كتبت صحيفة “نداء الوطن”: شهدت الحدود الجنوبية أمس تصعيداً بدا معه أنّ المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل تمضي يوماً بعد يوم نحو الجبهة المفتوحة، وكانت نتيجة المواجهات سقوط خمسة قتلى لـ»الحزب»، فيما أعلنت إسرائيل جرح ثلاثة، اثنين من جنود الاحتياط في الجيش ومدني واحد. وفي موازاة ذلك، ظهر تحرك رسمي لملاقاة ملف النزوح من مناطق التوتر في الجنوب متزامناً مع تحذيرات خارجية، وآخرها تركية، من توريط لبنان في حرب جديدة مع اسرائيل.
بداية من التطورات الميدانية، نعى «حزب الله» خمسة من عناصره قتلوا في الجنوب، ما يرفع عدد القتلى في صفوفه الى عشرة منذ بدء التصعيد الحدودي. وأفادت معلومات أنّ عناصر «الحزب» الذين سقطوا أمس قضوا في قصف اسرائيلي لبلدة مارون الراس قرب «حديقة ايران» في قضاء بنت جبيل.
وفي السياق، لفت الصليب الأحمر اللبناني إلى أنّ 4 فرق توجهت إلى منطقة علما الشعب لنقل 4 جثث جراء القصف الإسرائيلي، وتردّد أنّها تعود لمتسلّلين فلسطينيين، على أثر محاولتهم استهداف الجدار الفاصل.
وأعلن «الحزب» تباعاً في بيانات منفصلة مقتل خمسة من عناصره، وقال إن كلاً منهم قضى «أثناء قيامه بواجبه الجهادي». وفي بيانات متلاحقة، أعلن «الحزب» أيضاً أنه استهدف سبعة مواقع عسكرية إسرائيلية على الأقل، بينها ثكنة برانيت، إضافة الى دبابة وآلية اسرائيليتين.
ونصحت دول عدة، بينها فرنسا وكندا وبريطانيا، رعاياها بتفادي السفر غير الضروري إلى لبنان، فيما أعلنت شركات طيران وقف رحلاتها إلى بيروت.
وغداة زيارة وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا للبنان، وصل أمس الى بيروت وزير خارجية تركيا هاكان فيدان. وخلال المحادثات التي أجراها مع المسؤولين، صرّح بأن اتصالات بلاده تتركز على «منع تمدّد الحرب الى الدول الأخرى، ولا سيما الى لبنان»، وقال: «نحن ندعم لبنان ونرفض زعزعة استقراره».
وفي إسرائيل، أفادت وسائل إعلام هناك، أنّ الجيش الإسرائيلي قتل أربعة مسلحين من «حزب الله» حاولوا التسلل إلى شمال البلاد عبر لبنان صباح أمس. ونشر لقطات تظهر طائرة بدون طيار تغير على الخلية. وبعد ساعات، قال الجيش الإسرائيلي إن صواريخ موجّهة مضادة للدبابات أطلقت من لبنان على مستوطنة المطلة، وهي واحدة من 28 بلدة يجلى سكانها من الشمال تحت التهديد المتزايد بالحرب. وأصيب ثلاثة أشخاص، اثنان من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي ومدني واحد. وأفاد المستشفى أن أحدهما، وهو جندي احتياط، كان في حالة متوسطة إلى خطيرة، بينما أصيب الرجلان الآخران بجروح طفيفة.
بعد ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن أربعة صواريخ موجّهة أخرى مضادة للدبابات أطلقت من لبنان، أحدها على موقع عسكري قرب بلدة مرغليوت الشمالية، واثنان قرب كيبوتس يفتاح، وآخر في بلدة زرعيت. كما أنّ عدداً من المواقع العسكرية الأخرى على طول الحدود اللبنانية تعرضت لإطلاق النار.
وفي فترة بعد الظهر، أطلق صاروخان من لبنان على شمال إسرائيل، ما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في مستوطنة كريات شمونة. وقال الجيش إنّ أحد «المقذوفات» اعترضه نظام الدفاع الجوي «القبة الحديدية»، بينما سقط الثاني في حقل مفتوح، دون التسبب بأي أضرار.
وأضاف إنّ القبة الحديدية اعترضت طائرة بدون طيار كانت متوجهة نحو المجال الجوي الإسرائيلي فوق الحدود اللبنانية.