نظم “اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية” لقاء بعنوان “رسل السلام“، تضامنا مع الاعلاميين الذين تعرضوا للاستهداف خلال معركة “طوفان الأقصى“، في صالة “السفراء” بفندق “كورال بيتش” بيروت.
حضر اللقاء ممثل وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري مستشاره مصباح العلي، رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، شخصيات سياسية وديبلوماسية وحقوقية وفكرية ودينية لبنانية وعربية، وحشد من الاعلاميين وممثلي وسائل الاعلام اللبنانية والعربية.
العلي
بعد آيات من القرآن الكريم والنشيدين اللبناني والفلسطيني، قال ممثل وزير الاعلام: “اسمحوا لي، أن أعبر عن بالغ سروري بالمشاركة في فعالية تضامنية تجمع هذا الحشد المتنوع، دعما للإعلاميين في فلسطين ولبنان تحت شعار “رسل الحقيقة“.
اضاف: “لقد بلغت الاعتداءات الاسرائيلية السافرة على الأطقم الإعلامية حدا لا يوصف من الوحشية، وهذا ليس غريبا على إسرائيل بعدم التزامها بالمواثيق الدولية طالما أقدمت على اغتيال متعمد للصحافيين في جنوب لبنان أو في غزة، الأمر الذي ينبغي مواجهته عبر إعلاء الصوت عاليا في المحافل والمنابر الدولية دفاعا عن قيم الصحافة النبيلة وعن الحرية، وهذا ما دأبت وزارة الإعلام القيام به منذ الاستهداف الأول واستشهاد الإعلامي المصور عصام عبد الله وشاء الله أن ينجو من كان معه من موت محتم، والاحتلال الإسرائيلي أكمل جريمته عندما كرر فعلته واستهدف فريق “الميادين” واغتال عمدا الشهيدة فرح عمر والشهيد ربيع معماري”.
وتابع: “ان هذا الجمع الغفير، الذي يكتسب أهمية كبيرة كونه لا يقتصر على المؤسسات الإعلامية، بل يضم النخب الثقافية والفكرية وممثلين عن جمعيات حقوقية ونقابات، وانتهزها فرصة كي أعلن بأنني أملك من الصلاحيات أن أتابع المسير وإعلاء الصوت حتى صدور إدانة واضحة وصريحة بحق إسرائيل على إقدامها عمدا لاغتيال الصحافيين الذين سقطوا على أرض الجنوب، شهداء أبرياء كانوا يقومون بواجبهم المهني”.
وقال: “كما لا يسعني إلا التوجه بالتحية والاكبار الى الصحافيين في قطاع غزة الذين استشهدوا في سبيل كشف حقائق الجرائم الصهيونية التي تستهدف الأطفال والنساء والعجز من المدنيين، هؤلاء هم فرسان الكلمة والصورة “رسل الحقيقة” وزملاؤهم يكملون المسيرة ويقومون بدور محوري ويستحقون كل الدعم والتضامن.“
اضاف: “يحاول الاحتلال الإسرائيلي فرض سردية خاصة حول عملية طوفان الأقصى في وسائل الاعلام، بحثا عن التعاطف الدولي الذي طالما شكل العمود الفقري للتوجه الإعلامي الصهيوني منذ نشأة الكيان عام 1948 وفق أساطير أرض الميعاد والوعد الإلهي، غير أن السردية القائمة والمعتمدة على قلب الحقائق وتظهير إسرائيل بأنها دولة تدافع عن حقها بالوجود اهتزت نسبيا حتى في عمق المجتمعات الغربية، وهذا انجاز يعود للدور الإعلامي الرائد الذي تقوم به مؤسسات إعلامية والتوجه الى العالم وإظهار الحقيقة كما هي، فإسرائيل دولة معتدية على شعب وأرض وتحاول تزوير التاريخ والعبث في الجغرافيا، وهذه مهمة تحتاج الى جهد تراكمي والى أداء إعلامي ذكي ومتطور حتى تحقيق الهدف المنشود”.
وختم شاكرا “الأمانة العامة في اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإعلامية على تنظيمها هذا اللقاء، وجميع المشاركين دفاعا عن الصحافة والصحافيين في سبيل القضايا المحقة”.
كريميان
بدوره، طلب الامين العام للاتحاد الشيخ علي كريميان “قراءة الفاتحة على أرواح شهداء المقاومة في فلسطين لا سيما الاعلاميين الذين سقطوا في غزة”.
وقال: “العالم اليوم يشهد على هزيمة الصهيونية، ومع استمرار المعارك سنشهد هزائم اخرى، وان صمود وصبر شعب غزة حولت الحرب الاسرائيلية عليه الى انتصار استراتيجي للمقاومة”.
اضاف: “ان الولايات المتحدة والغرب يسعون لاخراج الكيان الاسرائيلي الغاصب من المأزق الذي وقع فيه، والى إنقاذ هذا الكيان، لكنهم لن يصلوا الى اي نتيجة”.
وتابع: “اسرائيل فشلت في كل رواياتها خلال الحرب لتكون رواية المقاومة هي الرواية الاولى والحقيقية، ويمكن القول بشكل قاطع وجازم انه بمشاركة الاعلاميين والمؤسسات الاعلامية والجهد الكبير الذي يبذل بأن الرواية الاسرائيلية وصلت الى حائط مسدود وهي كسرت”.
حمد
أما عضو المكتب السياسي في القيادة السياسية لحركة “حماس” في غزة غازي حمد الذي خرج من القطاع قبل بدء الحرب بثلاثة ايام، فأكد ان “معركة “طوفان الاقصى حملت شرف الأمة ونبلها في هذه اللحظات الصعبة والقاسية، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع جريمة في التاريخ من بعد الحربين العالميتين”.
وشدد على انه “رغم سياسة الابادة والقتل والتدمير والتجويع الذي يمارسه العدو، فإن أهل غزة سينتصرون”، مبديا كامل ثقته بأن “المقاومة ستطفىء نار الحرب بسلاحها وصمودها ودمها، الى جانب صمود الاعلاميين الشرفاء الذين وقفوا الى جانب القضية الفلسطينية وحملوا في داخلهم كل المعاني الصحيحة والمعاني الواضحة التي لا تزور، فوقفوا مع الحق والحقيقة”.
ودان “مساندة الغرب لاسرائيل في اجرامها بحجة انها تحمي نفسها”، مثنيا على “عزيمة واصرار الشعب الفلسطيني رغم جبروت العدو واسلحته والدعم المقدم له”.
وقال: “شعبنا الفلسطيني اليوم يسجل انتصارا عظيما، وهو شعب إن لم يهزم فهو منتصر، ونحن على الارض منتصرون بمقاومتنا وبصمود الناس”.
اضاف: “الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يلام على كل ما يقوم به، والسبب الاول لما يجري هو الاحتلال الذي لا يفهم الا لغة القوة.“
وتابع: “ان معركتنا الاعلامية ضرورية وحاسمة لانها بدأت بتصوير حماس على انها داعش وبأنها معتدية وانها قتلت المدنيين واغتصبت النساء، حاولوا ان يسوقوا هذه الرواية في كل انحاء العالم ولكن بقوة ثباتنا وبقوة اعلاميينا استطعنا تغيير الصورة وقلبها رأسا على عقب”.
كلمتان متلفزتان
وكانت كلمتان متلفزتان لوزير الاعلام اليمني ضيف الله الشامي ورئيس الصحافيين العراقيين رئيس اتحاد الصحافيين العرب مؤيد اللامي، اللذين حيا الصحافيين الذين استشهدوا في غزة ولبنان، وأيدا المقاومة في البلدين.
بن جدو
من جهته، أعلن رئيس مجلس إدارة شبكة “الميادين” غسان بن جدو عن “تشكيل الشبكة العالمية الانسانية الشهر المقبل في إحدى الدول اللاتينية بهدف خدمة الانسان والدفاع عنه”، داعيا الجميع الى الانخراط فيها.
فرحات وحنفي
كما تحدث كل من مدير عام قناة “المنار” ابراهيم فرحات ومدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد) محمود حنفي.
تقارير
وتخلل الحفل عرض تقارير مصورة عن شهداء الاعلام في لبنان وآخرهم فرح عمر وربيع المعماري من “الميادين”، والصعوبات التي يتعرض لها الاعلاميون خلال تغطيتهم للحرب على غزة، ومشهدية رمزية لعدد من الاعلاميين والصحافيين تضامنا مع زملائهم الشهداء.
كذلك بثت رسالة من مراسل قناة “الجزيرة” في غزة وائل الدحدوح.