كتبت صحيفة “نداء الوطن”: دخل لبنان على ما يبدو مرحلة حرجة جداً، ارتباطاً بالتطورات الميدانية والديبلوماسية المتلاحقة. وأتت المواقف التي أعلنها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس كي تحدّد معالم هذه المرحلة انسجاماً مع تحرك أميركي على أعلى المستويات من أجل منع انزلاق لبنان الى حرب تهدّده بها إسرائيل. وزاد حراجة الظروف التي ترافق مساعي الحل اغتيال إسرائيل قائد فرقة «الرضوان» النخبوية في «حزب الله»، كما قالت وكالة «رويترز». وهو حدث أمني وضع في مصاف اغتيال إسرائيل القيادي البارز في حركة «حماس» صالح العاروري في الضاحية الجنوبية قبل أسبوع.
ماذا في التحرك الأميركي الذي سيشمل لبنان وإسرائيل معاً؟ البداية من المعلومات التي رافقت وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تل ابيب مساء أمس في زيارته الخامسة منذ اندلاع الحرب في غزة. فقد أفادت بأنه انطلاقاً من بدء اسرائيل ما يشار إليه باسم «المرحلة الثالثة» من الحرب، سيسعى الوزير الأميركي كي تعلن الدولة العبرية بدأها رسمياً. وهذا الاعلان من شأنه أن يمنح الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصر الله «فرصة تهدئة الوضع، ما من شأنه أن يمهد الطريق لخطة المبعوث الرئاسي آموس هوكشتاين»، الذي سيزور بيروت هذا الأسبوع، كما صرّح ميقاتي أمس لقناة «الحرّة» التلفزيونية. وقال ميقاتي رداً على سؤال: «تلقينا عرضاً بالانسحاب الى شمال الليطاني، لكننا نشدد على الحل الشامل، ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح «حزب الله».
وأورد موقع «العهد» الالكتروني التابع لـ»حزب الله» ما أذاعته «القناة 12» الإسرائيلية أنّ بلينكن «سيجلب هذا الاقتراح المثير، من أجل إعطاء نصرالله، على ما يبدو، السُلّم للنزول».
ومن التطورات السياسية الى الميدانية، فقد أفادت «رويترز» أنّ إسرائيل اغتالت وسام طويل الذي كان قائداً لقوات «الرضوان» التابعة لـ»حزب الله»، وأكبر ضابط في «الحزب» قتل حتى الآن في الصراع، وهو لعب دوراً قيادياً في توجيه عملياته في الجنوب.
وقال مصدر أمني لبناني لـ «وكالة فرانس برس»، إنّ طويل «قتل بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته في بلدة خربة سلم» الواقعة على بعد حوالى 11 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.
ونشر الإعلام الحربي لـ»حزب الله «مجموعة صور لطويل يظهر في إحداها وهو يجلس الى جانب قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، وفي صور أخرى مع عدد من قيادات «الحزب»، بينهم أمينه العام السيد حسن نصرالله.
وفي سياق متصل، واستباقاً لمحادثات بلينكن في تل ابيب وزيارة هوكشتاين لبيروت، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت في بيان مشترك، أن الحرب في الجنوب في قطاع غزة، وفي الشمال على حدود لبنان «ستستمر شهوراً عديدة».
وخلال زيارة مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل قال نتنياهو لجنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي:»حزب الله» ارتكب خطأً كبيراً معنا عام 2006 وهو يرتكب خطأً الآن، لقد اعتقد أننا مثل شبكة العنكبوت».
أما وزير الدفاع غالانت، فقال إنّ المواجهات الحالية قد تؤدي الى تكرار حرب غزة في لبنان، وتحديداً بيروت، مستعملاً عبارة بالانكليزية:» copy-paste Gaza war to Beirut أي «نسخ ولصق» تلك الحرب.