كتبت صحيفة “نداء الوطن”: أُعلن أمس في وقت واحد في بيروت وتل ابيب أنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان وإسرائيل اليوم. وبحسب الإعلام العبري، يزور هوكشتاين إسرائيل قبل الانتقال الى العاصمة اللبنانية. وأكد نبأ الزيارة مسؤول في البيت الابيض. وأبلغت أوساط ديبلوماسية «نداء الوطن» أنّ المبعوث الأميركي يسعى الى أن تشمل الهدنة المرتقبة في حرب غزة جبهة الجنوب. وأشارت إلى «أنّ سعي هوكشتاين في تل أبيب تركز أخيراً على ربط التهدئة في غزة بالتهدئة على الحدود مع لبنان، إلا أنه لم يحصل على ضمانات إسرائيلية في هذا الشأن، لذلك سيطرح أهمية أن تكون مبادرة التهدئة من الجانب اللبناني وعدم انتظار إعلان الاتفاق النهائي حول غزة، والذي صار في متناول اليد، وبذلك سيكون بين يديّ هوكشتاين ورقة مهمة يحملها إلى الإسرائيلي لمنع استمرار التصعيد».
ولفتت إلى أنّ «هوكشتاين سيشرح ايجابيات ان تكون مبادرة التهدئة لبنانية، خصوصاً أنّ الاجماع اللبناني هو تنفيذ القرار 1701، ما سيسهل أيضاً بدء إعادة إعمار ما تهدّم في منطقة حافة الشريط الحدودي».
ويتضمّن جدول لقاءات المبعوث الأميركي في لبنان، اجتماعات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، بالاضافة الى نائب رئيس البرلمان الياس بو صعب.
أما في إسرائيل، فتشمل لقاءات هوكشتاين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ومدير الموساد ديدي برنياع.
وعشية وصول هوكشتاين الى المنطقة، قالت الأوساط الديبلوماسية، أنّ الزيارة الأخيرة للمبعوث الأميركي لإسرائيل في بداية شباط الماضي لم تعقبها زيارة مماثلة للبنان. وعزي السبب الى أنّ الأمور «لم تكن ناضجة في إسرائيل كي يتكلم في الملف اللبناني». وأضافت أنّ زيارة هوكشتاين اليوم للبنان «ترتبط بواقع الهدنة في رمضان، وهو يسعى الى أن تشمل «حزب الله» بعدما قالت إسرائيل إنّ الهدنة في غزة لا تنسحب على «الحزب». وتابعت: «سيجرّب هوكشتاين انتزاع تسوية متكاملة بما يسمح بأن لا تتجدد الحرب مع «الحزب» إذا ما تجدّدت في غزة. وستكون الهدنة فترة كافية كي ينفّذ «الحزب» الالتزامات الواردة في هذه التسوية». وفي المقابل، «سيعتبر «الحزب» أنّ استجابة إسرائيل لتصحيح الوضع في 13 نقطة متنازع عليها على الحدود الجنوبية، كافية ليقوم من جانبه بالتراجع عن الحدود». وخلصت الأوساط الى القول: «آخر مرة طلعت صواريخ «حماس» من الجنوب الأسبوع الماضي، حدثت بعد مرور 50 يوماً على آخر حادث مماثل، وكانت إشارة الى ضرورة تحقيق وحدة الهدنة في الجنوب وغزة. ويبدو أنّ «حزب الله» في حاجة ماسة الى الهدنة».
وفي سياق متصل، أوضحت مصادر واسعة الاطلاع لـ «نداء الوطن» أن زيارة هوكشتاين لبنان «تندرج في السياق ذاته من الاقتراحات غير المكتوبة التي سبق وطرحها في زيارته الأخيرة ومحورها عودة الهدوء إلى الحدود الجنوبية للانطلاق في استكمال البحث في تسوية النقاط البرية المتنازع عليها».
وقالت المصادر: «إنّ الاجتماعات التي عُقدت في مقر قيادة القوات الدولية «اليونيفيل» في الناقورة سابقاً وبرعاية أميركية ممثلة بالسفيرة السابقة دوروثي شيا بين الوفدين العسكريين اللبناني والإسرائيلي، كانت توصلت إلى إنهاء النزاع حول 7 نقاط من أصل 13 نقطة سبق للحكومة اللبنانية أن تحفّظت عنها، ولم يبقَ منها سوى 6 نقاط على طول الحدود اللبنانية الممتدة من رأس الناقورة إلى مشارف مزارع شبعا المحتلة، وبالتالي هناك امكانية لإنهاء الخلاف على ما تبقى من نقاط».
وأكدت المصادر «أن تبريد الأجواء على طول الجبهة يمكن أن يؤدي إلى تسوية النزاع على النقاط المتبقية، وإذا تمكّن هوكشتاين من التوصل إلى تحقيق وقف إطلاق النار الذي بقي عالقاً ولم ينفّذ، كما نص عليه القرار 1701 من شأنه أن يسهم، مع إنهاء الأعمال العسكرية، في إضفاء المناخات الأمنية والسياسية للبحث عن حل لمزارع شبعا».
وأبلغ بو صعب «رويترز» أنه يعتقد أنّ توقيت زيارة هوكشتاين يشير إلى إحراز تقدم في جهود التوصل إلى هدنة في غزة «خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة».
وقال: «إذا حدث ذلك، أعتقد أنّ زيارة هوكشتاين هذه المرة ستكون ذات أهمية كبيرة لمتابعة الهدنة على حدودنا الجنوبية ومناقشة ما هو مطلوب للاستقرار وإنهاء إمكانية توسيع الحرب مع لبنان».
ووسط هذه التطورات الديبلوماسية، أطلت الكنيسة مجدداً بموقف واضح ضد زجّ لبنان في أتون المواجهات مع إسرائيل ما يؤدي الى خطر توسع الحرب.
ففي عظة الأحد، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: «نحن في لبنان يجب ألّا ينزلق أحدٌ بوطننا إلى الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشريد، من دون فائدة، ولقضايا لا دخل للبنانيّين عامّةً بها ولأهلنا في الجنوب اللبناني».
بدوره تساءل متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة: «أليس من الحكمة منع انزلاق لبنان إلى ما يشبه ما حلّ في غزة»؟