كتبت صحيفة “الجمهورية”: كلّ الملفات الداخلية مجمّدة حتى إشعار آخر؛ فلا مبادرات حقيقية في الوقت الحالي لإعادة تحريك الملف الرئاسي برغم ما يُقال عن هذا الملف في الداخل والخارج، ولا نوايا جدية لحسم موضوع التعيينات العسكرية، وبات الداخل اللبناني منضبطاً بالكامل على وقائع الميدان العسكري على حدود لبنان الجنوبية، التي بدأت في الايام الاخيرة تسلك مسارا تصاعديا يعزّز احتمال الحرب الواسعة. في وقت تتكثّف فيه التحذيرات الدولية من مخاطر إشعالها بالتوازي مع حراك ديبلوماسي دولي على اكثر من خط لاحتواء التصعيد، وكذلك الدعوات المتتالية الى تجنّب إشعال الحرب، وآخرها دعوة قداسة البابا فرنسيس الى «وقف إطلاق النار على كل الجبهات بما في ذلك لبنان».
وربطاً بهذا التجميد، حَسمت مصادر واسعة الإطلاع لـ»الجمهورية» انّه على الرغم من كلّ ما يقال حول أولويّة الملف الرئاسي، فليس في أفق هذا الملف ما يعوّل عليه لا من الداخل ولا من الخارج لتحريكه في اتجاه الحسم وانتخاب رئيس للجمهورية، حيث أنّ التطورات الحربية على حدود لبنان دفعت بهذا الملف مسافات بعيدة الى ما وراء الاحداث، وبالتالي ليس مطروحاً في هذه الفترة على مائدة الاولويات».
وفيما بَدا ممّا كشفته المصادر المذكورة أنّ إقامة الملف الرئاسي طويلة على رصيف الانتظار، ريثما تحين اللحظة التي يشعر فيها اللاعبون الداخليون والخارجيون على الحلبة الرئاسية بأنّ إعادة تحريك هذا الملف ممكنة عبر مبادرات وجولات ومشاورات مكوكية لموفدين فرنسيين او قطريين، فإنّ مصدراً حكومياً أكد لـ»الجمهورية» أنّ عدوى الانتظار قد أصابت ايضاً ملف التعيينات العسكرية التي رَحّلتها التعقيدات والنكايات الى أجل غير مسمّى». فيما قال مصدر وزاري مواكب لملف التعيينات لـ»الجمهورية»: حتى الأمس القريب كانت ثمّة محاولات لإنضاج هذا الملف، ولكن نتيجة للتعقيدات التي تحيط به تم تجميده، اسمع بعض الكلام عن أنّ هذا الموضوع سيطرح في جلسة مجلس الوزراء، لكن على حد علمي لا شيء ناضجاً حتى الآن حول هذا الموضوع، وما يجري البحث فيه حالياً هو محاولة الانتهاء من قانون موازنة العام 2024 قبل نهاية الشهر الجاري».
مخاطر الحرب
هذه الصورة الداخلية المشوّهة بالمشاحنات السياسية والمكايدات والمزايدات وبالامعان في تعطيل الملفات الاساسية، تعكس بلا أدنى شك انفصال مكونات التعطيل عن الواقع، في لحظة بات فيها لبنان معلّقاً بحاضره ومستقبله، بل بمصيره، بشعرة رفيعة فوق آتون حرب تتهدده، انطلاقاً من الجبهة الجنوبية التي تشهد غلياناً خطيراً، وكثافة ملحوظة في العمليات العسكرية والقصف المتبادل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، والذي بدأ يطال مناطق بعيدة عن خط الحدود.
فالميدان العسكري تتراكم فيه شرارات اشتعال الحرب الواسعة، عبر توسيع اسرائيل لدائرة اعتداءاتها، سواء باستهدافها المدنيين وأحياء البلدات الجنوبية بالقصف المدفعي والغارات الجوية والقنابل الفوسفورية الحارقة، او عمليات الاغتيال التي طالَت بالأمس قياديا ميدانيا بارزا في «حزب الله» هو الشهيد وسام حسن الطويل (جواد) في بلدة خربة سلم. ويتوازى ذلك مع ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية ضد «حزب الله» ولبنان، والتي تقابل فيها اسرائيل كل الدعوات الخارجية، لا سيما الاميركيّة، بعدم توسيع دائرة الصراع.
وكان الميدان العسكري قد شهد توترا متصاعدا منذ ساعات الصباح الاولى ليوم امس، حيث كثّف الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على البلدات اللبنانية، واستهدف بالقصف أطراف بليدا ومارون الراس، المدخل الجنوبي لبلدة الخيام بقذائف فوسفورية، بلدة العباسية، وأقامَ غارتين على خراج بلدة الوزاني، اطراف ميس الجبل، حولا، يارين، علما الشعب، كفر شوبا، غارة على اطراف الهبارية، جبل بلاط، مروحين، اطراف طير حرفا، الجبين، بيت ليف، راميا، عيتا الشعب، اللبونة، الناقورة، اطراف بلدة رميش. كذلك نفّذ غارة على احد منازل الضهيرة، و4 غارات على خلة وردة. وفي غضون ذلك، استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيّارة من نوع «CRV» في خربة سلم ما أدى الى استشهاد القيادي في «حزب الله» وسام الطويل الذي نعاه الحزب، وسيتم تشييعه في مجدل سلم عند الواحدة والنصف بعد ظهر امس.
وعلى أثر الاغتيال، نقل الاعلام الاسرائيلي عن مسؤول امني كبير بأنّ لدينا اشارات الى احتمالية اطلاق واسع للصواريخ الليلة رداً على عملية الاغتيال في لبنان.
في المقابل أعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع رويسات العلم، وموقع حدب البستان، وتجمّعاً لجنود العدو في محيط موقعَي جل العلام وشتولا. واعترف الاعلام الاسرائيلي بسقوط جريحين احدهما جندي. فيما اعلنت وسائل اعلام اسرائيلية عن سقوط صاروخ في مستوطنة كريات شمونة قبل 10 دقائق من وصول رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو إليها نهار امس.
من هو وسام حسن طويل؟
بعد اغتيال العدو للشهيد وسام حسن طويل ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية ان الطويل هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ على القاعدة الجوية ميرون يوم السبت. وانه من وجهة نظر الحزب ، هذه عملية إغتيال أخطر بكثير من عملية إغتيال صالح العاروري..
وذكر مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية أن المسؤول المستهدف كان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات حزب الله في الجنوب، وقد سقط إلى جانب عنصر آخر في حزب الله بغارة إسرائيلية.
وعرّفت مصادر أمنية أخرى تحدثت لوكالة رويترز، بأن وسام الطويل، الملقب بـ جواد الطويل، يتولى منصب نائب رئيس وحدة ضمن قوة الرضوان.
وأكّد أحد المصادر الأمنية لوكالة «رويترز» أن هذه ضربة مؤلمة للغاية لحزب الله، في حين قال مصدرامني آخر إن الأمور سوف تشتعل الآن..وذكرت الوكالة ان «الاستراتيجية الإسرائيلية الآن هي الانتقام من حزب الله».
الأميركيون يمنعون الحرب
على أنه بالرغم من هذه الاجواء الحربية، فإنّ الاجواء الديبلوماسية ما زالت تستبعد خيار الحرب. وبحسب معلومات موثوقة لـ»الجمهورية» فإنّ أحد كبار المسؤولين تلقّى من سفارة احدى الدول الكبرى في بيروت ما يفيد بأنّ احتمالات الحرب، ورغم ارتفاع وتيرة التوتر على جبهة لبنان، ما زالت ضعيفة. فواشنطن لا تريد للحرب أن تتوسّع دائرتها، بل تمنع حصولها، ولهذه الغاية تواصل ضغوطها وجهودها لاحتواء التصعيد خصوصاً على جبهة لبنان، وهذا الموضوع من ضمن جدول اعمال وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن، الذي سيطرحه في زيارته الخامسة الى اسرائيل».
يتزامن الحراك الاميركي مع تشكيك الصحافة الاميركية بنجاح اسرائيل في ايّ حرب مع «حزب الله»، وفق ما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» مستندة الى تقييم استخباري أميركي يفيد بأنّ «نجاح إسرائيل في حرب ضد «حزب الله» وسط القتال المستمر بغزة سيكون صعباً»، معتبراً انّ «حديث إسرائيل عن توسيع الحرب لتشمل لبنان يثير قلق الولايات المتحدة».
وفي سياق متصل، أعلن السفير الإيراني في سوريا حسين أكبري اننا «تلقّينا قبل 10 أيام رسالة أميركية عبر دولة خليجية تعرض تسوية بشأن المنطقة برمّتها»، لافتاً الى انّ «دولة خليجية سَلّمتنا رسالة واشنطن وأرسلت وفداً رفيعاً لطهران لمناقشة تفاصيل الرسالة».
وأوضح «انّ رسالة أميركا تضمنت عرضاً يبدأ بعدم توسيع دائرة الحرب كأرضية لحل أزمات المنطقة». واشار الى انّ «ردّنا على العرض الأميركي كان أن قرار حلفائنا السياسي مستقل ولا نقرر بدلاً عنهم، ولهم حق تقرير مصيرهم ومصير شعوبهم».
نعمل لحلٍ سياسي
وفي وقت يتواصل فيه مجيء الموفدين الى بيروت، حيث من المقرر ان تصل اليوم وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك ولقد سَبقتها أنباء عن أنّ في جعبتها مقترحا إسرائيليا بنشر قوات ألمانية بصلاحيات عسكرية على الحدود مع لبنان، كما يصل وكيل الامين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا، أكّد لبنان الالتزام الكلي بالقرار 1701.
وكشفَ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «اننا نعمل على حل ديبلوماسي للوضع في الجنوب مرتبط تطبيقه بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة».
وشدد على «أن المطلوب هو اعادة إحياء اتفاق الهدنة وتطبيقه وإعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجاً، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة». وكشفَ انّ مستشار الرئيس الاميركي أموس هوكستاين سيزور بيروت هذا الاسبوع، وسنبحث معه في كل هذه المسائل.
وأشار الى أنّ التهديدات التي تصلنا مفادها انه يجب انسحاب «حزب الله» الى شمال الليطاني، في الوقت الذي نشدّد نحن على أنّ هذا الامر جزء من البحث الذي يجب ان يشمل انسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي التي تحتلّها ووَقف اعتداءاتها على لبنان وخرقها للسيادة اللبنانية».
وأوضح ميقاتي «أننا تلقّينا عرضاً بالانسحاب الى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح حزب الله». وكشف انّ «هوكشتاين سيزور بيروت هذا الاسبوع، وسنبحث معه في كل هذه المسائل».
واشار الى أنّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل تحدث عن ضرورة التنَبّه لعدم توسيع الحرب. ونحن شدّدنا على أننا نمدّ أيدينا الى المجتمع الدولي سعياً لإرساء الاستقرار في المنطقة، واذا استطعنا تحصيل حقوق لبنان، فإنّ «حزب الله» لا هدف له الّا المصلحة اللبنانية.
المرّ
وفي السياق، زار دولة الرئيس الياس المر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع السابق، يرافقه النائب ميشال المر، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في السرايا الحكومية قبل ظهر أمس، حيث هنأاه بالسنة الجديدة وبحثا معه في المستجدات السياسية، والجهود المبذولة دولياً وإقليمياً ومحلياً لمساعدة لبنان في مواجهة التحديات، لا سيما منها الناجمة عن العدوان الاسرائيلي على غزة وجنوب لبنان.
جديد التهديدات
على أنّ هذه الجهود لاحتواء التصعيد، تقابَل بتهديدات اسرائيلية، جديدها جاء على لسان مسؤولين اسرائيليين يقولون انّ عمليات الجيش الاسرائيلي يجب ان تتحول من الدفاع الى الهجوم، وانّ الديبلوماسية لن تنجح مع «حزب الله»، وان «حزب الله» يجب أن يدفع ثمناً مؤلماً ويشعر بالضغط». كذلك على لسان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال زيارة له الى مستوطنة كريات شمونة قرب الحدود مع لبنان، حيث قال خلال تفقّده لواء «حيرام 769»: «إخترتُ القدوم إلى كريات شمونة في اليوم الذي نتعرّض فيه للقصف، بالنيران المضادة للدبابات. إنني أقدّر بشدة الخدمة التي تقدّمونها أنتم وأصدقاؤكم هنا لحماية حدودنا الشمالية ولإرسال رسالة إلى حزب الله».
اضاف: «سنبذل قصارى جهدنا لاستعادة الأمن في الشمال والسماح لعائلاتكم، لأنّ العديد منكم من السكان المحليين، بالعودة إلى ديارهم بأمان ومعرفة أنه لا يمكن العبث بنا. سنفعل كل ما يتطلبه الأمر. وبطبيعة الحال، نحن نفضّل أن يتم ذلك من دون حملة واسعة النطاق، لكنّ ذلك لن يوقفنا».
وقال: «لقد أخطأ «حزب الله» الحسابات في حقنا في عام 2006، وحتى اليوم هو يرتكب خطأ كبيراً في تقدير فعاليّتنا. لقد ظن أننا «شبكات عنكبوت»، وفجأة رأى، يا له من «عنكبوت». فهو يرى هنا قوة هائلة، وتوحيد شعب، وإصرارًا على القيام بكل ما هو ضروري لاستعادة الأمن في الشمال، وأنا أقول لكم: هذه هي سياستي. لقد ضربنا له مثالاً عمّا يحدث لأصدقائه في الجنوب (غزة) وهو ما سيحدث هنا في الشمال. سنفعل كل ما بوسعنا لاستعادة الأمن».
وكان نتنياهو قد أبلغ هوكشتاين أنّ «إسرائيل ملتزمة بإحداث تغيير جذري في الوضع الأمني على حدودها الشمالية مع لبنان، يجب استعادة الأمن على الحدود الشمالية حتى يتمكن السكان الذين تم إجلاؤهم من المنطقة، والذين يقدّر عددهم 100,000، من «العودة إلى منازلهم والعيش في أمان».
وفي السياق ذاته، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت «حزب الله» من مغبة الإصرار على عدم سحب قواته من الحدود في إطار اتفاق دبلوماسي، مؤكداً أنّ ذلك سيعني حرباً بالنسبة إلى اسرائيل.
وأشار غالانت، في حديث لصحيفة «وول ستريت جورنال، إلى أنّ مصدر قلقه المباشر الآخر هو الحدود الشمالية، حيث سيتمّ نشر أعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين في حالة نشوب صراع مع «حزب الله»، موضحاً أن «الأولوية ليست الدخول في حرب مع «حزب الله»، ويجب أن يتمكّن 80 ألف شخص من العودة إلى منازلهم بأمان»، مشيراً إلى أنه «إذا لم يتم التفاوض على اتفاق لجعل ذلك ممكناً من خلال انسحاب قوات الحزب، فإنّ إسرائيل لن تتراجع عن العمل العسكري».
وأضاف: «نحن على استعداد للتضحية، إنهم يرون ما يحدث في غزة، إنهم يعرفون أنه يمكننا إحداث ذلك في بيروت».
مستشفيات الشمال
واللافت في هذا السياق ما أوردته صحيفة يديعوت احرونوت، أمس، بأنه في حال اندلعت حرب في الشمال، فإنه من المتوقع أن يتم إجلاء الجنود الاسرائيليين عبر المروحيات الى مستشفيات وسط البلاد، حيث لن تتمكن مستشفيات الشمال من استيعاب عدد كبير من الجنود المصابين جرّاء القتال مع «حزب الله».
«حزب الله»: سقط العدو
الى ذلك، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: إنّنا الآن نشهَدُ السقوط التنازلي للعدو الإسرائيلي رغم الحماية الدولية لمشروعه ولكيانه».
أضاف رعد خلال الحفل التكريمي الذي نظّمه «حزب الله» للشهيد إبراهيم عفيف فحص في بلدة جبشيت: «العدوّ الإسرائيلي يهوّل علينا بتوسِعة نطاق الحرب وبالتهديد بأنه سيشنّ حرباً واسعة، وسيلجأ إلى الخيار العسكري إذا لم تنفع السّبل السياسية في تحقيق أهدافه ومآربه ومطالبه ومزاعمه وأوهامه التي يريد من خلالها أن يُهجّر أبناء الجنوب، وتأتي الوفود لتقنعنا بأنه يجب أن لا ندع فرصة لتوسّع نطاق الحرب».
وأكد اننا «لا نريد توسّع نطاق الحرب لكن نريد أن يتوقف العدوان، ولا أحد يبحث معنا في أيّ أمرٍ يتّصل بساحتنا اللبنانية قبل أن يوقِف العدو عدوانه». وسأل: «إذا لم تستطيعوا أن تمونوا على الإسرائيلي بأن يوقف عدوانه على غزة لماذا تأتون إلينا؟».
وختم قائلاً: «إذا أردتم حرباً واسعة تعتدون فيها على بلادنا فسنذهب فيها إلى النهاية. نحن لا نخاف تهديدكم ولا قصفكم ولا عدوانيّتكم، وحَضّرنا لكم ما لم تتوهّموه في يومٍ من الأيام».