كتبت صحيفة “الديار”: السياسة الداخلية في اجازة حتى اشعار آخر، والعقم الرئاسي مستمر الى ما بعد انتهاء الحرب الدائرة في المنطقة، وكل كلام آخر ليس سوى “ثرثرة” لملء الفراغ. فالعواصم الكبرى ودول الخماسية، تعد العدة لجولة جديدة من المباحثات، وقد يعود الموفد الفرنسي وكذلك القطري الى بيروت قريبا، لكن لا تعويل جدي على هذا الحراك، الذي يدور في حلقة مفرغة، كما يدور الحراك الداخلي ايضا، فلا السجال بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع سيؤدي الى نتيجة رئاسيا، ولا لقاء التعزية بين رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية مع قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، يمكن ان يصرف في اي مكان، ولا اللقاء العائلي في كليمنصو بالامس بين النائب وليد جنبلاط وفرنجية يمكن ان يكسر دائرة المراوحة، لان الرئيس السابق لـ “الاشتراكي” لا يزال يشترط دعم احدى الكتلتين المسيحيتين، ورفع “الفيتو” السعودي لدعم “زعيم زغرتا”، وهذا الامر غير متاح راهنا. ولهذا كل ما يقال “جعجعة من دون طحين”، بانتظار التحولات الكبرى في المنطقة، فيما الدولة التي تغرق “بشبر ماء” في موسم الامطار، تعالج مشاكلها بالترقيع.
المنطقة على “مفترق طرق”
على المقلب الاكثر جدية وخطورة، تبدو المنطقة على “مفترق طرق” بعد نحو مئة يوم على “طوفان الاقصى” وفتح جبهة لبنان المساندة للشعب الفلسطيني، فحكومة الاحتلال منقسمة على نفسها امام خيارات احلاها مر، فاما الذهاب الى صفقة شاملة مكلفة توقف الحرب، او تواصل حالة الانكار التي تبناها معظم الوزراء بالامس، ما يدخل الجبهات المشتعلة في دورة جديدة من العنف، يرتفع فيها النسق كمّا ونوعا، دون التزام بقواعد اشتباك محددة، خصوصا على الجبهة اللبنانية التي يدعم 63 في المئة من “الاسرائيليين” توسيع العمليات العسكرية فيها ضد حزب الله، وذلك على الرغم من اقرار قيادات امنية وعسكرية في الكيان، بانه يملك ترسانة ضخمة من المفاجآت العسكرية، وفي مقدمتها الطائرات المسيرة التي ستشكل تحولا استراتيجيا في الحرب اذا ما توسعت.
وفي هذا السياق، اقرت صحيفة “معاريف الاسرائيلية” ان عالماً بدون السيد حسن نصر الله، وإن كان أفضل، لكنه سيكون باعثاً على بعض السأم أيضاً. وقالت “في سن 63 وبعد أكثر من 30 سنة في منصبه، بدا الأمين العام لحزب الله الأذكى بين زعماء المنطقة، خطاباته مهمة محسوبة للفهم السياسي والحزبي، إلى جانب تنوع التفاصيل والأفكار التي نجح في خلالها تبرير دخول الحزب الى الحرب”.
افكار غامضة ووضع دقيق
ولهذا، تبدو المنطقة امام تحديات كبيرة في هذه المرحلة، لان على “إسرائيل” الاختيار بين مسارين متعارضين، اما الذهاب الى تسوية او الاستمرار في القتال في الشمال والجنوب. وقد وصفت صحيفة “يديعوت احرنوت” حالة التخبط داخل “الحكومة الاسرائيلية “بالقول” يجب الحذر من أوضاع مركبة غريبة عن المعايير المتبعة في الشرق الأوسط، وتفضيل القرارات الحاسمة حتى وإن كانت ثقيلة الثمن على قصص مفتوحة لا تنتهي، لان “الجمهور الإسرائيلي” لم ينتقل بعد من مرحلة الصدمة إلى مرحلة ما بعد الصدمة، في ظل علامات استفهام أمام أصحاب القرار، وبخاصة حين يطرح هؤلاء أفكاراً عامة وغامضة، لا تبعث على التفاؤل في ظل وضع دقيق ومعقد في المنطقة”.
“خطر” التخبط “الاسرائيلي”!
والتخبط في الشمال، يوازيه تخبط في الجنوب. وفي هذا السياق، كشفت وسائل اعلام “اسرائيلية”عن وجود انقسام داخل القيادة الأمنية والسياسية العليا في الحكومة، ولفتت الى انه على عكس ما يقال امام وسائل الاعلام، فان عددا من الوزراء مقتنعون بأنه لا مناص من دفع الثمن بعد مئة يوم من الحرب، لان الفشل الذريع “لاسرائيل” في 7 أكتوبر يلزم أخلاقياً بإصلاح كهذا، حتى بثمن الاعتراف بالفشل الذي معناه العملي الموافقة على انتصار “مؤقت” لحماس في الحرب. لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيجد صعوبة في الموافقة على مثل هذه الصفقة: أولاً لأنه سيكون هناك تنازل غير مسبوق إلى جانب الاعتراف بالفشل في الحرب. ثانيا ستؤدي هذه الخطوة وبمستوى كبير جدا، إلى انهيار الائتلاف وانسحاب الشركاء المتطرفين بن غفير وسموتريتش وحزبيهما، ولهذا يتملص نتنياهو ويطيل الوقت، ويوزع وعوداً عبثية عن الحرب حتى الانتصار كل يومين، فيما يرسل عبر الوسطاء رسائل ضبابية لحماس، تسمح بإبقاء مظهر من المفاوضات بدون أي تقدم حقيقي من أجل التوصل إلى صفقة، وهذا ما يضع المنطقة برمتها امام دورة عنف جديدة!
الاخفاق في تحديد “قواعد الاشتباك”
وفي سياق متصل، اكدت اوساط ديبلوماسية ان فشل مستشار بايدن لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين في مهمته الاخيرة في بيروت، والتي انتهت الى تأجيل البحث في اي تسوية الى ما بعد وقف الحرب، ليس مكمن الخطر، وانما الاخطر يبقى فشله في الزام الطرفين “بسقف” محدد من التصعيد، اي رسم “قواعد الاشتباك” ضمن خطوط معينة تضمن عدم التوسع في الحرب الدائرة الآن، وهذا الامر معطوف على فشل وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن في اقناع “الحكومة الاسرائيلية” بوضع استراتيجية “لليوم التالي”، اي استراتيجة الخروج من الحرب، وهذا ما شكل احباطا في البيت الابيض، وانسحابا مؤقتا للجهود الديبلوماسية، وهذا الامر مقلق، براي تلك الاوساط، يضع المنطقة ومنها الجبهة اللبنانية امام جولة جديدة من العنف غير المضبوط، قد لا تصل الامور الى حرب واسعة وشاملة، لكن ثمة مخاوف جدية من ارتفاع نسق القتال الى عنف شديد يتجاوز ما هو قائم حاليا، بهدف خلق وقائع ميدانية جديدة لمحاولة احداث خرق ديبلوماسي، وهو خطر استشعر به الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولهذا تعمد رفع سقف تهديداته عبر اعلان الجهوزية لحرب دون “سقوف”، اذا اختارت “اسرائيل” طريق التصعيد.
لماذا فشل هوكشتاين؟
ووفقا لاوساط سياسية بارزة، فان هوكشتاين كان قبيل وصوله الى بيروت، مقتنعا ان لا امكانية للتوصل الى تفاهمات حدودية قبل وقف الحرب في غزة، ولهذا لم يطرح اي مقترح محدد ازاء الحدود البرية، لكن البحث تركز على صيغة يحاول الجانب الاميركي الحصول على اجابات حولها، وتتعلق “باليوم التالي” لانطلاق المرحلة الثالثة في “الحرب الاسرائيلية” على غزة. وفي هذا السياق، طلب اجابات محددة من حزب الله عن الظروف التي قد تدفعه الى وقف النار جنوبا، وعما اذا كان يقبل صيغة مماثلة لوقف الاعمال العدائية، في القطاع، كما حصل بعد حرب 2006 على الجبهة مع لبنان.
لكن الثغرة الرئيسية كانت في عدم امتلاكه جوابا محددا وتفصيليا عما تعنيه المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، وعما اذا كانت شبيهة بما حصل بعد حرب تموز؟ ام انها مجرد “خديعة اسرائيلية” للتخلص من عبء الجبهة مع حزب الله. ولانه لم يملك الاجابات جاء الرد علنيا وواضحا ومحددا من السيد نصرالله، قاطعا الطريق امام اي “مناورة” اميركية – “اسرائيلية”.
واقع غامض على الساحة الشمالية؟
وفي هذا السياق، قالت صحيفة “يديعوت احرنوت الاسرائيلية” ان “المطلوب نظرة مباشرة إلى الواقع إزاء الساحة الشمالية، التي بقيت ثانوية على الأقل حتى هذه اللحظة، ولفتت الى ان احتمال إخلاء جنوب لبنان من قوات حزب الله حسب قرار 1701 بتسوية سياسية، مشكوك فيه. وبرأيها فان الاوضاع هناك مفعمة بعلامات استفهام، وتنطوي على تهديد ببناء واقع غامض تتواصل في إطاره مناوشة عسكرية، تمنع عودة السكان “الإسرائيليين” إلى بيوتهم.
فقدان الردع وجرأة حزب الله
في هذا الوقت، وفيما لا يزال كيان العدو يفرض تكتما شديدا على الأضرار التي لحقت بقاعدة “ميرون” الاستخباراتيّة، الواقعة على جبل الجرمق، والتي تعرّضت السبت قبل الماضي لهجوم نوعي من حزب الله، في سابقة لم تشهدها “إسرائيل” منذ إقامتها في العام 1948، اعترف الجنرال “الإسرائيليّ” في الاحتياط نوعام تيفون، في حديثٍ أدلى به للقناة الـ 13 “الاسرائيلية”، إنّ “قوّة الردع الإسرائيليّة دُمرت نهائيًا، قبل هزيمة السابع من أكتوبر وبعد اندلع الحرب”، لافتًا إلى “أنّ أعداء إسرائيل على جميع الجبهات لا يخشون من قوّة الجيش الاسرائيلي وقدراته”، وتحدث عن جرأة حزب الله، الذي حقق، حسب قوله، انتصارًا استراتيجيًا مهِّمًا، بطرده سكّان الحدود الشماليّة، حوالى مائة ألفٍ، وإقامة منطقة آمنة داخل “اسرائيل”، وليس في جنوب لبنان.
ما هو التهديد الاستراتيجي؟
من جهته، تحدث مؤسس مشروع منظومات الدفاع الجويّ “الإسرائيليّ” الجنرال احتياط عوزي روبين، عن خطر الطائرات دون طيّار التي تنتجها إيران، والتي يملكها حزب الله، وقال انها قلبت موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، وباتت تهديدًا استراتيجيًا يماثل تهديد الصواريخ الباليستية، وقد عمل حزب الله على تطويرها ما يزيد من خطورة تهديدها، والخطر يكمن في إمكانية شنّ غارات جماعيّة بأسراب متزامنة من مئات الطائرات، إنْ لم يكن الآلاف.
تغيير “قواعد اللعبة”
ولفت روبين الى انه لم يعد من الممكن النظر إلى الطائرات دون طيّارعلى أنّها أنظمة أسلحة ثانوية تُستخدم لـلمضايقة وجمع المعلومات الاستخبارية والردع، بل على العكس من ذلك فقد اصبحت نظام سلاحٍ رئيسي يُغيّر قواعد اللعبة من تلقاء نفسه، يضاف اليها بقوّة الجيل الجديد من الصواريخ والقذائف الايرانية الدقيقة.
ما عدد الطائرات لدى حزب الله؟
ونقل عاموس هارئيل، المحلل العسكريّ لصحيفة “هآرتس الاسرائيلية”، عن مصادر في القيادة العسكريّة العليا “لإسرائيل” قلقها من انتشار قدرات الطائرات دون طيّار الإيرانيّة، وأفاد موقع “القناة الـ 12” في التلفزيون العبريّ، بأنّه اضافة الى خطر الصواريخ المضادّة للدبابات وإطلاق الصواريخ، يتزايد تهديد آخر من الطائرات دون طيّار لدى حزب الله، اخطرها تعرض قاعدة القيادة الشماليّة لهجوم جوي. ونقل الموقع عن مصادر أمنيّة مطلعة في “تل أبيب”، ان حزب الله لديه أكثر من 2000 طائرة دون طيّار من جميع الأنواع، لأغراضٍ انتحاريّة وهجوميّة واستخباراتيّة، ومنها طائرات دون طيّاٍر صينية الصنع لجمع المعلومات الاستخبارية.
“مرصاد واحد” الاكثر خطورة
وأشارت المصادر الامنيّة المطلعة في “تل أبيب”إلى أنّه في البداية كان الأمر يتعلّق بالطائرات دون طيار التي تجمع المعلومات الاستخبارية، ولكن الآن، ولأوّل مرّةٍ، يعمل حزب الله أيضًا ضدّ “إسرائيل” كطائراتٍ دون طيّارٍ انتحاريّةٍ، ويتم تشغيلها ضدّ قواعد وتجمعات القوات الامنية والعسكرية. ولعل اخطرها مرصاد 1 يصل مداها إلى 120 كيلومترًا، وهي قادرة على حمل 40 كلغ من المتفجرات، وسرعة طيران تصل إلى 250 كم في الساعة. إضافة الى ذلك، هي قادرة على التحليق لارتفاع يصل إلى نحو10 آلاف قدم.
الحرب مستمرة جنوباً
ميدانيا، نفذ حزب الله 8 عمليات عسكرية ضد مواقع قوات الاحتلال الاسرائيلي التي واصلت الاعتداء على القرى الجنوبية، وقد استهدف القصف امس تلة حمامص في سردا وسهل مرجعيون. كما قصفت المدفعية “الاسرائيلية” أطراف بلدات الضهيرة ، الجبين ، طيرحرفا ، عيتا الشعب ، وحانين وشيحين، وعلما الشعب. واستهدف القصف المدفعي ايضا، بلدة رب ثلاثين وأدى إلى اندلاع حريق في أحد المنازل. كما مشط جيش الاحتلال الاسرائيلي بالأسلحة الرشاشة وبالقصف أطراف بلدة عديسة. الى ذلك رفع “الجيش الاسرائيلي” منطادا تجسسيا فوق موقع الضهيره، وهو مجهز بكاميرات مراقبة واجهزة رصد، وذلك بهدف تغطية منطقة الجليل الغربي بالمراقبة بعد الاضرار الجسيمة والفادحة، التي لحقت بمنظومته التجسسية المنصوبة في المواقع المقابلة للمنطقة المذكورة جراء صواريخ المقاومة التي عطلت مهمتها، وسمع دوي انفجار صاروخ اعتراضي معاد فوق الغندورية وصريفا ليلا.
المقاومة تستخدم مجددا “البركان”
وقد استهدفت المقاومة، تجمعًا لجنود “إسرائيليين” في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة الصاروخية، وموقع بركة ريشا بالاسلحة المناسبة، وأصيب اصابة مباشرة. واستهدفت المقاومة ايضا موقع المطلة وحققت فيه اصابة مباشرة. وبعد الظهر، استهدف حزب الله مرة جديدة موقع بركة ريشا بصواريخ بركان، وحقق فيه إصابات مباشرة. كما استهدف موقعي المالكية والسماقة بالأسلحة المناسبة وأصابهما إصابة مباشرة. ولاحقا استهدفت المقاومة انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع حانيتا بالأسلحة الصاروخية، وحققت فيه إصابات مباشرة.”.
تعديلات جوهرية على الموازنة
ماليا، عكفت “لجنة المال والموازنة” على انهاء البت بالمواد المعلّقة من موازنة 2024 وتجميع الأرقام التي أعادت اللجنة النظر بها. واكد رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان ان التعديلات ستؤدي الى نتائج تختلف عما ورد من الحكومة، والتعديلات على الموازنة تأخذ بالاعتبار رفض الضرائب المستحدثة، ورفض الرسوم المستحدثة، والتعاطي بمسؤولية مع انهيار سعر الصرف. ولفت الى انه ستكون هناك بشائر جيدة تتعلّق بالقطاع العام، كما الضرائب الملحوظة على القطاع الخاص، وسيكون هناك مؤتمر صحافي في اليومين المقبلين عن خلاصة التقرير النهائي. واضاف : نعيد توزيع الاحتياطي لأنه كما ورد من الحكومة ب 78 ألف مليار لا يجوز أن يبقى ، ونأخذ بالاعتبار إعادة توزيع اعتمادات وزارة الصحة على سبيل المثال بإضافة 10 الاف مليار على بند الأدوية ليذهب تحديداً الى أدوية السرطان”.
هل يعلن الاضراب في المدارس؟
تربويا، اعلن نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض تأجيل البت بقرار الاضراب الى اليوم، وقال ان الجمعيات العمومية في كل محافظات لبنان صوتت بالاجماع بنسبة 99 في المئة على توصية المجلس التنفيذي، والتي يفوض المجلس التنفيذي بإعلان الموقف المناسب اليوم، بعد الاجتماع مع وزير التربية بما فيه الاضراب. واشار محفوظ الى انه اذا لم يكن الاجتماع اليوم مفيدا ولم يعط نتائج وضمانات، بعد ان “مضت سنتان وأنا أسمع كلاما معسولا، وسنتان وأنا أعقد اجتماعات ونعقد اتفاقات ثم يعودون ويتراجعون عنها، اذا لم تكن هناك من ضمانات جدية ، فسأخرج من الاجتماع وأعلن الاضراب ابتداء من يوم الاربعاء”.