كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”: تراجع تبادل إطلاق النار في جنوب لبنان في الأسبوع الأخير، الى الحدود الدنيا، حيث لم تُسجل على الضفة اللبنانية أو الإسرائيلية أي إصابات في صفوف مدنيين أو مقاتلين، فيما تراجع النشاط العسكري الجوي الإسرائيلي أيضاً، رغم تسجيل تبادل يومي للقصف بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، حسبما يرد في بيانات الطرفين.
وشهدت المنطقة الحدودية مع إسرائيل في جنوب لبنان، قبل حلول رمضان، أعنف وتيرة قصف في الأسبوع الماضي، أدت إلى تسجيل قتلى مدنيين ومقاتلين في صفوف «حزب الله» والجماعة الإسلامية، وأطلق «حزب الله» أكثر من مائة صاروخ كاتيوشا يومياً باتجاه الجولان والجليل، فيما ردت إسرائيل بقصف بعلبك في شرق لبنان، وتكرر التبادل في نفس النقاط الجغرافية، قبل أن تهدأ الأمور.
وتسود توقعات لدى خبراء عسكريين في لبنان، بأن التصعيد الأخير بقصف الجولان وبعلبك، بدا على أنه قواعد اشتباك جديدة وضعها الطرفان، بجهة قصف الجولان مقابل قصف بعلبك والعكس صحيح، وهو تقدير عسكري تحدثت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأسبوع الماضي. وأدت التهدئة على الجبهتين الى إعادة جغرافيا القصف إلى الإطار المحصور في جنوب لبنان.
وبالفعل، لم يتخطَ القصف الإسرائيلي منذ الأسبوع الماضي، وتحديداً يوم الأربعاء الماضي، منطقة جنوب لبنان، واعتمدت القوات الإسرائيلية بشكل أساسي على سلاح المدفعية، إلى جانب غارات جوية بوتيرة أقل مما شهدته الفترة الماضية، لكنها تستهدف منازل في أغلبها خالية، وتدمرها. أما «حزب الله»، الذي يعلن يومياً عن تنفيذ عمليات يتراوح عددها بين 4 و9، فيؤكد فيها أنه يستهدف مواقع عسكرية، وتموضعات وتجمعات لجنود، لكن الجانب الإسرائيلي لم يعلن عن أي قتيل أو إصابات، كما لم يعلن أي طرف لبناني عن سقوط إصابات.
ولا يعني ذلك أن المعارك توقفت. فقد أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري: «(حزب الله) يجر لبنان إلى تصعيد خطير لكن هناك نافذة دبلوماسية ما زالت مفتوحة». وأضاف في حديث تلفزيوني: «(حزب الله) رفض دعوتنا للسلام على الحدود».
ويواصل «حزب الله» قصف المواقع العسكرية المتاخمة للحدود اللبنانية، دون التمدد إلى العمق أكثر. وأعلن الثلاثاء عن تنفيذ 9 عمليات عسكرية، حيث استهدف مقاتلون تجمعات لجنود إسرائيليين في موقع «بركة ريشا» ومحيطه بالأسلحة الصاروخية، وفي داخل موقع المالكية، وفي محيط «تلّة الطيحات» وجنوب موقع برانيت، ومحيط رويسات العلم الذي تعرض لقصف أيضاً، فضلاً عن قصف مستوطنة «زرعيت» بصاروخ (فلق 1)، حسبما جاء في بيان الحزب.
ولم يصدر الحزب أي إعلان عن أي عملية يوم الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارة جوية في عمق لبنان استهدفت منشأة إنتاج لـ«حزب الله»، وقال إنها تقع «في قلب حي مدني»، حيث «يعمد (حزب الله) لتخزين المواد الخطرة والوسائل القتالية».
وقال المتحدث أفيخاي أدرعي إنه «منذ بدء القتال، يعمل الجيش ضد تعاظم (حزب الله) العسكري، ويضرب قدراته على نقل الوسائل القتالية ويهاجم البنى التحتية لإنتاج الوسائل القتالية».