كتبت صحيفة “الجمهورية”: ليس هناك من شيء عملياً متوقّع على جبهة الاستحقاق الرئاسي حتى مطلع الشهر المقبل، الموعد الذي سيستأنف فيه سفراء المجموعة الخماسية العربية والدولية لقاءاتهم مع المسؤولين والمرجعيات والقيادات الدينية والسياسية ورؤساء الكتل النيابية، وذلك بعد أنجزوا أمس جولتهم الاولى من هذه اللقاءات التي امتدت ليومين متتاليين، وذلك سعياً لتحقيق التوافق بين المعنيين على انتخاب رئيس جمهورية جديد خريطة طريق تقوم على حوار فجلسات انتخابية متتالية فانتخاب رئيس.
وعلى وَقع حراك سفراء المجموعة الخماسية برز امس تطور على جانب كبير من الاهمية تمثّل بانفتاح دولة الامارات العربية المتحدة بنحو مفاجىء على «حزب الله» بعد قطيعة كبيرة نشأت مع بداية ازمة اليمن، حيث استقبلت ابو ظبي امس مسؤول التنسيق والارتباط في «حزب الله» الحاج وفيق صفا الذي كان قد توجّه إليها امس بطائرة خاصة يرافقه شخصان.
وكانت الازمة قد نشأت بين الجانبين نتيجة الازمة اليمينية وأعقَبها توقيف السلطات في دولة الامارات نحو عشرة اشخاص من الشيعة اللبنانيين العاملين فيها فضلاً عن توقّفها عن منح تأشيرات لآخرين. ويتوقع ان تتوّج زيارة صفا أبو ظبي بالافراج عن هؤلاء. وقال مصدر مطلع لـ«الجمهورية» ان زيارة صفا هي تعبير عن انفتاح سياسي كبير بينها وبين «حزب الله» يتوقّع ان تكون له نتائج مهمة جدا على مستوى مستقبل العلاقة بين دولة الامارات و«حزب الله» خصوصاً، وبين الحزب ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً.
سفراء الخماسية
في غضون ذلك وبعد يومين من اللقاءات المكثفة لسفراء المجموعة الخماسية، تَكوّنَ لديهم اقتناع بأن خريطة طريق انتخاب رئيس لبنان اصبحت واضحة وترسخت خطوطها العريضة خلال اجتماع عين التينة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بموافقة كل اعضاء اللجنة. والمسار، بحسب ما اوضح مصدر سياسي بارز على معرفة وثيقة بأجواء الاتصالات لـ«الجمهورية»، يبدأ بحوار او طاولة نقاش يترأسها الرئيس بري كونه رئيس مجلس النواب، ثم يدخل النواب الى جلسة انتخاب بدورات متتالية ونصاب مكتمل يضمنه ميثاق خطّي بحضور الجلسات وعدم تطيير النصاب، تبدأ الدورة الاولى، واذا تَعذّر وصول اي مرشح بحصوله على 86 صوتا، تُجرى جولة ثانية اذا تأمّن للمرشح 65 صوتا ينتخب الرئيس واذا فشل، تجرى الدورة الثالثة ثم الرابعة. واذا بقيت الحال على ما هي، اي تعذر التوصّل الى عدد الاصوات المطلوب، يختم الرئيس بري الجلسة ويقفل المحضر ويرفعها… ثم يستمر في الدعوة الى جلسات مماثلة الى حين انجاز الانتخاب.
لكنّ هذا المسار الذي اعتبره سفراء الخماسية منطقياً ويحقق الهدف، سرعان ما تلاشى عند لقائهم مع القوى المسيحية، اذ اكد المصدر لـ»الجمهورية» ان حراك الخماسية اصيب بنكسة ونعى نفسه نتيجة التعنّت والرفض لدى فريق المعارضة المسيحية، أولاً لترؤس الرئيس بري الحوار كونه طرفاً، وثانياً بَدا انّ هناك خوفاً جدياً من امكانية وصول رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في هذا المسار. ولذلك ذهب هذا الفريق اكثر في اتجاه اشتراط التوافق على «اسم ثالث» قبل الدخول الى الجلسة، الامر الذي يرفضه «الثنائي الشيعي» رفضا قاطعا، ما يعني انّ المسعى اصطدم بحائط مسدود». وقال المصدر: «لا نتائج لهذه الجولة لكن لا شيء ينتهي، وهناك محاولة ستجرى بعد شهر رمضان، على رغم من ان الامور اصبحت صعبة اكثر والنقاش يَجنح نحو العقم».
وكان سفراء المجموعة الخماسية: السعودي وليد بخاري، الفرنسي هيرفيه ماغرو، القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، المصري علاء موسى، الاميركي ليزا جونسون، قد اختتموا امس المرحلة الاولى من جولتهم على القيادات اللبنانية. فبعد زيارتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي امس الاول، زاروا امس الرئيس السابق العماد ميشال عون في الرابية، وأطلعوه على خلاصة لقاءاتهم وخطة تحركهم الهادفة لإتمام الاستحقاق الرئاسي.
وخلال اللقاء، شدد عون على «ضرورة ان تتوافر لدى المرشح الرئاسي النية والقدرة على معالجة الأزمات التي يعانيها لبنان وخصوصا ما يطاول الاقتصاد والأمن، ومتابعة التحقيقات في الجرائم المالية».
وعلمت «الجمهورية» انّ عون ركّز خلال اللقاء على المواصفات الاصلاحية للرئيس المقبل للجمهورية، وعلى استمرار التحقيقات المالية حول الهدر والقضاء على ودائع اللبنانيين، وصولاً الى محاسبة المسؤولين.
وبعد اللقاء قال السفير المصري علاء موسى: «كنّا حريصين على لقاء الرئيس عون لأمرين مهمين. أولاً لرمزيته السياسية، والأمر الآخر لخبرته وتجربته الطويلة. وفي الحقيقة حرصنا على الاستماع الى نصائحه وعرضنا عليه خطتنا للتحرك في الفترة المقبلة، وما تراه الخماسية من مسار يمكن انتهاجه في الايام القليلة المقبلة وصولاً الى انتخاب الرئيس. وقدّم لنا نصائح كثيرة ومهمة واعتقد ان هذه النصائح ستفيد كثيراً عمل اللجنة في لقاءاتها المقبلة مع مختلف القوى السياسية، واليوم لدينا يوم حافل باللقاءات وننتهي، وتستكمل إن شاء الله في مطلع الشهر المقبل مع بقية الكتل السياسية للتوصّل الى ارضية مشتركة تسمح لنا ان نحُدث اختراقاً في هذا الملف الصعب، وهذه الجهود جميعاً نرجو ان تصبّ في الانتهاء من هذا الملف في أسرع وقت ممكن».
ثم زار السفراء الخمسة رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» الدكتور سمير جعجع في معراب، في حضور النواب ستريدا جعجع، غسان حاصباني، بيار بو عاصي، ملحم رياشي، رئيس جهاز العلاقات الخارجية ريشار قيومجيان، ومارك سعد وطوني درويش عن الجهاز، بالاضافة الى المستشارين السياسيين في السفارة الاميركية والسفارة الفرنسية.
وبعد اللقاء، اعتبر جعجع أنّ «رئيس مجلس النواب نبيه بري babysitter (حاضنة اطفال) ِلمحور الممانعة»، مضيفًا: «ما شفت أشطر منّو للرئيس برّي بتضييع الشنكاش». وقال: «إن دول الخماسية صديقة للبنان وتحاول أن تساعد في انتخاب رئيس الجمهورية، ولذلك كنت صريحًا معهم في أنّ المشكلة هي لدى محور الممانعة لأنّه لا يريد انتخابات أو يريدها على قياسه. جوهر المشكلة هو محور الممانعة وعليهم البحث هناك، ونحن لم نطرح خلال اللقاء أسماء مرشحين».
ومساء، زار السفراء الخمسة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في دارته في كليمنصو، سفراءَ اللجنة الخماسية في حضور رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط وعضوي «اللقاء الديمقراطي» وائل أبو فاعور وهادي أبو الحسن.
وجرى خلال اللقاء «البحث في آخر ما توصّلت إليه اللجنة الخماسية ومناقشة التطورات وآخر المستجدات»، وذلك بحسب معلومات رسمية وزّعت بعد اللقاء.
إنشغالاتنا الداخلية
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال في مستهل جلسة مجلس الوزراء أمس: «نشهد حالياً تحركاً لكتلة الاعتدال و«اللجنة الخماسية»، وبمثل ما نقدّر اهتمام اللجنة الخماسية من السفراء واصدقاء لبنان بالحرص على إنجاز الاستحقاق الدستوري وبانتخاب رئيس للجمهورية، فإنّي اؤكد باسمي وباسم مجلس الوزراء وجوب الاسراع باستكمال عقد المؤسسات الدستورية. المسؤولية الاولى والاساسية في هذا الاستحقاق تبقى علينا نحن اللبنانيين ولا يجوز ان تعوق الخلافات الداخلية اولوية العمل على اكتمال عقد المؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس جديد للبنان». واضاف: «انشغالاتنا الداخلية لا تنسينا أهوال الحرب على غزة والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب وسقوط الشهداء وتدمير البلدات والمنازل وحرق المحاصيل وتهجير الاهالي. وسنظل نعمل للاتفاق على هدنة وإيقاف حرب التدمير والإبادة وعودة ابناء الجنوب الى بلداتهم وقراهم على رغم كل ما يحصل. وإننا على ثقة بأن الهدنة التي يجري العمل عليها في غزة، ورغم نبرة التهديدات العالية التي تطلقها اسرائيل، ستشمل دول المنطقة ونشهد استقرارا طويل الامد». وأضاف: «وحدتنا هي في قوتنا. ودعوتي للقيادات والمرجعيات والكتل والاحزاب لأن تتبصّر بما كان عليه لبنان من ازدهار وتقدم، وما نحن عليه اليوم، وان نضع أيادينا معاً لإنقاذ بلدنا والارتقاء به مجددا على رغم كل الظروف والتحديات التي تواجهنا».
المرّ عند الراعي
في غضون ذلك، زار النائب ميشال المر بكركي بعد ظهر امس، حيث استقبله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وعَرضا لآخر التطورات المحلية والإقليمية ولا سيما منها الاستحقاق الرئاسيّ والوضع على الجبهة الجنوبية.
وبعد اللقاء قال المر: «كان اللقاء مع صاحب الغبطة البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممتازاً، تناول الاوضاع العامة في البلاد والمنطقة وخصوصا ما يحصل في غزة. وانّ أهمية زيارتنا لغبطته اليوم تكمن في امرين: الأوّل الوقوف على خاطر سيدنا في هذه الظروف الاستثنائية. والثاني بحثنا في الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة في ظل الحرب المندلعة».
واضاف المر: «سيّدنا يشدّد على جميع النواب بإصرار كبير لكي نحضر (الى المجلس النيابي) وننتخب رئيساً للجمهورية في أسرع وقت. وقد رحّب بفكرة الحوار، ولكنه يريدنا كنواب عملياً أكثر على الأرض وخطة العمل تتجلى بالنزول وفتح الجلسات وانتخاب الرئيس». وأكّد أن «سيّدنا كان واضحاً في حديثه ليس لديه أي فيتو على أي إسم، فالأهمية هي مصلحة البلد وانتخاب الرئيس في أسرع وقت».
وعن تحرّك سفراء «اللجنة الخماسية»، قال: «النيات جيدة ولكن في النهاية إذا نحن لم نساعد أنفسنا كلبنانيين فكيف سيساعدوننا؟ ونحن كآل المرّ لا نزال نتمسّك بمرشحنا سليمان فرنجية وهذا الخيار لن نغيّر عنه ونحن أوفياء». وختم: «موقف البطريرك الراعي واضح ويكرره دائما وهو ضرورة فتح ابواب المجلس النيابي لانتخاب رئيس في اسرع وقت داعياً النواب الى القيام بواجبهم الوطني».
القرار 1701
وعلى هامش حراك المجموعة الخماسية، وفي الوقت الذي ينتظر لبنان جديد الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين، قدّمت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السيدة يوانا فرونِتسكا ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام السيد جان بيار لاكروا إحاطة إلى مجلس الأمن حول تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وذلك أثناء جلسة مشاورات مغلقة لمناقشة أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تطبيق هذا القرار.
وبعدما أعربت فرونتيسكا «عن قلقها العميق إزاء التصعيد في تبادل إطلاق النار على جانبي الخط الأزرق، وفي ما وراءه»، اعتبرت انّ «هذه الانتهاكات المتكررة للقرار 1701 تزيد من مخاطر سوء التقدير كما تفاقم التدهور في الوضع الحرج الحالي». وشددت على اهمية «الحَضّ على العودة إلى وقف العمليات العدائية»، مضيفةً أنه لا يزال هناك مجال للجهود الديبلوماسية من أجل التوصّل إلى حل يمنع اندلاع نزاع أوسع نطاقًا». وقالت انها «ذكّرت المعنيين من جميع الأطراف بوجوب الالتزام بالقانون الدولي الإنساني واحترام حقوق الإنسان، وتحديدًا الالتزام بحماية المدنيين». وإزاء تنامي المخاطر رأت فرونتسكا أن «عملية سياسية ترتكز على التنفيذ الكامل للقرار 1701 وتهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاع وضمان الاستقرار على المدى الطويل، أصبحت ضرورية». وهي عملية تفترض «اتخاذ إجراءات من جانب كل الأطراف، وأنّ من الضروري التركيز مجددا على الهدف الشامل المتمثّل في الوقف الدائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد للصراع».
وسلّطت فرونتسكا الضوء على أهمية «وجود جيش لبناني قوي وتتوافر له الإمكانات لتنفيذ القرار 1701 بكامله»، داعية إلى «تعزيز الدعم الدولي للجيش لتمكينه من القيام بواجباته على أكمل وجه، بما في ذلك تعاونه مع «اليونيفيل». وشددت على «الضرورة المُلحة لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان لتمكين مؤسسات الدولة من العمل بشكل كامل في ظل الأزمة الراهنة».
في هذه الاثناء، أشار أمس رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو إلى أنّ «القرار 1701 واجَه تحدّيات بسبب الأحداث الجارية، لكنّه يظلّ ذا أهميّة وضرورة كما كان دائمًا»، داعيًا جميع الأفرقاء إلى «الالتزام بتنفيذ القرار بالكامل». وأشاد بـ»العمل الذي يقوم به أكثر من 10,000 جندي حفظ سلام من 49 دولة. والذين، إلى جانب زملائهم المدنيّين، وعلى رغم من التّبادل اليومي المتواصل لإطلاق النّار، حافظوا على مسارهم في مراقبة الوضع الذي يتطوّر بسرعة في جنوب لبنان، وحافظوا على وتيرة عملياتيّة عالية وعلى الحضور المرئي؛ وواصلوا مساعدة المجتمّعات المحليّة».
جبهة الجنوب
وعلى الجبهة الجنوبية تواصلت المواجهات امس بين المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي، فتعرّض وادي السلوقي صباح امس لقصف مدفعي اسرائيلي من عيار 155 ملم. فيما أطلق العدو نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه الأحراج المتاخمة لبلدات رامية وعيتا الشعب في القطاع الاوسط من مواقعه المتاخمة للخط الأزرق.
وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي قبل ظهر امس على منزلٍ خال في بلدة العديسة قرب العين وذلك لليوم الثالث على التوالي. ثم اغار على بلدة مروحين. وتعرضت الأطراف الشرقية لبلدة الناقورة ووادي حانين لقصف مدفعي.
وقصفت دبابة «ميركافا» ب 5 قذائف مباشرة أطراف رامية وبيت ليف، بالتزامن مع قصف مدفعي على المنطقة نفسها وعلى أطراف بلدة بليدا.
وعصراً، إستهدفت المدفعية الاسرائيلية مناطق الدباكة والكساير وكروم المراح» في بلدة ميس الجبل. وتكررت الغارت الجوية والقصف المدفعي على ميس الجبل والعديسة وكفر كلا ورب التلاتين والناقورة.
ورداً على الاعتداءات الاسرائيلية، استهدفت «المقاومة الإسلامية» بعد ظهر امس «انتشاراً لجنود العدو الصهيوني في موقع بركة ريشا ومحيطه»، كذلك استهدفت «تحركاً لجنود العدو الصهيوني داخل موقع المالكية»، ثم استهدف المقاومون «آلية عسكرية إسرائيلية لوجستية ومجموعة جنود بداخلها وحولها في تلة الطيحات بصاروخ موجّه أصابها إصابةً مباشرة وأوقَعوا افرادها بين قتيل وجريح». كذلك استهدف المقاومون قوة عسكرية اسرائيلية جنوب موقع برانيت، واستهدفوا ايضا مستوطنة زرعيت بصاروخ «فلق1»، وتجمعاً للجنود في محيط موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إن طائراته «قصفت مبنى عسكريا يوجد بداخله عناصر من «حزب الله» في بلدة العديسة، وانه استهدف عنصراً آخر من الحزب داخل نقطة مراقبة في بلدة مروحين. كذلك اعلن عن إصابة جنديين في محيط مستوطنة المنارة جراء القصف الصاروخي من لبنان.
فرقة جديدة
وفي بيان آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي «إنشاء فرقة إقليمية جديدة على الحدود السورية اللبنانية، «وهي فرقة «الجبل» التي ستعمل تحت لواء الفرقة 210، وتدافع عن قطاعي جبل حرمون وجبل دوف (مزارع شبعا المحتلة)». وسيحل هذا القسم مكان قسم «الحرمون» (810)، وتم تعيين العقيد ليرون أبلمان قائدا للواء.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي: «بعد عمل المقر المشترك لقسم التخطيط وبناء القوة والذراع البري والقيادة الشمالية، وتحليل الاحتياجات العملياتية للجيش الإسرائيلي أثناء الحرب، سيبدأ لواء «الجبل» أنشطته في الأسابيع المقبلة وسيتخصّص في القتال في طريق تضاريس متشابكة وحرب جبلية في منطقة جبل حرمون وجبل دوف».
وقال قائد الفرقة 210، العميد صهيون ريتزون، إن «إنشاء اللواء سيوفّر استجابة عملياتية عالية الجودة، وسيمكّن من الاستعداد للدفاع والهجوم في مجموعة متنوعة من السيناريوهات التي تتناسب مع مسار التضاريس والطريق».
خفراء الجمارك
من جهة ثانية، دار خلال جلسة مجلس الوزراء امس نقاش حول بند تعيين خفراء الجمارك العالق منذ العام 2023 نتيجة الخلل الطائفي، وعددهم 200 خفير.
وعلمت «الجمهورية» ان الوزراء المسيحيين كانوا سيعترضون على طرح تعيينهم مجدداً نتيجة الخلل الطائفي الفاقع، حيث افادت مصادر وزارية أنهم جميعاً من المسلمين ولا يوجد مسيحي واحد بينهم.
واكد وزير الاعلام زياد مكاري لـ«الجمهورية» انه لم يكن هناك توتر في الجلسة حول هذا الموضوع، بل كان هناك تفهّم لدى جميع الوزراء لضرورة معالجة القضية المثارة، كما ان الرئيس ميقاتي كان حكيماً في تناول الموضوع حتى ايجاد الحلول، وقد تم طرح عدد من اقتراحات الحلول وستكون قيد البحث لاحقاً».
وقال وزير الاعلام في المعلومات الرسمية عن الجلسة، ولدى طرح البند المتعلّق بطلب وزارة المال البَت في الخلاف الحاصل في المجلس الاعلى للجمارك حول تعيين الخفراء الناجحين في المباراة التي أُجريت للتطويع لمصلحة الضابطة الجمركية، تحدث رئيس الحكومة فقال: «لا أسمح بنقل الخلاف الذي حصل في المجلس الاعلى للجمارك الى مستوى الوزراء. كما لا أسمح باستغلال هذا الموضوع من اي طرف كان او اي تيار سياسي بلغة شعبوية سعياً لتحقيق مكاسب وتسجيل النقاط. إنني الأحرص على معالجة هذا الموضوع من منطلق الحرص على الجميع، وعلى الوحدة الوطنية، وتجنباً لحصول اي خلاف على اي مستوى داخل مجلس الوزراء، خصوصا ان الموضوع له خلفيات طائفية، طلبتُ مزيداً من الدرس مع التأكيد على قرار مجلس الوزراء السابق. وادعو الجميع الى مقاربة الملف بموضوعية بعيدا عن الاستغلال الطائفي البغيض».
وقالت مصادر وزارية لـ«الجمهورية» ان «النقاش كاد ان يتحوّل جدالاً بين الوزراء حول هذا الموضوع. اذ طرح بعض الوزراء إشكالية مقاطعة زملائهم للجلسات وفي الوقت نفسه يرسلون كثيرا من الطلبات ومشاريع المراسيم الى مجلس الوزراء للبت بها ويضطر المجلس لإمرار المهم منها. علماً انّ هناك حاجة ماسة لحضور الوزير المختص لشرح مطلبه لأّن ما يَرِد يكون احياناً في صيغة عامة او في حاجة الى شروحات تفصيلية. ولذلك طلب بعض الوزراء امّا حضور الوزراء المقاطعين او عدم إرسالهم اي مطلب خاص بوزاراتهم».
وعُلم ايضاً ان مجلس الوزراء قرر الموافقة على «مشروع مرسوم لتصحيح الفقرتين 3 و4 من البند الاول في المادة السادسة من مرسوم إعطاء تعويض مؤقّت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي. بحيث لا تقل الزيادة عن ثمانية ملايين ليرة، كما وافق المجلس على إصداره وكالة عن رئيس الجمهورية بعد ان تنازل الوزراء عن الحق في طلب اعادة النظر في القرار».
وكشف وزير الأشغال علي حمية أن منطقة الشرق الأوسط ومطار رفيق الحريري الدولي يتعرضان للتشويش، وتم اتخاذ قرار بإرسال شكوى إلى مجلس الأمن في شأن هذا الموضوع.
إقصاء المسيحيين
وكان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل اشار الى ان حكومة تصريف الاعمال المبتورة وغير الميثاقية اذا عيّنت 234 خفيرًا جمركيًا لا يوجد بينهم أيّ مسيحي في غياب رئيس جمهورية، فذلك معناه أنهم مصرّون على إقصاء المسيحيين من الدولة». وقال: «نُحمّل المسؤولية بالمباشر لنائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، والوزراء جوني القرم، زياد مكاري، وليد نصار، جورج كلاس، نجلا رياشي، وجورج بوشيكيان، إذا قاموا بتأمين نصاب الجلسة. وكذلك نحمّل المسؤولية للمرجعيات السياسية لهؤلاء الوزراء، والقوى السياسية التي تتألّف منها الحكومة أو تغطيها وعلى رأسها حركة «أمل» و«حزب الله». ويتحمّل المسؤولية أيضًا كل النواب الذين يرفضون توقيع عريضة محاكمة الحكومة، لأنهم يشجعون الحكومة على الاستمرار بممارساتها». ورأى أنّ «هذا القرار وغيره، كما منع انتخاب رئيس ميثاقي، يقول للمسيحيين لا نريدكم في الدولة إلّا بشروطنا. لَوين عَم بتِدَفّشوا بالمسيحيين»، وختم: «تذكّروا شو قلنالكم: ع سَوا تَنبقى سوى».