD هنا في لبنان، لكنني فعلت ذلك رغم كل الصعاب لأنني أؤمن به بشدة.
وبما أنني أتحدث عن IRCAD، خلال الاجتماع الأخير لمراكز IRCAD السبعة في العالم في تايوان برئاسة مؤسسها صديقي البروفيسور جاك ماريسكو، فقد قطعت التزامًا مع زملائي رؤساء المراكز في أركان العالم الأربعة، لبدء الدورات وتبادل الإجراءات الروبوتية اعتبارًا من بداية سبتمبر بجلسات نظرية وعملية أسبوعية”.
أضاف: “إن الوضع السياسي والاقتصادي والجيوستراتيجي لبلدنا منعنا جميعاً من الإنطلاق مبكراً. ولكن على الرغم من كل المشاعر السلبية المحيطة ببلدنا، إلا أنني ما زلت متفائلا للغاية. أقول دائماً بدلاً من الاستسلام، سنشمّر جميعاً عن سواعدنا ونظهر لكل الأصدقاء الأطباء والجراحين من الدول المجاورة في الشرق الأدنى والأوسط، أن نجم لبنان لن ينطفئ ولن يستطيع أحد إيقاف تأثيره، فالمركز الأول للطب والبحث الطبي كان وسيبقى لبنان”.
وتابع: “أتذكر جملة من صديق، رئيس IRCAD في البرازيل، قال لي أثناء افتتاح مركز IRCAD في رواندا في أفريقيا: “عزيزي أنطوان، توقف عن مقارنة مساحة بلدك بالدول العملاقة الأخرى، لأن لبنانكم ليس مساحة أو مكانًا، بل هو بكل بساطة مركز ثمين للتلاقي”.
المكاري
وألقى المكاري كلمة هنأ فيها مستشفى المشرق ورئيس مجلس ادارته الدكتور انطوان معلوف على هذه “اللقاءات العلمية القيّمة التي تسلّط الضوء على التطور الحاصل في المجال الطبي، والتي تجعل لبنان متقدماً على الخريطة الصحية في المنطقة”.
وأشار الى أن “أهمية هذه اللقاءات تكمن في كونها تتحدى الظروف القاسية التي يمرّ بها البلد على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي. وهل من تحدٍ اكبر من الرد على كل هذه الازمات بالمزيد من الصمود والمثابرة والتطور، لا سيما على صعيد مواكبة التطور الطبي العالمي، في ظل ظهور الذكاء الاصطناعي و الMedical robot وخصوصا الجراحة الروبوتية والتي كان لبنان من روادها ؟”.
وتابع: “يسعدنا ان يكون مستشفى المشرق منارةً تضيء القطاع الصحي، وهو امرٌ طبيعي في بلد كان ولا يزال مستشفى الشرق والغرب. حتى اطباؤه الذين هاجروا بسبب الظروف، شكلوا قدوة في المهنية والانسانية والتميّز وكانوا الوجه الجميل للبنان العلم والتطور”.
أضاف المكاري: “وسط كل هذه الانجازات الطبية التي يشهدها القطاع الصحي في لبنان في الاختصاصات كافة، يجد الاعلام نفسه لاعباً اساسياً في تسليط الضوء على التطور الحاصل على الصعيد الطبي والاستشفائي في لبنان، من أجل المساهمة في إعادة إنماء السياحة الطبية، التي كانت ولا تزال تستقطب المرضى من الدول المجاورة كافة، وهو موضوع شراكة بحثنا فيه مع نقابة الاطباء ونرجو ان نصل به الى الغاية المنشودة”.
ودعا وسائل الاعلام الى “مواكبة وتغطية الانجازات الطبية كافة التي يشهدها القطاع الصحي في لبنان”، مذكّرا بضرورة استضافة اصحاب الاختصاص، بغية ايصال المعلومة بشكلها العلمي الصحيح.
وأشار الى أن الوزارة من خلال وسائل اعلامها، “تبدي استعدادها لدعم السياحة الطبية من خلال برامجها، لا سيما تلك التي تُبَث على شاشة تلفزيون لبنان”.
وختم المكاري شاكرا “كل من يساهم في الحفاظ على صورة لبنان المعهودة، لبنان التطور والمنارة”، وهنأ مستشفى المشرق على مواكبته التطور العالمي لا سيما على صعيد الجراحة الروبوتية.
حلو
ثم القى ممثل وزير الصحة الدكتور حلو كلمة نقل فيها تحيات الوزير الابيض الموجود خارج لبنان وقال: “يشرفني أن أمثله في هذا المؤتمر الرائد الذي ينطمه مستشفى المشرق، وأنحني أمام كل العاملين في القطاع الصحي في لبنان على مقاومتهم المستمرة ضد كل من يحولون الغاء مستشفى لبنان عن الساحة الصحية في الشرق، والشكر الكبير للدكتور معلوف الذي عودنا دائما في المشرق على تقديم كل تطور علمي وطبي من الروبوت الذي وصل الى لبنان، ودائماً هو السباق في عقد المؤتمرات العلمية”.
أضاف: “تعرفون أن القطاع الصحي في لبنان مرّ بظروف شديدة القساوة، عدد كبير من الاطباء بحسب ارقام وزارة الصحة 3632 طبيبا هاجروا، هؤلاء الاطباء مسجلون في الوزارة، اضافة الى حوالى 4000 ممرض وممرضة، والامر الجيد في هذه الايام أن نصفهم تقربياً عادوا الى لبنان ويرجعون الى مستشفيات لبنان، ونحن تعودنا في القطاع الصحي في لبنان، حيث صنّفنا بحسب تقرير بلومبرغ رقم 28 عالمياً، بينما حلت الولايات المتحدة الاميركية بمرتبة 36 وفي الشرق الاوسط حللنا بالدرجة الاولة في القطاع الصحي، والسياحة الصحية كانت مزدهرة جداً في لبنان، على أمل أن تعود قريبا جدا، وأنا متفائل جداً لأن تعود السياحة الطبية ونحتل المركز الاول في الشرق الاوسط، مثلما عودنا اطباء لبنان ومستشفياته التي تواكب كل تطور يحصل في العالم”.
وتابع: “هذه السنة وصلت موازنة وزارة الصحة الى حوالى 50 بالمئة مما كانت عليه في سنة 2019، على أمل أن تعود الى سابق عهدها في الايام القادمة، مما يساعدنا على القيام بواجبنا، وأن تزيد موازنة الصحة الى ضعفين او ثلاثة أضعاف، حتى نستطيع تلبية حاجات الشعب اللبناني ونواكب ونريح المواطن في الظروف الصعبة التي نمر بها”.
وختم: “أشد على أياديكم ونحن الى جانبكم دكتور معلوف والى جانب كل القطاع الصحي، وما نستطيع أن نقوم به لن نألو جهداً.
وأعود لأشكر الدكتور معلوف فبهذا المؤتمر الرائع نسينا ذكرى 13 نيسان الأليمة، والتي حولتها الى مؤتمر جميل جدا”.
ماريسكو
ثم كانت كلمة للبروفسور ماريسكو عبر الشاشة قال فيها: “بداية أشكر الدكتور معلوف على هذا الحدث العلمي والطبي الرائد، واعتذر عن عدم قدرتي لأن أكون بينكم، لأنني في لقاء مع شركة لتركيب IRCAD جهاز دافنشي في نيودلهي. ان مفهوم “اركاد” يقوم على متابعة كل تطور في معالجة أو جراحة أمراض الجهاز الهضمي، وتطوير العمل الجراحي الروبوتي لكل العمليات الجراحية من دون استثناء، ومن هنا نضع كل امكاناتنا من أجل تطوير مساهماتنا في العمليات الجراحية في كل مراكزنا في العالم، حيث تعتمد اركاد 35 مركزا منتشرا في العالم، وهذه الارقام طبعا ستزداد وتتطور لتطال كل أنحاء العالم من أجل خدمة صحية وطبية أفضل”.
أضاف: “إن دخول الذكاء الاصطناعي سيساهم بشكل كبير في تطوير وتسهيل عملياتنا الجراحية، وبالأخص في الجهاز الهضمي والأمعاء، ونحن نضع نصب أعيننا من أجل مواكبة اي تطوير يحصل على هذا الصعيد”.
بدء الجلسات
ثم بدأت الجلسة الاولى والتي حاضر فيها البروفسور ابراهيم داغر عن جراحة الكبد الصفراوي في عصر الحد الأدنى من التدخل الجراحي، والبروفسور فرنسيس نافارو عن زراعة الكبد مع متبرعين احياء، وهذا يعتبر أملا حيقيقا للبنان ومنطقة الشرق الاوسط، والبروفسور ايزابيل رينجيرد عن معالجة الاورام الصماء المتفرقة في البنكرياس.
ثم حاضر في الجلسة الثانية البروفسور لوران بالازو عن مساهمة الموجات فوق الصوتية بالمنظار في إدارة الاورام الكيسية في البنكرياس. ثم البروفسور جو أبو جوده عن مساهمة الذكاء الاصطناعي في تشخيص أمراض الجهاز الهضمي.
تلى ذلك حلقة نقاش مع الحضور.