كتبت صحيفة “اللواء”: تحولت الحرب الدائرة منذ اكثر من سبعين يوماً بين اسرائيل وحماس في غزة الى عامل مقرّر لمعظم التطورات في المنطقة، والحركة السياسية والدبلوماسية، وامتد الامر الى لبنان، حيث تتطور المواجهة العسكرية بكل ما هو متاح لها من اسلحة من صواريخ وطائرات ومسيرات وقذائف وعبوات ناسفة، مع اعتراف اسرائيل بالخسائر، ونعي حزب الله المزيد من الشهداء على «طريق القدس».
وهذا الموضوع كان على طاولة البحث بين وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ووزير الخارجية الاسرائيلي ايلي كوهين، قبل ان تنتقل اليوم الى بيروت، في اطار مهمة نزع فتيل توسع الحرب باتجاه لبنان.
ونسب الى كوهين مطالبته كولونا بالضغط لإجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني، من زاوية انه في حال اخفقت الدبلوماسية، فالحل باستخدام القوة العسكرية.
واعتبرت كولونا من قاعدة عسكرية قرب تل ابيب ان خطر التصعيد قائم، ولا مصلحة لاحد اذا خرجت الامور عن السيطرة، وطالبت الاطراف المعنية بخفض التصعيد.
التعازي بأمير الكويت
في هذا الوقت، كان لبنان الرسمي يقدم واجب العزاء لأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح بوفاة امير الدولة الراحل الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح.
وضم الوفد الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ونائبه سعادة الشامي.
واعتبر ميقاتي ان غياب الامير نواف يشكل خسارة ليس للكويت وحسب، بل للعالم العربي ولبنان، فهو كان خير داعم للبنان في المحطات الصعبة.
وكان لبنان اعلن الحداد الرسمي لمدة ثلاثة ايام حداداً، على الامير الراحل.
اشغالات الاسبوع
وبين المحادثات مع كولونا، واستكمال ملء الفراغ في المراكز الشاغرة في القيادة العسكرية، اذ ان الاتصالات تركز على تعيين رئيس لأركان الجيش، ومدعوماً من الحزب التقدمي الاشتراكي ومن آل عودة، بعد ترفيعه الى رتبة لواء، وتعيين مدير للادارة في الجيش.
الجلسة في موعدها، وسيطرح الرئيس ميقاتي من خارج جدول الاعمال تعيين رئيس للاركان، وينشط مسؤولو الحزب التقدمي الاشتراكي، لا سيما النائب وائل ابو فاعور في اجراء الاتصالات لتوفير ما يلزم لهذه الخطوة، «غير المضمونة بعد».
وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن أكثر من ملف يتركز عليه النقاش في الاسبوع الراهن بدءًا من زيارة وزيرة خارجية فرنسا مرورا بجلسة مجلس الوزراء وما تحمله من تعيين رئيس الأركان أو لا غدا، فضلا عن مباشرة التيار الوطني بالتحرك اعتراضا على تأجيل تسريح قائد الجيش. وفي هذا الملف، أكدت المصادر أن نواب التيار سيقدمون طعنا في المجلس الدستوري في اقرب وقت ممكن، ولفتت إلى أنه بعد قرار التمديد، والاتفاق الذي جرى ينطلق التيار في خطوة معارضة.
ورأت أن هذا الملف غير مرتبط بملف رئاسة الجمهورية الذي يحضر في لقاءات وزيرة خارجية فرنسا بالإضافة إلى تشديدها على ضبط التوتر.
اما بالنسبة إلى مجلس الوزراء فإن اتصالات تسبق انعقاده وفق ما علمت «اللواء» لمناقشة بنود ادرجت سابقا في حين أن طرح تعيين رئيس الأركان ليس واضحا بعد ما إذا سيكون في هذه الجلسة ام لا، مع العلم أن هذا التعيين بات شبه محسوم.
وفي اطار متصل، ينتظر التيار الوطني الحر صدور قانون التمديد سنة لقادة الاجهزة العسكرية والامنية ليتقدم بطعن فيه امام المجلس الدستوري.
وكرر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وصف ما جرى في المجلس النيابي في اطار التمديد لقائد الجيش وباقي قادة الاجهزة الامنية بأنه يدخل في «اطار استمرار المؤامرة».
الوضع الميداني
ميدانياً، لم تسلم القرى الحدودية من القصف المعادي والمتكرر، وصولاً الى العمق اللبناني، اذ اغارت طائرة معادية على نقطة في بلدة حومين التحتا، خارقة بذلك قواعد الاشتباك المتعارف عليها.
وتعرضت بلدة عيتا الشعب عصر أمس لقصف مدفعي اسرائيلي، وهناك معلومات عن وقوع اصابات.
كما تعرضت أطراف بلدة عيترون الحدودية عصر امس، لقصف مدفعي متقطع، مصدره المرابض الاسرائيلية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. الى ذلك، استهدفت مسيَّرةاسرائيلية منزلاً في عيتا الشعب.
وأطلقت مروحية معادية من نوع أباتشي، قرابة الرابعة و35 دقيقة من عصر امس، وفي عدوان متواصل، صاروخا موجها على بلدة عيترون، من دون الافادة عن وقوع اصابات.
واندلع اشتباك بأسلحة رشاشة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في مزارع شبعابعد ظهر امس واطلق صاروخ مضاد للدبابات تجاه موقع عسكري إسرائيلي على الحدود مع لبنان».
ورأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اننا ما زلنا في بداية الطريق، ولم نستخدم من جهزناه لحربنا ضد العدو الاسرائيلي، ولا يرهبنا تهويله ولا شعاراته التي يطلقها عبر سماسرة دوليين.
واعتبر الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان جنوب لبنان اليوم هو منطقة قتالية، موضحاً ان عناصر جيشه ستواصل استهداف مواقع حزب الله.
ونعى حزب الله 3 شهداء جدد على طريق القدس في المواجهات الجارية مع الاحتلال الاسرائيلي، وعلى طريق القدس الشهيد معن سرور (من بلدة عيتا الشعب) والشهيد حسن موسى الضيقة (من بلدة حزين في البقاع) والشهيد موسى محمد مصطفى (من بلدة بيت ليف).
واستهدفت المقاومة الاسلامية تجمع لآليات وجنود العدو في محيطق قرية هونين اللبنانية المحتلة، وثكنة أفيعيم بالاسلحة المناسبة وكذلك موقع الراهب، بالاضافة الى 7 مواقع اضافية.