كتبت صحيفة “الشرق”: هي العودة الثانية الى بيروت بعد تعليق عمله السياسي، ستنجذب الانظار اليها على مدى اسبوع وتتخللها مراسم احياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري غدا الاربعاء. عودة افتتحها الرئيس سعد الحريري رسميا امس بزيارة الى السراي الحكومي، فيما تبقى سائر لقاءاته طي الكتمان حتى الساعة وموضع رصد لجهة طبيعتها ونوعيتها ومن ستشمل من السياسيين والديبلوماسيين وفي شكل خاص الخليجيين منهم، كونها تشكل مؤشرا الى الاتجاه الذي سيسلكه الحريري لناحية الاستمرار بتعليق عمله السياسي او العودة عنه انسجاما مع رياح التغيير التي هبت في المنطقة منذ 7 تشرين الاول الماضي، وما قد تحمل معها من تسويات ستلفح لبنان حكماً وتشكل بابا للعودة الحريرية اليه.
عودة الحريري
عودة الرئيس الحريري لاحياء ذكرى استشهاد والده في 14 شباط، تصدرت الحدث المحلي امس. وفي اول نشاط له في الداخل غداة عودته زار رئيسَ حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي عند الثانية من بعد الظهر. واقيمت للحريري فور وصوله مراسم الاستقبال الرسمية، ثم عقد الرئيسان اجتماعا في مكتب رئيس الحكومة. ورحّب رئيس الحكومة بالرئيس الحريري، وتمنى “ان تكون ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط مناسبة جامعة تؤكد وحدة اللبنانيين في وجه الاخطار المحدقة بلبنان”. بعد ذلك أولم الرئيس ميقاتي تكريما للرئيس الحريري في مشاركة الامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة.
اغتيالات؟
في المقابل، بقي التصعيد الاسرائيلي سيدَ الساحة جنوبا. في السياق، اعلن الدفاع المدني اللبناني عن سقوط 4 قتلى جراء قصف إسرائيلي على منزل في مارون الراس. واستهدفت مسيرة إسرائيليّة سيارة بالقرب من مستشفى بنت جبيل الحكومي في غارة ادت الى وقوع اصابات. واعلن الجيش الإسرائيلي “اننا استهدفنا بغارة سيارة في داخلها عناصر من حزب الله في منطقة مارون الراس جنوبي لبنان”. وقد افيد ان المستهدف مسؤول منطقة مارون الرأس بحزب الله محمد علوي بالغارة على بنت جبيل.. وشن الجيش الاسرائيلي غارة على بلدة طيرحرفا استهدفت منزلا في وسط البلدة، ما ادى الى اصابة شخصين بجروح إصابتهم خطرة، فيما تمكن عناصر جمعية “الإسعاف الصحي” من إجلاء ثلاثة مواطنين كانوا محتجزين في منزلهم جراء القصف الى منطقة آمنة. وتسببت الغارة ايضا بأضرار في عدد من المنازل، وعملت فرق الانقاذ في الدفاع المدني على رفع الأنقاض وسط تحليق مكثف للطيران المعادي في الأجواء. وكانت الاحراج في منطقة اللبونة في شرق الناقورة قد تعرضت لقصف مدفعي متقطع. واستهدف الطيران الاسرائيلي بلدة الجبين. وعلى الفور توجهت سيارات الاسعاف الى المنطقة. وتعرضت الخيام فوق منطقة الشاليهات لقصف مدفعي، واغار الطيران الحربي الاسرائيلي على البلدة. كما اغار على دفعتين على تلة العويضة بين كفركلا وعديسة قضاء مرجعيون، ولجهة الطيبة. وقصفت المدفعية الاسرائيلية اطراف بلدة الضهيرة.
شهيدان
من جهته نعى حزب الله “الشهيدين محمد باقر حسان وعلي أحمد مهنّا”، فيما اعلنت المقاومة الإسلامية عن استهداف التجهيزات التجسسية في موقع الرادار بصاروخ موجّه واصابته مباشرة.
الجهاد عند نصرالله
في المقابل، التقى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين زياد نخالة، حيث جرى استعراض المستجدّات في قطاع غزة والضفة الغربية ميدانيًّا وشعبيًّا وسياسيًّا، و”أوضاع جبهات الدّعم والمساندة الّتي يُقدّمها محور المقاومة في السّاحات المختلفة”. وأوضح “حزب الله” في بيان، أنّ “التّداول تمّ بالاحتمالات القائمة والتّطوّرات المتوقّعة، سواءً على مستوى الميدان أو الاتصالات السّياسيّة”، مشيرًا إلى أنّ “الجانبين أكّدا ضرورة الثّبات ومواصلة العمل بقوّة، لتحقيق النّصر الموعود إن شاء الله”.
خليل ومنصوري
ماليا، إجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير المالية يوسف الخليل وتم البحث في الأوضاع المالية والاقتصادية ومتابعة البحث الذي جرى في مجلس الوزراء بشأن العاملين في القطاع العام. كما اجتمع الرئيس ميقاتي مع حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري.
جلسة “مصرفية”
وليس بعيدا، وبعد توزيع مشروع القانون المتعلق بمعالجة اوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها على الوزراء، افيد ان الرئيس ميقاتي بصدد الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء وعلى جدول أعمالها بند وحيد وهو مشروع القانون المذكور وقد تُعقد ما بين ٢٢ او ٢٣ من الشهر الجاري.
الشماس
واستقبل الرئيس ميقاتي رئيس “تجمع الشركات المستوردة للنفط في لبنان” مارون الشماس الذي قال انه “تم البحث في ما تقرر في الجلسة النيابية الاخيرة لجهة اضافة بند على قانون الموازنة يقضي بإضافة ضريبة على الدعم تطال قطاعات عديدة”. وطالب الشماس بضرورة إعادة النظر في هذه الضريبة التي لا يحب أن تطال الشركات والمؤسسات التي عملت بشكل قانوني”.