كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”: قصفت القوات الإسرائيلية بعد ظهر الأربعاء أطراف بلدات بليدا وعيترون وعيتا الشعب وراميا وميس الجبل في جنوب لبنان بالقذائف الفوسفورية والانشطارية. واستهدف القصف الإسرائيلي بالقذائف المدفعية آلية «بوكلن» في أطراف بلدة عيترون ما أدى إلى احتراقها. كما أدى القصف الإسرائيلي إلى اندلاع حريق كبير في منطقة بئر شعيب وتلة شعيب والمنطقة المتاخمة للحدود شرقي بلدة بليدا الجنوبية الحدودية.
وتم رصد تحليق مكثف لطائرات التجسس الإسرائيلية على امتداد الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل.
وفي البلدات اللبنانية البعيدة نسبياً عن الحدود تمكنت بعض المدارس من إعادة فتح أبوابها، بالتزامن مع ترقب واسع في لبنان لخطاب أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله يوم الجمعة.
وقالت مصادر في الجنوب لـ«الشرق الأوسط» إن بعض المدارس في البلدات غير الواقعة مباشرة على الشريط الحدودي، أعادت فتح أبوابها أمام من تبقى من التلامذة أو من عاد منهم إلى البلدات الجنوبية، لافتة إلى أن عدد الطلاب يقل عن 20 في المائة من العدد الإجمالي للمسجلين في المدارس التي أعادت فتح أبوابها.
وفي الحقول، انتشر المزارعون الذين توجهوا لجمع محاصيلهم من أشجار الزيتون، حسب ما قالت المصادر، لافتة إلى أن هؤلاء عادوا إلى القرى التي لا تقع مباشرة على الحدود، فيما لم يتوجه إلى تلك البلدات أي شخص ممن اعتادوا على زيارة بلداتهم في عطلة نهاية الأسبوع.
وقالت المصادر الميدانية إن هناك «عودة جزئية للمضطرين»، في إشارة إلى جمع المحاصيل أو متابعة الأعمال في المشاغل المهنية في البلدات، مثل ورش تصليح السيارات، أو محطات البنزين وغيرها، وهو أمر «لم يكن موجوداً في الأسبوعين الماضيين».
وساهمت طبيعة المعركة منذ مطلع الأسبوع، في بلورة هذا الواقع الجديد، إثر تراجع وتيرة القصف، من غير أن يتراجع تحليق الطائرات المسيرة التابعة للجيش الإسرائيلي في أجواء الجنوب. وبعد هدوء صباح وظهر الأربعاء، تجدد القصف الإسرائيلي بعد الظهر وطاول أطراف بلدات بليدا وعيترون وعيتا الشعب وراميا وميس الجبل، في جنوب لبنان.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن قواته هاجمت خلية حاولت إطلاق صواريخ مضادة للدبابات على الحدود اللبنانية. وأعلن الإعلام الإسرائيلي عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع على جبال «راميم» في الجليل الأعلى رد عليه الجيش الإسرائيلي بنيران المدفعية. ولاحقاً، توسّع القصف المدفعي الإسرائيلي إلى خراج بيت ليف وقصف على أطراف بلدتي رامية وعيتا الشعب.
وتسببت الحرائق التي اندلعت في أطراف بلدة بليدا بانفجار عدد من الألغام، إذ اندلعت النيران في المنطقة جراء قصفها بقذائف ضوئية من قبل الجيش الإسرائيلي وتسببت بحريق كبير.
وشكلت الحرائق المشتعلة منذ أيام في الأحراش المتاخمة للخط الأزرق خطورة لفرق الإطفاء بسبب القنابل العنقودية. وعرض وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن أمام الحكومة اللبنانية خريطة مواقع الغطاء الحرجي والنباتي والأشجار المثمرة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي بالفوسفور الأبيض المحرم دولياً منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لافتاً إلى أن الحرائق تجاوزت مساحتها الـ550 ألف متر مربع، وتخطت 40 ألف شجرة زيتون معمر، «خلال 130 حريقاً افتعله الجيش الإسرائيلي».
إلى ذلك، نصحت وزارة الخارجية الأردنية المواطنين، الأربعاء، بتجنب السفر إلى لبنان إلا للضرورة القصوى؛ «نظراً للظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة بشكل عام».